المحرر موضوع: العقل والأيمان  (زيارة 1319 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
العقل والأيمان
« في: 15:22 02/02/2019 »

العقل والأيمان

بقلم / وردا أسحاق قلّو

خلق الله الأنسان عاقلاً ناطقاً ومفكراً لكي يدرك ويبدع ويقرر فيعمل ضمن المحسوس ويقتنع ويقنع الآخرين بالمنطق مع إثبات الأمور بالدليل والبرهان القاطع ، ومصدر هذه القدرة هو العقل الذي له المقدرة على التفكير وأصدار القرار . بهذا كرمً الله الأنسان وفرزه عن الحيوان ، كما وضع كلمته في ضميره ، وذلك الصوت يكبته على أخطاءه لأنه صوت  الحب الألهي الذي يعطي للأنسان جمالاً ونقاوة ، ولكي يبحث عن الحق والعدل ويحب كل مخلوق

تاريخ الأنسان هو عبارة عن طريق مستمر يتجه نحو الخالق ، فالأنسان وإن كان بعيداً عن الله أو لن يسمع حتى بوجوده يشعر بصوت قوةٍ خفيةٍ في داخله فيُمييز الخير عن الشر، ويحث العقل للأبتعاد عن عمل الشر ، أو حب الذات لكي يستطيع أن يشارك الآخرين في الحب والعطاء

العقل يبرهن الحقائق بالمنطق  ، أما الأيمان الذي هو هبة ألهية للأنسان فيخلق الثقة في الأنسان ، وقوة للتحرك بخطوات ثابتة ومدروسة نحو ه ويتعامل معه كل يوم . فالأيمان يجب أن يرتقي إلى محبة الجميع لكي يتحول إلى حالة نفسية ضرورية الوجود في حياة المجتمع  ، وغايته أيضاً هي إرواء ظمأ الأنسان للحقيقة . إذاً هل للعقل والأيمان هدفاً واحداً وغاية واحدة ؟

للعقل كيان مستقل ، وللأيمان كيان آخر مختلف ، العقل مستعد لفهم حكم الله ورسائله السماوية ، لكنه لا يستطيع إدراك أسرار الله بالعلم ، علماً بأن الأنسان في حالة أكتشاف دائم وتطور لكن في عالم المادة الملموسة فقط ، والله موجود في الماضي والحاضر والمستقبل ، وموجود في كل أنسان كروح لا يستطيع العقل أن يدرك عمقه وأبعاده وطريقة وجوده

 ، اما الأيمان فهو الفرح والبهجة والحياة الحقيقية والذي يفكر لا بالعقل ، بل بالروح . فالأنسان الروحي يختلف عن الأنسان الجسدي الذي يعتمد على العقل . فبولس الرسول كان يرى أن الأنسان الروحي يستطيع أن يرى ما  لا يراه الأنسان بالعين ويفكر بالعقل ، فقال   

"لقد أعلنه لنا الله بروحه. لأنّ الرّوح يفحص كلّ شيء حتى أعماق الله. فمَن مِن الناس يعرف ما في الإنسان إلّا روح الإنسان الذي فيه؟ فهكذا أيضًا، ليس أحد يعرف ما في الله إلّا روح الله. ونحن لم نأخذ روح العالم، بل الرّوح الذي من العالم، لكي نعرف ما أنعم به علينا الله من النعم. ونتكلّم عنها لا بأقوال تعلّمها الحكمة البشريّة، بل بما يعلّمه الرّوح، معبّرين بالروحيّات عن الروحيّات. إنّ الإنسان الطبيعي لا يقبل ما هو من روح الله، فإنّه جهالة عنده، وليس في وسعه أن يعرفه، لأنّه بالرّوح يُحكم فيه. أمّا الإنسان الروحيّ فإنّه يحكم في كلّ شيء، ولا أحد يحكم فيه. لأنّه "من عرف فكر الربّ فيعلّمه؟ أمّا نحن فعندنا فكر المسيح" (1قو 2/ 10-16) .

