حين تسقط الاقنعة عن وجوه المنافقين على شاشات التلفزة !!
أوشــانا نيســان" أمام الفشل الحزبي والقومي المهيمن بسبب الاضطهادات التي يشهدها شعبنا..كانت الفرصة سانحة لتأسيس قناة تلفزيونية تكون بمثابة صلة وصل بين جميع أفراد المجتمع الاشوري..بهدف تكوين رأي اشوري عام ملفت حول قضاياه القومية والكنسية"، يقول مؤسس وصاحب قناة (أ.ن.بي) السيد نينوس ياقو والملقب بنينوس تيرنيان الى جريدة " ملتا " بتاريخ 8/5/2017
المواقف هي وحدها من تكشف الاقنعة عن وجوه المنافقين. ففي زمن قياسي نجح السيد نينوس ياقو في الكشف عن وجهه نحو حرمة كنيسة المشرق الاشورية. وتحديدا بعدما نجح في الفرزبين العمل القومي النزيه للسياسي الذي يعمل بعقل لتفكيك الواقع الانهزامي المهيمن وأعادة بناءه بما يخدم أهداف شعبه ووطنه داخل العراق الجديد وبين السياسي الوصولي المستعد للتضحية بالاهداف الاستراتيجية من أجل تحقيق أهداف مرحلية وشخصية خالصة. اليوم وبعد خبو بريق السياسي الانتهازي بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي جرت في بغداد، نجح السيد نينوس ياقو في لحظة خاطفة من لحظات البث التلفزيوني المباشر أن يكشف أوراق هذا " القيادي " الذي دوخ الاكثريتين العربية والكوردية خلال أكثر من 40 سنة خلت، والذي أعتبره يوما وفي حديث مباشرله أنه قطعة من قلبه النابض.
دور الاعلام في صناعة الرأي العامقبل الدخول ضمن تداعيات زواج المصلحة بين الاعلام والسياسة، رأيت من الضروري تسليط الضوء على الاعلام وأنواعه. فالاعلام عموما هو " وسيلة أتصال (الصحف، الراديو، التلفزيون) بهدف الوصول الى أكبرمجموعة من الناس. حيث يعّرف الاعلام في الشرق على أنه " العملية التي يتم فيها نشر الاخبار والحقائق والاراء والافكار بين الناس بمختلف الوسائل المتاحة لاجل الآقناع ونشرالتوعية والحصول على التأييد. وفي الغرب يعّرف أنه" التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير ولروحها وميولها وأتجاهاتها في نفس الوقت/ يكتب الالماني أوتوجرت والمختص في الاعلام. كل ذلك من خلال:
- الاعلام الحكومي / أعلام القطاع العام/ الاعلام أكثر انتشارا في بلدان الشرق الاوسط والعالم
- الاعلام التجاري/ أعلام القطاع الخاص/ المنتشرغالبا في جميع ديمقراطيات الغرب
ومن الواقع هذا يمكن القول أنه، نخطي كثيرا حين نختزل أزمة فضائية ( أ.ن.ب) وألاهانات المتكررة لمهنة الصحافة وثقافة شعبنا الابي من قبل صاحبها، في مجرد هفوة من هفواته الاخيرة وتطاوله على حرمة الكنيسة ورجالاتها. حيث في الواقع لا توجد صحافة يمكن تسميتها بصحافة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري أو أعلامه، بقدرما يمكن نعت الموجود بالاعلام الحزبي الضيّق أو الفردي المنتفع. وما نسمعه أو نشاهده من القنوات هي مجرد محاولات ميؤوسة من برجوازي أو جهة سياسية لاتنتمي الى معاناة وهموم شعبنا. لربما بسبب النقص الحاد في القدرات المالية للاكثرية من أبناء شعبنا وأليات المساعدة في تأسيس فضائيات أخرى منافسة وتأهيل الكوادر الصحفية والادارية المحترفة في نفس الوقت.
ففي رسالة لنيافة الاسقف مار اوا رويل بتاريخ 9 كانون الثاني الجاري، يطلب نيافته من صاحب الفضائية باعتذار رسمي وطرد كل من يسئ لكنيسة المشرق واكليروسها. ويضيف.. أن القناة لا تمثل الصوت الاشوري العام بل هي مدعومة علنا من أحد الاحزاب المتهمة بالضلوع في قضية الاسقف الموقوف أشور سورو..ويضيف نيافته.. أن الشعب الاشوري في الولايات المتحدة الامريكية، بدأ فعلا بتحشيد حملة لايقاف دعم هذه القناة التي تستمر ببث سمومها بين اعضاء كنيستهم الام، أنتهى الاقتباس.
