النكته المأساة وتصريح النائب السيد عمانوئيل خوشابا المحترم
آشور قرياقوس ديشوتورونتو – كندا
في خبر نشرته عنكاوة دوت كوم ويستطيع القارئ الكريم أن يقرأه في الرابط أسفل المقالة هناك تصريح للسيد عمانوئيل خوشابا النائب عن قائمة الرافدين حيث أعتبر أقتباس ( أن أسقاط مجلس النواب لمرشحة وزارة الهجرة والمهجرين هناء كوركيس هو " أنتصار لمفهوم مدنية الدولة وفصل الدين عن السياسة ).أنتهى الاقتباس .
أن ما أوقفني في هذا الخبر المضحك المبكي هو وصف السيد النائب لموقف النواب بأنه (أنتصار لمفهوم مدنية الدولة وفصل الدين عن السياسة ). وبدا منتشياً أكثر لأنتصار المدنية من خلال موقف النواب ليقول أيضاً – أقتباس ( أشار الى المرشحة تم فرضها من رجال الدين ولا تمثل رأي ممثل المكون في مجلس النواب) أنتهى الاقتباس .
السيد عمانوئيل يريد أن يوهمنا بأن العراق يعيش تحت حكم الدولة المدنية وليس هناك أي تدخل للدين في سياسة الدولة.ويريد أيضاً ان يقول أن ما حصل من قبل الجهة الدينية التي رشحت هذه السيدة هو ظلم واجحاف صارخ بحق النظام المدني الذي يجري في العراق. وهذا حقاً ما جعلني أطلق على هذا التصريح بالنكتة المأساة . وهذه النكتة ترمزالى من يريد يلتغاضى أو يخفي الحقائق على حساب حقائق آخرى . وتحكي النكتة المأساة قصة رجل يمتلك ثلاثة تفاحات أمسك السكين ليقطع التفاحة الاولى فرأى فيها دودة فرماها .. ثم أمسك بالتفاحة الثانية فقطعها ووجد فيها دودة أيضاً فرماها ... ثم أمسك بالثالثة ونظر اليها ثم أطفأ النور وأكلها ..... وهنا السيد عمانوئيل كسياسي بارز ونائب منتخب من قبل شعب مغلوب على أمره يمسك العصى من الوسط فيتغاضى أو يتجاهل حقيقة النظام الدولة الديني في العراق.ويرى القشة في عين عين أخيه ولا يرى الخشبة في عيون الاخرين..
أن السيد عمانوئيل خوشابا يحاول أن يخفي حقيقة الحكم والسلطة الدينية والمذهبية الساطعة في دولة العراق بغربال بالي . و يحاول بتصريحه هذا أن يضحك على ذقون ناخبيه ويعتبرهم ساذجين لا يعرفون الفرق بين حكم الدين الذي يعيشه الوطن والذي يعاني منه شعبنا وآخرهذه المعاناة والظلم هي العبارات المسيئة للمسيحية وأطلاق صفة الضالين علينا في كتب التربية الاسلامية التي أصدرتها وزارة التربية وبين الدولة المدنية العلمانية حيث يكون الحكم فيها للشعب .ويكون جميع مواطنين هذا الشعب متساوين في الحقوق والواجبات ولا يجب ان يكون اي اختلاف بين ابناء الوطن الواحد بسبب الدين أو المذهب أو العرق.
أن السيد عمانوئيل خوشابا يتكلم عن الدولة المدنية وفصل الدين عن السياسة وهو يعيش في معمعة هذا النقيض منذ 2003 . حيث أصبحت السلطة في قبضة الدين وكل ما بنى في هذه الدولة لحد الان من الدستور وتعيين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء والمدراء وكل بناء السلطات التشريعية والتنفيذية يقوم على اساس ديني ومن خلال تقسيم ومحاصصة مذهبية ... وحتى وجود السيد عمانوئيل خوشابا نفسه في البرلمان هو تحصيل حاصل لهذا النقيض وأعني تدخل الدين في السياسة ..والغريب أيضاً أنه يقر في تصريحه بأنه يعتبر ممثل ( المكون المسيحي ) ويفتخر بتصريح السيد عامر الفايز أحد نواب كتلة البناء ( سنقف مع المكون المسيحي ) ..ومن حيث لا يدري يثبت السيد عمانوئيل خوشابا من خلال تصريحه أن كل هذا النعت والوصف لا يعني الا اننا نعيش تحت ظل حكومة ثيوقراطية اساسها مذهبي وديني .
وهو ينتفض لان جهة دينية مسيحية تريد توزير مواطنة وينعت هذه الجهة بأنها تحاول أن أسقاط مفهوم مدنية الدولة . ولكنه لا ينتفض لدور رجال الدين من الاديان الاخرى التي تلعب ادوار كبيرة في ساسة الدولة ومنهم السيد مقتدى الصدر والسيد عمار الحكيم والكثير الاخرين الذين تحكم احزابهم الدينية الوطن . فألى متى سنمسك العصى من الوسط ؟
أن ما يجب أن ننتفض حولها الجميع هو ما يدور اليوم في العراق حيث علماء الاديان الاخرى في العراق يحاولون ان يثيروا دينهم ومذهبهم كحركة ثورية تحاول ان تسيطر على السلطة في كل مرافق الدولة وحيث دخلت مؤسساتهم الدينية بوضوح في منافسة مع الاحزاب السياسية وان هذه الاحزاب الدينية تراها لا تخجل من أعلان ولائها الطائفي بينما سياسيينا يخجلون من مؤسسة دينية مسيحية تحاول توزير شخصية مسيحية واحدة وينعتونها بانها تقف في وجه مفهوم مدنية الدولة التي لا نجد لها وجود في الوطن .
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=917543.0الله والشعب من وراء القصد ..
كانون الاول – 21 – 2018