المحرر موضوع: من ذكريات أعياد الميلاد  (زيارة 4152 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لطيف ﭘولا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 283
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من ذكريات أعياد الميلاد
« في: 19:48 22/12/2018 »
من ذكريات أعياد الميلاد
المقدمة
بمناسبة حلول اعياد الميلاد وراس السنة الجديدة واهلنا مبعثرون في العالم نبحث في هذا الشتاء البارد في دفء ذكريات الطفولة عن تلك اللحظات السعيدة ,  لحظات العيد السعيد  والمحبة بين الاهل والأحبة  والاصدقاء يتوسطنا كانون الفحم وجمراته تتوهج بحرارة الفرح والمرح , لحظات البساطة والبراءة التي لم يبق منها الا ذكريات وحروف حزينة في قصائدنا وانغام شجن في تراتيلنا . من تلك الذكريات التي لا تفارقني ابداً نسجتُ قصيدتي وقراتها في وحدتي لأسمعها الى  كل  من  كان  سر اعيادنا وفرحتنا وبهجتنا وسعادتنا ولما رحلوا لم يتركوا وراءهم شيء من فرح العيد ,لذا رحنا نجتر الذكريات في هذه القصيدة لنعيد نتذوق شيئا من طعمها في هذا الزمان المُر المرير .. قرأتها وسجلتها مع توليفها مع بعض الصور المناسبة في  الفيديو عسى ان يسمعها ويشاهدها من تهزه تلك الذكريات التي غدت احلاما من الماضي الجميل ..
اجل من وحي ذكريات الطفولة المبكرة  لمراسيم اعياد الميلاد في القوش  , كتبت هذه القصيدة باللغة السريانية . وكتبتها ايضا بالـﯖرشوني ( حروف عربية ) للذين لا يجيدون قراءة وكتابة  لغة أجدادهم ! ومن ثم ترجمتها الى اللغة العربية .. أجل من وحي ليالي اعياد الميلاد, ايام طفولتنا المبكرة, يوم كنا ننتظر( الكليجة) بفارغ الصبر بعد صوم قاتل وان كانت حياتنا كلها صوم..!  ومن وحي زمهرير الشتاء في تلك الليالي القارصة البرد, يوم لم يكن عندنا ما يخفف عنا ذلك البرد الا ذلك الموقد الفحمي الذي يوقد صباحا ونظل دائرين حوله حتى وقت النوم وفي بيوت شرقية غرفها شبه مفتوحة للريح والسماء.. اجل في تلك الليال الليلاء الباردة والتي لا يمزق حلكة ظلامها الا السراج النفطي كانت امهاتنا لا تفد في عضدهم كل تلك المصاعب بل يجابهن البرد والفقر والظلام ليسهرن طوال الليل في نخل القمح وعجنه وخلطه بالتمر والجوز والمطيبات المتنوعة حتى نستفيق صباحا على رائحة الكليجة ! ليسيل لها لعابنا لانها كانت محرمة علينا حتى بعد منتصف  ليلة العيد ساعة  يعلن انتهاء الصوم بولادة السيد المسيح له المجد .اجل من وحي تلك الايام كتبت قصيدتي المتواضعة هذه ...

http://www.ankawa.org/vshare/view/11303/xmas-1/

من دوخرانا دبيث يلدى
                             لطيف پولا
لــقــالا  دديكا  بقدمتا     رشلي وتلگا بكو دَرتا
مبولبلي  بقطما دمنقل   دنوبل مني گزگزكتا
مرومرملي لبيرا دلـَمپا   معلقا بسكثا متونتنا
مپـولطلي ريشي مأودا   ودوني بتلگا موبهَرتا
ويــمّـي  بيمارا  قــالي      دبي يلدي بأودا  زَرتا
وبناثــا  دمَحلى  كولَّـي     وخاثي رابثا واي زرتا 
خذا كليشا وخذا كوذاوا    كادى  وخذا كقطا  دعَكتا
مــزَمـورى  بهيمانوثا     بآذي هــويـثــا  مبورختا
وقــالا دنَــأقوشا مطورا   كيـثـى  مـِليــا  زَنــگـرتا
وريخا  دشخينا  فـياحا    بــكــل  ألــولا  وأللــتـا
ايذا  يله  دايشوع  طليا    دمخزيلن  او رخا  خثتا
تري الپــى شنى وزودا    وســيـپــا مشَلطا لپَقرتا
وايذا دبي يلدى مبَّـرخا   بكل عالما طورا ودشتا
من خذا گوپــيثا زَرتا    وطـلـيا  بگــو أورِ پـشطتا
مندي  لا مِــتـدركــانا    اذ خــيــلا  واذ  تــذمــرتـا 

