المحرر موضوع: في تونس: لعنة " الإخوان "  (زيارة 1638 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل adili boukordagha Imen

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 6
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في تونس: لعنة " الإخوان "
« في: 15:36 23/12/2018 »

تحيّرت أنفاس
القلب من حب الإنسان
يعضّ بالشّراسيف
وقد نغثت في إناء
 الصبر
نَفَسا أو نَفَسين
و الروح
ترادفت عليها الأسقام
من رؤياه
وقد تفشٌى به الشر
و خرجت به النار الفارسية
في ظل وادي موت عربي
و تقصّعت روحه  بالصّديد
بعد أن ضاق بها الصدر
و الوطن
و حُمل من المعركة مرتثّا
و جراحه تثعب دما إفريقيا
زكي المغرس
فما تأصرالأخ على أخيه  آصرة
و ما تعطفه عليه
عاطفة رحم
فهماو إن كانا فرعي نبتة واحدة
و غصني دوحة واحدة
فإنهما قد ابتليا
بالإستيطان
في جبل أصابته
لعنة " الإخوان"
سماسرة الشقاق
دبّت عقاربهم بين الأخوين
إذ هم في الشر سواسية
كأسنان الحمار
فحلّت نقمة الجريمة الأولى:
جريمة قتل قابيل لأخيه هابيل
فأصاب الرجل جناية في قومه
مع سابقية القصد و الإضمار
و صاد  الصيد
المجني عليه
****
ثم جاء الغراب الرّاشن
بالبائجة
لينعق
و يتشمّم
فتات  موائد ولائم
السلطان و الشيطان
فكلاهما شريك
في جريمة واحدة
و من ثمَّ ليدفن
رفات الوطن المغدور
ثم تفرقت الغربان
قِددا
كبنات نعش
****
تركت الشهيد هناك في الوادي
و قد علقته أوهاق المنية
و اختُلِج من بين ذويه
و اخترمه الموت الصُهابيّ
من بين أبنائه فُجاءة
و على قبره نُصبت
صوّة  تونس
و تلمّأت عليه أرض
غُذيت بلبان الكرم
و الجود بالشهداء
وتداركتها أعراق صدق
تاريخ
عصامي المحتد
سافر في المشرق و المغرب
و جاب بريد ذكره الٱفاق
****
ثم قلت:
ربي٬
شقّ عليّ حمل
ميزان العدل
و باتت الهموم
تتناجى في صدري
عُدت الإنسان في غربته
و تخلّلت دهماءه
أبصّره مواقع رشده
و عواقب أمره
وقد أقلته عثرته
ووسعت جريمته بحلمي
علّني
أشفي علّة شرّه المزمن
 حتى يثوب إلى
رسوله و نبيّه
****
ربي٬
ها قد نشغت نشغة
أشفقت أن تذهب
بروحي
و أخذتني حمّى مزدم
و مزّقت كتائب صبري
و ضاق عنّي طوقه
 واستخفّتني  نزيّة من الشوق
إلى النجمة
 و الهلال الأحمر
 ****
ربي٬
إني أتضوّر عدلا
يرقى يَفاع المجد
و إن عالجني سهم القضاء
فميزان القسط بات ليله
في وطني
على قرن أعفر
يتجرّع غصص الظلم
و إلا فمالي أُريقت عيني دمعا
على الإنسان
يظلم نفسه و يرديها
 قاتلة و مقتولة
فهاهو ذا
 يتسكّع في جبال الغواية
 و يعمه في طغيانه
 و يهيم في أودية الضلال
فعميت عليه
 وجوه الرشد
واستبهمت
معالم القصد
****
ربي،
هاهو ذا الإنسان
قد نصب
 حبائل الشر
لأخيه
و دسّ له الغدر في المَلَق
في ضراء وادي الموت
واغتال شهود الزور
ما تبقى
من حشاشة وطن
برصاصة بل برصاصتين
رصاصة عربية
و أخرى إفرنجيّة
إذ تتعدد الأسباب
و الدول
وجريمة القتل العمد واحدة
****
فقال تعالى:
(( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا))
فهذا أمر من دونه شيب الغراب