المحرر موضوع: دعت لفريق عراقي دولي يبحث عن الآيزيديات المختطفات... الآيزيدية نادية في بغداد حاملة جائزة نوبل: أنتم أهل للسلام  (زيارة 1882 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37762
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني



ايلاف / د أسامة مهدي


إيلاف من لندن: جرى في بغداد اليوم استقبال حافل للآيزيدية العراقية حاملة جائزة نوبل للسلام بالتأكيد على العمل لاجتثاث الفكري التكفيري، فيما وعد الرئيس صالح بالاهتمام شخصيًا بمصير المختطفات الآيزيديات، بينما اهدت نادية مراد جائزتها إلى العراقيين قائلة: أنتم أهل السلام.

وقال الرئيس العراقي برهم صالح خلال استقباله في القصر الرئاسي في بغداد الاربعاء للناشطة الآيزيدية العراقية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام نادية مراد بحضور شخصيات سياسية وبرلمانية ودينية إن مأساة نادية تجسد معاناة العراقيين على يد تنظيم داعش.

وأضاف في كلمة تابعتها "إيلاف" "نستقبل نادية اليوم ونحن نحتفل بالذكرى السنوية الاولى للنصر الذي حققه الشعب العراقي بمساعدة الاصدقاء في المجتمع الدولي والاقليمي ضد داعش وهو نصر لم يكن سهلا وانما تحقق بتضحيات كبيرة".

وشدد على "ضرورة الحفاظ على هذا النصر وترسيخه ليس بالجهد الامني والعسكري وحده على أهميته وانما ايضا بمواجهة التطرف الفكري الذي يريد اختطاف الدين الاسلامي واستغلاله لاهدافه الارهابية والعمل على مواجهته واجتثاثه من مجتمعاتنا من خلال الشروع باعادة الإعمار وتوفير فرص العمل".

وأشار إلى أنّه انه سيتابع شخصياً قضية الآيزيديات المختطفات من قبل داعش.. معتبرًا أن قضية مراد هي قضية للعراق وكل مستضعف عانى من بطش التنظيم المتطرف.

وأكد ضرورة انهاء الانشقاقات والتنازعات التي تعصف بالمنطقة وتغذي التطرف وتنمي الاسباب التي تسمح بظهور التنظيمات الارهابية.. وقال "كفى للمشاكل في المنطقة التي استفاد منها الارهاب وليس شعوبها".

مراد تدعو لفريق عمل يبحث عن المختطفات الآيزيديات

ومن جهتها، قالت سفيرة النوايا الحسنة في الأمم المتحدة الأيزيدية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام إن هذه الجائزة هي للعراق كله ولسنجار خصوصا.. وقالت في كلمة خلال استقبالها في القصر الرئاسي وتابعتها "إيلاف"، إنها سعيدة جدا لانها كانت قد غادرت العراق قبل ثلاث سنوات وهي محطمة نفسيا ولكنها تعود اليه الان وهي تحمل اجمل جائزة للسلام ليكون سلاما لجميع العراقيين.

وأشارت إلى أنّها كانت الاثنين في اوسلو واليوم في بغداد وهي تحمل اليها نسخة من جائزة السلام وكذلك إلى اربيل وسنجار وهي ميثاق شرف للعمل من اجل السلام. وقالت "جئتكم بنوبل إلى بغداد ولكل العراقيين فأنتم اهل السلام فكونوا بردا وسلاما في ما بينكم مع الآيزيديين وبقية الاقليات فقد انتصر الخير على الشر وانتصرت الحرية على العبودية".

وأضافت "اقول لكل العراقيين اننا كلنا ضحايا لارهاب واحد هو داعش وفكره التكفيري".. داعية الحكومة العراقية إلى دعم الآيزيديين وبقية الاقليات والوقوف بوجه التطرف الذي يستهدفهم.. وطالبتها بتشكيل فريق متخصص بالتعاون مع التحالف الدولي للبحث عن المختطفات الآيزيديات وحل مشكلة الادارة المزدوجة في سنجار والاهتمام بسكانها النازحين الذين يعيشون في مخيمات وضمان عودتهم إلى منازلهم هناك وفتح المدارس وتوفير الخدمات.

داعش قتل 6 من أشقاء نادية ووالدتها

وتعرضت نادية مراد للتعذيب والاغتصاب من قبل مسلحي داعش الذين قتلوا ايضا 6 من أشقائها ووالدتها، وقد اختيرت منذ 2016 سفيرة للأمم المتحدة للدفاع عن ضحايا الاتجار بالبشر وتنشط حول قضية الإيزيديين وتطالب بتصنيف اضطهاد الآيزيديين ضمن جرائم الابادة العرقية.

وتسلمت الآيزيدية نادية مراد في اوسلو الاثنين الماضي مع الدكتور الكونغولي دينيس موكويجي جائزة نوبل للسلام في حفل كبير بحضور العائلة الملكية النرويجية حيث أكدت في كلمة لها أن تسلمها جائزة نوبل للسلام اليوم هو مناسبة خاصة ويعد يوما تنتصر فيه الإنسانية على الإرهاب.. مشيرة إلى أنها لم تسمع أبدا عن جائزة نوبل للسلام حينما كانت تعيش كفتاة قروية في قرية كوجو جنوب سنجار بمحافظة نينوى في العراق وكانت تحلم بفتح صالون للمكياج إلا أن حياتها تغيرت بين ليلة وضحاها عقب هجمات تنظيم داعش على قراهم وفقدان الأم وستة من الأشقاء وأولاد الأشقاء.

وأضافت أنه بعد فشل حكومة العراق في حمايتهم فشل المجتمع الدولي أيضا في إنقاذهم من براثن داعش ومنع وقوع الإبادة الجماعية بحقهم، إلا أنه بعد الإبادة حصلوا على تعاطف دولي ومحلي واعترفت العديد من الدول بهذه الإبادة، لكنها لم تنتهِ بعد فحال الإيزيديين لم يتغير في سجون داعش لم يتم خروجهم من المخيمات، لم يتم بناء ما دمره داعش وحتى الآن لم تتم محاسبة مرتكبي الجرائم الذين قاموا بهذه الإبادة ضد الإيزيديين. وأضافت "لا أريد تعاطفا أكثر وإنما أريد ترجمة هذه العاطفة إلى عمل على أرض الواقع".

وشددت على أنه في عصر العولمة وحقوق الإنسان هناك أكثر من 6500 طفل وامرأة إيزيدية أصبحوا سبايا وتعرضوا للبيع والشراء والعنف الجنسي والنفسي، ورغم المناشدات المستمرة منذ عام 2014 وحتى الآن إلا أنه ما زال مصير أكثر من 3 الاف من الأطفال والنساء الإيزيديات مجهولا في قبضة تنظيم داعش، فتيات بعمر الزهور يتم بيعهن وشراؤهن وسبيهن واغتصابهن.
 
ضحايا داعش من الآيزيديين القتلى والمختطفين

وفي ذكرى هذه الاحداث فقد اعلنت المديرية العامة للشؤون الآيزيدية في وزارة أوقاف حكومة إقليم كردستان العراق الشمالي عن ضحايا الآيزيديين في العراق نتيجة هجوم تنظيم داعش على مناطقهم في شمال البلاد وخاصة في موطنهم بقضاء سنجار بمحافظة نينوى ( 375 كم شمال بغداد) في اوائل أغسطس عام 2014.

وأكدت المديرية في تقرير تابعته "إيلاف" ان عدد الآيزيديين في العراق يبلغ حوالى 550 الف نسمة ونزح منهم اثر هجوم التنظيم على مناطقهم حوالي 360 الف شخص.. موضحة ان عدد القتلى في الايام الاولى للهجوم بلغ 1293 آيزيديا وهي ارقام موثقة من قبل منظمة الأمم المتحدة. وقالت ان هذه الاحصائية هي لاخر الارقام والمعلومات الموثقة لضحايا داعش من الآيزيديين حتى 29 نوفمبر الماضي.

وأشارت المديرية إلى أنّ عدد الايتام التي افرزها اجتياح تنظيم داعش لمناطق الآيزيديين بلغ 1759 والايتام من الام 407 والايتام من الوالدين 359 فيما يبلغ عدد الاطفال الذين والداهم بيد التنظيم قرابة 220، منوهة إلى أنّ المجموع الكلي للايتام بلغ 2745 يتيما.

وأضافت ان عدد المقابر الجماعية المكتشفة في سنجار بلغ حتى الان 71 مقبرة جماعية إضافة إلى العشرات من مواقع المقابر الفردية. اما عدد المزارات والمراقد الدينية المفجرة من قبل داعش فقد بلغ 68 مزاراً فيما بلغ عدد الآيزيديين الذين هاجروا إلى خارج العراق حوالي 100 الف شخص وعدد المختطفين بلغ 6417 مختطفاً 3548 من الاناث و2869 من الذكور.

اما اعداد الناجيات والناجين من قبضة تنظيم داعش فقد بلغ3334 عدد الاناث منهم 1159 وعدد الرجال 337 والأطفال الإناث 962 طفلة، ولأطفال الذكور 876 طفلا اما عن عدد الباقين من الاطفال فهم 3083 طفلا الاناث منهم 1427 طفلة والذكور 1656 طفلا.

إبادة جماعية

وقد تم تصنيف جرائم تنظيم داعش ضد الآيزيديين من قبل العديد من المنظمات الانسانية والحقوقية الدولية على انها ابادة جماعية حيث قام عناصر التنظيم بالسيطرة على قضاء سنجار في الرابع من أغسطس عام 2014 وقتلوا الالاف منهم وسبوا العديد من النساء الإيزيديات بينما هرب البقية إلى جبل سنجار حيث حوصروا هناك لعدة أيام ومات العديد منهم بسبب الجوع والعطش والمرض إلى أن تمكنت قوات البيشمركة وحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي بدعم جوي من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من تأمين هروب الإيزيديين من جبل سنجار إلى مناطق أكثر أمانا وخدمة.

يشار إلى أنّ الآيزيديين هم أتباع ديانة شرق أوسطية ذات جذور قديمة وجميع أبنائها هم من الأكراد ويعيش معظمهم حول الموصل وسنجار في العراق وهناك أيضًا مجموعات في سوريا وتركيا وإيران وجورجيا وأرمينيا حيث يُقدّر العدد الإجمالي لهم في العالم بين 800 الف إلى مليون نسمة.

وتعتبر الثقافة اليزيدية ثقافة كردية ويتحدّث معظمهم اللغة الكردية، فيما يتحدث القليل منهم أيضًا العربية نظرًا لقربهم وعيشهم في ظلّ دول عربية مثل العراق وسوريا.

 ويرى بعض الباحثين الإسلاميين وغيرهم أن الديانة الإيزيدية هي ديانة منشقة ومنحرفة عن الإسلام، فيما يوضح آخرون أن هذه الديانة هي خليط من عدة ديانات قديمة مثل الزردشتية والمانوية.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية