المحرر موضوع: هبة عبد الستار تكتب في الاهرام: بين حكايات ميخائيل ومراد.. معاناة «سبايا داعش» بالعراق توثق تاريخا موازيا يكتبه الضحايا المدنيون  (زيارة 1059 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37762
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بين حكايات ميخائيل ومراد..
معاناة «سبايا داعش» بالعراق توثق تاريخا موازيا يكتبه الضحايا المدنيون

عنكاوا دوت كوم/الاهرام/هبة عبد الستار

«فى سوق السبايا» كتاب للصحفية والأديبة العراقية دنيا ميخائيل، روت فيه حكايات حقيقية عن سبايا عراقيات إيزيديات هربنَ من تنظيم داعش الإرهابي.
Start your first campaign on the biggest Egyptian websites

Start your first campaign on the biggest Egyptian websites

الكتاب أحدث جدلا وترك صدى كبيرا فى العالم لما تضمنه من أهوال ومآس شهدتها النساء والفتيات العراقيات اللاتى وقعن فى الأسر وتم اختطافهن والتنكيل بهن من قبل داعش، وأخيرا صدرت الترجمة الإنجليزية للكتاب بعنوان «النحّال: إنقاذ النساء المسروقات فى العراق» عن دار «نيو دايريكشن» حيث نقلته للانجليزية ميخائيل بمشاركة ماكس فايس.

و«النحال» هو الإيزيدى عبدالله صاحب المنحل العراقي، الذى فقدَ أخاه وأخته و56 شخصاً من عائلته وأقاربه عندما اختطفهم «داعش»..مع ذلك، كل يوم أنقذها حينما أنقذ مُختطَفَة، كل يوم استقبلها حينما استقبل ناجية، كما يقول: فكرس نفسه لبناء تنظيم مضاد من المتطوعين لإنقاذ مئات النساء والأطفال السبايا من قبضة التنظيم الإرهابى الذى لا يأبه بالإنسانية وينتهج الهمجية لبث الرعب والترويع عبر ادعائه الزائف بتطبيق الإسلام، وهو منه بريء.

التقى عبدالله بميخائيل وروى لها فظائع جرائم داعش ويسر لها التقاء نساء تمكن من النجاة والهرب إلا أنهن وأطفالهن لن ينجون من نسيان تلك الذكريات المؤلمة وآثار الأهوال التى عايشوها لبقية حياتهم، فنقلت ميخائيل تلك الشهادات فى عمل وثائقى يروى الخراب والحرب كتاريخ مواز يكتبه الضحايا المدنيون.. تاريخ يروى كيف أجبر داعش الرجال الإيزيديين على حفر الحفر لإلقاء جثثهم فيها لاحقا بعد إطلاق النار عليهم ودفن النساء المسنات فى بعض الأحيان على قيد الحياة واختطاف آلاف الأطفال والنساء واستعبادهم فى سوق من الرقيق، حيث تلغى هويتهم وتستبدل بأرقام ليتم استئجارهن وبيعهن واغتصابهن بالتناوب بخلاف إجبارهن على العمل قسريا فى صنع القنابل لخدمة أهداف التنظيم.

فى فصل عنوانه «خمس حيل لتجنّب داعش»، تلجأ «بديعة»،19 سنة من قرية «كوجو» بشمال العراق، لمختلف الحيل لتتجنب الاغتصاب مثل عدم الاستحمام لأن - رائحة النظافة خطرة- كما تقول. وكذلك الإدعاء بأنها حامل. ولكن بالرغم من حيلها البريئة، تتعرض «بديعة» إلى الفظائع التى تتعرض لها الأخريات. وفى «معسكر داعش» هناك مأساة الأم «كامي» التى أسرت وبناتها الثلاث كما أسر أطفالها الصبيان الذين كانوا يدربونهم على القتل وقطع الرءوس كما يعلمونهم ويقنعونهم بضرورة قتل أنفسهم من أجل الله الذى سيكافئهم بأن يُدخلهم الجنة، بل أعطوهم بطاقات خاصة كضمان لدخول الجنة.!

لا تبتعد الفظائع التى وثقتها دنيا ميخائيل فى كتابها عما وثقته الإيزيدية نادية مراد فى كتابها الصادر أخيرا بالإنجليزية بعنوان «الفتاة الأخيرة.. قصة أسرى ومعركتى ضد تنظيم الدولة الإسلامية» التى شاركتها كتابته وتحريره جينا كراجيسكى وصدر عن دار «تايم دوجان» فهو أقرب لمذكرات حرب مازالت فى أوجها ومازالت جراحها مفتوحة.

تروى نادية كيف هاجم داعش قريتها «كوجو» حيث أعدموا كل عائلتها، أمها وأخواتها الستة، وتم اختطاف النساء الأصغر سنا واغتصابهن وبيعهن فى عبودية جنسية ليتم تعذيبهن وتبادلهن بين محاربى داعش، وكيف سنحت لها فرصة الهرب إلى كردستان بتظاهرها كزوجة لرجل سنى يدعى ناصر، خاطر بكل شيء لإنقاذها، وكيف تم احتجازهما من قبل المسئولين الأكراد الذين أجبروهم على تسجيل شهادة مصورة عن كيفية تخلى مقاتلى البشمركة من فصيل كردى منافس عن المجتمعات الأيزيدية التى كان عليهم حمايتها لاستغلال ذلك فى صراعهم السياسي.

تتحدث نادية عن كيف يتم استغلال مأساتها سياسيا من قبل أطراف عدة خاصة فى ظل مناخ متصاعد من الإسلاموفوبيا يتم فيه تشويه المسلمين حول العالم بسبب جرائم مجموعة واحدة تدعون انتماءهم للإسلام إلا أنها أوضحت كيف أثر التدخل الأمريكى الكارثى فى العراق على تفكيك المؤسسات البعثية وإشعال الصراعات الطائفية وولادة جيل جديد من العراقيين ينتهجون العنف، مختتمة كتابها بقولها: «أريد أن أكون آخر بنت فى العالم مع قصة مثل قصتي».

بالرغم من المكاسب الأخيرة ضد داعش فى العراق، لا يزال العديد من الإيزيديين فى الأسر، ومن بين كل تلك الوحشية والخراب التى وثقتها شهادات الضحايا والناجيات تبرز صور الشجاعة الإنسانية والبسالة الفردية فى مواجهة الإرهاب والهمجية.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية