الميلاد و الإبداع في الترنيم
مستوحى من كورال كنيسة سان جوزيف للآباء الفرنسيسكان في مصر
كرستينا ڤارتان ولاية ميشيغان الأميركية
يحدث أن تمّنَ عليك الحياة ببعض من جمالها ، لتعيش أياماً بين ثنايا رقيها و بهاء عظمتها . تكون فرصة لإعادة تشكيل أُطر الإبداع بكافة أشكالها ، تستنشق عطرها ، و تلون ذاكرتك بذكراها .
و هل أحلى و اجمل من ان تفكر في مكان و تحبه و تتمنى زيارته و اذ بنعمة و بركة فائق الوصف
من الرب ، تهيء لك فرصة لا فقط زيارته بل العيش فيه لمدة . انها كنيسة سان جوزيف للآباء الفرنسيسكان (الرئاسة الإقليمية للرهبنة ) في مصر ، حلم الزيارة تحول في الواقع حياة معاشة ببركة العائلة المقدسة ( شفيعة الإقليم ) ، في زمن المجيء بحسب السنة الطقسية اللاتينية .
ميزة زمن المجيء و الميلاد ان الخبرات الروحية تكون فيه متميزة ممزوجة بعمق الترانيم ذات النكهة الخاصة ، الملأنة بالبهجة و السرور ، فرب المجد ها هو يتجسد بينناً طفلاً صغيراً من عذراء ، أصبحت أماً للبشرية جمعاء، و العائلة المقدسة تعيش أياماً من السعي لحماية هذا المولود ، اما القديس يوسف الشجاع فهو رجلُ بمعنى الكلمة يحرس ( الكلمة المتجسد ) و والدته القديسة ، ان الحياة و جمالها ابتدأ بمجيء و ميلاد ربنا و مخلصنا يسوع المسيح مانح الحياة .
و بين حياة و ترنيم ، ميلاد و ابداع ... هكذا هي بعض الفعاليات و الأنشطة الكنسية ، تأخذك الى عالم اخر ، حينما تكون في وسطها، تريد ان تعيشها و تعيش معها لحظة بلحظة ، تحاول تسجيل الملاحظات و اخذ بعض الصور و اللقطات . فهي فرصة لا تعوض ، و ذكرى لا تنسى .
و من هذه الأنشطة الرسولية المتميزة كورال كنيسة سان جوزيف للآباء الفرنسيسكان في مصر مثال واضح جلي في التمييز و الإبداع بين كنائس الشرق الأوسط بصورة عامة و كنيسة مصر الكاثوليكية بصورة خاصة .
سر الإبداع و الثراء الفني - الروحي
و رب سائل يريد ان يستزيد و يسأل ما هو سر الإبداع لهذا الكورال : الحقيقة ان من خلال تواجدي هناك لقرابة الثلاثة أسابيع أستطيع ان ادرج بعض النقاط اجزم من وجة نظري انها ملخص هذا الثراء الفني -الروحي الذي يقدمه هذا الكورال الجميل و هو يكمن في
١/ القيادة : الشخصية القيادية في اي جوق - كورال هي من تضع خط السير الواضح له ، فعندما يكون قائد الكورال موسيقي عازف لديه خبرة ، ملم بالترانيم المهمة لكل احتفال ، فاهم جيد لليتورجيا الكنيسة التي يخدم فيها ، متابع لقراءات ايام الاحد و الاحتفالات ، يعرف ترانيم من لغات مختلفة ، يكون قادراً على مسك مفاصل الكورال و متطلباته . و القيادة هنا للاب بطرس دانيال و السيدة ماجدولين مايكل
٢/ تنظيم الوقت : فأختيار الترانيم يكون قبل ٦ اشهر من الريستال و الإعداد و التدريب في البروڤات قبل ٣ أشهر
٣/ عدد ايام البروفات : هناك يومين للبروفات الجماعية و ايام اخرى بحسب اختياراتهم للبروفات الفردية
٤/ الجودة و الكمية : اختبار قبل اختيار المرنمين و جودة الصوت و طريقة صقل الصوت و أيضاً الترنيم بطريقة الهارموني ٤ أصوات و أحياناً ٥ أصوات
٥/ الكمية عدد المرنمين فكرورال الكبار تقريبا ٥٥ و الصغار ٧٤ هذا غير العازفين ٧ -٨ من اللَّات الموسيقية
٦/ الخبرة : الخبرة مطلوبة في اي عمل و مهمة اكثر في طريقة اداء الترنيمة و القدرة على التجدد كل عام .
٧/ الثقافة الموسيقية : قراءة النوتة و العلامات الموسيقية احدى اهم أسرار ابداع اي جوق كنسي فهي من تجعلك متمرساً اكثر و ناجحاً بأدائك أكثر .
٨/ الالتزام : لإخراج عمل فيه كم من الإبداع الالتزام هو الحل و الا سيحدث في خلل في اداء البعض و لن يتوافق مع جميع الكورال
٩/عدد اللغات : هذه نقطة مهمة جداً فكورال سان جوزيف يا عزيزي القاريء يرنم ب ٧ لغات اجنبية و ليست لغات طقسية في ما عدا اللاتيني ( لان الكنيسة تابعة للآباء الفرنسيسكان في مصر ) ( عربي - انكليزي - فرنسي - إيطالي - إسباني - لاتيني - ألماني ) . هذا مما يزيد فرص الكورال في المشاركة في الاحتفالات الليتورجيا الكبرى كما حدث و شارك كورال سان جوزيف في خدمة القداس الاحتفالي لزيارة قداسة البابا فرنسيس الى مصر .
١٠/ روح المحبة و تواضع الخدمة التي تجمع أعضاء هذا الكورال عملاً بقول القديس اغسطينوس الأسقف و معلم الكنيسة الجامعة ( من رتل صلى مرتين ) .
١١/ همة الكهنة في الكنيسة : فالكنيسة التي كهنة قد شمروا السواعد للعمل الرسولي و يدعمونه بشكل كبير تجد ان الأنشطة الكنيسة تنمو و تزدهر فيها.
في الختام اعتقد من خلال رحلاتي في كل الشرق الأوسط ، التي كنت فيها قريبة من كنائس عدة و من طوائف مسيحية متعددة يعملون على تقديم الأفضل دائما لخدمة الكنيسة مع اختلاف الأهداف التي نشأ عليها الكورال . لكن هناك بعض الفروقات البسيطة بينهم :،لان كورال الكنائس الرسمي الرعوي اذا صح التعبير ، غير كورال الأنشطة الشبابية، و ذلك لإختلاف طريقة الأداء ، و نوعية الترانيم المختارة .و تبقى المفاضلة بينهم حينما يكون هنالك تقارب في الأداء هو عدد اللغات التي يرنموا بها . و لهذا اعتقد ان كورال سان جوزيف حقق هذه المعادلة الصعبة من حيث النوعية والكمية و التفوق في اللغاتQuality and Quantity .
مع كامل تقديري و احترامي لغيره من جوقات كنائسنا في الشرق الأوسط و المهجر
و استقي اخر الكلمات مما قاله الاب بطرس دانيال الفرنسيسكاني قائد الكورال ( ان جميع الأصوات جميلة لكن الفرق في ان تكون للشخص اذن موسيقية و يوضع في المكان مناسب في الكورال ) .
و تجدر الإشارة الى انه كورال سان جوزيف يقيم كل عام في زمن المجيء حفل ترانيم يحضروا كبار الشخصيات و المشاهير من كافة فئات المجتمع المصري من السلك القضائي و الفنانين و الرياضيين و إعلاميين مسلمين و مسيحيين ، و أعضاء السلك الدوبلوماسي للسفارات الأجنبية في مصر ، و قد كان اخر ريستال قد أقيم في ١٥ ديسمبر ٢٠١٨ بحضور أساقفة ، كهنة ، رهبان و راهبات من كافة الطوائف .
تحت رعاية الرئيس الإقليمي للرهبنة الفرنسيسكانية في مصر ( اقليم العائلة المقدسة ) الاب كمال لبيب .
أعياد مباركة و سنة سعيدة ... ولد المسيح هليلويا