المحرر موضوع: مجلة (دنيا ) تنشر تقريرا موسعا حول احتفالات عنكاوا باعياد الميلاد ورأس السنة  (زيارة 1227 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مال الله فرج

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 558
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المجــد للــه فـي العــلا وعلــى الارض الســلام وللنــاس المســــرة
..........................................................................
مجلة (دنيا ) تنشر تقريرا موسعا حول احتفالات عنكاوا باعياد الميلاد ورأس السنة
.....................................................................
نشرت مجلة (دنيا) التي تصدر في بغداد وتوزع في معظم الدول العربية التي يرأس تحريرها الصحفي الكبير الاستاذ زيد الحلي تقريرا موسعا  على مساحة ثلاث صفحات في عددها الحادي والعشرين الصادر في الاول من كانون الثاني الحالي حول طبيعة احتفالات شعبنا في عنكاوا باعياد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية ، كتبه الصحفي مال اللــه فــرج ، رئيس تحرير مجلة (المثقف الكلداني) في الاتي نصه :
      ابتهاجا باعياد الميلاد والعام الجديد
(عنكاوا) تمسي لوحة متوهجة بالمحبة تطرزها الاضواء والالوان واشجار الميلاد 
............................................................
تحتل مدينة المحبة والتعايش،اربيل المرتبة الثالثة في العراق بعدد الكنائس والاديرة والكاتدرائيات فيها والذي يبلغ بحدود (20)كنيسة
..........................................................
المجد لله في العلا وعلى الارض السلام والمسرة الصالحة لبني البشر
........................................................
في ظل قيم التعايش والحريات الدينية في اقليم كردستان شهدت ناحية عنكاوا العام الماضي افتتاح اكبر كنيسة على مستوى العراق
......................................................
سبق لعنكاوا ان اضاءت أكبر شجرة ميلاد في الشرق الأوسط  بحضور رسمي وجماهيري كبير بلغ طولها ما يقارب 36 مترا
.................................................... 

دنيــا : مال اللــه فــرج
.........................
 كما في كل سنة حيث يتحول العالم في الخامس والعشرين من كانون الاول، ابتهاجا بعيد ميلاد السيد المسيح واستعدادا لاطلالة العام الجديد, الى كوكب متوهج بمشاعر البهجة والفرح والايمان,  يسبح في الاضواء الملونه وبالاشجار التي ترتدي ابهى حلل  الزينة وبصور بابا نوئيل وبالالعاب النارية وبمجسدات مختلفة لمغارة بيت لحم حيث ولد رسول المحبة في مكان حقير ليعلم الانسانية ببساطة اولى ابجديات التواضع , متمازجة بقرع نواقيس الكنائس في منتصف الليل وبالتراتيل الروحية الشفيفة   حيث يردد المؤمنون كما رتل ملائكة الرب قبل أكثر من الفي عام في تلك الليلة التأريخية قارسة البرودة التي غيرت وجه العالم وقيمه : (المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة)، هكذا تحولت اربيل ، وبخاصة ناحية عنكاوا ذات الاغلبية المسيحية الى قطعة من الاضواء المتوهجة، بينما انطلقت التهاني والتمنيات من أعماق القلوب المؤمنه لتلامس شغاف القلوب الاخرى احتفاء وابتهاجا بعيد ميلاد ذلك النور السماوي المتجسد بشرا, ليكون رمزا لاروع قيم المحبة  والتسامح والفداء والسلام.
ففي اربيل عامة، وعنكاوا على وجه الخصوص تبدأ الاستعدادات منذ مطلع كانون اول من كل عام لاستقبال هاتين المناسبتين الجليلتين من خلال اقتناء مجسمات مختلفة لمغارة الميلاد واقتناء الملابس الجديدة وصناعة المعجنات(الكليجة) والبحث عن الاشجار المناسبة التي غالبا ما تكون صناعية بعد ان كانت في السابق طبيعية ووضعها في اجمل مكان من الدار وغالبا ما يكون في غرفة استقبال الضيوف وتجميلها بالمصابيح الكهربائية الملونة وبمعالم الزينة المختلفة على ان يعلوها مجسما لنجمة دلالة على النجمة التي ظهرت للرعاة وكانت اشبه بالدليل لهم وسارت بهم الى مغارة بيت لحم حيث ولد المخلص، ولافتات ملونة تحمل عبارة (المجد لله في العلا وعلى الارض السلام والمسرة الصالحة لبني البشر) كما رتل ذلك ملائكة الرب لحضة ميلاد السيد المسيح، الى جانب مجسمات لبابا نويل الذي يفاجئ الاطفال بهداياه صبيحة اليوم الاول للعيد، وبابا نويل أو (سانتا كلوز) كما هو معروف، شخصية ترتبط بعيد الميلاد، معروفة غالباً بأنها لرجل عجوز سعيد دائما وسمين وضحوك يرتدي بزة يطغى عليها اللون الأحمر وبأطراف بيضاء وتغطي وجهه لحية ناصعة البياض، وكما هو مشهور في قصص الأطفال فإن بابا نويل يعيش في القطب الشمالي مع زوجته السيدة كلوز، وبعض الأقزام الذين يصنعون له هدايا الميلاد، والأيائل التي تجر له مزلاجته السحرية، ومن خلفها الهدايا ليتم توزيعها على الأولاد أثناء هبوطه من مداخن مدافئ المنازل أو دخوله من النوافذ المفتوحة وشقوق الأبواب الصغيرة.
وفي ليلة الميلاد حيث تقام في الكنائس صلوات(قداديس) الميلاد يحرص ابناء عنكاوا وعوائلها الى التوجه للكنائس لحضور قداديس الميلاد، حيث تحتل محافظة اربيل المرتبة الثالثة في العراق بعدد الكنائس والاديرة والكاتدرائيات فيها والذي  يبلغ (20)كنيسة في حين تحتل محافظة نينوى المركز الاول باحتوائها على (83) كنيسة ، وبغداد بالمرتبة الثانية حيث تحتضن (74) كنيسة ، من مجموع (218) كنيسة وديرا وكاتدرائية في العراق، ومن بين كنائس عنكاوا(كنيسة مار يوسف ، وكنيسة مارت شموني، وكنيسة سلطانة السلام , وكنيسة ام النور وكنيسة مار كوركيس ، وكنيسة ام المعونة ، وكنيسة الارمن الارثدوكس ، وكنيسة مار ايليا وكنيسة العهد الجديد وكنيسة مار بطرس وبولس)، ومن الجدير بالذكر انه في ظل قيم التعايش والحريات الدينية في اقليم كردستان ، فقد شهدت ناحية عنكاوا العام الماضي افتتاح اكبر كنيسة على مستوى العراق ، تلك هي كنيسة ماربطرس وبولس ووصلت تكلفة بنائها الى خمسة مليارات دينار   وتحملتها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في إقليم كوردستان، حيث تم وضع حجر الاساس في عام 2009، وتم تأمين تكاليف البناء في عام 2013 و2014، وتم البناء على مساحة 12 الف متر مربع، لكي يتوجه اليها المسيحيون لأداء صلواتهم، وخصوصاً النازحين من سهل نينوى بسبب اضطهادات وجرائم تنظيم داعش الارهابي والذين وصلت اعدادهم في حينها الى 150 الف نازح احتضنهم الاقليم بمحبته ، وهاجر نصفهم الى الدول الاوروبية.
حيث ما ان تنتهي صلوات الميلاد حتى يتبادل الحاضرون التهاني بهذه المناسبة الروحية الجليلة ومن ثم يتوجهون الى مقر مجسمات مغارة الميلاد التي تحرص كل كنيسة على اقامتها لاقامة بعض الصلوات وتقديم الدعاء والتضرعات من اجل ان تعم المحبة ويسود السلام ومن اجل شفاء المرضى وعودة الغائبين ومن اجل عالم بعيد عن العنف والحروب والاضطهاد والكراهية ، الى جانب الدعوات الشخصية.
ولعل ما يميز اربيل وعنكاوا على وجه الخصوص انتشار اشجار الميلاد ليس في الدور والكنائس وحسب وانما في الشوارع والمحال وحتى في الدوائر الرسمية تعبيرا عن التعايش والمحبة والسلام ، واذا كانت المكسيك قد دشنت أكبر شجرة عيد ميلاد في العالم في مدينة مكسيكو في 19 كانون اول 2013. ودخلت عبرها موسوعة غينيس العالمية كأكبر شجرة عيد ميلاد في العالم حيث بلغ طولها 110.35 متراً (362 قدما)، وقطرها 35 متراً (115 قدم) ووزنها 330 طن سبق قبل سنوات ان اضاءت هي الاخرى،(أكبر شجرة ميلاد في الشرق الأوسط) بحضور رسمي وجماهيري كبير بلغ طولها ، وفقا لشركة (وايت برو) ما يقارب 36 متراً على أصوات التراتيل والأغاني الخاصة بأعياد الميلاد، وقال محافظ أربيل نوزاد هادي في حينها (اخترنا عنكاوا لنحتفل بهذه المناسبة المجيدة فهي من دواعي الفرح والسرور في هذا الجو الامن والاستقرار والعمران الذي تشهده كردستان وعاصمة إقليم كردستان أربيل وقصبة عينكاوا الجميلة التي هي نموذج رائع للتعايش لجميع مكونات العراق).
مضيفا (إن هذه المناسبة الدينية الخاصة التي يحتفل بها إقليم كردستان وتشارك فيها جميع مكونات الإقليم صورة حقيقة رائعة تمثل حقيقة شعب وطموحاته والأمن والاستقرار الذي وفرته حكومة إقليم كردستان ليس فقط المناخ الأمن لأهالي كردستان  وإنما لجميع العراقيين).
ومع اطلالة هذه المناسبة الروحية الجليلة التي قادت العالم الى واحد من ابرز تحولاته الايديولوجية والسايكولوجية والاجتماعية لتنقذه من دياجير ثقافة الظلم والقسر والعدوان والاستعباد والهمجية والكراهية ولتضيء في جوانبه عبر ومضاتها الروحية ثقافة المحبة والتعايش والتسامح والفداء وقبول الاخر، فانها على وجه الخصوص دعت لاجتثاث ثقافة العنف والحرب والكراهية  واشاعة ستراتيجية المحبة والسلام (هنيئا لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون)، وهذا ما جسده المصلون في صلواتهم ودعواتهم وتضرعاتهم ، فما احوجنا ونحن نقف على بوابة عام جديد ان نتوجه لله صبحانه وتعالى لان يمن علينا وعلى الانسانية جمعاء بالسلام ، وان يجعل عام 2019 عام المحبة والاستقرار والسلام.
مباركة ايامكم ايها الأحبة بالمحبة
ومبارك عامكم الجديد بالسلام.