المحرر موضوع: تقرير من "ميدل إيست آي": عام خاص في بغداد حيث تتزين المتاجر والمطاعم بأشكال مختلفة من الزينة وأشجار عيد الميلاد  (زيارة 1283 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عام خاص في بغداد حيث تتجمع المدينة للإحتفال بعيد الميلاد
تعصف بعاصمة العراق روح عيد الميلاد حيث تتزين المتاجر والمطاعم بأشكال مختلفة من الزينة وأشجار عيد الميلاد ودمى سانتا كلوز


إمرأة تسير أمام متجر لبيع زينة عيد الميلاد

ميدل إيست آي – توم ويستكوت
عنكاوا كوم – ترجمة رشوان عصام الدقا
ق
بغداد – يقترب سكان العاصمة بغداد من عيد الميلاد بحماس يتحدى التصورات الدولية ، التي عفا عليها الزمن، والتي تُصوّر العراق بشكل متزايد كبلد تُمزقه الحرب على الدوام وهو تحت رحمة الجماعات المسلحة.
تتكدس الأكشاك في الأسواق بألعاب سانتا كلوز المجبوبة أو تلك التي تصطف مع مجموعة رلئعة من أشجار عيد الميلاد البلاستيكية ذات الأشكال المتعددة. وكل الممرات في المتاجر مخصصة لبيع المواد الموسيقية والحُلي الملونة والأقماع المخملية المتلألئة ورجال الثلج البلاستيكية وملابس الأطفال الحمراء البراقة.
وهناك في العاصمة بغداد العديد من المقاهي والمطاعم والفنادق التي تتزين بأشجار وديكورات الميلاد وتعرض في الغالب صوّر بابا نويل بدلاً من مشاهد مغارة المهد التقليدية، إذ أن مثل هذه الرموز المسيحية تُعرض حصراً والى حد كبير في الكنائس.
قالت راهبة عراقية من دير الدومينيكان في الكرادة، فضّلت عدم ذكر اسمها، قالت هذا العام خاص فنحن نحتفل بطريقة أكبر وأوسع نطاقاً مع رنين أجراس الكنائس وأناشيد الميلاد. ولم يكن لدينا أي تهديدات أو مشاكل هذا العام، والوضع بالنسبة لنا لطيف ومستقر. وكانت الراهبة واقفةً بجانب مشهد مغارة المهد التقليدية المضاءة وشجرة عيد الميلاد المزيّنة بزخارف جميلة في كنيسة يسوع الملك في بغداد. وقالت لوكالة ميدل إيست آي: إن مسيحيي العراق خففوا من احتفالاتهم في السابق لأنها تزامنت أحياناً مع شهر محرم الإسلامي، إذ يحزن الكثير من المسلمين في مناسبة قتل حفيد النبي، الإمام الحسين. نحن نحترم حزن المسلمين في هذا الوقت. وفي عيد الميلاد لهذا العام لا تتداخل المناسبتان والأمن جيد جداً، لهذا فإن هذا العام خاص إذ نحتفل بطريقة أكبر وأوسع نطاقاً ونقرع أجراس الكنيسة ونتلو الأناشيد.

مشهد مغارة المهد التقليدية في كنيسة يسوع الملك في بغداد

تقوم الراهبات هنا بدور هام في المجتمع المحلي حيث تُدير مدرسة وتدعم مستشفى قريب. وأضاتفت الراهبة، لاتوجد مشكلة بين المسيحيين والمسلمين في بغداد، نحن نحبهم ونعمل ونعيش معهم بتضامن وجميع الأطفال هنا متحمسون جداً لعيد الميلاد.
لكن على الرغم من هذا التصوير الإيجابي، فقد اعترفت وقالت للأسف تقلصَ الحضور الى الكنيسة بنسبة 90% على مدى السنوات الخمسة عشر الماضية نتيجة للفترة الطويلة من عدم الاستقرار الأمني والتراجع الاقتصادي. ووفقاً لهذه الراهبة استمر المجتمع المسيحي في بغداد بالتقلص عاماً بعد عام. وأضافت، كان عدد أفراد عائلتي وأقاربي في العراق حوالي 100 شخص، لكننا الآن لا نتعدى 10 أشخاص فقط، وهذا يُحزنني لأن معظم أقاربي لم يعودوا يعيشون هنا.
وبحسب آخر إحصاء رسمي أجريَّ في العراق، كان هناك 1.5 مليون مسيحي في عام 2003 حيث كانوا يُشكلون نسبة 6% من سكان البلاد البالغ عددهم 26 مليون نسمة. ولكن سنوات العنف الطائفي التي أعقبت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 قلّص عدد المسيحيين الى ما يُقدر بحوالي 250 ألف نسمة.
قال أحد رؤساء الكنيسة الكبار في بغداد، شريطة عدم الكشف عن اسمه، قال إن هذا الرقم سخياً جداً وهو يعتقد أن العدد الفعلي أقل من ذلك بكثير، لا سيما بعد سيطرة مسلحي الدولة الإسلامية في شمال العراق عام 2014 حيث كانت تلك المناطق موطن غالبية مسيحيي العراق، مما دفع الكثيرين الى طلب اللجوء في أوربا أو كندا أو أستراليا.
عيد الميلاد غير المسيحي
مع كون الأقلية المسيحية المتضائلة في العراق تُمثل الآن أقل من نسبة 1% من سكان البلاد، ففي بغداد يحتفل الكثير من المسلمين بعيد الميلاد بشكل معتدل أو غير ديني مقارنة مع احتفال المسيحيين.
قالت الأستاذة سعاد حسين البالغة من العمر 46 عاماً لوكالة ميدل إيست آي، نحن كمسلمين نؤمن بيسوع وهناك فصل كامل في القرآن عنه وعن أمه، نحن نُحب يسوع وأمه مريم. وأضافت، يجب على المسلمين أن يحترموا جميع الأنبياء ويجب أن نحتفل بعيد الميلاد بطريقة متواضعة ومعتدلة، لا أن نعمل الكثير من الضجيج والتزمير بأبواق السيارات والموسيقى الصاخبة.
يعمل حسين على خبز المعجنات الشعبية العراقية، وخاصة الكليجة (فطائر التمر) لتوزيعها على الأقرباء والجيران خلال عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة. وقال هناك عائلة مسيحية تعيش بالقرب منا نشاهد أفرادها يذهبون الى الكنيسة في وقت مبكر جداً من يوم عيد الميلاد، وبعد رجوعهم لاحقاً نذهب ونبارك لهم احتفالهم ونقدم لهم الكليجة.
قال مدير مجمّع سما البيت في بغداد، عمار رياض البالغ من العمر 47 عاماً لوكالة ميدل إيست آي، إن عيد الميلاد هو احتفال إخواننا المسيحيين ونحن نحتفل به لأنه عيد ميلاد النبي. وأكد على أن المسيحيين والمسلمين في العراق متحدون ويتقاسمون سعادتهم وأحزانهم ولم ينقسموا بسبب الدين.

