المحرر موضوع: تقرير: اللاجؤون العراقيين الكلدان بأنتظار مغادرة لبنان  (زيارة 1545 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اللاجؤون العراقيين الكلدان بأنتظار مغادرة لبنان
عنكاوا كوم \ وكالة الانباء الكاثوليكية
ترجمة وتحرير / ريفان الحكيم

بيروت, لبنان, 23\12\2018: في يوم السبت الاخير ما قبل عيد الميلاد, تجمع جماعة من اللاجئين العراقيين الذين يعيشون في بيروت عاصمة لبنان, معا للاحتفال بالقداس.
وكما المدينة التي يسكنون فيها, فأن مبنى الكنيسة الذي تستخدمه ابرشية مار الياس ليست ملكا لهم ايضا: بل هي للكنيسة الكاثوليكية الشرقية الاخرى, اليونانية, واعيرت لهم لثلاثة ايام في الاسبوع للقداس ودروس التعليم وغيرها من الانشطة الاجتماعية.
وفي مساء يوم 22 كانون الاول, كانت الكنيسة ايضا مكانا لامسية تراتيل لعيد الميلاد اقامتها مجموعه من الشباب اللاجئين. اولئك الذين لديهم "صوت جميل" على حد وصف احد غير المؤدين.
الكنيسة الكلدانية التي تعود جذورها الى القرن الثالث على اقل تقدير, لم تكن موجودة في لبنان منذ حوالي قبل 115 سنة. بدأ الكلدان الاوائل في لبنان عندما وصل كاهن واحد و حوالي 25 عائلة من العراق وسوريا وايران الى البلاد حسب تصريح المطران الكلداني في بيروت ميشال قصارجي.
وقال ان في حوال العام 1914 وصلت مجموعة كبيرة اخرى الى البلاد, فرارا من الابادة الجماعية للمسيحيين في تركيا. واليوم يبلغ عدد الكلدان اللبنانيين حوالي 10000 نسمة, ويعيش معظمهم في العاصمة بيروت. ويقوم كاهنين بخدمة هؤلاء العشرة الاف كلدني.
وفي السنوات الاحيرة زاد العدد حوالي 3500 عائلة كلدانية, مجرد جزء صغير من اكثر من 1.5 مليون لاجئ فروا الى لبنان من عدم الاستقرار والنزاع والارهاب في بلادهم.
وقال قصارجي "ان واجبنا ككنيسة هو خدمة هؤلاء الناس قدر المستطاع"
وتم الاحتفال بقداس يوم السبت باللغة الكلدانية, وهي لهجة من الارامية وذلك من قبل الاب يوسف ميخا الذي يدرس في بيروت ويساعد اللاجئين. وقد حضر القداس العشرات من الامهات والاباء والشباب والاطفال.
بعد ذلك, بدأ المزيد من الناس يتدفقون الى الكنيسة من اجل الحفلة الموسيقية, وكانت مليئة بالطاقة وهادئة حيث قام الناس يعايدون بعضهم البعض .
كان الناس منفتحين وودودين, وشاركوا قصصهم عن الحياة في العراق ولبنان.
وقالت امرأة من بغداد للوكالة الكاثوليكية "لا انا ولا زوجي نعمل هنا وهذا امر صعب جدا" وهي ام لطفلين بعمر الدراسة وتقيم مع عائلتها في بيروت منذ عامين وهم ينتظرون الذهاب الى مدينة آمنة.
وقالت "لا اريد العودة الى العراق فالحياة هناك صعبة الان".
ولسن يونان, متزوج واب لفتاتين احداهما بعمر السادسة والاخرى بعمر الثلاث سنوات, وصل لبنان مع عائلته قبل سنة ونصف. اوضح انه غير مسموح للاجئين العمل لانهم غير مسجلين, بالرغم من ان بعض الشركات توظفهم مقابل اجور اقل من المتوسط. او يتم الدفع لهم ليعملوا في الكنيسة.
وقال انه لن يعود الى العراق. "لن يكون العراق آمنا في المستقبل القريب. يحتاج الى وقت طويل ليكون آمنا مرة اخرى. حتى يتمكن المسيحيين من العودة والعيش هناك مرة اخرى".
