المحرر موضوع: القديس قفريانوس هل كان منكيشياً؟  (زيارة 2670 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
القديس قفريانوس هل كان منكيشياً؟
بقلم / وردا أسحاق قلّو
كونوا قديسين لأني أنا قدوس " 1 بط 1: 16"
نقرأ في قصة الخلق بأن الله خلق الأنسان على صورته ومثاله ( تك 26:1 )
الأنسان المحدود الذي خلقه الله  لايصل إلى صفات الله الغير محدود ، كالأزلية ، والقدرة إلى الخلق ، ومغفرة الخطايا ، وغيرها ، بل خلقه على صورته في الطهارة والنقاوة ، وبهذا يصبح مماثلاً لصورة الله ، فعلى الأنسان أن لا يفقد نقاوته ، ليبقى جسده هيكلاً لسكنى الروح القدس ( 1 قور 16:3 ) . الأنسان يسوع المسيح كان صورة الله الغير المنظور ، فكيف يستطيع الأنسان أن يرتقي إلى تلك الصورة . عبّرَ الرسول يوحنا عن هذا الموضوع قائلاً ( كل من يعترف أنه ثابت في المسيح ، يلتزم أن يسلك كما سلك المسيح ! ) " 1 يو 6:2 "
فالنفس الأنسانية التي تريد أن تسلك سلوك المسيح ، يكون النسك ومهاجرة هذا العالم الطريق الأفضل للأرتقاء ، ولكي تجاهد الجهاد الحسن في طريق الروح ، وهكذا سيرتفع بنيان النفس ويكتمل ، وذلك بالتوبة أولاً ، وبالصوم ، والصلاة ، والسهر ، ونكران الذات ، وتمارين النسك بكل أنواعها ، والزهد ، والفقر ، والطاعة ، والعفة ، والدموع ، وأنسحاق النفس ، والصبر ، والأحتشام ، والتقشف ، والأنقطاع من الكلام بألتزام الصمت لفترات ، وذلك للتفرغ إلى التأمل في السماويات ، كما يقول الآباء القديسين إن للنفس الناطقة ثلاث قوى وهي،
 ( الشهوة والغضب والفكر ) ومنها تولد بقية القوى . ومن الأعمال التي تصون النفس عن الخطيئة  هو الأعتزال عن الناس لأجل الأخلاء في الصوامع والأحتباس فيها ، وعدم مخالطة العالم إلا لغاية الخدمة والتبشير ، هكذا يطهر العقل والفكر الذي يسعى نحو الخلاص . حصر الطوباوي مرقس الناسك هذه الممارسات بثلاث أبواب من النسك ، وهي ( الصلاة بدون أنقطاع – تطهير الأفكار – تحمل المصاعب ) فإذا صعدت النفس هذه المدارج ، أصبحت منزلاً للروح القدس ، وقمعت الأهواء ، وتسامت عن الجسد ، وسيطرت عليه . وأضحت كالفارس الشجاع يطارد الأهواء وتطأ الشهوات . وكالأجيج تضطرم بمحبة الرب وتحرق كل شىء يعترض سبيل المسيح الوهاج . وهكذا تمتلىء النفس من محبة القريب التي منها تنتج محبة الله  ، وحسب قول الرسول يوحنا  " طالع 1 يو 4: 20-21 " . فمحبة الله تبدأ من محبة البشر فتحطم النفس المحبة شِباك المجرب ، وتبطل حيّلِه بالتجائها إلى القوة الإلهية الخفية فيصبح جسد ذلك الأنسان مسكناً للمسيح ، ولأبوه ، وروحه القدوس ، ليصبح ذلك الأنسان في عالم آخر ، في الملكوت الذي يبدأ من هنا ، من داخل الأنسان يبدأ الملكوت . أجل رغم كون الجسد في هذا العالم ، فالعقل ينغمس في خفاء الروح لينسى العالم وما فيه ، وقد يعتريه الذهول عدة أيام دون أن يشعر ، وذلك بأنخطاف الروح من الجسد لكي يعيش مع السماويين ، او السماويين معه على الأرض ، وكما حدث مع قديسين كثيرين كالأنبا سوسائيس الذي حينما قرع تلميذه الباب ليدخل عليه ، صرخ عليه قائلاً ( أهرب يا أبراهام ولا تدخل إلى هنا ، فليس هذا المكان خالياً ) وهذا حدث مع الآخرين كالقديس فرنسيس الأسيزي . نعلم من هذا ، أن المرء إذا تنقى ذاته من الأهواء الخارجية والداخلية وصار تصرفه فوق الطبيعة ،
فإلى هذه المراتب ، وإلى هذا المجد أرتقى الكثيرين إلى مصافى القديسين حيث حلقوا فوق العالم بأيمانهم وأعمالهم ، هؤلاء الذين نروم التطرق إلى قصصهم ومنهم القديس الربان قفريانوس . هذا الراهب الذي شيّدَ الرب على يده ديراً مقدساً في نحو نهاية حياته في مقاطعة بيرتا الواقعة في بلاد مركا. تدعى ( بيث مغوشي ) , هذا ما نقرأه في كتاب . .
علق الأب ألبير أبونا في حاشية  الصفحة ( 260 ) فكتب ( لا نعرف موقع قرية " بيث مغوشي " بالتأكيد ، إلا إنها في منطقة بيرتا ، أي في مركا الغربية ، وهنا ما يميزها عن بيث مغوشي أخرى تدعى الآن مانكيش مركز ناحية الدوسكي ) .
نقول : تعليقه هذا هو أعترافه بعدم التأكد من الخبر ، فقال ( لا نعرف موقع بيث مغوشي بالتأكيد ) والغريب أنه يؤكد فيقول ( إلا إنها في منطقة بيرتا أي في مركا الغربية وهذا ما يمييزها عن بيث مغوشي أي " مانكيش " ) . نقول للأب الفاضل ، أين الدليل ، وأين البرهان ، وعلى أي مصدر أعتمدت ؟ كما نسأله قائلين وهل يوجد ( بيث مغوشي أخرى غير مانكيش دوّنت في المصادر ؟ ) أضافة إلى هذا يضيف قائلاً ( أن هذا اللقب "مغوشي " أطلق عليها لميل أصحابها الأولين وسكانها إلى المجوسية ) نقول فعلاً كانت بيت مغوشي الحالية " مانكيش " تؤمن بالمجوسية قبل أيمانها بالمسيح . فكنيسة مانكيش الحالية التي تم تجديد بنائها ما بين سنة 1928 – 1933 وجدوا في أساسها آثار تدل على أن الكنيسة قد بنيت على معبد مجوسي .
بمكن القول إنها تعد من المناطق الأولى التي انطلق منها التبشير لنشر المسيحية في بلاد النهرين . وذلك لوجود إشارات تاريخية على مرور مار توما في منطقة مانكيش .
ولمار توما صومعة جميلة باسمه في جبل مانكيش ، بل أجمل صومعة بين صوامع جبل مانكيش المنحوتة من قبل نحاتين محترفين نحتاً هندسياً غائراً دقيقاً  . فبعد التسلق على الصخرة وعلى أرتفاع متران نصل إلى الباب الذي أرتفاعه 80 سم وعرضه 50 سم . نجد في الداخل فسحة مربعة للجلوس ، وحولها من الجهات الثلاث يوجد ثلاث مقاعد على شكل أسرة حجرية في نهايتها مخدة حجرية ، وبعد كل سرير تأتي حجرة منحوته  على شكل قوس ، كانت تستخدم لوضع الأمتعة ، وبعدها تأتي حجرة أخرى صغيرة كانت تستخدم لوضع الكتب المقدسة . الصومعة منحوتة نحتاً هندسياً دقيقاً في داخل صخرة ضخمة وعالية وأمام الصومعة قوس حجري يحمي  الصومعة من دخول الأمطار والثلوج ، وتحته مساحة كبيرة للجلوس . ، الآن تستخدم كمزار لأستقبال المؤمنين والواقعة في منتصف سفح الجبل مقابل بلدة مانكيش ،  وقد تم تشييد جسر مؤخراً على نهر مانكيش مع فتح طريق للسيارات للوصول إلى ذلك المزار
صومعة مار توما في جبل مانكيش /الصورة منشورة على غلاف مجلة الفكر المسيحي / أنقر الرابط
http://www.m5zn.com/newuploads/2018/12/06/jpg//m5zn_743efba557c5733.jpg