أكوام من لعب سانتا المجببة في أحد مراكز التسوق في بغداد
وأضاف رياض وقال إن الوضع في بغداد جيد الآن ونحن نحاول إعادة بناء الثقة وننسى كل معاناتنا ونأمل حقاً أن يعود إخواننا المسيحيون الذين هربوا من البلاد الى العراق ويعيشون هنا مرة أخرى كما فعلوا في الماضي.
إنها نظرة متفائلة. يعلن العديد من العراقيين عن رغبتهم في مغادرة البلاد، لاسيما الأقلية المسيحية واليزيديين في شمال العراق حيث دُمرت مجتمعاتهم ومنازلهم من قِبل داعش وهم يعيشون الآن في خوف كبير.
روح العيد
قالت زينب محمد البالغة من العمر 19 عاماً وهي طالبة تدرس اللغة الانكليزية، أنا حقاً أحب كل جانب من جوانب عيد الميلاد، إنه أكثر متعة من احتفالات العيد ( تعني عيد المسلمين) ونحن نتمتع به هنا في العراق، والشيء الوحيد الذي ليس لدينا هنا في بغداد هو الثلج.
وحتى الكثيرين من ذوي الخلفيات الإسلامية المحافظة دينياً والذين يُفضلون مشاهدة الاحتفالات من بعيد يستمتعون بأجواء عيد الميلاد.
قال الموظف في السفارة الأميريكية، غسان عارف البالغ من العمر 42 عاماً، أحبُ ألوان عيد الميلاد وأعتقد أن الزخارف وروح عيد الميلاد تُغيّر من مزاج الناس. وأضاف، لو كنت أعيش بمفردي لوضعت شجرة العيد في المنزل، ولكنني لا أستطيع ذلك لكوني أعيش مع عائلتي التي لديها معتقداتها الدينية الخاصة. وقال، يسمح أخي لزوجته بوضع الشجرة لأنها تحب عيد الميلاد حقاً.
وقال أيضاً، ما زال العديد من الشباب الذين لا يحتفلون بعيد الميلاد في المنزل يتمتعون بالشعور بالمشاركة في الاحتفال العالمي من خلال تبادل الصور الاحتفالية عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
وهناك سوء فهم عام إذ أن عيد الميلاد مرادفاً لعشية رأس السنة الجديدة مما يُزيد من تغذية الروح الاحتفالية ولا يدرك العديد من الناس أن الكثير من الصوّر الموسمية تُمثل معانٍ مسيحية.
وقالت مريم عبد المحسن البالغة من العمر 27 عاماً والتي تعمل في أحد متاجر مستحضرات التجميل الكثيرة في بغداد، إن الكرستماس هو احتفال مزدوج، فعيد الميلاد هو ميلاد يسوع وبالنسبة لنا هو بدء السنة الجديدة
قال عبدالله صفاء البالغ من العمر 27 عاماً ويعمل في متجر قريب لبيع الملابس، قال أعترف بأن الكثير من العراقيين لم يفهموا تماماً عيد الميلاد. إنه يوم آخر حقاً والعراقيين لا يعرفون كيف يحتفلون بشكل صحيح، لكن روح الميلاد جميلة وكان من الرائع خلال العامين الماضيين أن نتمتع ببعض الوقت العائلي دون أي عنف أو حدوث أشياء سيئة في بغداد.

تنعكس صورة المسجد من خلال نافذة متجر مستحضرات التجميل الذي تنتصب في خارجه شجرة عيد الميلاد المزينة
بالفعل تبدو بغداد في عام 2018 بعيدة كل البعد عن المدينة الخطيرة التي عُرِفت في السنوات الأخيرة، لاسيما السنوات التي أعقبت الغزو في عام 2003 والتي ألهمت فرقة كراج – روك بلاك ليبس بالاحتفال بأغنية عيد الميلاد عام 2007 في بغداد.
يمكن أن يكون لعيد الميلاد في بغداد تأثير المخدر وكما كُتِبَ من منظور جندي يُقاتل في العراق "لآ أريد أن أعود الى الوطن في صندوق أو حقيبة. والخطوط الافتتاحية هي: في بغداد، كما هو الحال في معظم أنحاء العراق تُعد السلامة والأمن العام أفضل مما كانا عليه منذ أكثر من 10 سنوات. ويجري حالياً رفع بعض الحواجز الخرسانية، المصممة لمنع الهجمات الانتحارية، ونقاط التفتيش الكثيرة في المدينة. وفي شهر كانون الأول الجاري أعاد رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، فتح المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد للجمهور.
يعتبر العديد من الذين يقيمون في بغداد بأن شوارع المدينة المزينة في عيد الميلاد تعود الى التحسن العام للأمن بعد هزيمة داعش في العراق. وأشار العديد من اهالي بغداد الى أن هناك المزيد من الديكورات هذا العام، أكثر من أي وقت مضى.
قالت زينب الأعظمي، معاون مدير المدرسة الابتدائية، لقد جئتُ من عائلة مسلمة تقليدية، لذا لم يكن عيد الميلاد جزءاً من السنوات الهامة في حياتي ولكن الآن أرى بغداد تحتفل وهذا يجعلُ قلبي يطير من الفرح.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية