المحرر موضوع: بغداد بين الشوق والخراب ( 1 )  (زيارة 793 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جمعه عبدالله

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 686
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بغداد بين الشوق والخراب ( 1 )
حين وصلت  الى استنبول / تركيا  ( مطار صبيحة كوجن ) . أثار استغرابي ودهشتي . وكثير من التساؤلات التي عصفت في الذهن . في لوحة اعلانات المغادرة من المطار  , بأن هناك اكثر من طائرة ستتوجه الى بغداد في رحلة الاقلاع  من المطار . أنتهزت فرصة في  التساؤل والاستفسار , حين تم اعلان عن التوجه الى  رقم القاعة المحددة للمغادرة الى بغداد , ولكن الصدمة سبقتني , حين وجدت الزخم البشري من المسافرين  العراقيين , يتوافدون على قاعة المغادرة بكثرة  . فسألت اكثر من مسافر عراقي ,  عن سبب هذه  الظاهرة وهذا التزاحم , هل هناك مناسبة معينة ؟  . فقالوا لي :  ان سبب تزاحم العراقيين على السفر الى  تركيا , بأنها  سهلت كثيراً في منح ( الفيزا ) وبسهولة جداً , بحيث صار كل من يحمل الجواز العراقي , في امكانه وبسهولة الحصول على ( الفيزا ). لهذا اصبحت تركيا المتنفس للراحة من الجحيم العراقي ان يحصل على ( فيزا )  . وبسبب تدهور العملة التركيا ( الليرة )حيث انخفضت  قيميتها مقابل العملات اخرى اكثر من 30% . بحيث اصبح الدينار العراقي اقوى واعلى قيمة من ( الليرة ) التركيا . كما سهلت تركيا في منح  الاقامة الشرعية  ,  لمن يشتري شقة سكنية . وكثير من العراقيين يقدر حجمهم بالآف اشتروا شقق سكنية . بعدما كانت تركيا قبل الازمة المالية والاقتصادية الخانقة ’ التي تعصف بها نحو الاسوأ . كانت من الصعوبة الحصول على ( الفيزا ) وكانت اجراءات التشدد ,  تعرقل الكثير في الحصول على  ( الفيزا ) , مما يضطر الكثير من العراقيين , أن يختاروا طرق التهريب غير الشرعية ,  للوصول الى تركيا , وبعد ذلك يتم  التهريب عبر قوارب الموت عبر بحر ( أيجة ) الى الجزر اليونانية القريبة جداً من الساحل التركي . وكانت تجارة التهريب تشهد عهدها الذهبي  , او بالاحرى  بيع البشر , بدفعهم بقوارب الموت الى الجزر اليونانية القريبة  , بتسهيل وتواطئ مع المسؤولين الاتراك مقابل شرائهم بالرشوة  , ليسمحوا بتهريب البشر الى اليونان بسهولة مطلقة . دون مراعاة حياة البشر , وانما الحصول على  الربح المالي . وتشير الاحصائيات الحديثة خلال عشر السنوات الاخيرة , يقدر حصول المهربين على مبالغ طائلة ,  تقدر بميلغ 10 مليار دولار . وهو مورد مالي ضخم الى تركيا المنهوكة اقتصادياً ومالياً . وحين كثرت  حوادث الغرق في بحر ( أيجة ) وصلت  الى ارقام مخيفة , وجدوا طريق بري عبر بلغاريا ثم الى  شمال اليونان , ومضاعفة مبلغ التهريب من 1000 الى 2000 دولار للفرد الواحد . فحين الدول الاوربية اقفلت الحدود في وجه اللاجئين والمهاجرين .
اعود الى ساعة الاقلاع من مطار ( صبيحة كوجن ) من استنبول الى بغداد . كان في انتظارنا على مدرج المطار , طائرة عملاقة . يعني تحمل اكثر من 250 مسافر . من نوع القديم , فكانت رحلة استغرقت  3 ساعات تقريباً ,   للوصول الى بغداد .  رحلة مزعجة وقلقة , لانها طائرة قديمة , اشبه ( بالعربانة ) تمشي في شوارع  بغداد , المليئة بالحفر و (الطسات ) ,  فكانت المطبات الهوائية تأخذنا يميناً وشمالاً ,  تثير القلق والخوف . لا ادري كيف سمحت الحكومة العراقية لتركيا  , في استخدام هذه  الطائرات القديمة الصنع , ربما تجاوزت ساعات الطيران وحان وقت تقاعدها  .
وايضاً نفس الغرابة , حين ودعت بغداد للمغادرة . كان في اللوحة الصغيرة في مطار غداد  ,  أعلانات المغادرة , او الاقلاع من المطار . كان موجود في لوحة المغادرة الصغيرة . ست رحلات مغادرة فقط  , اربعة منها الى تركيا . وكان الفرق بين رحلتي في طائرة المغادرة , والطائرة التي سبقتنا في رحلة المغادرة الى تركيا   . الفرق الزمني بينهما 20 دقيقة فقط  . 
واليكم مشاهدة الفيديو الطائرات القديمة في الهبوط والاقلاع , لكي تتوضح الصورة التي تثير المخاوف.
فيديو المشاهدة :
https://youtu.be/7NkdVpgeW-E
جمعة عبدالله