المشاركة في مؤتمر المصادر التاريخية لمسيحي الشرق الأوسط
كرستينا ڤارتان ولاية ميشيغان الأميركية
بعد الاتكال على الرب و نعمته الغامرة ، و بعد نيل بركة و اطلاع صاحب السيادة المطران مار فرانسيس قلابات راعي أبرشية مار توما الرسول للكلدان الكاثوليك في ديترويت - شرقي الولايات المتحدة الأميركية ،
قمنا الشهر الماضي بالمشاركة و تمثيل العراق و الكنيسة الكلدانية في المؤتمر الدولي الثالث الذي يقيمه المركز الثقافي الفرنسسكاني للدراسات القبطية في مصر تحت عنوان (المصادر التاريخية لمسيحي الشرق الأوسط ) الذي أُقيم في القاهرة للفترة ما بين (15-17 / تشرين الثاني - نوڤمبر 2018 ) برعاية مركز المسبار للدراسات و البحوث في دبي . برئاسة : الأب كمال لبيب الخادم الإقليمي للرهبان الفرنسيسكان بمصر الرئيس الشرفي للمؤتمر و الأب ميلاد شحاتة الفرنسسكاني مدير المركز الثقافي للدراسات القبطية و رئيس المؤتمر
بمشاركة باحثين من ١٠-١٥ دولة ب ٤٤ بحثاً و كانت محاور المؤتمر كالتالي :
١- الفولكلور الشعبي
٢- كتابات المستشرقين و الرحالة
٣- التأثيرات الفنية و المعمارية المتبادلة لمسيحي الشرق الأوسط
٤- الحياة الاجتماعية و الاقتصادية
٥- الشخصيات المسيحية التي أثرت في المجتمع
أما عن مشاركنا فقد قمنا بتقديم بحث في المؤتمر المذكور فيمايخص المحور الخامس حول شخصية مسيحية عراقية معاصرة و هو مثلث الرحمات المطران الشهيد (مار بولس فرج رحو) رئيس أساقفة الموصل الأسبق ، لما كان لسيادة المطران الشهيد من مواقف شجاعة يشهد لها جميع من حوله ، و ألم كنيستنا في العراق ككل إبان اختطافه و ثم استشهاده الذي هز العالم اجمع . و كما و تطرقنا في البحث عن احداث مدينة الموصل و القرى المسيحية و ما عانيناه نحن المسيحيين بكافة طوائفنا من تهجير قصري و دمار للكنائس ،الأديرة ، البيوت و الارزاق التي طالت الجميع ، و عن الخراب الذي لحق بهذه المدينة الغالية التي هي منبع للأقليات العراقية .كما تحدثنا عن دور الكنيسة في الوقوف مع ابنائها المهجرين و تقديم المساعدات بكافة أنواعها . هذا و قد تم تسليمنا شهادات تقدير للمشاركين بالبحوث. هذا و ستنشر الأبحاث جميعها في كتاب خاص من إصدار مركز السبار للدراسات و البحوث بعد تقيم اللجنة المنظمة و المشرفة على المؤتمر .
هذا و قد شاركنا بالحضور في المؤتمر الأب بولس ساتي المدبر البطريركي الكلداني في مصر و بعض أبناء و بنات الكنيسة .
هذا و أحب ان انوه ان تكلفة السفر ( الطيارة ) قد تحملتها المشتركة على نفقتها الخاصة ، اما الاستضافة و الإقامة فكانت في دير الآباء الفرنسيسكان كنيسة سان جوزيف وسط البلد القاهرة .
عن المشاركة :
ربما يتبادر لذهن البعض لماذا مثلت الكنيسة الكلدانية و أنا لست من أبناء الطائفة الكلدانية ؟ ( لأني سريان كاثوليك ) . حقيقة أنا اطرح هذا السؤال و اجيب عليه حرصاً مني ، لكي لا يفسر كل شخص مشاركتي على هواه و نحن نعلم جيداً ان هناك بعض المواقع و الأشخاص من يتصيدون الأخطاء للكنيسة و الإكليروس و بعض العلمانيين الملتزمين في الكنيسة .
الحقيقة انه عندما تقدمت للمشاركة في المؤتمر لم تكن هذه هي الورقة البحثية التي ارتأيت مناقشتها في المؤتمر ، حيث كان البحث عن ( تأثير الدراسات اللاهوتية على المجتمع المسيحي في كنيسة العراق ) و تقدمت بالورقة البحثية في الوقت المقرر و كانت عبارة عن ١٢ نقطة شرحت فيها أسباب البحث مع مقدمة لاهوتية لدعم ( موقفي كعلمانية من كنيسة العراق ) ، لكن اللجنة التحضيرية للمؤتمر في مصر ارتأت و فضلت ان أغير البحث و اتحدث عن شخصية عراقية سياسية اقتصادية أو دينية مؤثرة في المجتمع العراقي و خاطبوني بهذا الخصوص بالإيميل لكي أغير الورقة البحثية و في البداية اخترت ان اتحدث عن سيادة المطران مثلث الرحمات الشهيد مار بولس فرج رحو لمعرفتي بشخصه الكريم من خلال عملنا التطوعي في جماعة المحبة و الفرح لذوي الاحتياجات الخاصة كمتطوعة و سكرتير اسبق لإخوات لبغداد و الجنوب .
و كان لي عظيم الشرف ان امثل كنيسة العراق و الكنيسة الكلدانية على وجه الخصوص و ذلك مع اطلاع راعي ابرشيتنا و ابلاغ البطريركية الكلدانية لمشاركتي قبل السفر الى المؤتمر .
في الختام أحب ان أتقدم بفائق الشكر و التقدير الى الرهبنة الفرنسيسكانية في مصر - اقليم العائلة المقدسة :
أولاً بشخص الأب كمال لبيب الرئيس الإقليمي و الآباء : ماجد حبيب المسؤول المالي و الأب انطونيو أديب رئيس الدير و سكرتير الرهبنة و راعي كنيسة سان جوزيف ، الأب انطونيو ماهر نائب السكرتير و الأب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكي لمصري للسينما و نائب رئيس الدير . على استضافتهم و السماح لي للإقامة لمدة أطول و روح المحبة و الاحتواء التي وجدتها لديهم و لدى كافة أعضاء كنيسة سان جوزيف للاتين و خصوصاً انها اول زيارة لمصر . طالباً من طفل المغارة و العائلة المقدسة ان تسندهم و تقويهم في رسالتهم الجليلة .
كما و اشكر الأب بولس سآتي لما قدموا من دعم و إسناد و أعضاء بازليك سانتا فاطيتما للكلدان في مصر الذين بقوا على تواصل معي طول فترة الإقامة ليشعروني ان لي أهل هناك .
شكري لسيادة المطران مار فرانسيس قلابات راعي أبرشية مار توما الرسول للكلدان الكاثوليك في ديترويت و العاملين في دار المطرانية على ثقتهم في شخصي الضعيف لكي اتحدث عن سيادة المطران الشهيد و بركة صلواته التي كانت معي و إهدائي ذخيرة من سيدنا فرج لترافقني في رحلتي .
الشكر الكبير لروح سيدنا فرج رحو و الذي طلبت شفاعته ( شفاعة المؤتى المؤمنين ) الذي صليت له و قلت ( لو أردتني ان اتحدث عنك ... دبّر الأمور بصلواتك ) و قد كان .
في النهاية شكري الكبير و العميق للعائلة المقدسة شفيعة مصر التي رافقتني في رحلتي هذه لأسير على خطاهم في مصر التي احتضنتهم و هم مسافرون فكانت عوناً و سنداً و غمرُ من الحنان بدفى انفاس طفل المغارة .