المحرر موضوع: سَلاماً لِرُوحكم الشَفِيفَة مُعلِّمنا حَميد شلتاغ  (زيارة 2625 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يحيى غازي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 173
    • مشاهدة الملف الشخصي
سَلاماً لِرُوحكم الشَفِيفَة مُعلِّمنا حَميد شلتاغ
 
بقلم: يَحيَى غَازِي الأَمِيرِيِّ

 

صَبُورٌ جَلدٌ رغمَ القَهرِ لَمْ يتعبْ
حاصره المَوتُ مِراراً  فَلَنْ يَرهبْ
وَعِندَما أشتد النزال فِي المَيدانِ
وأطبق عليه عسسُ السلطانِ
أبواب زنازنين السجون
وَبَينَ أنين المساجين
وَشتائم الســــــــــــــجانين
وَسطوة سياط الجلادين
حاصَرَهُ رُعب المَنون
وبانَ للأعيُنِ سَنا ضِرامُها
لَم يَجزعْ وَلَمْ يَهرب
لَبِثَ ثابِتَ الجَنَان
لِحدِ الموتِ؛ بحزمٍ يقاوم
وهو يردد لَمْ أهزمْ!

مالمو في 20-12-2018
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
   التقطت الصورة في دار والدي رحمه الله  بقضاء العزيزية(محلة السعدونية) / محافظة واسط صيف عام (1979) بكامرتي الخاصة، والتي كنت قد جلبتها معي عند زيارتي إلى (اليونان عام 1979) كانت أول سفرة ليَّ خارج العراق.
يظهرُ في الصورة والدي (غازي رمضان الأَميري مواليد الكحلاء/ العمارة 1907- ت 1987) وَاِبن خال والدي( حميد شلتاغ حالوب مواليد الكحلاء/ العمارة 1921)
أخبرني صديقي (د. وليد حميد شلتاغ )إِن والداه الشهيدين ( بدرية  داخل & حميد شلتاغ) قد تم اعتقالهم من منزلهم في (كرادة مريم) بتاريخ (14- 08-1980). وقد حصل بعد سقوط نظام الحكم في العراق في (2003) على وثيقة صادرة من محكمة الثورة (سيئة الصيت) وبتوقيع (عواد البندر) الحكم بإعدامهما (شنقاً حتى الموت) في عام (1983) وقد وردت أسماؤهم من ضمن قائمة مع عدة أسماء من (بيت الحكيم) تم أحالتهم وبالأسماء لمحكمة الثورة بأمر من رأس السلطة (صدام حسين) لمحاكمتهم كمجرمين.
كان بيت (والدي في العزيزية) ملاذاً أمناً للعم الشفيف الوقور(أبو مجيد) وَزوجته حمامة السلام والمحبة ( أم مجيد/ بدرية داخل علاوي، مواليد الكحلاء/ العمارة 1930 أعدمت في غياهب السجون عام 1983). وَالشهيدة( بدرية) هيَ الابنة البكر لشقيقة والدي،ابنة عمتنا (مدلولة) رحمها الله.
كانا رحمهما الله كلما زادت عليهم المراقبة الأمنية، أو حملات الإعتقالات، أو اشتدت عليهم الملاحقة والمتابعة وَالمطاردة، يأتيان كضيوف من الرحمن ويحلان في دارنا، يسكنان معنا؛ (والله) لقد كنا جميعاً في البيت وطوال فترة أقامتهما مهما امتدت لا نمل أبدا ً من معشرهما ؛ فهما من الوداعة والرقة والعذوبة أرق وأطيب من نسيم العطر الزكي.
كان (أبي وَ أمي ) يطيران بهم من شدة الفرح عندما يحلان ضيوفاً عندنا وَأول شيء يقدمه(أبي)لأبن خاله أبو مجيد (ثوب) أبيض جديد ويقول له مداعباً:
-  تفضل بَدل أبو مجيد هاي دشداشتك الجديدة!