      على صياح الديك
                        لطيف پولا
(مترجمة من السريانية )
إستفقتُ فجرا على  صياح ِ  الديك ِ     
 والـثــلج ُ  يغــطي  فــناءَ الــدار ِ
بحثتُ في رمادِ الكانون عن جمراتٍ   
 لتزيلَ عني قشعريرة َ البرد  ِ
وتـلملمـــت ُ على  ضياءِ  مصباح  ٍ     
مُعلق ٍ على وتد ِ كساه ُ الدخان ُ
اخرجتُ  رأسي من باب  الغرفة
 اتفرسُ  واللــيـلُ   مُـبـيـَضّـا ً بالـوفـر ِ
ليُشنفَ  آذانــي  صوت ُ أُمّي العذب  ِ     
تـُرتـلُ  في الغـرفة ِ الصغيرة ِ
ومــــعــها  بناتُ  محـلتـِنا  جميعـا       
وأُخــتي الكبيرة ُ والصغـيرة
واحدة  تـعـجن  وأخرى  تــقطـع       
 والباقيات يـنـقشن الــكعــك
يـصدحـنَ  مُــرتلات ٍ  بـإيـمـان ٍ       
 أناشيد َ الــمــيلاد ِ الــمبــارك   
والجــبلُ يرددُ  صدى الناقـوس  ِ
الذي يمزق ُ  سـدول َ  الدُجى     
  لـيـمـلأ   الـقــوش َ  رنـيـنـا 
ورائحة ُ ( الكلـيـﭼـة )  فــوّاحة ً         
فــي  كـل  بـــيـتٍ  وزقـــاق
انـــه ُعـــيــدُ  يـــســوع َ الــطـفل ِ         
الـذي رسم َ طريـقـا  جديدا
رغم   مرورِ  الـفـا عام  واكـثـر       
 والسيفُ  مُسلط ٌ على الرقاب ِ
لازالـت البــشــرية ُ تـُــمــجـــده ُ     
في كلِ ِ المعمورة ِ جبالا وسهولا
مـن تــلك الــمغــارة ِ الــصغــيرة  ِ   
 ومن ذلك المـِذود ِ الــمـتواضع ِ
من كوَّة ٍ متلهفة ٍ  لبصيص ِ نورِ
لقبس ٍ  من  شعاع  ِ الشمس ِ
في شتاء ٍ  قارس ِ البرودة ِ
يجلدُ  سوطَـَه أجسادَ  الفقراء ِ النحيلة ِ
سمع َ الرعاة ُ صرخة َ طفل ٍ وليد ٍ
فكانت هديراً  من شبل ِ السماء
أيقظت الشعوب من سباتها العميق ِ
ولتزرع َ الرعبَ  في قلوب ِ الطـُغاة
وتسقط َ العروش َ دون سيف ٍ وجيوش
كان هديلُ  حمامات ِ السلام ِ
ليغدو  نشيدا  أُمميـّا  تـُرددُه ُ
 حناجرُ ألأطفال ِ  والنساء ِ والشيوخ ِ
ليملأ  المعمورة َ الدامية َ
تراتيل َ  بُشرى , محبة َ  ووئام
وتسابقَ  أعداءُه  لترديدِه  زورا
لتغطية َ  آثامِهم ..... فصلبوه ُ !
ولا زالوا  يصلبونــه  كل  يوم !
وتعاليمُه تـُرَتـَّلُ  كلَّ مساءٍ وصباح
أمـــر ٌ  لا يـــدركــهُ  الــعــقـل ُ    ! 
 ألـيس  هذا  أُعـجوبة ً ومعجزة  ؟؟!!!
واليوم  مع  الميلاد  نبتغي   
فرجا  محبة  وانتصارا
اين يولد المسيح  ومغارته مسلوبة ؟
فالذي تخلف عن  الهروب  قُطع راسه
ليمسي  شعبنا  كقطيع  مشتت 
رعاته  سكارى بلا تدبير
والذئاب المفترسة تفتك بالجميع
فلا تفرق بين رجل وامراة
هذه هي احوالنا فمن نعيِّد ؟
حياتنا   خالية من الفرح والسرور
وشعبٌ ميت في الحياة
 كجثة تنتظر من يواريها
اي طعم لمثل هذا العيد
 والعالم غارق في أحزانه
 وقرانا وبلداتنا مهجورة
  يا هل ترى متى يعود أهلها ؟
ومن  عَـبَـرَ البحارَ  منهم 
لا امل في عودتهم ثانية
فلمَ اتيتنا ايها  العيد ؟؟
 ولمن يُقرع ناقوس الكنيسة ؟!
كيف نرتدي  ملابس العيد
 وىمالنا  العظيمة محترقة ؟!
وكل مكسور القلب يعيش  في العذاب   
هيهات أن   يحلو  له العيد
 ولد المسيح  واضطـُهدَ وصُلبَ
من اجل المتعبين  وثقيلي الأحمال
  ها هي جروحُنا نازفة ليس لها من يُشفيها !
لمن  يا هل ترى نقول :  ايامك سعيدة  ؟!
  والناسُ  تعيشُ  في التعاسةِ ؟!
متى ينجلي هذا الليلُ  ليسعفنا نورُ الفجرِ ؟!
ضاعت مفاتيحُ الأملِ  في بحرِ بلا قعرِ
نريدُ ولادةً جديدةً  لوطنِنا وامتِنا العظيمةِ
لنكتبَ قصيدةً جديدةً  ونجعلَ مِن العيدِ اُغنيةً
على  صياحِ  الديكِ  فجراً
 نهضتُ  والوفرُ  يكسو فناءَ الدار
ودفءُ  شمسِ المحبة ِ  وحده ُ
يذيب الثلجَ  المتراكمَ  على القِممِ