 الباحث الفرنسي ( بيير بيرييه ) وهو عضو الأكاديمية العلمية الفرنسية – باريس . قدم بحثاً بعنوان ( توما الرسول ، اول مبشر بالمسيحية في الصين ) ذكر هذا الكهف في تقريره ، قال ( أما توما فلديه بأسمه كهفان واحد في الصين ، وآخر في شمال العراق في قرية مانكيش ، منطلقه لتأسيس كنيسة نينوى ) أي من مانكيش أنطلق التبشير إلى سهل نينوى  ، وهذا هو رأي مترجم المقال المنشور في مجلة الفكر المسيحي العدد ( 477-478 ) عام 2012 والذي زار الكهف وصوره ونشر صورة الكهف إلى جانب المنحوتات الصينية في كونغ وانغ شان التي تعود إلى القرن الأول للميلاد . تم نشر هذه الصور في غلاف المجلة الخلفي  ، وأضاف المترجم الذي لم يكتب أسمه وعلى الأكثر هو رئيس تحرير المجلة " المطران يوسف توما " كتب في حاشية الموضوع ما يلي ( يعني إسم مانكيش بالآرامية "  ذاك الذي لمس "  ) وهذا تفسير ثاني ( مَن كشلي ) أي ( من لمس ) والمقصود هو مار توما الذي أراد لمس جروح المسيح مقابل أيمانهِ ، قد يكون أسم منكيش مشتق من هذا التفسير  . وقد وضح الدكتور عبدالله رابي هذا التفسير في كتابه ( منكيش بين الماضي والحاضر) ، فقال : قد يكون الأسم مشتقاً من ( منكيشية ) أو ( منكاش ) الكلدانيتين ومعناهما ( الذي لمسه ) كناية عن ( مار توما ) متلمذ المشرق الذي لمس جروح المسيح وجنبه المطعون إذ يوجد جوار القرية دير وكنيسة على أسم مار توما في لحف الجبل الواقع جنوب مانكيش ويبعد زهاء نصف كيلومتر .. ( صحيفة 25 ) 
 كذلك نلتمس من كتاب الرؤساء الذي تناول قصة هذا القديس بأن قرية هذا القديس قد خربت قبل عودته إليها من بلاد اليونان ، هذا الخبر أيضاً يخدم صحة كون قرية القديس هي " مانكيش الحالية " وذلك لأن أهل مانكيش لحد اليوم يعتقدون بأن قريتهم قد هاجروها لفترة فتركوها خراباً وقبل رحيلهم منها وضعوا لهم على قمة الجبل المقابلة للقرية نصب من الصخور لكي يبقى لهم دليلاً بعد العودة  ، أنه نصب كبير من صخور ضخمة وضعوها على بعضها  فتكون منها شكل أنسان نصفي تجريدي يشبه الأعمال النحتية التجريدية . وما يزال النصب في مكانه ، ويسمى ب ( قطرا ددِكر ) أي " صخرة الذكرى " ، ويقتنع كل من يشاهده عن قرب بأن العمل ليس طبيعياً بل مصطنعاً . 
كما أضاف لنا كاتب القصة ، فقال ( أتوا إلى ربان برجل من قرية شمرخ جربه الشيطان وقد مزق جسمه بعضات ، وهذا شفي بسهولة بصلاة الربان . وعاد إلى بيته مسروراً بمجد الله ) علق الأب ألبير في الحاشية على قرية شمرخ ، فقال ( لا تزال " شمرخ " معروفة بهذا الأسم ، وهي في وادٍ يقع جنوبي مانكيش خلف الجبل ، وفي هذه القرية دير مار أبراهام الذي لا تزال بقاياه ظاهرة إلى اليوم ) ردنا :  أجل يوجد قرية خلف جبل ، مباشرة خلف الكلي الموجود فيها الكهف وفيها آثار للدير ، بل أسم القرية الكردية المؤسسة على ذلك المكان تسمى الآن( ديره ك شنك ) أي دير النساء ، والمقصود دير الراهبات . لكن أسمها القديم كان ( شمرخ ) . وبقرب قرية ( ديره ك شنك ، أي شمرخ ) يوجد نهر صغير يسمى لحد الآن ب ( نيرا دشمرخ ) أي ( نهر شمرخ ) بأسم القرية القديم .
 كتب الدكتور عبدالله رابي في كتابه المذكور أعلاه ص60 بأن في ذلك الدير الواقع خلف جبل منكيش  كان للناسك ( مار أبراهام ) الذي يقع في ( شمرخ ) خلف الجبل ، وكان يعمد المؤمنين القادمين أليه . أدلة كثيرة في كتاب المرجي تثبت بأن ( بيث مغوشي ) هي منكيش الحالية  لوجود العديد من مواقع القبور التي يتم الدفن فيها على الطريقة المجوسية في عقارات القرية من جميع جهاتها. ولهذه الأسباب يقول الدكتور عبدالله رابي في نفس الكتاب ، يحتمل أن يكون الطوباوي ( قفريانوس ) من بيت مغوشي  التي شيدَت على آثارها منكيش الحالية .  وأنا أقول : إذا كانت منكيش هي المقصودة ، إذاً قد يكون هذا الراهب القديس أول من أسس الرهبنة في جبل مانكيش الملىء بصوامع الرهبان وصهاريج منحوتة لخزن المياه

نبذة قصيرة عن سيرة القديس
ولد القديس قفريانوس في بيث مغوشي من أبوين مؤمنين قاما بتربيته تربية حسنة فبذلا جهدهما في تعليمه ، ففي مدة وجيزة أنهى المزامير والتعليم الذي يلقى للأولاد في كنيسة قريته . وعندما بلغ سن الشباب ، أختار طريق الروح فشاء أن يقدس نفسه لعمل الرب ، وأن يسير في سبل النسك والطهارة . فرحل إلى المدرسة المقدسة التي في قرية ( مقبثا ) التي كانت في غاية الأزدهار، وهي من المدارس التي اسسها الطوباوي ربان باباي الملفان ، وكل تلك المدارس البالغ عددها 24  تقع ما بين جبل عقرة والزاب تسمى بلاد مركا شكلها الجغرافي مثلث متساوي الساقين قاعدته نحو الشمال فس سلسلة جبال العقرة وراسه في ملتقى الزاب مع نهر الخازر  ( طالع نقاط حاشية ص 127 من كتاب الرؤساء ) . أي أن مركا ليست قرية مركا الواقعة الى شمال شرق زاخو .
لم يذكر المرجي زمن ولادة قفريانوس ، لكن المدرسة التي أسسها الطوباوي ربان باباي الذي ولد في قرية ( جبيلتا ) الواقعة في مقاطعة بيث كرماي شرقي دجلة وشمال تكريت . وقد أستملكها الخليفة المتوكل لأنجاز مشروع النهر الجعفري في سنة 860 م أي أقل من عشر سنوات بعد تأليف كتاب الرؤساء من قبل توما المرجي ( طالع الحاشية رقم "1 " ص 125 الرؤساء )  .أي ان القديس قفريانوس قد عاش في القرن التاسع الميلادي .أما رأي الدكتور رابي في كتابه ( منكيش بين الماضي والحاضر ) ص 62 ، فيقول ( لم يحدد المرجي  الزمان الذي عاش فيه قفريانوس بدقة  - بينما يشير الأب ( ألبير أبونا ) مترجم الكتاب إلى العربية في الهامش أعتماده على أن حوادث حياة قفريانوس جرت في أشد مراحل الخصام بين النساطرة والأرثوذكسيين ، اي منذ القرن الخامس الميلادي ) ،.

بعد أن نال قفريانوس  قصداً من الثقافة في علم الأسفار المقدسة ، وفي كتب التدبير الألهي وشروحها ، كان مختاراً من قبل الله ليكون فاعلاً ومقرباً منه ، وعلة فوائد كثيرة لدى تحقيق الهدف، كما كان صموئيل وأرميا وبقية القديسين ، فلما بلغ سن الرجولة ، لم يدع الله العالم بالأمور الخفية  والمستقبلية ، والمشرف على أدارة الأمور كلها ، أن يصبح ذلك الشخص المستحق الطوبى حصة العالم . بل أضرم قلبه بمحبة أقوى من النار التي دفعته إلى أورشليم لرؤية البلاد المقدسة حيث أظهر المسيح للبشر التدبير الذي حققه بحسب الجسد لأجل خلاصهم .
عقد قفريانوس العزم ، وكفر بالحب العالمي وبمحبة الآباء والأخوة والقرابة ، فحمل الكتاب المقدس وأنطلق ببسالة ، يقطع الطريق ويجتاز المراحل وكأنه سائر بلهف على بيت والده الذي لم يره منذ عهد بعيد . ولما وصل أورشليم ، سجد في الأماكن المقدسة كلها ، في موقع عماد الرب في نهر الأردن ، والهيكل ، والجلجلة ، والقبر ، والعلية ، وجبل الزيتون ، وهذه الأماكن التي فيها تم خلاص جنسنا بواسطة أبن جنسنا الأله . أبتهجت نفسه وروحه واستراح من تعبه ومن جهد الطريق ، فشكر الله الذي مداه الرجاء به إلى السير لرؤية تلك الأماكن التي وطئتها قدماه المخلص ، ومن هناك تابع السير إلى جبل سيناء حيث قدم الشكر للرب كعطور ذكية الرائحة في المغارة التي سكنها النبي موسى والتي فيها أوحى الرب أليه خلقة العالم . وهناك كلم الرب أيليا النبي ، فأشرق الرب نوره على عقل الشاب القديس قفريانوس وأعده للتقدم بأطراد في طريق لا شائبة فيها . ومن هناك أنطلق إلى الأسكندرية ، ومنها إلى برية مصر حيث مكث مدة كان فيها يتردد على الأديرة ، وهناك سجد عند مراقد القديسين انطونيوس  وفاخوسيس وأواخريس وأرسانيس ومقاريس وسرافيون النساك الأبرار . فأكتسب قدوة ومثالاً صالحاً من منظر القديسين هناك وأتعابهم . وكالنحلة الفطنة التي تقيم في خليتها شهداً من العروق والأعشاب ، وبعد أن توغل في الحياة الرهبانية واندمج في سلك النساك الطاهر في أحد الأديرة ،  هناك أشتغل في الجمعية حسب قانون الآباء ، مكث في ذلك الدير زماناً معيناً ، ففكر هذا اناء المصفى في أن يصبح ناسكاً . 
أنتقال القديس من برية مصر إلى جزيرة في بلاد اليونان
سمع قفريانوس أن في بلاد اليونان جزيرة يتوفر فيها الهدوء والنخيل والأشجار للقوت ، وفيها لا يحتاج إلى خدمة أحد . فطلب إلى بعض التجار فحملوه في سفينتهم وأوصلوه إلى هناك . ولما دخلها شكر الله لأنه هيأ له المكان وسر به وأحبه وأعتبر نفسه كأنه في جنة عدن . فكان السكوت يربي الصوم والصوم ينمي الصلاة والخدمة ، ومنها انبثق الأبتهاج والتضرع اللذان كان يصعدهما ليل نهار على من أحبه ، فطاف البحر والبر في سبيل تكميل إرادته بالتجرد عن كل شىء . مكث هناك زمناً طويلاً بدون أن يعرف به أحد وهو يطوف في ذلك القفر ويتمرس بضروب الجهاد الذي تقتضيه  السيرة النسكية ويقتات بكمية ضئيلة من التمر والحشائش التي يأخذها من الأرض وتحمل هذا البطل الصنديد من الجهادات القاسية والضيقات من أهواء الجسد ومكر الأبالسة الماردين ، هناك اختبر العزلة والزهد وصعوبة ومرارة النسك وبطش الأعداء الذين يهاجمون المتوحد المسكين والمرارة التي يتجرعها ليل نهار مع دموع عينيه ، جهاده ليس ضد اللحم والدم كما قال الرسول بولس ، بل ضد الرئاسات والسلاطين وولاة هذا العالم ، عالم الظلمة والأرواح الشريرة التي تحت السماء ، شرع ينتصر في البرية ويتربى في الضيقات فيذوي الجسد ويضعف وتستنير النفس وتتلألأ لأقتبال غنى الأمجاد . قضى هناك سنين عديدة لوحده ، ذات مرة قوم من التجار اللذين تفككت سفينتهم لجأوا إلى الجزيرة وألتقوا به ، وكانوا قد سمعوا عنه من الذين أتوا به إلى هناك ، تبارك ذلك القوم بالقديس الذي كانوا يفتشون عنه وتركوا له شيئاً من قوتهم وزودهم ببركته وقفلوا عائدين ليخبروا الناس بمكانه وموضع أقامته فلجأ إليه الكثيرين للشفاء ، ليس الذين يأتون اليه فحسب ، بل البعيدون الذين لم يروه ، حينما كانوا يدعون بأسم إله قفريانوس الناسك وسرعان ما كانوا ينالون الشفاء من أمراضهم ، وكذلك الملاحون الضاربون في البحر ، فمتى كانت الأمواج المتلاطمة تضايقهم سرعان ما تبدأ والخصم يسكن بأسم القديس وصلاته . قضى في تلك الجزيرة أربعون سنة وبعدها نال الأذن من الرب ليعود إلى بلده وقريته ( بيث مغوشي ) قرية آبائه وأجداده التي قد خربت قبل مجيئه ، فدفعته النعمة إلى أن يأتي ويسكن في الغاب الواقع تحت الدير الذي يؤسسه دون أن يعلم به أحد ، لكن في أيام الثلج خرج بعض الصبيان للصيد فدخلوا في الغابة التي كان فيها فوجدوا مظلة صغيرة مقامة فوق حجر  ، ولما توغلوا أبصروا رجل الله جالساً متستراً داخل حجرة ، فتجاسروا ووجهوا إليه حرابهم مهددين لعدم معرفتهم أنه رجل قديس . لكن عندما كلمهم بوداعة وخرج وباركهم ، ثم شجعهم قائلاً لهم ( أنا رجل متسول وقد أتيت هنا مساء الأمس واليوم أمضي فعودوا إلى قريتكم وها أنكم ستلاقون أيلاً فأمسكوه وأفتلوه وأمضوا إلى بيوتكم ). تم كل شىء كما قال لهم واخبروا سكان القرية بذلك القديس ، فخرجت القرية برمتها لكي يروا القديس الذي ارسله الله لهم ليصبح لهم كموسى يقف في وجه اعدائهم ، وصلوا إليه وخروا أمامه وأخذوا يقبلون أسماله ، أما هو فلم يرفع بصره إلى أحدهم ، بل كان منتكس الرأس والدموع تنهمر من مقلتيه ، وبعدها أمرهم بالعودة متنبأ لهم بقوله ( قوموا يا أولادي وعودوا الآن إلى منازلكم ، لأن رئيس كنائس هذه البلاد ومديرها قادم إلى قريتكم ، أما أنا فسأمكث هنا غداً وبعد غد ) فباركهم وصرفهم ، فعادوا إلى بيوتهم . في مساء ذلك اليوم فعلاً أتاهم مطرافوليط البلاد ( للأسف لم يذكر المؤلف أسمه لكي نعرف الزمن ، طالع حاشية "2 " ص265 الرؤساء ) وهو يطوف زائراً قطعان رعيته فقصوا عليه خبر وقوفهم على أمر رجل الله العظيم وعن زهده وحيلته وكيف أنه أخبرهم عن مجيئه عندهم في مساء اليوم عينه ، فلما سمع المطرافوليط ذلك نزل في الغد عند القديس مع جمع غفير من الكهنة وأساتذة مدرسة صورا وطلابها . ولما أحس الشيخ المبارك بذلك قام في الحال لأستقباله لأنه رأى الأسقف القديس من بعيد منحنياً ومستنداً على عصا وهو يخر ويسجد ثم يقوم ، فخف إلى لقائه وخر على وجهه على قدمي المطرافوليط ، وذهل الأسقف كثيراً من الهيئة البادية على الطوباوي ، إذ كان يشبه شبحاً لفرط زهده المتواصل . وقال الشيخ القديس للأسقف باكياً ( لماذا لم آت أنا أليك كعبد إلى سيده ، بل أنت أيها الأب القديس أتيت أليّ ، أنا الخاطىء الذي لا أستحق أن أسجد لسيادتك ) يا للتواضع السامي ويا للعقل الزاخر بالحكمة !! إنه يعرف أكرام الكهنوت واجب . طلب منه الأسقف ان يعلمه كيف قدم هذه البلاد ومن أين أقبل ؟ فأطلعه على الأمور الصغيرة وتغافل عن الكبيرة . فقام الأسقف وأمسك بيد الشيخ قفريانوس وطاف به في المكان الذي فيه الهيكل والدير . وقال له ( بأمر الرب هذه هي حصتك ، فأبنِ وشيّد ، وأقبل أخوة وتلمِذ ، وسيرضي الرب عملك وسيركَ في طرق وصاياه . فإنَكَ ستعظم  وتزداد ويرث بنوك الأ راضي التي حواليك ، وفي وسط زمر النساك الذين تلدهم ستلاقي وجه الديان في يوم مجيئه ) ثم رسم له مقياس الهيكل المقدس ، ورحل لمواصلة زيارته .
بناء الهيكل والدير
 أقبل المؤمنون من القرية والقرى المجاورة لبناء الهيكل والدير ، وفي أيام قلائل تم البناء , يذكر في الحاشية "1" ص266  ، أن الدير يقع بالقرب من قرية صورا المسماة ( كفرا صور ) أي الصخرة الحمراء . هناك في جبل مانكيش إلى الغرب من دير مار توما صخرة كبيرة حمراء تسمى ( شيَئا سموقا ) .  لجأ الى القديس خمسون راهباً أفاضل مطبوعون على مثال أبيهم الروحي ، أقام منهم بعض رهبان صنعوا هم أيضاً قوات باهرة في هذا العالم ، وكان الرب يؤازرهم ويسد لهم أحتياجتهم . أمضى قفريانوس نحو عشرين عاماً منذ مجيئه وإلى وفاته . شاخ وهرم وأضنته الألام وضعفت أعضاؤه من فرط زهد السنين ، في السنين العشرين الأخيرة لم يقتات بغير خبز وماء قراح . كان ختام أيام عامل الرب النشيط بالأتعاب المضنية التي تسيل العرق في سبيل الحياة الجديدة . وقد نال من ربه رؤى وصنع عجائب ومعجزات على غرار الأنبياء والرسل  . نذكرعناوين بعض منها : 1- أخراج الشياطين من ممسوسين كثيرين . 2- أشفاء مخلع من بطن أمه . 3- أزال وباء الجمال في منطقة بيث كرماي ( كركوك ) . 4 رجل وأمرأة من بيت بغاش لم يرقا ولداً ،زودهم الربان بثلاث أقراص من " حنانا " ، فارزقهم الرب بولد وأبنتان .5- شفاء أمرأة مشلولة من " صيان " في منطقة الزيبار .6- إعادة البصر إلى عينا أمرأة من منطقة كارا ز 7- شفاء رجل من قرية "صيان " من قرحة خبيثة، أمره أن ينزل ويسبح في النهر الجاري تحت صومعته . فنال الشفاء التام . 8- شفاء رجل مؤمن من مرض ثقيل أشتد عليه حتى كادت روحه تزهق ، وكان من قرية بيث تلي ( برطلة ) . 9- شفاء قطيع كبير من ضأن من وباء أهلك منه أغناماً كثيرة . 10- شفاء أمرأة فيها نزف منذ عهد بعيد حتى كادت روحها تزهق فشفاها بصلاته . نكتفي بهذه العناوين القليلة وما لنا من الأطالة لأن عجائب القديس كثيرة جداً وفي مناطق عديدة كبراري مصر والجزيرة اليونانية التي عاش فيها أربعون سنة ، وكان القديس يخفي الكثير . ( لمعرفة المزيد من معجزاته طالع الفصل السادس من كتاب الرؤساء ) ، وقد تم ترك الكثير المعجزات لغزارتها .  وأيضاً نقول ، هذا الموجود هو القليل من الكثير من القوات العجائبية التي صنعها القديس قفريانوس ، أما الباقي فلا يعرف بها إلا القديس والرب الذي أعطاه تلك القدرات والمواهب .
موته
حان الأوان لينتقل إلى جوار ربه فأجتمع بأخوته الرهبان وقال لهم ، أني ماضي في طريق آبائي فاحترسوا على نفوسكم وعلى كل التعليم الذي قبلتموه ، ولا تغفلوا عن مواعيد الصلاة والأختلاء في صوامعكم وعن تقديم السجود والتضرعات عوض العالم وعوض نفوسكم ... لا تقضوا أيام حياتكم بالبطالة فإن ساعة الموت خفية عنكم ... فلا تبدلوا حب سيدكم بالحب الذي كفرتم به مرة قبل عهد بعيد ، لا تقتنوا ذهبا ولا فضة ولا ثياباً زائدة عن استعمالكم ... ولما
نصحهم وحذرهم ، أمرهم بالأقتراب منه ، وشرع بتقبيلهم واحداً واحداً ويودعهم ، وأخيراً سجد متوكلاً على رأس عصاه كيعقوب ، وصلى وبارك الكنيسة وأولادها والرعاة والمدبرين لأجل الملوك والسلاطين ، ورسم اشارة الصليب المقدس على ديره ، وهكذا بينما كان فمه يشيد بمجد الله ولسانه يشكره ، مد رجليه دون ما وجع  وفتح فمه المقدس ولفظ أنفاسه .
بعد وفاته أجرى الرب أعجوبة على قبره لم يعمل مثلها في حياته ليعرف الكل أنه حي عند الرب وقريب منه ليتشفع لديه .. كانت أمراة مؤمنة من قرية (بيث ماروث ) قد حظيت بآيات هذا القديس مدة حياته ، ومنحت ابناً بصلاته وبواسطة "حنانا "أخذته منه ، فألم بولدها مرض واشتدت عليه وطأته ، ولما عرفت أنه سيموت لا محالة ، أقتدت تلك المؤمنة بأيمان الشونمية بأليشاع ، فقررت بأن تأخذه إلى مار قفريانوس الأب الروحي لأبنها ، فركبوا الأتان وأمرت خادمها أن يقودها سريعاً  ، مات أبنها في الطريق ، فنزلت وكفنته دون أن يتزعزع أيمانها , وصلت إلى الدير ودخلت بيث الشهداء وألقته عند قبر القديس وعكفت على الصلاة مثل القديسة حنة أم صموئيل وأخذت تبكي وأبكت الحاضرين ، وكانت تقول ( يا عبدالله مار قفريانوس إن الهبة التي منتحتيها في حياتك ، استعدها بموتك ...فأني لم أطلب منك جثة هامدة ....الخ ) وشاء الرحمن ، الذي أمر أن يشرق النور من الظلمة ( تك3:1 ) وقال أن كل شىء مستطاع للمؤمن ( مر 23:9) وكل ما تطلبونه بالصلاة تنالونه ( مت22:21  ) ، أن يمجد الله خادمه في موته أكثر منه في حياته ، فعادت نفس الولد إلى جسده ، ونادى والدته حسب المعتاد عندما كانوا الرهبان في صلاة الليل ، فلما لاحظت ان الولد شرع يتململ طفقت تسبح الله بصوت عالي ، فعلم الرهبان من صوتها أن الولد عاد إلى الحياة ، فقالوا ، دخلنا نحن أيضاً إلى بيت الشهداء ورأيناه جالساً قدام أمه ، ومع الحياة التي رجعت اليه استعاد صحته التامة . فأخذ الجميع يسبحون الله مدهوشين . وذاع مجد الرب بسبب ذلك في البلاد كلها . وقد قامت تلك المؤمنة بوفاء وعدها كالقديسة حنة فنذرت أبنها لله ، ولما كبر الولد أخذته إلى الدير وتركته فيه وعادت ، فتتلمذ وصار راهباً . وكانت تأتي لرؤيته كل سنة ، وتجلب له ثياباً كأم صموئيل ، فنشأ راهباً صالحاً وأنهى حياته في نفس الدير وحسب ارادة الله له المجد والوقار والسجود والولاية والتعظم ، إلى أبد الدهور . آمين
المصادر
1-   الكتاب المقدس
2-   كتاب الرؤساء – توما المرجي – تعريب ألبير أبونا
3-   منكيش بين الماضي والحاضر – دكتور عبدالله رابي
4-    مجلة الفكر المسيحي العدد ( 477-478 ) عام 2012



غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 941
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ وردا إسحاق المحترم

مقالة شيّقة عن الراهب القديس قفريانوس ومن خلاله، تاريخ بلدتنا في حقبة تاريخية موغّلة في القدم . حاليا انا منشغل بعض الشئ، ستكون لي مداخلة حول هذا الموضوع المهم قريباً. تقبّل تحياتي..

سامي ديشو خنجرو - استراليا

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
الأخ العزيز سامي خنجرو المحترم

شكراً لنقييمك للموضوع ، ويزيد فرحي عندما تقدم لنا المزيد من المعلومات عن هذا القديس العظيم . وفي بلدنا ( بلاد النهرين )عشرات القديسين مثله لكن للأسف لم يكتب عنهم إلا القليل وهذا القليل أيضاً لا يعلم به إلا القليلين من أبناء شعبنا . سأحاول نقل سيرة بعضهم إلى الأخوة القراء . والرب يباركك
أخوكم
 وردا أسحق

غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 941
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ وردا اسحاق المحترم

ان الاسقف توما المرجي هو الذي ألّف كتاب الرؤساء في القرن التاسع، وخصّصه لرؤساء دير بيث عابي الشهير، ومن هنا أتت تسميته. أما قصة الربان قفريانوس التي أتت في هذا الكتاب، كتبها ايضا توما المرجي قبل كتاب الرؤساء في فترة شبابه. لكن النسّاخ على الارجح أضافوها الى كتاب الرؤساء كملحق لكونها لنفس المؤلف.

ان الاحداث التي يرويها المؤلف عن الطوباوي قفريانوس، استقاها من رهبان دير قفريانوس نفسه. علماً ان موضع هذاالدير غير معروف أيضا، شأنه شأن بيث مغوشي مسقط رأس الطوباوي قفريانوس. لكن الاحداث التاريخية والاماكن الجغرافية المذكورة في القصة، لا تتلاءم مع موقع منگيش\بيث مغوشي سابقاً. العلامة المؤرخ الاب البير ابونا أعطى معلومات جغرافية عن الاماكن والاديرة التي أتتْ في كتاب الرؤساء، ومنها بيث مغوشي التي نحن بصددها.كما ان الاب أبونا استقى هذه المعلومات من العلامة المؤرخ الاب الدومنيكي حنا فيّي في كتابه: آثور المسيحية باللغة الفرنسية.

لكن ما يعطينا بعض الأمل بان الطوباوي قفريانوس لربما من أصل منگيشي ( ويبقى النقاش مفتوحاً للبحث حول الموضوع)، يمكن تلخيصه بما يلي:

1. اسم منگيش مأخوذ من بيث مغوشي بيت المجوس، وهذا يتطابق مع مسقط رأس الطوباوي غير المعروف جغرافيا، كل ماهو معروف بان قرية بيث مغوشي تقع في مركا الغربية. ولما كانت مركا الغربية متاخمة لمقاطعة بيث نوهذرا الكنسية، وان موقع منگيش الحالي كان ضمن هذه المقاطعة سابقا، فلربّما تكون بيث مغوشي منگيش الحالية نفسها.

2. ان الطوباوي قفريانوس عاش في القرن السادس، وان توما المرجي الكاتب، عاش في القرن التاسع !!!! أي أن بينهما قرابة 300 سنة. واستقى معلوماته في القصة التي نحن بصددها حسب الموروث التقليدي من رهبان دير قفريانوس، علما ان موقع دير قفريانوس غير معروف أصلاً.

3. أتى في القصة المذكورة خبر شفاء ابن امرأة من شمراخ، وهي معروفة الموقع قرب منكيش الحالية.

أما بخصوص تسميات منگيش من بيث مغوشي ومن گاش (من جسّ / لمس)، باعتقادي ان التسميتين صحيحتان. لربّما كان اسم بيث مغوشي الأسبق، ثمّ تحوّل الى من گاش لاحقاً بعد فترة زمنية من اقتبالها الايمان المسيحي. 

لقد أشرتَ الى الاثاري الفرنسي بيير بيريّيه وعن مقالته التي كتبها بالفرنسية عن كهف مار توما في جبل منگيش، وآخر مماثل في الصين (الفكر المسيحي العددان 477 و 478 لسنة 2012). بالحقيقة نحن أمام معلومة تاريخية في غاية الاهمية، خاصة وان كهف مار توما أصبح منطلقا للتبشير في بلادنا ومنها الموصل بحسب المقالة. أنا بصدد الحصول على المقالة المذكورة المنشورة في احدى المجلات الفرنسية المعتبرة، وقراءتها بتمعّن. وسأوافيكم بما استخلصه من المقالة.

أحييك ثانية لهذه المقالة المستفيضة والقيّمة، تقبّل تحياتي....

سامي ديشو خنجرو-استراليا





 


غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
الأخ  سامي خنجرو المحترم
أهلاً بك مرة أخرى . تعليقك الأخير فيه الكثير وسيقودنا إلى ما هو أعمق . ردي على ماكتبت أختصره بالنقاط التالية:
1- نعم مؤلف كتاب الرؤساء هو الأسقف توما المرجي ، نقله إلى العربية الأب ألبير أبونا ، والكتاب يحتوي على عدد كبير من الرهبان القديسين من دير واحد وهو ( بيث عابي ) أجريت على أيديهم آيات ومعجزات كثيرة ، وكم ديراً مثله كان على أرض الرافدين من الشمال إلى أقصى الجنوب وخاصة في القرون السبعة الأولى قبل دخول الأستعمار العربي . إذاً كم قديساً كان لدينا ؟ الآن قائمة الفاتيكان تحتوي على ( 6000 ) قديس وللأسف نحن ليس لدينا بينهم غير أفرام السرياني . والأسباب واضحة وهي لوجود حدود مغلقة بين الأمبراطوريتين المتنازعتين ( الفارسية والرومانية ) وكما وضحت في المقالات التي نشرتها عن البطريرك ماريابالاها بأن الكرسي البابوي لم يكن يعلم بوجود المسيحية في الشرق إلا من الراهب الموفد اليهم برصوما . لهذا أقول إذا للأخوة اللبنانيين الآن خمس قديسين ، فالمفروض أن تكون حصتنا لا تقل عن مئة قديس . ومن المفروض أن يكون لكل دير كتاب ، ككتاب المرجي يوضح للأجيال سيرة منتسبي تلك الأديرة وخاصةً البارزين في الأيمان .
2-قولك عن قصة قفريانوس التي دونت في كتاب الرؤساء في الجزء الملحق بالكتاب ، هذا واضح بأن القديسين الموجودين في الملحق ليسوا من دير بيث عابي ولا من تلك المنطقة الواقعة في المثلث المحصور ما بين جبل العقرة جنوباً والزاب الصغير شمالاً . قفريانوس وجبرائيل وأخيه بولس والطوباوي مار يوحنان المذكورين في الملحق هم من مناطق وأديرة أخرى ، لهذا ارتأ المرجي تدوين سيرتهم في الملحق بعد نهاية قصص رهبان دير بيث عابي  .
3- عن بيث مغوشي وتسمياتها الأخرى كلها تتناسب مع أسم منكيش أكثر من غيرها ولا يوجد أسم قرية أخرى غير منكيش قريب لهذه التسميات . أما عن مركة التي تحدث عنها الأب القدير ألبير فأقول تفسيرك الأخير لها يكفي . تفضلت وقلت بأنها متاخمة لمقاطعة بيث نوهدرا ( كنسياً ) ومنكيش كانت ضمن تلك المقاطعة سابقاً . تفسيرك فعلاً مقنع لأن منطقة مركا تحد منكيش من الغرب ويفصل بينهما نهر الخابور ، في سنة 1974 ذهبت أنا مع شخصان سيراً على الأقدام من القرية ( هما الآن في دار الراحة الأبدية ) إلى تلك المنطقة وتحديداً إلى قرية ليفو التي هي أحدى قرى مركة ، عبرنا النهر من قرية كندكوسا وأتجهنا نحو الشمال الغربي فوصلنا إلى ليفو التي هي أقرب قرى مركة ألينا ، فيمكن أعتبار منكيش ومركة رقعة جغرافية واحدة .
4- عن قرية شمرخ فهي خلف كلي مار توما وتسمى الآن ديره كشنك ولحد الآن نسمي نهرها الموسمي ب ( نيرا دشمرخ ) فمتى تم تبديل أسمها ؟ علماً بأن ثمان قرى مسيحية كانت تابعة لمنكيش قبل عام 1933 أي عام أبادة الأخوة الآشوريين وهزيمتهم إلى سوريا ولم يبقى الآن غير كند كوسا
5- أجل كتب الباحث الفرنسي بيير بير ييّه بأن مار توما جاء إلى جبل منكيش أولاً ومنه أنطلق للتبشير في حوض نينوى ، لكن الأهم في ما كتبته في تعليقك يا صديقي العزيز هو البحث عن أصل المقال الذي كتبه الفرنسي بيير ، هذا الباحث المبدع الذي حدد جغرافية الأرض التي بشر بها مار توما والتي وضعها بين قوسين هما ( كهف مار توما في منكيش غرباً حيث الأنطلاقة الأولى ، وكهف الصين شرقاً ) . كما نطلب منك الوصول إلى المصدر الذي استق منه بحثه وكيف عرف أن مار توما دخل إلى منكيش ؟
نحن بأنتظار مقال خاص منك بهذا الموضوع يا شماسنا العزيز ، والرب يرعاك
أخوك
وردا أسحاق

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
أخي وردا،

موضوع شيق مزجت به بين الروحانيات والماديات. اما عن سؤالك فالجواب بعيد وصعب المنال وعلينا العودة الى ما يقارب 15 قرناً وندرس جغرافية شمال بلاد النهرين، ونحن الذين لم نهتم بالتاريخ والتراث  كثيراً لا نستطيع الأجابة . كل ما لدينا الآن  هو كتاب الرؤساء كتبه لنا توما اسقف مركَا  بعد قرنين من زمان الطوباوي قفريانوس الذي نحن بصدده. هناك بعض الدلائل لكن لا يعتمد عليها وذلك بسبب تشابه اسماء الأماكن في ذلك الزمان. اما مركَا الغربية الواردة والتي اشار اليها الأب البير ابونا مترجم الكتاب من الآرامية الى العربية فهي غير مركَا التي تحدثتَ عنها أخي وردا ولتي هي شرق زاخو ومن قراها ليفو المعروفة جيداً عند اهل منكَيش لكثرة الزواجات بين القريتين. مركَا الغربية تقع بين الزاب الصغير ونهر الكومل وتقع هذه المنطقة الجميلة شمال شرق القوش وهي عبارة عن وادي كبير تجري فيها الأنهار الصغيرة ومن قراها في ذلك الزمان والباقية لحد الآن اثارها هي : هرماشي ، تلا، بلا ، اتروش، بيرتا والتي تعني القلعة او المرتفع وكذلك نهلة او نالا والتي أشار اليها المترجم ب نحلا النهر وكلمة نحلا تعني الوادي، وهي بالمناسبة قرية صديقنا العزيز جان خوشابا. وفي هذه المنطقة الجميلة كتبتُ هذا البيت من الشعر:
تلا وبلا وهرماشي     مانيلي اوا دناشي
خا يوما ان دوكاني    مليّوا مديري وناشي
وقصدي فيه ان المنطقة هذه كانت مليئة بالأديرة وعامرة بالسكان وكلهم كانوا مسيحيين ( سورايّ ). لنقارن ذلك الزمان بهذا الزمان
ونرى الى اين وصل حالنا!!
وفي هذا الموضوع جاء ذكر اسم قريتنا منكَيش تحت المسمى بيث مكَوشي وبشهادة المؤرخ الكبير البير ابونا وهذا ان دل على شئ فيدل على قدم هذه القرية الجليلة وكونها تعود بالاقل الى زمن الفرس الذين سقطت دولتهم عام 636 م على يد العرب المسلمين.
هذا واحد من الدلائل على احتمال انتماء الطوباوي قفريانوس الى منكَيش، اما الدليل الثاني فهو شفاء هذا القديس لرجل مصاب بالصرع من قرية شمرخ الواقعة خلف جبل منكَيش والسبب هنا ان هكذا رجل مريض سهل نقله الى منكَيش القريبة ويصعب نقله الى مركَأ الغربية البعيدة عبر الجبال والوديان. كذلك ذكرتَ عن خراب منكَيش او بيث مكَوشي في زمن من الأزمان وقد كتب عن ذلك بهنام حبابة في مقالته المشهورة والمكتوبة في عام 1953 في مجلة النجم. حينذاك الهاربون من القرية صعدوا الى جبلها العالي المليء بالشجيرات و وضعوا ثلاث صخرات ضخمة اكثر مما يتصور القارئ الكريم فوق بعضها البعض كي تشيرالى قريتهم اِن هم او نسلهم ارادوا العودة حين تستقر الأمور الى هذه القرية التي كانت كما يبدو جداً غنية بالغلات الزراعية لأنها كانت تقع على نهر صغير وفيها عيون ماء كثيرة وتربتها صالحة للزراعة وخاصة الكروم. هذه الصخرات الثلاثة سميت قطرا ددكر اي صخرة الذكرى ولحد هذااليوم وهي من بعيد تبدو كصخرة واحدة وفيه نتوء بأتجاه القرية. يبدو من قصة الطوباوي قفريانوس ثمة امر مشابه لهذه الحادثة التي حلت على قريتنا بالتأكيد.

نعم يا اخي وردا جبل منكيش الأشم هو بمثابة متحف طبيعي تسلقه والتجوال فيه هو لذة و خبرة ما بعدها مثيل وسعيد وفخور هو من تسلقه وقد حظيتُ بذلك مرتين في حياتي رغم اني لم اعش في قريتي لفترة طويلة. فيه القلالي وفيه كَوبا اصيا ( الكهف العاصي ) العجيب. وفيه ايضاً صخرة كبيرة من نحت الأنسان تسمى شندوختا دقاطيني ( دلاكة قاطيني الجبار) وهي تقريباً بعلو رجل وضخامة الثلاث اضعاف. والأهم من كل هذا ان في لحف هذا الجبل هناك قلاية مار توما العجيبة هي الأخرى  ويزداد الأهتمام بها يوماً بعد يوم لقربها من القرية ولدلالتها التاريخية سواء كانت من زمن مار توما الرسول الذي سميت القرية على اسمه " من كَاش / الذي لمس" او بعد ذلك وربما قبل مار توما الرسول، وهي  في ظني بدءاً من صنع الجبابرة ثم اجرى الرهبان في زمن المسيحية تحسنات عليها لأجل السكن فيها.

رد الأخ الشماس سامي خنجرو كان رائعاً وملازماً للحقيقة وسرني انه سوف يبحث في امر الآثاري بيير بيرييه وعن مقالته التي كتبها بالفرنسية عن قلاية مار توما في جبل منكَيش واخرى مشابهة وهي في الصين، وانا بانتظار ذلك وهو مشكور على اهتماماته بتاريخ قريتنا حيث ان له في كل امر يتعلق بالقرية تعليق ثري ومعلومات اضافية.

الرب يبارككم  وبوشون بشلاما،

مع المودة والتقدير والشكر،
       حنا شمعون / شيكاغو

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
الأخ العزيز حنا شمعون المحترم
بعد التحية
أولاً أعتذر لتأخيري في الرد على مداخلتك لأنشغالي يوم أمس بنشر مقالي الجديد ( زيارتي إلى الأراضي المقدسة ) صادفتني في نشره مشكلة وهي طول المقال وعدم تحمل الموقع لمثل هذه الحجم ولم أصل إلى النتيجة لحد الآن ، أي ما يزال الموضوع المنشور ناقص .
أما عن رأيك في كون مركا الغربية ليست مركا الواقعة غرب مانكيش بل هي مركا الواقعة شمال جبل القوش وصولاً الى العمادية فرأيك سيدخلنا في مشكلة وهي عدم وجود قرية ( بيث مغوشي )  في تلك المنطقة  . قرى كثيرة كتبت في تعلقك لكن لا وجود لبيث مغوشي بينها بينما كتاب الرؤساء يذكر في ص 260 بوجودها ، وحسب هذا النص :
( أن بلاد مركا مقاطعة تسمى بيرتا " لنركز على بيرتا وسأدونها لاحقاً من ضمن قرى مركا " وفيها قرية تدعى " بيث مغوشي : وهذا الأسم اطلق عليها لميل أصحابها الأولين وسكانها على المجوسية وأن أصل الطوباوي قفريانوس من هذه القرية ).
قبل التعليق لنتعرف على أجزاء مركا وموقعها :
منطقة مركا التي تعني ( المرج ) تشكل مثلثاً متساوي الساقين قاعدته تبدأ بسلسلة جبال العقرة ورأسه عند ملتقى نهري الزاب بالخازر وتقسم مركا إلى اربع مناطق وكما هي مدونة في ص 11 :
1- سفسافا : تمتد من جبل العقرة إلأى الخازر وفي المنطقة قرى كثيرة لعبت دوراً في تاريخ دير بيث عابي
2- بيرنا ( القلعة ) تشكل الجزء الغربي من بلاد مركا " لنركز على الجزء الغربي " .
3- نحلا ( أي الوادي ) تقع خلف جبال العقرة
4- طلانا : وادي يكمل وادي نحلا والواقع عبر الخازر ويطلق اسم طلانا على المناطق الواقعة جنوب جبل كارا بالقرب من قرى أصن وأركن القابعة على سفح جبل كارا
تعليقي هو ، لحد الآن لا يوجد أثر لقرية بيث مغوشي في منطقة مركا المذكورة .
دكتور عبدالله رابي يذكر في كتابه ( منكيش عبر الماضي والحاضر ) ص63 ، يقول ( عندما رجع ( أي قفريانوس من جزر يونان ) وجد قريته ( بيث مغوشي ) قد خربت قبل مجيئه إليها ، ورحل إلى القرب من قرية ( صورا) الحالية في مركا وبنى ديره المعروف بدير ( قفريانوس ) . فماذا يقصد د. رابي بقرية ( صورا ) وأي مركا يقصد التي وصفنا موقعها أم الواقعة غرب منكيش الحالية ، وما هو أسم المصدر الذي ذكر  صورا وموقع دير قفريانوس . علماً بأن الأب البير أبونا يعترف بعدم معرفته موقع قرية بيث مغوشي ويضيف قائلاً ( إلا انها في منطقة بيرتا اي غرب مركا الغربية ) وهذا يميزها عن منكيش الحالية ) حاشية ص 260 . أنه لا يعرف فكيف يقول أنها غرب مركا الغربية ؟ ورغم ذلك نقول مانكيش الحالية تقع إلى الغرب من مقاطعة مركا أي إلى الغرب من قرية أركن القابعة على سفح كارا . بالأضافة إلى المعلومات المدونة في كتاب المرجي فأن منكيش هي الأقرب إلى تلك الدلائل وجميعنا نحن المعلقين نتفق معاً بأن منكيش الحالية هي المقصودة. شكرا لك أخ حنا . نحتاج أيضاً إلى المزيد من المعلومات وآرائكم تفيدنا،  والرب يبارككم
أخوكم
وردا أسحاق


غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
عزيزي  وردا، انت وردة ولا تحتاج الى مديح لأن عطر المسيحية يفوح منك.

ارجوك ان تدرس الخريطة المرفقة في آخر كتاب الرؤساء التي هي خريطة حدياب ومركَا. وهي لا تشمل منطقة منكَيش وحتماً لا تشمل منطقة مركَا التي تقع فيها ليفو شمال شرق زاخو . حسب ظني كنسياً منكَيش وليفو كانت في ذلك الزمان ضمن اسقفية نوهدرا ، ولذا حتى دهوك الحالية لم تمتد اليها هذه الخريطة.
الحاشية التي وضعها المترجم البير ابونا واضحة وتنص على ما يلي:
لا نعرف موقع قرية "بيث مغوشي" بالتأكيد ، الا انها في منطقة بيرتا اي مركَا الغربية، وهذا ما يميزها عن بيث مغوشي اخرى تدعى الآن مانكَيش مركز ناحية الدوسكي.

الكلام واضح هنا ياعزيزي وردا، ف "بيث مغوشي" التي يتحدث عنها هي في  مقاطعة بيرتا اي مركَا الغربية. وفي صفحة 11 من الكتاب حين يصف موقع بيرتا يشيرالى انها تقع في الجزء الغربي من بلاد مركَا. انظر الى الخارطة المذكورة ولاحظ  موقع بيرتا بين نهري الخازر والكومل. وهي في حسابي الفكري تبعد عن ليفو والمركَا التي في تصورك بما يقارب ال 60 كيلومتر.

دليل قاطع اتيت انت على ذكره وهو ان الراهب قفرياوس حين عودته من قبرص وبعد ان وجد ان قريته اصابها الخراب ذهب الى قرية قريبة تسمى صور وهي حسب ذكرك وحسب الخارطة تقع في مركَا الغربية البعيدة عن مركَا ليفو كما أشرنا.

نعم نحن متفقين ان ثمة تسميات وثمة حوادث في حياة الطوباي تشابه التاريخ الذي قرأناه عن قريتنا العزيزة  و"طوا/ يا ليت" ان يكون هذا القديس ابن قريتنا العزيزة منكَيشي لكن الدلائل الحاسمة لاتشير الى ذلك ، حسب رأينا.

اتمنى ان اقرأ ما يقوله الشماس سامي خنجرو بهذا الصدد.

مع المودة والأحترام والتقدير،
                          حنا شمعون / شيكاغو

غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 941
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخوان  حنا شمعون ووردا إسحاق  المحترمان

نعم، ما يقصده المؤرخ الاب البير أبونا بمرگا الغربية هو مرج الموصل/ عقرة ، وليس مرج زاخو، وكذا قرية صور. وهذا واضح من  النص الكتابي والخارطة، كما يقول الخال حنا. تحياتي...

غير متصل عبد الاحد قلــو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1745
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 اقتباس:
(1- نعم مؤلف كتاب الرؤساء هو الأسقف توما المرجي ، نقله إلى العربية الأب ألبير أبونا ، والكتاب يحتوي على عدد كبير من الرهبان القديسين من دير واحد وهو ( بيث عابي ) أجريت على أيديهم آيات ومعجزات كثيرة ، وكم ديراً مثله كان على أرض الرافدين من الشمال إلى أقصى الجنوب وخاصة في القرون السبعة الأولى قبل دخول الأستعمار العربي . إذاً كم قديساً كان لدينا ؟ الآن قائمة الفاتيكان تحتوي على ( 6000 ) قديس وللأسف نحن ليس لدينا بينهم غير أفرام السرياني .) انتهى الاقتباس

ابن العم العزيز وردا قلو القدير
اهنئك على غزارة انتاجك في كتابة مقالات شيقة ان كانت دينية او تاريخية والاحلى التي تتعلق بضيعتنا مانكيش العزيزة.
وهنا اتحفتنا بهذه المقالة وكمعلومة جديدة عن الراهب قفريانوس الذي قد يكون مانكيشيا وحسب المعلومات التي جنيتها ومن مصادر رصينة.
وعن الاقتباس أعلاه المأخوذ من ردك على الأخ سامي ديشو الموقر، فأنني اسال عن ذكرك للراهب بانه قديس وعن الجهة التي أعلنت  قداسته وبالاعتماد على كثرة عجائبه،
وحسب اعتقادي قد يكون نسطوريا لكون تاريخ مولده في القرن التاسع وحسب ماذكرت.
وحسب رأيي ولكونه نسطوري حال ذلك دون تقديسه من قبل حاضرة الفاتيكان بالإضافة الى تبعيته الى الإمبراطورية الفارسية المعزولة عن الفاتيكان وقتها. وربما يكون ذكره قديسا وبأجتهاد من رؤسائه في الكنيسة المشرقية وحسب النهج النسطوري والتي تختلف عن نهج كنيستنا الكاثوليكية التي تتطلب الى تشكيل لجنة لدراسة حياته وتفاصيل عجائبه وغيرها، ولا اعرف ان كان اثار قبره في الدير الذي عاشه مع 50 راهبا موجودة فعلا في يومنا هذا، علما بأنك ذكرت هنالك صخرة حمراء في جبل مانكيش لها علاقة بالدير، وقد تحتاج الى التحري  للاهتمام بها من قبل كنيستنا لعمل مزار للتبرك ونيل الشفاعة .
انها مبادرة جيدة من لدنك لمعرفتنا بهذا القديس المانكيشي، وعلينا زيادة الاهتمام بالموضوع كعمل مزار وكما هو الحال مع مزار القديس مار شربل الذي يؤمه المؤمنين ومن مختلف بقاع العالم لنيل الشفاء والرب يبارك..تحيتي للجميع

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
الأخ العزيز حنا شمعون المحترم
طالعت تعليقك والخارطة الموجودة في نهاية الكتاب ، فجوابي هو : بشكل عام المشكلة تتعلق بمكان وجود قرية " بيث مغوشي " التي ينتمي إليها القديس ، لا يهمنا موقع ديره لأنه عندما عاد من يونان وجد أهل القرية مهاجرين فلجأ إلى قرية صورا في مقاطعة البرتا
 كتاب الرؤساء يذكر في ص260 ويقول ( أن في بلاد مركا مقاطعة تسمى بيرتا وفيها قرية تسمى " بيث مغوشي " ...الخ ) فإذا كانت فعلاً في مقاطعة بيرتا فلماذا لا يسقطها المؤلف على الخارطة رغم أهميتها للموضوع ؟ وحتى الأب ألبير غير منصف في رأيه لكونه متردد في تعيين مكانها الحقيقي فيقول في حاشية نفس الصفحة ( لا نعرف موقع قرية " بيث مغوشي " بالتأكيد ، إلا أنها في منطقة بيرتا أي مركا الغربية ) سؤالنا له ( كيف لا يعرف وكيف عرف ؟ ) تناقض واضح مع أحترامي له . علماً بأن أكثر الأدلة والمؤشرات تميل لصالح منكيش الحالية كقرب قرية شمرَخ وعبادتها للمجوسية وهجرة أهل القرية ( وهذه القصة معروفة ومتعلقة بقطرد ددكر وأنت تعرفها جيداً أكثر من المعلم بهنام حبابا الذي كتبت عنه في تعليقك الأول لأن معلومات ذلك المعلم الذي بقي في مدرسة منكيش لمدة ثلاث اشهر فقط كان يأخذها من معلم الدين " المرحوم رابي عيس " وهو بدوره كان يأخذها من من مرقس ميخو رابي وشماشا ديشو مرا لكن للأسف لم يصل رابي عيسى يوماً بتلك المعلومات المدونة على قصاصاته الورقية الصغيرة إلى موضوع كامل ، فمثلاً معلومات عائلة آل قلو كملها من قصاصاته كل من الأخوة بطرس سيتو وشابو سيتو وأنا )  ، أضافة إلى أسم القرية " بيث مغوشي " وهذا مهم جداً لأن لا يوجد أسم قرية بهذا الأسم غير منكيش الحالية في أي مصدر . دكتور عبدالله رابي يشاطرني الرأي في حاشية كتابه " منكيش بين الماضي والحاضر " ص63 " فيقول ( ... " نقول إذا لم يعرف أبونا الموقر موقعها بالضبط فكيف عرف أنها تقع في منطقة بيرتا؟ ولماذا لم تكن منكيش الحالية ، بدليل وجود كثير من المؤشرات الأثرية ، فعندما أكتشف الهيكل الذي شيدت كنيسة مار كوركيس عليه قد اصبحت المنطقة غابات كثيفة ، مما يدل على أنه مرت فترة طويلة بعد خراب " بيث مغوشي " وأكتشاف هيكلها وبناء منكيش الحالية ) . كما هناك معلومات مبهمة كثيرة لن تدون في كتاب المرجي كالفترة الزمنية التي عاشها القديس فكتب الأب البير في حاشية ص259 يقول ( لا يكتب اسم المطرافوليط الذي قابل القديس في الغابة .... وهذه دلالة على انه هو نفسه لا يعرف الزمان الذي عاش فيه قفريانوس بدقة ) .
مناقشتنا حلوة يا أخي العزيز حنا وإلى المزيد ، بس لا أعلم هل أنت تلعب لصالح فريق مانكيش أم ضده هههههه ، والرب يباركك
أخوكم
وردا أسحاق
 

