المحرر موضوع: لماذا يتجاوز الاعلام العراقي ماساة مسيحيي الموصل ويركز على امر العودة ؟  (زيارة 726 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامر ألياس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 380
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لماذا يتجاوز الاعلام العراقي ماساة مسيحيي الموصل   ويركز على امر العودة ؟
سامر الياس سعيد
بين الحين والاخر  تستاثر بعض الاخبار باهتمام  من جانب مواقعنا التي تلتفت للاكاذيب التي تمررها  بعض وسائل الاعلام العراقية  بشان عودة مسيحيي مدينة الموصل  الامر الذي يشكل محور اهتمام تلك الوسائل ممن يسعون لتغطية عودة مسيحي كمثال للجانب الايمن  واستئناف حياته فيها بغض النظر عن الاوضاع المزرية لتلك المناطق التي تقع في هذا الجانب  فضلا عن امور اخرى ينبغي الالتفات اليها وتاشيرها كمحور هام  من محاور  التركيز عليها بدلا من التمسك بامر العودة مهما كانت اشكالها او  متخذ قرارها  من جانب المسيحيين ..دعوني ابدا  من خلال انطباعات اهالي المدينة التي بقيت على حالها من خلال  عدم تجاوزها عدد اصابع اليد ممن تبغي تلك العودة او كما يؤكد بذلك العائد الوحيد من المسيحيين للجانب الايمن حينما قال بانه يشعر بكونه جزء من عائلة جاره المسلم لكن ماذا  بشان النخب الموصلية  التي يتوجب ان يكون لها موقف محدد من هذه العودة  والتي ساتناولها بشكل امثلة  مستقاة من تجربة شخصية لي  اردت من خلالها ان ارسم صورة عن انطباع الاخر حول المسيحيين لكن وجدت ومع الاسف ان هنالك ثمة واد يفصل بين المسيحي والاخر  خصوصا وان الاخر  ممن بقي في المدينة مسكون بضغط التخلي الحكومي عنه في ايام سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية  وبقا عيشه مرهون بالاساليب الجائرة التي كانت تقع عليه فضلا عن عدم تلمس اي تغيير ملحوظ  بعد التحرير بشان واقع المدينة ..لقد سنحت لي الفرصة في ان اكون على تماس مع ادباء وصحفيي المدينة في جلستين  تخصصت بمناقشة خطابات الكراهية قمت بادارتهما لحساب مؤسسة مسارات للتنمية  الاعلامية والثقافية  في مطلع خريف العام الحالي فوجدت ان انطباعات تلك الشريحتين نفسهما لم تؤثر في ما جرى للمدينة وللمسيحيين بوجه خاص  من ان يحولوا انظارهم لما جرى من سلب ونهب لممتلكات هذا المكون وطريقة الطرد الشنيعة التي تعرضوا لها والتخريب والعبث اللتان طالتا حواضرهما الدينية  اما التجربة الاخرى فهي دعوة لادارة ملتقى المسقى الثقافي  لي في ان اخصص محاضرة في الحديث عن البصمات المسيحية في المدينة  وكان ذلك في يوم السبت الموافق 24 تشرين الثاني (نوفمبر ) حيث التقيت بالصديق جنيد الفخري  ومعه الدكتور خليل الحلاوجي واقترحت عليه ان يقام على هامش المحاضرة حفل توقيع لكتاب الصادر مؤخرا بعنوان كنائس الموصل  التاريخ والالم كوني ارغب في ان اقدم مؤلفي بالدرجة الاساس لاهالي المدينة كون الشريحة الاغلب  لاتدرك قدسية تلك الحواضر ورغم تدمير اغلب تلك الحواضر فان الاهالي مازالوا  يرمون نفاياتهم بالقرب منها او هنالك ممارسات اخرى لاتقل بشاعة من جانب اخرين بحق تلك الحواضر برغم تدميرها وتدنيسها  وفي ذلك اليوم تم تحديد الاول من كانون الاول موعدا لتلك المحاضرة  لكنني تفاجات باتصال من الصديق جنيد  يعلمني فيها بثمة مخاوف من ما ساذكره في تلك المحاضرة من جانب احد النخب الموصلية مقترحا علي ان اغير الموضوع لتناول بصمات النقارين والبنائين  المسيحيين محددا موعدا اخر وهو يوم الثامن من كانون الاول  مشيرا بانه سيقوم بنشر  الاعلان الخاص بالندوة في موقع الملتقى على موقع التواصل الاجتماعي الخاص  بالملتقى لاتفاجا قبل نحو يومين وبدون اعلامي بالاعلان عن محاضرة اخرى  تتناول انتشار المخدرات بالمدينة وبعد يوم اتصل احد القائمين ليخبرني بتاجيل محاضرتي حتى مطلع العام المقبل  وهذا الاجراء بحد ذاته يشكل  نظرة اهالي الموصل تجاه المسيحيين والتي تتمحور نحو الاقصاء والتهميش  وقبل ان اختتم مقالتي لابد ان اشير الى ان العيش في الجانب الايمن في ظل  واقعه المدمر  مغامرة غير محسوبة العواقب فهل تشجع وسائل الاعلام من خلال تمرير مثل تلك الاخبار  المواطنين على العيش في ما يشبه واقعا يفتقر لابسط مقومات العيش من نقص الخدمات والمنازل الايلة للسقوط ورائحة الموت التي  تملا اغلب تلك الحواضر ..