الانجاز الادبي السرياني والنقد
عادل دنو
الانجاز الادبي السرياني قفز في الاونة الاخيرة الى النهضة المصطلح الذي يطلق على عصور تستفيق فيها عوالم ثقافية صناعية وغيرها.
الانجاز الادبي السرياني بدأ فعلا عصر نهضة منذ سبعينيات القرن الماضي والى اليوم املا بالاستمرار والابداع في مجالاته المحدودة على الشعر والقصة والرواية والنقد، وغفل في مجالات المسرح وادب الطفل على سبيل المثال . اما من جانب الفلسفة والعلوم فحدث ولا حرج عن تاخر الثقافة السريانية عن بقية الثقافات العالمية، في حين كانت قد تفوقت حتى على الادب اليوناني، على حد قول البطريرك مار افرام الاول برصوم.
ما يخص الادب السرياني القديم فقد شرع الاهتمام به منذ العالم الفرنسي يوسييبوس رينودوت (1646- 1720) ثلاثين عاما قبل السمعاني الذي نشر اول مجلداته عام 1719. و كتب عن الادب السرياني وفيه الكثير منهم المطـران بولس بهنام مطـران مدينة الموصل للسريان الارثوذكس ، في مجلته ” المشرق ” ( طبعت بالعربية في الموصل ، 1946 – 1953) فقد درس وجوه ومظاهر مختلفة في الأدب السرياني. وكذا فعل مستشرقون عمالقة كثيرون امثال بومتشارك وشابو وكراف ونولدكه ورايت ودوفال.
ويعد اليوم النقد ابداعا اخر يضاف الى ابداعات الادب حيث برع بعض كتاب النقد في تقييم وابراز فنون وتفسير النص الادبي الحديث ودراسة الاسلوب الادبي وبراعات استخدام اللغة وجماليتها. ومن هؤلاء الذين برعوا في هذا الجانب الكاتب اللامع والشاعر والناقد المبدع شاكر سيفو في قراءة المجاميع الشعرية للشعراء السريان. وكذلك الكاتب القدير بطرس نباتي في حقل السرد الادبي والقصص. الاديب الباحث الكبير بنيامين حداد في قراءته وكتابته لمقدمات كتب ادبية في الشعر والقصة القصيرة. ولا ننسى الكاتب المخضرم ميخائيل ممو الذي كانت له وقفات نقدية مميزة. والدكتور متي موسى والكاتب المكثار نزار الديراني وغيرهم اخرون.
ولكن ما نريد ان نشير اليه ان النقد الحديث ما يزال لا يتوازى مع الابداعات الادبية السريانية التي انتشرت حديثا. وما زلنا بحاجة الى كتاب نقد يلقون الاضواء على ابداعات كتابنا اليوم الذين فيهم قدرات تقارن وبلا ادنى شك بأداب ثقافات اخرى في عالمنا المعاصر. واسوق هذا لان هناك الكثير من النتاجات الادبية المنشورة تنتظر النقاد ليدلو بدلوهم في اسرارها واساليبها، واخص منها ابداعات الكتاب في القصة والرواية.