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
الأخ العزيز أبلحد قلو المحترم
أشكرك على تعليقك وتقييمك لي بسبب غزارة نتاجاتي الدينية والتراثية فهذا واجب لأن أخدم الأخوة القراء بما لدي من معلومات .
عن القديس قفريانوس وسؤالك عن قداسته علماً بأننا لم نكن مرتبطين بالفاتيكان . فجوابي هو سبب عدم ارتباطنا لم نكن نحن السبب بل كان السبب لوجود جدار مانع بين الأمبراطوريتين المتخاصمتين الفارسية التي كان بلادنا تحت سيطرتها وبين المملكة الرومانية ، وكل أتصال بين أعضاء الكنيستين كان يعتبر خيانة لسياسة البلد ، لهذا تم عزل كنيسة المشرق التي حدودها بلاد النهرين غرباً والصين شرقاً ، أول أتصال حدث بين الكنيستين كان في زمن المغول حيث أرسل الملك المغولي أورغان مع البطريرك يابالاها رسائل إلى بابا روما مع المبعوث الراهب برصوما ( طالع المقالات التي نشرتها الشهر الماضي لمعرفة التفاصيل ، أنقر عناوينها التالية على الكوكل لقرائتها وهي 1- بداية العلاقة بين كنيسة المشرق وبابا روما عام 12882- راهبان من الصين في رحلة ألى بلاد النهرين 3- ربان صوما مبعوثا للملك المغولي وللبطريرك إلى أوربا لتحرير الأراضي المقدسة ).
أما سؤالك كيف رسم قديساً إن لم يكن هناك أرتباط مع روما ؟ جوابي هو القديس هو كل من يرتقي في سلم القداسة فتجري على يده آيات كثيرة في حياته ومماته ويعيش فقر الأنجيل المقدس وينتمي إلى الكنائس الرسولية . فلكنيسة روسيا الأرثوذكسية قديسيها ولليوننية والقبطية كذلك ولكنائس أخرى ، فهذا القديس الذي نذر نفسه لله فعاش منذ مطلع شبابه مع الله ترك عائلته ودرس وهاجر ألى الآراضي المقدسة ومنها انطلق الى أديرة مصر وترهبن ومن هناك ذهب الى جزيرة يونانية لكي يعيش كناسك منفرد مع الله وحد وبعدها قادته الأرادة الألهية للعودة ألى أرض أجداده فعاد وبنى ديره وأجريت على يده آيات ومعجزات كثيرة في حياته ومماته . في الفاتيكان اليوم يرفع المؤمن الميت إلى درجة الطوباوي بعد أن تحصل معجزة بشفاعته مرفوع إلى الفاتيكان بتقرير وبعدها تبدأ الأجراءات بعد تحقيق لجنة خاصة بالأمر ، وبعد التطويب إذا حصلت معجزة أخرى سيرفع إلى مصافي القديسين ، وهذا القديس المنكيشي يا أبن العم أجريت على يده معجزات كثيرة في حياته ومماته فأكيد يستحق بأن نقول له قديساً . ومثله المئات من أجدادنا وأرض بلدنا كانت مملوءة بالأديرة والكنائس من الشمال الى الجنوب ولو كان لدينا كتا لكل دير يحدثنا عن سيرة أولئك الأبطال لعرفنا اليوم الكثير عن أيمانهم . كنيستنا الكلدانية طبعت كتاب توما المرجي بعد ترجمته من قبل الأب البير ابونا لأننا نعترف بقداسة أولئك الأبطال الذين نشروا الأيمان في الشرق والكثيرين منهم ماتوا شهداء لأجل أسم المسيح والرب يحفظك
أخوكم
وردا أسحاق

غير متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1834
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ وردا إسحاق قلو المحترم
تحية وعيد ميلاد سعيد
شكراً على هذه المقالة الأنيقة والتي أخذتنا بها آلى ربوع تلك القرى الحالمة الوديعة الجميلة المثيرة والكبيرة بتاريخها وتراثها وعزيمة أهلها .
في الحقيقة أنا تستهويني المواضيع التاريخية والتراثية والاطلاع على قرانا وتاريخها وسكانها والتعرف على اَهلها 
وشكراً لمداخلات الإخوة التي ترتقي بِنَا وتجعلنا نفتخر بهم فالحوار واقصد اي حوار هكذا يجب ان يكون باحترام موزون
وثقة ومعلومات وثقافة 
احييكم يأهل منكيش على هذه القرية وهذا الحب والاخلاص لجذوركم

لقد تعرفت على الكثيرين من أهل منكيش عن طريق الكتابة في هذا الموقع أمثال الشماس سامي ديشو والأخ عبد الأحد  قلو
وتعرفنا شخصياً   وبخاصة الزميل الاستاذ  حنا شمعون الذي أكن له احتراماً خاصاً وكبيراً  وهو العارف  بشؤون المنطقة وخاصة قريتي نالا الحبيبة  والتي يذكرها داوماً  وهو مشكور على ذلك
 وقد  تعرفت على الاستاذ الدكتور عبدالله رابي والذي له مكانته وعلمه والذي نحترمه 
وللتاريخ كان استاذ اللغة الفرنسية في مدرستي في بغداد   الاب العزيز المتقاعد رابي بفرو من منكيش وقد كتبت عن ذلك
 وكذلك تعرفنا على    الكثير  من الاهل والأحبة المنكيشين عن طريق جاري العزيز سامي يوسف  شقيق مختار منكيش الان  وهذا فخر لنا
واليوم جاء دورك سيدي الكريم الاخ وردا إسحاق قلو  ونقول لك تقبل تحياتنا  والرب يقويك أينما كنت والاهل 
تحية لكم جميعاً وعيد ميلا سعيد

والباقية تأتي
جاني   

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
الأخ جان يلدا خوشابا المحترم
أشكرك لقراءتك للموضوع ولكلماتك المليئة بالمحبة  للجميع وهكذا يجب أن يكون كل أنسان محباً للكل ، بل هذه هي وصية ربنا يسوع لنا أن نحب بعضنا بعضاً لكي يعرف العالم نحن تلاميذه .
كنت أتمنا أن أرى منطقتكم كقريتكم نهلا أو نحلا أو نالا كما كتبتها أكيد كانت جميلة وكانت كل تلك القرى مثلها عندما كانت مليئة بأهلها قبل النزوح بسبب الحروب المتكررة ، وهكذا كانت كل أنحاء محافظة دهوك زاخرة بقرى مسيحية كثيرة وقريبة عن بعضها كمناطق صبنا وزاخو وشرق العمادية وحوض مركا الذي تطرقنا إليه في موضوعنا وسميل وبروَر . ليباركك الرب أخ جان وألى اللقاء في مواضيع أخرى كل عام وأنت بخير وفرح
أخوكم
 وردا أسحاق