المحرر موضوع: الحرية_لحسناء‬  (زيارة 485 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ميسون ممنون

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 2
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحرية_لحسناء‬
« في: 21:31 28/11/2018 »
الحرية_لحسناء‬


الكاتبة: ميسون ممنون حطاب

 
تم إلقاء القبض عليً, في ظروف غامضة, كما تحدثوا في الوكالات الخبرية, والمواقع الأجتماعية, لقد كان لي في تلك المواقع الكثير من الأصدقاء, منهم من كان كأخوتي الصغار, الذين يطيب لي تسميتهم الشباب, ومنهم من كان بمثابة أب أوعم أوعشيرة كاملة, في الوقت الذي لم يكن لي سندٌ ينازع من أجلي غير من ذكرت, إلا عائلتي البسيطة المُحبة المتكونة من أبي الموظف البسيط, وأمي ربة المنزل التي تزوجت بعمر صغير, والتي أعتبرها صديقتي المقربة الأولى, وثلاثة من الأخوة, أكبرهم في الخامس الأعدادي, وأصغرهم في الرابع الأبتدائي, أما أوسطهم, والذي كان أكثر من رأيت رجولة وثورية, على صغر سنه, فهو ما زال طالباً في الثالث المتوسط.
إتصل بي مهدي صديق الروح, وعلى عجالة قال: حسناء ( ح ننطلق بعد شوية ) فما كان مني إلا أن أرتدي زياً محتشماً ومتحفظاً أكثر من كل مرة, كعادتي في تلك الظروف تحسباً لأي طارئ, فلا بأس بالضرب, أو حتى القتل, لكن الأهم أن أكون محتشمة, فهناك من تثيره حتى الجثث الهامدة, ما قولك بمتظاهرة (بطرانة) .
خرجنا مرة ومرتين وثلاثة, لكن المؤلم بكل مرة, أن هناك من يعترض على خروجنا وأسبابه, حجتهم في تأنيبنا, إن ما نفعله لن يحرك شعرة من الفساد, وعندما يسمعون أصوات تصرخ يقولون: ماذا يردن المتحررات المتمردات, رغم أني لم أكن مع مجموعة لها أسم متحرر أو متمرد, لقد كنت فتاة من عائلة بسيطة, تحلم بوطن آمن, أثقلت كاهلها جثث الموتى, وقررت أن لا تجلس تنتظر إستلام جثث أخوتها من الطب العدلي, حيث كان إنفجار الكرادة هو القشة التي قصمت ظهر البعير, بتلك الفترة,  وجعلتها تصاب بهستيريا التظاهر, وقول كلا للفساد, وكلا لكل القتلة .
بعد مرور سنة على إلقاء القبض على حسناء, نعم أنا التي أحدثكم, وأهلي ما زالو يبحثون عني في مؤسسات نخرها الفساد, والناشطين ما زالو ينادون بأسمي, لقد تفاجئت لذلك كثيراً, حيث قاموا أيضاً بنشر هاشتاك بعنوان #الحرية_لحسناء, وفُتحت الكثير من أبواب البحث عني, لكن ما لم يكن أحد يعرفه, أنني بتت جثة راقدة في إحدى المقابر العامرة بالشهداء تحت المسميات كافة,  فكنت أنا تحت مسمى مجهولة الهوية, فقط صورتي المحفوظة في مكان ما تميزني, أرجوكم حاولوا البحث عني في قتلى ذلك التاريخ نفسه, تأريخ أعتقالي, وستجدوني, لا أعلم لما ما زلتم تبحثون عن جسدي, وروحي تحلق فوقكم .
أنا حزينة على فراقكم مرة, وعلى ألم مصيري المجهول بالنسبة لكم مرات, لكني بذات الوقت سعيدة قليلاً حيث أنا, ليس لأن الفساد أنتهى والعياذ بالله, لكن صوتي وأختفائي حرك المئات خلفي, من حيث يشعر أو لا يشعر قاتلي.