المحرر موضوع: الميلاد و الإبداع في الترنيم مستوحى من كورال كنيسة سان جوزيف للآباء الفرنسيسكان في مصر  (زيارة 1681 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كرستينا ڤارتان

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 46
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الميلاد و الإبداع في الترنيم 
مستوحى من كورال كنيسة سان جوزيف للآباء الفرنسيسكان  في مصر
كرستينا ڤارتان
ولاية ميشيغان الأميركية
 

       يحدث أن تمّنَ عليك الحياة ببعض من جمالها ، لتعيش أياماً بين ثنايا رقيها و بهاء عظمتها . تكون  فرصة لإعادة تشكيل أُطر الإبداع  بكافة أشكالها ، تستنشق عطرها ، و تلون ذاكرتك بذكراها .
      و هل أحلى و  اجمل من ان تفكر في مكان و تحبه و تتمنى زيارته و اذ بنعمة و بركة فائق الوصف
 من الرب ، تهيء لك فرصة لا فقط زيارته بل العيش فيه لمدة . انها كنيسة سان جوزيف للآباء الفرنسيسكان (الرئاسة الإقليمية للرهبنة ) في مصر ،  حلم  الزيارة تحول في  الواقع حياة معاشة ببركة العائلة المقدسة ( شفيعة الإقليم )  ، في زمن المجيء بحسب السنة الطقسية اللاتينية .
     ميزة زمن المجيء  و الميلاد ان الخبرات  الروحية تكون فيه متميزة  ممزوجة بعمق  الترانيم ذات النكهة  الخاصة ، الملأنة بالبهجة و السرور ، فرب المجد ها هو يتجسد بينناً طفلاً صغيراً  من عذراء ، أصبحت أماً للبشرية جمعاء،  و العائلة المقدسة تعيش أياماً من السعي لحماية هذا المولود ، اما  القديس يوسف الشجاع  فهو رجلُ بمعنى الكلمة يحرس ( الكلمة المتجسد )   و والدته القديسة ، ان الحياة و جمالها  ابتدأ  بمجيء و ميلاد ربنا و مخلصنا يسوع المسيح  مانح الحياة .

       و بين حياة  و ترنيم ، ميلاد و ابداع ... هكذا هي بعض الفعاليات و الأنشطة  الكنسية ،  تأخذك الى عالم اخر ، حينما تكون في وسطها،  تريد ان تعيشها و تعيش معها لحظة بلحظة ، تحاول تسجيل الملاحظات و اخذ بعض الصور و اللقطات . فهي فرصة لا تعوض ، و ذكرى لا تنسى .

     و من هذه الأنشطة الرسولية المتميزة كورال كنيسة سان جوزيف للآباء الفرنسيسكان  في مصر مثال واضح  جلي في التمييز  و الإبداع  بين كنائس الشرق الأوسط بصورة عامة و كنيسة مصر الكاثوليكية  بصورة خاصة .

سر الإبداع و الثراء الفني - الروحي
و رب سائل يريد ان يستزيد و يسأل ما هو سر الإبداع لهذا الكورال : الحقيقة ان من خلال تواجدي هناك لقرابة الثلاثة أسابيع أستطيع ان ادرج بعض النقاط اجزم من وجة نظري انها ملخص هذا الثراء الفني -الروحي  الذي يقدمه هذا الكورال الجميل و  هو يكمن في
١/ القيادة : الشخصية القيادية في اي جوق  - كورال هي من تضع خط السير الواضح له ، فعندما يكون قائد الكورال موسيقي عازف لديه خبرة  ، ملم بالترانيم المهمة لكل احتفال ،  فاهم جيد لليتورجيا الكنيسة التي يخدم فيها ، متابع لقراءات ايام الاحد و الاحتفالات ، يعرف ترانيم من لغات مختلفة ، يكون قادراً  على مسك مفاصل الكورال و متطلباته . و القيادة هنا للاب بطرس دانيال و السيدة ماجدولين مايكل 
٢/ تنظيم الوقت : فأختيار الترانيم يكون قبل ٦ اشهر من الريستال و الإعداد و التدريب في البروڤات قبل ٣ أشهر
٣/ عدد ايام البروفات : هناك يومين للبروفات الجماعية و ايام اخرى بحسب اختياراتهم للبروفات الفردية
٤/ الجودة و الكمية : اختبار قبل اختيار المرنمين و جودة الصوت و طريقة صقل الصوت و أيضاً الترنيم بطريقة الهارموني ٤ أصوات و أحياناً ٥ أصوات
٥/ الكمية عدد المرنمين فكرورال الكبار تقريبا ٥٥ و الصغار ٧٤ هذا غير العازفين ٧ -٨ من اللَّات الموسيقية
٦/ الخبرة : الخبرة مطلوبة في اي عمل و مهمة اكثر في طريقة اداء الترنيمة و القدرة على التجدد كل عام .
٧/ الثقافة الموسيقية : قراءة النوتة و العلامات الموسيقية  احدى اهم أسرار ابداع اي جوق كنسي  فهي من تجعلك متمرساً اكثر و ناجحاً بأدائك أكثر .
٨/ الالتزام : لإخراج عمل فيه كم من الإبداع الالتزام هو الحل و الا سيحدث في خلل في اداء البعض و لن يتوافق مع جميع الكورال
٩/عدد اللغات : هذه نقطة مهمة جداً فكورال سان جوزيف يا عزيزي القاريء يرنم ب ٧ لغات اجنبية و ليست لغات طقسية  في ما عدا اللاتيني ( لان الكنيسة تابعة للآباء الفرنسيسكان في مصر ) ( عربي - انكليزي - فرنسي - إيطالي - إسباني - لاتيني - ألماني ) . هذا مما يزيد فرص الكورال في المشاركة في الاحتفالات الليتورجيا الكبرى كما حدث و شارك كورال سان جوزيف في خدمة  القداس الاحتفالي  لزيارة قداسة البابا فرنسيس الى مصر .

١٠/ روح المحبة  و تواضع الخدمة التي تجمع أعضاء هذا الكورال عملاً بقول القديس اغسطينوس الأسقف و   معلم الكنيسة الجامعة ( من رتل صلى مرتين ) . 
١١/ همة الكهنة في الكنيسة : فالكنيسة التي كهنة قد شمروا السواعد للعمل الرسولي و  يدعمونه بشكل كبير تجد ان الأنشطة الكنيسة تنمو و تزدهر فيها.

     في الختام اعتقد من خلال رحلاتي في كل الشرق الأوسط ، التي كنت فيها قريبة من كنائس عدة و من طوائف مسيحية متعددة يعملون على تقديم الأفضل دائما لخدمة الكنيسة مع اختلاف الأهداف التي نشأ عليها الكورال . لكن هناك بعض الفروقات البسيطة بينهم :،لان كورال الكنائس الرسمي الرعوي اذا صح التعبير ، غير كورال الأنشطة  الشبابية، و ذلك  لإختلاف طريقة الأداء ، و نوعية الترانيم المختارة .و تبقى المفاضلة بينهم حينما يكون هنالك تقارب في الأداء هو عدد اللغات التي يرنموا بها . و لهذا اعتقد ان كورال سان جوزيف حقق هذه المعادلة الصعبة من حيث النوعية والكمية    و التفوق في اللغاتQuality and Quantity  .
 مع كامل تقديري و احترامي لغيره من جوقات  كنائسنا في الشرق الأوسط و المهجر

و استقي اخر الكلمات مما قاله الاب بطرس دانيال الفرنسيسكاني قائد الكورال ( ان جميع الأصوات جميلة  لكن الفرق في  ان تكون للشخص   اذن  موسيقية  و يوضع في المكان مناسب في الكورال  ) .
و تجدر الإشارة الى انه كورال سان جوزيف يقيم كل عام في زمن المجيء حفل ترانيم يحضروا كبار الشخصيات و المشاهير من كافة فئات المجتمع المصري من السلك القضائي و الفنانين و الرياضيين و إعلاميين مسلمين و مسيحيين ، و أعضاء السلك الدوبلوماسي للسفارات الأجنبية في مصر ، و قد كان اخر ريستال قد أقيم في ١٥ ديسمبر ٢٠١٨ بحضور أساقفة  ، كهنة ، رهبان و راهبات من كافة  الطوائف . 
تحت رعاية الرئيس الإقليمي للرهبنة الفرنسيسكانية في مصر  ( اقليم العائلة المقدسة ) الاب كمال لبيب . 
أعياد مباركة و سنة سعيدة ... ولد المسيح هليلويا