علما أن المتابع يعرف جيدا ، أن معظم العاملون في القناة بذلوا جهودا مضنية في سبيل ايصال الكلمة الاشورية الصادقة لآبناء شعبهم في كل مكان، ولكن يفترض بهم أن يتبعوا بنود نهج التسقيط وأجندة التهميش الاعلامي الذي صاغها السيد نينوس بالاتفاق مع سياسيين انتهازيين منذ تأسيس القناة عام 2011 ولحد الان.حيث شخصيا أتذكر كيف تعرضت الى نهج الاقصاء الذي فرضه صاحب القناة خلال حملتي للانتخابات النيابية التي جرت في بغداد مايو 2017. بعدما أتصلت بالاخ زيا ياروالعامل في القناة وطلبت منه ضرورة أجراء المقابلة معي بهدف تسليط الضوء على منهاج عملي. وأقّر بأن الاخ زيا وعدني ولكن يبدوا أن عقوبات صارمة كانت بانتظار كل من يخالف بنود النهج الاعلامي الذي صاغه السيد نينوس.
الخلاصة" خلال زيارتي التقيت بطريرك كنيسة المشرق الاشورية مار كوركيس الثالث صليوا في اربيل، و حزب زوعا الديمقراطي الاشوري، كيان ابناء النهرين في اربيل , أتحاد النساء الاشوري والجمعية الاشورية الخيرية في نوهدرا ,ايضا زرنا مدارس الاشورية في نوهدرا ومناطق الاشورية التاريخية (خنس)ومنطقة (النهله) وايضا زرنا مناطق سهل نينوى (تلسقوف وبطنايي وبغدايدا)"، يقول السيد نينوس لجريدة"ملتا" بتاريخ 8/5/2011.
الواضح أن المسألة الاساسية وراء كل ما جرى ويجري هذه الايام ضمن القنوات والمؤسسات الاعلامية المحسوبة على شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وأخرها أهانة صاحب فضائية (أ.ن.ب) للكنيسة، هوغياب الاعلام الحقيقي المنافس والاحترافية الصحافية لدى العاملين في محطات التلفزة والنشر عموما. لذلك علينا أن ننتظر المزيد من الانتهاكات الاعلامية الممنهجة. هذا من جهة ومن الجهة الثانية لو نظرنا مليا الى الزيارة التي قام بها السيد نينوس ياقو الى الوطن عام 2017، لظهر لنا وكأن رفيق من رفاق "حزب زوعا" كما يقول قدم الى الوطن للمشاركة في نشاط من نشاطاتها. لذلك فرض عليه عدم زيارة بقية مكاتب الاحزاب ومقراتها والتقييد ببنود جدول اللقاءات والزيارات التي أعدت له قبل وصوله.
يقول السيد نينوس ياقو أن " الهدف من وراء القناة هو تكوين رأي اشوري عام ملفت حول قضاياه القومية والكنسية". بمعنى أخر لدية ولرفيقه داخل الوطن، أجندة مستورة هدفها ضرورة أجراء تغييرات أيديولوجية وروحانية ضمن جميع مؤسساتنا القومية والكنسية من دون تريث. هذا النهج الذي أشار أليه علنا نيافة الاسقف مار اوا رويل حين طلب من صاحب الفضائية بأعتذار رسمي..ثم أضاف نيافته.. أن القناة لا تمثل الصوت الاشوري العام بل هي مدعومة علنا من أحد الاحزاب المتهمة بالضلوع في قضية الاسقف الموقوف أشور سورو. علما أنه يقصد وقوف السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية الى جانب التمرد في كنيسة المشرق الاشورية.
وفي الختام يجب القول، أن رسالة الفضائية التي يديرها السيد نينوس ياقومن الولايات المتحدة الامريكية بدعم من داخل الوطن، تحمل في طياتها أشارات سلبية يجب أن تؤخذ على محمل الجد من قبل المعنيين في الساحتين. صحيح أن الصحافة مهنة حرة ومن حق أي شخص لديه القدرة المادية والاعلامية ولاسيما في الغرب، ان يؤسس فضائية او صحيفة اواذاعة أو أي شئ من هذا القبيل ليتاجربه، ولكن لايحق له مطلقا بث سموم الكراهية وتشتيت الجهود الوحدوية وتمزيق الصفوف داخل الوطن وخارجه طبقا لجميع القوانين الدولية. هذا وبالاضافة الى رغبة صاحب الفضائية العلنية في التطاول على أقدم مؤسسة مسيحية - اشورية وجدت على سطح المعمورة ألا وهي كنيستنا المقدسة كنيسة المشرق الاشورية ورجالاتها.