المحرر موضوع: لا للبذاءة والكذب، نعم للمؤسسات القومية  (زيارة 1374 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لا للبذاءة والكذب، نعم للمؤسسات القومية




تيري بطرس

في الموقف من قناة اي ان بي سات، هناك خلط بين بذاءة صاحب القناة وبعض المقدمين، وبين المؤسسة، التي يمكن ان تنصلح وان ‏تقدم الافضل. في الموقف من الحركة الديمقراطية الاشورية، هناك خلط بين بذاءة وكذب ونفاق بعض قياديها، والحركة كمؤسسة ‏قومية، يمكن ان تكون بصورة افضل، حين زوال المسبب للواقع الراهن. من هنا اختلافي مع بعض الاخوة ممن لا يفرق، وصار ‏لديه اندماج كامل بين المسبب والمؤسسة التي ينتمي اليها.‏
في عام 2015 كتبت مقالة عن السيد نينوس تيرانيان، ومواقفه وكلامه ان صح ما قاله بانه كلام، وانتقدت ممارسة بعض مقدمي ‏البرامج واسلوبهم الفج والغير المتوافق مع روح الاعلام ودوره في نقل الاراء المختلفة، واخضاعها لمنطق المحاججة. ومنذ ‏سنوات طويلة اكتب في كشف الممارسات الخاطئة والجرمية التي تقترفها بعض قيادات الحركة الديمقراطية الاشورية، في ما ‏يخص اشاعة خطاب التخوين والعمالة بين ابناء شعبنا، وطرح تحقيق انجازات كاذبة. ومع الاسف لا يزال البعض متشبثا بها.‏
ولانني شخصيا لست من انصار الثورات، بل اؤمن بالاصلاح والتطوير، وان الاصلاح والتطوير هو نتيجة العمل والتجربة ولا ‏يأتي من الفراغ. ولانني شخصيا اؤمن، بان اي مؤسسة قومية، هي نتاج جهد متعدد الاوجه والاطراف، فانا ارى بان المؤسسات ‏يمكن تطويرها والعمل فيها يمكن ان يكون بصورة افضل، ويمكن ازالة الشوائب منها، بازالة المسببات. من هنا انا ارى بان الخلط بين ‏الامرين اي تجاوزات القائمين على الحركة الديمقراطية الاشورية، وقناة اي ان بي سات،  وبين المؤسستين امر يضر بشعبنا، ‏ويؤدي الى خسارة جهود يمكن ان نستفاد منها.‏
في الحركة الديمقراطية الاشورية، حدث نوع من الانتفاضة، وكان من نتيجته، خروج ابناء النهرين من هيكل الحركة وليس من ‏مسيرتها. وتم لصق اسباب الخروج بفرد واحد، ولم يمتلك من خرج من الحركة الجرأة الكاملة لنقد الممارسات التي ادت الى الكثير ‏من الانقسامات والتجاذبات وحملت اطراف محددة من قبل الحركة وانصارها، اوزار كاذبة لم يؤيدها اي نقد موضوعي او حتى ‏قرار قضائي يمكن الركون اليه، لمعرفة حقيقة هذه الاوزار. في مثل هذا الموقف النصف اصلاحي ان لم نقل المدعي الاصلاح، لم ‏نجد في التحليل الاخير، اي بادرة حسن نية تجاه العمل من اجل رص الصفوف، في اتجاه العمل من اجل تحقيق الحقوق القومية ‏المشروعة لشعبنا، سواء على المستوى الفردي او الجماعي. وكان مؤتمر بروكسل احدى تجليات الوضع المهتز والمهترئ والغير ‏السليم، لقيادات الحركة والخارجين منها والحزبالوطني الاشوري المتحالف معهم. في تحالف لم يكن المشترك فيه، الا ابناء التاريخ ‏مع الداخلين الجدد اليه. او الذين يملكون تاريخا حزبيا مع من لا يمتلكون مثله ولكنهم يمتلكون ارادتهم للدخول المعترك. ‏
في الصراع القائم والذي يراد منه اظهاره وكأنه انتصار لبعض الاطراف ضد الاخرين، نرى بانه من الضروري حتما، العمل من ‏اجل اجتثاث البذائة والكذب ونشر الاحقاد من الاعلام ومن خطاب بعض المحسوبين على الكتاب والمثقفين، مع تشجيع النقد ‏واظهار الحقائق وخصوصا ما فيها من توثيق للحقائق. لكي يدرك ابناء شعبنا اين هي الحقيقة. وخصوصا في مواقف محددة مرتبطة ‏بقضايا قائمة او قامت في الماضي. نحن ندرك ان السياسية بحد ذاتها لا تمتلك حقائق ثابتة، بل ان الموقف السياسي في الغالب هو ‏نتيجة، لمعطيات اخرى. ونفس الموقف يمكن ان نجد حوله اراء مختلفة.  من هنا، نرى بان حرية الراي والموقف، يجب ان لا ‏يكونان ضحية لصراع بين السليم والمنطقي والعقلاني والبذائة ابدا. كما نرى ان الدفع يجب ان يكون باتجاه، تغيير العمل بما هو ‏قائم نحو الافضل. ‏
