المحرر موضوع: القيادي في زوعا و مستشار محافظ نينوى، الدكتور دريد حكمت: "في عموم الشرق الأوسط... المسيحيون يشعرون بالأمان في إقليم كوردستان فقط"  (زيارة 1863 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37762
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


رووداو – أربيل

لم تعد محافظة نينوى وسهل نينوى الجنة التي كان يعيش فيها المسيحيون من قبل، فقد باتت الموصل جحيماً لا يريدون العودة إليه.

عندما سيطر تنظيم داعش في العام 2014 على محافظة نينوى، وضع أمام المسيحيين القاطنين فيها ثلاثة خيارات أن يسلموا أو يدفعوا الجزية أو يرحلوا عن الموصل، فاختار أغلبهم ثالث الخيارات، لكنهم مع ذلك لم يفلتوا من قبضة داعش سالمين.

ويقول مستشار محافظ نينوى لشؤون المسيحيين، الدكتور دريد حكمت، عن أوضاع المسيحيين: "إلى جانب تدمير آلاف من دور المسيحيين، في محافظة نينوى، دمر مسلحو داعش 120 كنيسة ومزاراً مسيحياً".

وحسب حكمت، فإن إعادة إعمار هذه الأماكن بحاجة إلى أكثر من خمسة عشر مليار دينار.

وعن عدد المسيحيين الذين قتلهم داعش، قال حكمت: "منذ وصولهم إلى الموصل وأطرافها، خطف مسلحو داعش مئة مسيحي من منطقة الحمدانية، نجا منهم عشرون فقط وقتل خمسة وخمسون، ومازال مصير خمسة وعشرين منهم مجهولاً حتى الآن"، وأضاف أن بعض هؤلاء المخطوفين نساء.

وعن مصير المفقودين الخمسة والعشرين، يقول مستشار محافظ نينوى: "بعد هزيمة داعش، سعينا كثيراً للحصول على معلومات، وظهر أن قسماً منهم نُقل إلى سوريا ونعتقد أنهم مازالوا في المدن السورية".
 
تفيد الإحصائيات غير الرسمية أن عدد المسيحيين في العراق في ثمانينيات القرن الفائت كان مليوناً وخمسمئة ألف، أغلبهم في بغداد، الموصل، دهوك، أربيل، كركوك والبصرة. لكن الحروب المتتالية في العراق أدت إلى تناقص أعدادهم بسبب هجرة الكثير منهم إلى أوروبا وأمريكا، وتبين الإحصائيات الحالية أن عدد المسيحيين في عموم العراق يتراوح بين 250 و300 ألف نسمة أغلبهم يعيش في مدن إقليم كوردستان.

وأشار حكمت إلى ضرورة بقاء المسيحيين في الموصل بالقول إن "الموصل مدينة هامة بالنسبة للمسيحيين، ففيها الكثير من الآثار المسيحية، لكن داعش دمر أغلبها".

بعد هزيمة داعش، عاد كثير من المسيحيين إلى ديارهم مفعمين بالأمل، لكن لم يمض وقت طويل حتى بدأت هجرة معاكسة، ويقول حكمت: "نصف المسيحيين الذين نزحوا إلى إقليم كوردستان، قرروا عدم العودة إلى الموصل، حيث أنهم وجدوا وظائف وسجلوا أولادهم في مدارس إقليم كوردستان".

وأشار إلى عدد المسيحيين العائدين إلى ديارهم بالقول: "عادت 16 عائلة مسيحية حتى الآن وأغلبهم عاد إلى الحمدانية، وعادت 40 عائلة فقط إلى مركز مدينة الموصل، لكن حياتهم هناك كانت صعبة للغاية، فاضطرت للعودة إلى إقليم كوردستان".

يعيش أغلب المسيحيين في سهل نينوى، وقد استعيدت مناطقهم من داعش منذ فترة ليست بالقصيرة، لكنهم مازالوا يعتبرون المنطقة غير مناسبة للإقامة فيها.

ويقول حكمت: "تضع قوات الحشد الشعبي في سهل نينوى الكثير من العقبات في طريق عودة النازحين، كما أنهم يعملون على تشييع المنطقة، ويحتلون ممتلكات المسيحيين ويقومون بتغيير سندات ملكيتها ويبيعونها لغيرهم. لهذا يستشعر المسيحيون الخطر ولا يعودون إلى ديارهم كما يجب".

ويرى مستشار محافظ نينوى لشؤون المسيحيين أن هناك "مؤامرة إقليمية" لتجريد وإخلاء الشرق الأوسط منهم، ويضيف "هناك مؤامرة إقليمية منذ عشر سنوات تستهدف مسيحيي الشرق الأوسط، في العراق، سوريا، لبنان ومصر، وحياة المسيحيين في خطر، وقد نبهنا الدول والمراكز العالمية بهذا الخطر، وأمريكا وفرنسا هما أكثر الدول تجاوباً لحماية مسيحيي الشرق الأوسط".

وقال أيضاً: "في عموم الشرق الأوسط، المسيحيون يشعرون بالأمان في إقليم كوردستان فقط".

شكّل الحشد الشعبي قوة مسلحة خاصة بالمسيحيين باسم "كتائب بابليون" يتولى مسؤوليتها المسيحي (ريان الكلداني)، لكن قسماً كبيراً من المسيحيين يقولون إن هذه القوة لا تمثل مسيحيي الموصل.

وكانت الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية قد أصدرت في وقت سابق بياناً بخصوص تلك القوة، أعلنت فيه: "لا علاقة لنا بكتائب بابليون ولا برئيسها، وهي لا تمثل المسيحيين. الممثلون الحقيقيون للمسيحيين موجودون في مجلس النواب العراقي".
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية