المحرر موضوع: محنة العراق ليست مسيحية !!  (زيارة 1336 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أوشانا نيسان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 322
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
محنة العراق ليست مسيحية !!
« في: 13:47 31/12/2018 »
محنة العراق ليست مسيحية !!
أوشــانا نيســان
يبدو أن نشوة الفتاوى الشاذة والغريبة التى أسكرت أبو بكر البغدادي يوما ودفعته لاصدار فتاوي في هدر دماء المسيحيين وسبي الالاف من نساء الايزيديات والمسيحيات، باتت تسكر اليوم عددا من مشايخ الفتن وقيادات دينية تحمل نفس الفكر المتطرف لتنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام / داعش. حيث لم يخرج النظام العراقي من نقاحته بعد لينتهي من تعقيدات تشكيل وزارة جديدة تحت رئاسة الدكتور عادل عبدالمهدي، ليخرج فقهاء لآثارة الفتنة بين أبناء الشعب الواحد وتحديدا ضد أقدم مكون عرقي عراقي وهم مسيحيو العراق. أولئك الذين ضحوا وقدموا الغالي والنفيس  من أجل محاربة العنصريين ثم الارهابيين منذ تشكيل الدولة العراقية عام 1921 ولحد الان. 
حقا أن العراق مبتلي منذ الازل بالمزمن من أدران العقليات الشوفينية التي يصعب أستئصالها على الاقل في الوقت القريب. فكلما اشتدت أزمة سياسية وتعقدت أو تصاعدت حدة التشدد وتفاقم التوترالمذهبي أو الايديولوجي ، ظهرت النخب العراقية على حقيقتها. الغريب أن الخلل أو الأزمة السياسية التي وقفت وراء فشل النظام السياسي العراقي، باتت تعصف اليوم بعقلية النخب السياسة العراقية أيضا. بحيث لم تفلت حتى عوائل المرشحين في التشكيلة الوزارية الاخيرة التي قدمها السيد عادل عبدالمهدي الى البرلمان العراقي قبل أيام من الانتماء الى تنظيم داعش الارهابي والدموي الذي بات يفتك بالعراق والعراقيين ونهجهم في بناء العراق الجديد.
   
صحيح أن أضطهاد المسيحيين وهم على أرض الاباء والاجداد في ميسوبوتاميا، يعود الى العصور المبكرة  رغم أن هذه الاضطهادات كانت تخبو نيرانها في مرحلة من مراحل التشدد ثم تقوي وتشتد أغلب الاحيان وأخرها بدايات عام 2014. أي عند بروز بدعة ما سمي بالدولة الاسلامية في العراق والشام" داعش". ولربما قد يتغّيرنهج الاضطهاد من فترة الى أخرى في العراق ولكن الضحايا دوما هم من أبناء المكونات وعلى راسها أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بالدرجة الاولى.
حيث أستبشر مسيحييو العراق وبقية المكونات العرقية والمذهبية الاخرى في سهل نينوى بتاريخ 10 كانون الاول الجاري، بذكرى مرور عام على الاعلان بالفوزعلى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش). ولم تمرألا 18 يوما على الانتصارعلى مجرمي داعش في العراق، وبدء الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية  في العراق، وأذا بمفتي الجمهورية العراقية أو الديار العراقية الشيخ مهدي الصميدعي والذي يشرف على لوائين من المقاتلين السنة ضمن الحشد الشعبي، يفتي في خطبة صلاة الجمعة في " جامع أم الطبول" في بغداد بتاريخ 28 كانون الاول الجاري ويقول:
" لايجوز الاحتفال برأس السنة ولا التهنئة لها ولا المشاركة فيها..وأضاف قال أبن القيم رحمه الله، من هنأ النصارى في أعيادهم كمن هنأهم في السجود لصلبانهم".
هذه الفتوى التي حثت رئيس ديوان الوقف الشيعي علاء الموسوي أن يشكك بدوره في ميلاد سيدنا المسيح بقوله:
" أن الاحتفال بأعياد الميلاد فاحشة والمحتفلين بها سفلة وأراذل.وأضاف خلال محاضرة دينية متلفزة، إن"الملوك الرومان حددوا هذا الموعد لميلاد السيد المسيح، إلا أن موعد ميلاده مختلف تماماً عما محدد له الآن..وأضاف إن هذه الاحتفالات تشهد أفعالاً ماجنة ومنكرة وبعيدة عن الأخلاق والدين،مؤكدا أن المشاركة فيها غير جائزة".
صحيح أن العديد من السياسيين والائمة والوجهاء العراقيين ورؤساء الدين المسيحي في بغداد، أنتقدوا الفتاوي المحرضة للفتن والتفرقة وقدموا مذكرة احتجاج الى السيد عادل عبد المهدي، ولكن يأتي البيان الذي اصدرته وزارة الاوقاف في الاقليم بالامس في المقدمة.  حيث ورد فيه:
"في الوقت الذي تحتفل به أغلب دول العالم بعيد ميلاد النبي عيسى... ويستعد العالم عموماً لاستقبال عام ميلادي جديد، كحال كل عام يتعالى من هنا وهناك صوت نشاز. فبدلاً من الحديث عن التعايش المشترك واحترام أتباع الدين المسيحي وقبول الآخر، يبدأون بالهجوم على مناسبات المواطنين المسيحيين بالعديد من المصطلحات والكلمات الجارحة التي تتعارض قبل كل شيء مع روح ومضمون الدين الإسلامي الحنيف" وأضافت وزارة الاوقاف أن تصريحات الصميدعي "الشبيهة بالفتوى" تناقض "منطق العدل والتسامح الديني".
وتابعت "ومن منطلق إيماننا الكامل بحرية الأديان وأسس التعايش السلمي بين الأديان والحفاظ على الأمن المجتمعي وحماية حق المعتقد والدين، وإستناداً إلى التجربة الطويلة والناجحة للتعايش السلمي بين الأديان في كوردستان، نقف بشدة ضد هذه التصريحات..وقالت الوزارة إن "هذه التوجهات الخاطئة تشابه تماماً معتقدات تنظيم داعش الوحشي"  وفي الختام طالبت الوزارة "باتخاذ الإجراءات القانونية بحقه لكي لا يتسبب مثل هؤلاء الأشخاص... بتفكيك النسيج المجتمعي وتغيير مناسبات وأعياد أي مكون من مناسبة سعيدة إلى إثارة وتأجيج حرب طائفية وفوضى دينية".