عن الحياة في لبنان, "ماذا يمكنني ان اقول؟ نحن نمر ببعض الظروف السيئة هنا لان المعيشة مكلفة بالفعل". واضاف "نحن بأنتظار السفر الى احدى الدول المضيفة مثل استراليا وكندا والولايات المتحدة".
وقال صبي يبلغ عمره 15 عاما ويدعى عيسى نفس الشيء. توهجت عيناه وابتسم عندما اوضح لنا انه قريبا سينتقل مع عائلته الى كندا للانضمام الى اثنتين من شقيقاته الاربع اللوات حصلوا مؤخرا على تأشيرة لدخول البلاد.
وظهرت خيبة امل على وجهه عندما اوضح انه كان يأمل ان يحتفل بعيد الميلاد في كندا العام , وليس في لبنان, حيث عاش مع والديه واشقائه الخمسة منذ ان كان طفلا صغيرا وقال وهو مطمئن " لا مشكلة "
وقال رافائيل طرابلسي مدير مركزسيدة الرحمة والخاص باعانة اللاجئين, لوكالة الاخبار الكاثوليكية " كل فرد من اللاجئين ينتظر المغادرة والذهاب الى كندا او استراليا او الولايات المتحدة"  ان امور مثل منح تأشيرات الدخول "الفيزا"  لايقوم المركز بمساعدة اللاجئين فيها بشكل مباشر, لكننا نقدم لهم الدعم القانوني اذا لزم الامر.
بدعم مادي من ابرشية الكلدان في بيروت, يدير المركز برامج لمساعدة اللاجئين من خلال دفع الايجارات والنفقات الطبية ويدير دروس للتعليم المسيحي للاطفال ويقدم دروسا في امور اخرى مثل اللغة الانجليزية وتكنلوجيا المعلومات للكبار. كما وشيدت الابرشية في الاونة الاخيرة مدرسة جديدة تتسع لأكثر من 100 طفل, ويشرف عليها 12 معلما.
وقال رافائيل "نحن نحاول ان نعطيهم الامل في المقام الاول, نود ان نشعرهم بأننا كعائلة واحدة, انا لست فقط مديرا, انا اعتبر نفسي كأب لهم".
رافائيل الذي هو نصف عراقي ونصف لبناني, يعمل ليوم واحد في الاسبوع كأستاذ في علم الاجتماع في احدى الجامعات المحلية. وفي باقي الايام يكرس نفسه لخدمة المجتمع كمتطوع طوال الوقت.
وقال ان تفانيه للمجتمع شخصي "اشعر ان هؤلاء النازحين هم بحاجة الى الحب اكثر من اي شيء اخر. انه ليس عمل اغاثة فحسب, بل انه يمنح المزيد من الحب. ويعطي المرونة للناس الذين هم في الوقع يعيشون ظروف سيئة (روحيا) قبل ان يكونوا في ظروف سيئة ماديا".
وقال "انها اشياء صغيرة يمكن ان تحدث تغييرات", في اشارة الى الحفلة المسائية في عيد الميلاد كمثال. وقال ان الامر يتعلق بمساعدتهم على الشعور بأنهم في المنزل وليسوا مشردين او مهجرين.
"انشطة كهذه تجعلهم يشعرون انهم يفعلون شيئا للمجتمع, خاصة الشباب الذين سيغنون اليوم"
وشمل اداء المساء, والذي تجاوز الساعة من الزمن, اغاني باللغتين العربية والكلدانية. في لحظة جميلة للغاية, كانت الجوقة صامتة, بينما تلى الاب رافائيل طرابلسي النائب العام للابرشية, قراءة من انجيل متي باللغة الارامية.
وقال يونان: " عيد الميلاد هو وقت اعادة التفكير, واعادة التفكير في ما فعله الله لنا. كنا بمعزل عن الله بسبب الخطيئة الاصلية. اراد الله ان يسترجعنا. لهذا السبب ارسل ابنه يسوع ليخلصنا ويعيدنا الى البيت.
واضاف "لقد حان الوقت للحفلات والترفيه, لانه وقت سعيد".

أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية