المحرر موضوع: القيء... قصة قصيرة ...خلف حسين صالح  (زيارة 2533 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فهد عنتر الدوخي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 750
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
توضأ على كتف النهر  وهو يرتدي ملابسه الرثة البيضاء ثم ولج نحو غرفة صغيرة من القصب ، وهو يهمس : اليوم لن ادعو في كلامٌ غثٌ رثٌ ، سوف اخبر الله أن زوجتي لم تكن عاهرة ، وأبني لم يكن مرثوء ، وانما فساد البلاد أفسد العباد ..!
أكمل ما كان يرجو وبان نحو الشمال حتى سقط من الجوع ، وبدأ يشخر كالحصان .
عندما عادت اليه الحياة لم يكن يهتم للخبز ، وانما يستعيد خلوته مع الله وهو يخال اليه انه يصرخ : ياربي اجعلها "ثورة قيء" كل من سرق عائلتي ، وهجر اهلي ، وسرق الاحلام من الاحداق ، وسرقك من صدورنا ، واعتلى سيادته فوق مؤخراتنا ، وجلس على كرسي الحكم ومازال يلعب في خصيتيه ، ويشاهد كيف جاء ابناء العاهرات من اوطاننا وهم يرفعوا العلم العراقي فوق رؤوسهم واقدامهم تغوص في ارحام الارامل ، وصدور الاطفال ، ولم يكترث ، واستمر وهو يرتشف النبيذ ويدخن الا انه لم يسلو الصلاة امام العدسات التي لا تنحرف عنه خوفآ من العزل ، اللهم اجعله يتقيء كل حرام والجنة تهجره نحو الجحيم ، والامان نحو الحرب ، والسيادة للذل..!
انه الشفق ينذر نهاية النهار ، وظهرت النجوم جلية ، والهدوء يعم الليل الحزين ، وهذا الشيخ يعمج في السير ، ويغفو ساعة ويستفيق ، فوجد قرية قد شاط اهلها ، وهرع اطفالها ، وصرخت نسائها وعندما اقترب منها شاهد مراهقٌ على ضوء السراج يلهثُ ويقول: قد فاض العراق بالقيء وقد نقل الامر ابن خالتي عندما عاد اليوم من العاصمة الخضراء ، وقد اضاف ان كل من سرق بدأ بالقيء والآن سيول تجرف كل السيارات المصفحة ، والعقارات ، والبيوت ، والاسلاك التي تفصل الشعب عن الدولة ، وقد ابلغت السلطات انه توجب الخروج من العراق فالقيء ملئ البر والنهر ، وذهبت محافظات بأسرها نحو الله أثر الفيضانات..!
جلس الشيخ وقال: انه القيء ، انه الله الذي اعاد لارض العراق  طهرها ، الآن انتظر الموت والله يحكم بيننا..!

تم