ولادة ألمسيح في مغارة بيت لحم لحظة نادرة في تأريخ ألأنسانية !!!
بقلم يوحنا بيداويد
19 كانون الأول 2012
ان ذكرى ولادة السيد المسيح بلا شك كانت لحظة مهمة في تاريخ الإنسانية، بولادته ولدت رسالة جديدة غريبة مختلفة عن سابقاتها، رسالة شعارها الأول الغفران والتواضع والرجاء والايمان بل اعظم من ذلك، ولادة الرسالة المبنية على علاقة المحبة المباشرة بين البشر دون تميز او تحديد. رسالة استبدلت الحقد والبغض والعنف والكراهية والحسد والقتل والزنى والطمع، بالصلاة والصوم والاعمال الحسنة والخدمة المجانية والمساعدة الخفية، والفرح البعيد عن النشوة الجسدية.
في ذكرى هذه المناسبة العظيمة علينا كبشر وكمؤمنين ان نعود ونعطي بعض الوقت للتأمل والتفكير في حياة المسيح وتعاليمه وعلاقتها بحياتنا. في ولادته المتواضعة في المغارة، ومن ثم في حياته البسيطة، وأخيرا في تعاليمه المملوءة من القيم الإنسانية التي تصل الى اعلى قمة يمكن ان يتصورها الانسان، الى حد ان يتحول جسده لا فقط قربانا من اجل مغفرة خطايا وانما الى أداة تجعلنا نشعر ونحس ونعي بالآخر ، الاخر الذي هو كل انسان، أي انسان. بكل الوجود!!
وعليه, فعلينا ان نرجع الى ذواتنا ونراقب مسيرة الحياة في الأوقات الحرجة و مسيرة الانسان وحضارته التائهة التي اوشكت للوصول الى اعلى قمة لها من الانانية واليأس والنشوة. علينا اجراء تحليل ونقد لما هو فعلا مفيد، وما هو مضر لحياتنا ولعوائلنا وكنيستنا و بلدنا العراق ولمجتمعنا ولقومتينا وللإنسانية جمعاء.
اخواني اخطر شيء يحصل الان لدى الانسان، انه يزدري كل شيء قديم لا لسبب غير تحديد حريته بل يعتبره قيد في يديه.بلا شك الحرية غير الملزمة بالوعي والمسؤولية هي مثل تصرف حيوان في غابة لا يوجد ما يحيده ( حتى غريزيا) من اكل أي نوع من الحشائش الضارة و غير الضارة.
املنا ان يفهم الانسان في هذه الأيام عمق مفهوم رسالة المسيح في المحبة، تلك المحبة الغريبة للكثيرين في هذه الأيام لأنها لا تعترف بالانا الصغيرة لوحدها بل تهتم بأنا الشاملة غير المحددة بالجنس والقوم والبلد او القبيلة او الدين او الشكل او اللون او العمر او الغنى او الفقراء العوق, يهمنا الانسان فقط.
اخواني اخواتي الأعزاء اغلب عجائب المسيح كانت مشروطة بالأيمان، أي بقبول التغيير ، تغيير الذات. في عالمنا المنهمك القوى من جراء الصراعات والتصدعات والعقد نستطيع اليوم أيضا ان نعمل عجائب كثيرة اذا كان لنا الاستعداد لقبول التغيير.
وكل عام وانتم بخير