برد ماما عزيزا أبلحد قلّو ميُقرا
عجبني ردك جداً لأنك وضعت أصبعك على ما أريده ، بل برزت الحقيقة للجميع بقولك :
مقالتك هذه هي بمثابة تحويلة مؤقتة عن سير المقالات المروج عنها في هذا الموقع. وذلك مطلوب وبما يحفظ ايماننا المسيحيوهذه هي زبدة مقالي . بأن لا نعتمد على العقل فقط ونترك الأيمان . لكن للأسف كل مقالات هذا الموقع وغيره تخدم العقل ومصلحة الجسد والعلوم الزائلة فقط . أما الموضوع الثاني فهو الأيمان الذي هو ضروري جداً أكثر من كل العلوم التي يبحث عنها العقل ، فأقول أين خدام الأيمان ؟ لماذا لا يزينون الأيمان برداء معاصر ويقدومنه بشكل لائق وبأسلوب فلسفي وعلمي أيضاً للآخرين ، هل يخجلون من أيمانهم ، أنا شعاري الذي أخترته وأفتخر به هو
( فأنا لا أستحي بالأنجيل ، لأنه قدرة الله للخلاص ، لكل من يؤمن ) رو 16:1
كان الشاب أغسطينوس مشغولاً بأستمرار في البحث عن الحق باعلم والعقل ، أما الأيمان الذي تعلمه منذ طفولته ، فتركه في فترة المراهقة لأنه لم يعد يستطيع أن يرى فيه العقلانية ، ولم يكن يبغي دينًا ما لم يكن بالنسبة له تعبيرًا عن العقل ، أي عن الحقيقة " بحسب رأيه آنذاك " . كان عطشه إلى الحقيقة يرويه من العقل فقط ، وقد قاده ذلك إلى الابتعاد عن الإيمان الكاثوليكي.
وبفضل هذه الجذرية عينها لم يكتف أغسطينوس بالفلسفات التي درسها والتي لا تصل إلى الحقيقة بالذات، التي لا تصل إلى الله . إلى إله ليس فرضية كونية أخيرة بل هو الإله الحق ، الإله الذي يهب الحياة والذي يدخل في حياتنا ذاتها.
نستفاد من مسيرته بأنها تحاكي الأنسان المعاصر إذ تقدم نموذجًا ساريًا حتى في أيامنا هذه للعلاقة بين الإيمان والعقل ، وهو
موضوع لا يتعلق فقط بالمؤمنين ، بل بكل إنسان يبحث عن الحقيقة ، وهو موضوع محوري بالنسبة لأتزان ومصير كل كائن بشري. فهما القوتان اللتان تحملاننا إلى المعرفة مشيرًا إلى أن القديس قد توصل إلى خلاصة متماسكة بين العقل والإيمان حيث يقول
( آمن لتفهم )( وأفهم لتؤمن ) . الله
" الأيمان " ليس بعيداً عن عقل الأنسان ، بل هو قريب منه ، يبحث عنه ويطرق بابه فمن فتح له الباب فيدخل ويتعشى معه ، بل يتحد اللأيمان مع العقل ،
أجل أبن العم أستفدت من تعليقك ودفعتني للتفكير والـبحث في ما هو أعمق بين العقل والأيمان والرب يباركك
أخوكم
وردا أسحاق قلّو