في حالة الغضب التي تتلبس البعض، ومع رفع شعار لا لقناة اي ان بي سات، نرى باننا لسنا بحاجة لان نتمثل دور الثور الهائج ‏‏(والمعذرة من التشبيه) الذي يريد ان يدمر كل شئ، للوصول الى غاية يمكن الوصول اليها بدون تدمير ولا الهيجان. فشعبنا دخل ‏مرحلة الهيجانات مرات عديدة ولم ينتج عنها شئ ما، بل ها نعيد تكرارها مرارا. وحتى موقف بعض من يخرج عن طوره، ويتحول ‏الى طراح اقوال واتهامات مستهجنة، يمكن احيانه تفهمه من خلال اليأس المسيطر على مفاصل كل مؤسساتنا الدينية والسياسية ‏وبالنتيجة الاعلامية والثقافية. ولكن هذا التفهم لا يعني التساهل، بل العمل من اجل معالجة الامر، لكي لا نسخر اكثر.‏
من خلال الاكاذيب التي ضخت خلال السنوات الطوال ومنذ عام 1991 ولحد الان، اعتقد البعض، اننا قاب قوسين او ادنى من ‏تحقيق الاماني واقامة دولتنا او حتى منطقتنا المعهودة، وكل هذا خارج سياقات الواقع القائم وما يحدث على الارض. واليوم نرى ‏بانه عندما قيل لنا اننا نتعدى الربع مليون انسان في ما سمى حينها المنطقة الامنة، لا نجد في كل العراق الا ما يقارب 225 مائتان ‏وخمسة وعشرون الف مسيحي وليس من ابناء شعبنا كلهم. نصطدم بالفرق الهائل وبالواقع الاخر المخالف لما كان في مخيلتنا. ولا ‏نرى في الغالب الا من قال الحقيقة ونبه لها، لكي نرمي عليه الاتهامات، باعتباره وقف في طريق تحقيق الاحلام ولو في بقت احلام.‏
ثقافة تفتيت المؤسسات، ابتدعها طرف واحد، وضد كل من حاول طرح اسئلة موضوعية، او حتى القبول بالاخرين ممن يعارضون ‏هذا الطرف، تحت شعار تعدد المؤسسات وتنوعها وحسب الاختصاص، وهكذا نرى ان مؤسساتنا النشطة في الثمانينيات ‏والتسعينيات القرن العشرين في اوربا وحتى التي كانت متواجدة في الوطن، قد انقسمت وتكاثرت بالاسماء، في فترة قصيرة ومن ثم ‏خبأت كلها، ولم يعد لها وجود. هكذا نظرة سوقية ورخيصة للمؤسسات القومية، دفعنا اليوم وندفع من جراءه اثمان باهضة. ولعل ‏اهمها اغتراب الاجيال عن المشاركة الفعالة في العمل القومي، الا ما ندر. وبقاء الكنيسة بما يعنيه من ترسيخ التوقع المذهبي ‏والكنسي، الملجاء للالتقاء، وان كا ايضا بخساة الاجيال الجديدة. ‏
تعالو ايها الاخوة، لنقول لمن لا يزال في قناة اي ان بي سات، ان كل من يفرض نفسه معلما للامة منكم فهو مرفوض، ان كل من ‏يتهم الاخرين بتهم كاذبة ويستعمل كلمات بذيئة وغير لائقة، نحن لا يمكننا ان نستمع اليه، لانه يعمل من اجل دمار امتنا، وان كنتم ‏مصرين على الخط التدميري القائم، فنحن ايضا براء منكم. ولكن ان اثبتم حقا انه كان هناك شخصا واحدا فيكم من اخطاء، فنحن ‏نرحب بكم، فلا ناخذكم بجريرة هذا الشخص. وتعالوا نقول لاعضاء الحركة الديمقراطية الاشورية، ان انكشاف الاكاذيب والزيف ‏عن ما يظهره الواقع الحالي، حري بيكم ان يدفعكم الى التخلي عن الكثير من القيادات التي مارست التشويه والكذب، ليس فقط بحق ‏اناس ابرياء، لم تكن لهم غاية الا اظهار الحقائق كما هي، بل بحق الامة كلها، لانه ما طرح كان يرمي الى خداع الامة بانجازات ‏كاذبة وحتى ما تحقق البعض فهو لم يكن من قبلها. ان لم تقوموا بنقد افعالكم واعمالكم الخاطئة، فلا نرجوا منكم اي تطوير وتضحية ‏وخدمة. والجملة الاخيرة موجهة للعاملين في الحركة الديمقراطية الاشورية وابناء النهرين وقناة اي ان بي سات. ‏
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