المحرر موضوع: محادثات تقنية تُنضج فكرة "ناتو العرب" بعيدا عن الأضواء  (زيارة 888 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31327
    • مشاهدة الملف الشخصي
محادثات تقنية تُنضج فكرة "ناتو العرب" بعيدا عن الأضواء

التحالف يتشكل أولا من ثماني دول على أن يكون مفتوحا أمام عضوية دول جديدة تتسق سياساتها وخياراتها الأمنية والعسكرية.

العرب / عنكاوا كوم

التمارين العسكرية المشتركة اختبارات مسبقة لإمكانيات العمل على الأرض
الإعلان عن محادثات لإنشاء “تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي” يعكس جدية إقليمية لقيام جسم سياسي عسكري بالشراكة مع الولايات المتحدة لإعادة تموضع المنطقة وفق التحديات الأمنية المستجدة في العالم عامة وفي المنطقة العربية على وجه الخصوص.

الرياض - كشف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن دول الخليج ومصر والأردن تجري محادثات مع الولايات المتحدة للتوصل إلى ترتيبات أمنية جديدة في المنطقة بهدف مواجهة “العدوان الخارجي”.

واعتبرت مصادر خليجية مطلعة أن الإعلان عن تلك المحادثات على هامش قمة مجلس التعاون الخليجي، يعني أن الأمر أصبح بنيويا وجزءا من المسارات الاستراتيجية الكبرى للمجموعة الخليجية. وقالت ذات المصادر إن ورشة الإعداد لقيام هذا التحالف تجري بهدوء من قبل ذوي الاختصاص لدى الدول المعنية بعيدا عن الصخب الإعلامي.

وتقوم فكرة هذا التحالف على قاعدة عضوية 8 دول، هي الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى مصر والأردن.

وقال وزير الخارجية السعودي، في مؤتمر صحافي بالرياض إن “الهدف هو التوصل إلى ترتيبات أمنية في الشرق الأوسط لحماية المنطقة من العدوان الخارجي وتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة ودول المنطقة”.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعا إلى قيام ما أطلق عليه اسم “ناتو العرب” ليكون جبهة في مواجهة الخطر الإيراني في المنطقة. وتقوم الفكرة على تحالف إقليمي تشارك فيه الولايات المتحدة.

وأعلن الجبير في ختام القمة الخليجية ردّا على سؤال عن تقارير إعلامية أفادت بقيام محادثات لإنشاء حلف عسكري عربي-أميركي مناهض لإيران، أن “هناك محادثات متواصلة بين الولايات المتحدة ودول الخليج حول هذه المسألة والأفكار تتبلور حاليا”.

وتابع أنه عمل متواصل يريد الطرفان إنجاحه، مشيرا إلى أن هذا الحلف سيضم، أيضا، في حال أبصر النور، مصر والأردن تحت مسمى “ميسا” اختصارا لعبارة “ميدل إيست استراتيتجيك آلاينس” بمعنى “تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي”.

وكان وزير الدفاع الأميركي قد أعلن في أواخر أكتوبر الماضي على هامش حوار المنامة 2018، أن واشنطن ستعمل مع شركائها في المنطقة لضمان إبقاء أسلحة الدمار الشامل بعيدة عن أيدي من يريد زعزعة الاستقرار في المنطقة، إلى جانب تقديم الدعم لهم لمواجهة أي تحديات إرهابية، من خلال المشاركة في المعلومات الاستخباراتية،  لوضع حد للإرهاب ومحاولات تقويض الاستقرار في المنطقة، ورفضا للسلوك الإيراني في المنطقة.

ولئن يسعى الرئيس الأميركي من خلال هذا التحالف إلى نقل أعباء الدفاع الاستراتيجي للمنطقة إلى دولها، فإن جدلا إقليميا يدور حاليا حول الحاجة إلى منظومة دفاعية رشيقة تكون ناجعة في الدفاع عن خيارات الدول الثماني.

ويتمحور النقاش حول مسألة قيام خيارات دفاعية تتجاوز المنظومة العسكرية والسياسية الخليجية من جهة، وتمتد باتجاه دول أساسية حليفة في المنطقة.

ويرى خبراء في شؤون الدفاع الاستراتيجي، أن للدول الثماني المرشحة لعضوية هذا التحالف رؤى مشتركة في مسألة اعتبار إيران خطرا على الأمن العربي، إلا أن قيام التحالف يفترض أن يشمل كافة أشكال الأخطار الآنية كما المستقبلية بما يوسع من مهام التحالف وأهدافه.

عادل الجبير: الهدف هو التوصل إلى ترتيبات أمنيةف ي الشرق الأوسط لحماية المنطقة من العدوان الخارجي

وكان المراقبون قد لاحظوا عدم تجانس في مواقف الدول الثماني حيال النظرة إلى إيران. ولفت هؤلاء إلى أنه بالاضافة إلى موقف قطر الذي بات أقرب إلى إيران منه إلى المحيط العربي، فإن مواقف بقية الدول متباينة في حدتها ومرونتها حيال إيران، على نحو يطرح أسئلة حول عملانية هذا التحالف وإمكانات اعتماده على قواعد انسجام كامل بين الدول الأعضاء.

ونُقل عن مصادر خليجية مراقبة أن الاتصالات الجارية حول إنشاء التحالف تأخذ بعين الاعتبار التباينات السياسية في أمر مقاربة الحالة الإيرانية، إلا أنها تجري متواكبة مع بيئة العقوبات الأميركية ضد إيران والتي باتت أمرا واقعا يتم التقيد به من قبل أغلب دول العالم، حتى من قبل تلك التي تعتبر صديقة لإيران.

واعتبرت مصادر دبلوماسية خليجية أن انشغال الولايات المتحدة بالضجيج حول انتخابات الكونغرس النصفية وقضايا التحقيق التي تستهدف الرئيس ترامب، كما الضجيج الذي واكب جريمة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، غيّب الحديث عن التحالف الأميركي الإقليمي العتيد.

وأكدت هذه المصادر أن مشروع التحالف اكتسب صفة المؤسسة وبات يعمل وفق آليات ذاتية داخلية لا تخضع للتغير في أولويات الإعلام والمتحدثين الرسميين لكافة الأطراف.

ويعترف متخصصون في أمر الأحلاف العسكرية أن أهداف التحالف قد لا تكون واحدة، ليس فقط بين الدول الثماني، بل حتى بينها وبين الولايات المتحدة.

ويقول هؤلاء إن هناك قواعد مشتركة بين دول المنطقة والولايات المتحدة في شأن وقف تدخل إيران في شؤون دول المنطقة وإنهاء التهديد الإيراني المباشر على مصير دول مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن، إلا أن هذه الدول بدأت تنظر إلى الدور التركي بصفته لا يقل خبثا وخطورة عن الدور الإيراني، لا سيما لجهة احتضان أنقرة لقوى معادية لدول المنطقة، كما تدخل تركيا العسكري في عدد من دول المنطقة، لا سيما العراق وسوريا وقطر.

وفيما لا تعلن الولايات المتحدة أي خطط لدعم قيام التحالف لمواجهة تركيا أيضا، إلا أن بعض المطلعين على ملف المداولات الداخلية لم يستبعدوا أن تكون للتحالف مهام وأهداف متعددة لمواجهة أي خطر يهدد المنظومة العربية.

وتؤكد المعلومات أن التحالف سيكون مفتوحا أمام عضوية دول جديدة تتسق سياساتها وخياراتها الأمنية العسكرية والسياسية مع أهداف التحالف.