المحرر موضوع: احموا أنفسكم أولا ،،، ثم طالبوا المسيحيين بالجزية  (زيارة 2015 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Laila Al-Ansary

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 35
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 

                 
حموا أنفسكم أولا ،،، ثم طالبوا المسيحيين بالجزية
                    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                         (( ليلى الأنصاري))
الجزية = الزكاة
تشير معظم التفسيرات الفقهية الاسلامية وبآختلاف مذاهبها وبأدلة تاريخ الاسلام السياسي؛ الى أن (الجزية) المفروضة على أهل الكتب السماوية بدلالاتها ومفاهيمها تناظر ( الزكاة ) المفروضة على المسلمين ، على أن الأولى تظل قائمة مع وجود دولة أسلامية يحكمها حاكم شرعي،،بيد أنها متغيرة زمانيا ومكانيا وحسب المتغيرات السياسية .. أما في الثانية فأنها ضريبة ثابتة وملزمة على معتنقي الدين الأسلامي فلاتتغير بتغير الزمان والمكان والظروف ،،،، أبــدا ....
الجزية ضريبة على من لايشارك في الجيش
بعد تغير الأحوال السياسية وتكوين الكيانات السياسية الجديدة في مطلع عشرينيات القرن العشرين ، تحول العراق الى دولة حديثة دستورية تعايشيةكبقية معظم سكان كوكب الأرض ، وهذه سنة الحياة . وفي ظل تلك المتغيرات أنتفت الحاجة الى ( الجزية ) على مسيحيي ويهود العراق . لسبب بسيط جدا وهو أن اولئك العراقيون شملوا بالخدمة العسكرية الاجبارية اسوة بمواطنيهم المسلمين . وبما أن الجزية كانت تؤخذ من أهل الكتب السماوية في عصور الدول الأسلامية لعدم مشاركتهم في جيوش تلك الدول، وبما أن الجيش العراقي شمل الكتابيين بالخدمة ، فأن مفهوم الجزية كان طبيعيا أن ينتهي العمل به وتنتفي الحاجة اليه .

العراق الديمقراطي التعايشي
بأيجاز بسيط يمكن القول ؛ أن العراق الحالي قد أجتمع سكانه بشتى ألوانهم وأطيافهم على سن دستور تعايشي يتساوى فيه الجميع بالحقوق والواجبات ، بما في ذلك الألتزامات المالية ، و بالدفاع عنه وتأمين الحياة الطيبة فيه مع اتفاق الجميع على عدم ( أكراه الأخرين بالتنازل عن معتنقاتهم الفكرية والدينية والثقافية لصالح أي شريحة أخرى ) .. وبما أن معظم ابناء العراق من زعامات سياسية و مرجعيات دينية ومن عموم العراقيين ، لم يسجل أي اعتراض على هذا البند التعايشي ، وبما أن الله سبحانه وتعالى يده مع الجماعة ( كما يقول الحديث الشريف ) ، فأن أي سلوكية في الفعل أو القول خلاف ذلك يعتبر عدوانا على ( تئآلف الأمة)، وأعتباره كفرا بنعمة الله (( وكنتم على شفا حفرة من النار فألف الله بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته أخوانا )) ... كما أنه فعل يراد به شقاقا،، بين الجماعة المتعايشة ( كما أرى ) ...

الجزية ثمن مقابل الحماية
ها هو أبو عبيدة الجراح وفي معركة حمص وحين أبلغه نوابه عن مدن الشام، بتجمع جحافل الروم ، فكتب إليهم أن يردوا الجزية عمن أخذوها من المسيحيين ، وأمرهم أن يعلنوهم بهذا البلاغ: "((إنما رددنا عليكم أموالكم ، لأنه قد بلغنا ما جُمع لنا من الجموع ، وإنكم اشترطتم علينا أن نمنعكم ( أي نحميكم ) }وإنا لا نقدر على ذلك . وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم ، ونحن لكم على الشروط، وما كتبنا بيننا وبينكم، إن نصرنا{)) .. وزيادة في الأيضاح ؛ أن الذين يطالبون أخوتنا بل وأهلنا من المسيحيين بمايسمى ( دفع الجزية) هم أنفسهم لايمكلون قدرة حماية أنفسهم ، فكيف يستطيعون حماية الآخرين .. وفاقد الشئ لايعطيه .

الحكومة والصمت الرهيب
بالتأكيد أن الحكومة العراقية تمر بفترة عسيرة للغاية ،، وكأن الشر قد أجتمع كله من الداخل والخارج ومن انصاف الأصدقاء والأعداء للنيل منها ( وعن طريقة ايلام الشعب )، ندري أن الأمر وعر وشاق .. لكن الطبطبة على أكتاف ورؤوس المسيحيين المسالمين من قبل الحكومة وبعض الألتفات لمعاناتهم وايعادهم بحماية حقوقهم  ، والأعلان بأستنكار واستهجان الأعمال اللأخلاقية واللأنسانية واللأاسلامية المقترفة بحقهم، والأهتمام ولو بشكل يسير بمأسآتهم ،،،، وهو من واجباتها   (كونهم أهل الدار ) الذين ما عهد باقي العراقيون منهم الا الخير والأمانة وحسن الجوار وصدق الرفقة الأجتماعية ورقي الأخلاق ،، وان الرئاسات الديمقراطية الثلاث تدرك هموم المشكلة المسيحية ، تمام الأدراك ،، واتمنى أن تتحرك قبل الأنهيار ، كما أتمنى أن لاتتركهم حكومتنا المنتخبة ،، معلقين بين السماء والأرض .....

المراجع الأسلامية ملزمة بالقول الفصل
ففي الوقت الذي نلتمس العذر ( لأفاضلنا علماء المسلمين ) من الشيعة والسنة ، بأنهم لم يصدروا فتاواهم بهذه المهزلة التي تحاول تلويث الدين الاسلامي السموح ، بحجج يمكن أن تكون أحداها ( أن الأمر واضح ومعروف لدى عامة المسلمين ) أو ( أن أولئك الضالون معروف بطلانهم وما يخرج عن الباطل فهو باطل ) الا أن رأي ( سماحات علماؤنا ) الذي سيذكـّر بقصدية وسببية ( الجزية ) وانتفاء الحاجة اليها في ظل شعوب الكيانات السياسية المتوافقة على مصالحها وراضية تمام الرضا على اتفاقاتها ، سيكون له عظيم الأثر ليس في قلوب المسلمين الذين يتوجعون مرارة على اشقائهم المسيحيين فحسب بل في ضمائر مسيحيو العراق الذين عاشوا في هذه الأرض شركاء وأخوة في الضمير وفي السراء والضراء ، منذ الاف السنين مع باقي مكونات الشعب العراقي .. وبنفس الوقت هي رسالة لكل المحاولين بتدميم وتلويث شريعتنا البيضاء ، تلك المحاولات التي ما آنفكت منذ وفاة سيدنا رسول الله وما زالت ناشطة حتى الآن ... اننا بأنتظار القول الفصل من مرجعياتنا الشيعية وخاصة وخاصة علماؤنا السنة الأفاضل لأن مايعلن الآن ،، هو بأسم مذاهبهم ننتظر القول الفصل ،، من الناحية الدينية على الأقل ....