الفرح الذي يعيشه المؤمن بسبب أيمانه لا يتوخى المتعة الزمنية الضيقة ، بل هو سعادة داخلية يشعر بها الأنسان بالسلام والطمأنينة والتفاعل مع الكون بقناعة وحتى وإن كان يحمل صليب الألم والأضطهاد والظلم بسبب الفرح الداخلي الذي يعطيه موهبة المحبة للجميع ، وهنا يتجلى نمو الروح وغناه في فرح الأنسان ، فتزداد روحه غنى وجمال ، كما يقول الرب ( ستفرح قلوبكم وما من احد يسلبكم هذا الفرح ) " يو 22:16" .

أما هدف العقل والأيمان فيجب أن يكون واحد ، وهو العمل من أجل الحق والمساوات للوصول إلى الحقيقة ، فطريق العمل والمثابرة لهذا الهدف واحد وهو حياة الأنسان ومستقبله . لا يجوز أن يتحرر العقل عن الأيمان ، فالذين ادعوا بأن العلم الذي وصل إلى القمة بسبب العقل لا يحتاج إلى الأيمان أو الدين ، بل اعتبروا الدين أفيون الشعوب والعقول ، وهذا نابع من جهل حقيقة وجود الأنسان والغاية من وجوده ومستقبله ، وطريق الحياة التي يحب أن يسلكه ، فالأيمان هو أساس حياة الأنسان ، والحياة هي عمل أيماني مستمر ، بل الأيمان بشكل عام هو ظاهرة حياتية ضرورية وبدون الحاجة إلى الدخول في عمق أهداف الأيمان وغاياته . الأيمان هو المعلم الأفضل لرسم الحياة الفضلى في المجتمع . قال أحد الملحدين ، لولا وجود الأديان لكنا نضطر لصنع الأديان لكل نسَيّر الشعوب . وهكذا فشل الألحاد وبرز الأيمان ليعيد عافيته في دول الألحاد . والكلام موجه أيضاً إلى المجتمعات الرأسمالية التي نشأت على حساب ظلم الفقير وأستغلاله ، فصعدت طبقات برجوازية على ظهور الطبقات الفقيرة وطمس الأيمان ، بل تعمل إلى أزالته لأنه الصوت الصارخ في برية تلك الأمم وإنه ينادي من أجل الحق والمساوات . عندما نتصفح أوراق التاريخ فنجد بأن الأيمان يضطهد فيهبط كموجة البحر لكنه لا يتلاشى ، وسرعان ما يرتفع فوق قوة المضطهدين فيظهر الحق . كما يجب أن نفرز بين الأيمان الحقيقي والأيمان الذي يصنعه الأنسان بأسم الله فيتحول إلى قوة مدمرة للشعوب ويتسلط على العقول وينحدر بالمجمع إلى الهاوية فيفقد السلام وتظهر المنازعات والحروب والأضطهاد والتدمير بأسم الأيمان .

في الختام نقول : غاية العقل والأيمان القويم يجب أن تكون واحدة ، وهي القضاء على إستغلال الأنسان والعمل من أجل الحق والمساوات ، وهذا يتم باستخدام العقل من أجل أبراز العدل ، والأيمان ينير العقل لصالح الأنسان لكي يسمو العقل فيفكر ليعمل لخدمة الشعوب بالتساوي . كذلك نقول ، العقل ينير الأيمان ايضاً بالعلم والمعرفة ، وهكذا يجب أن يتكاتف العقل مع الأيمان من أجل وحدة عمل مشتركة لخدمة حياة بني البشر .

أبدى القديس توما الأكويني برأيه عن هذا الموضوع ، قائلاً ( الوحي " الأيمان " والعقل ، ما دام كل منهما سبيلاً إلى الحقيقة ، يجب أن يتفقا ، وليس من الجائز أن يعلم الوحي ما يأباه العقل ) ، هذا القول منطقي ومقبول .

أما الرب يسوع ، فقال ( تعرفون الحق والحق يحرركم ) " يو 32:8" . وأخيراً نقول ، الأيمان قوة تحرر عقل الأنسان لكي يفكر بالحق ويعمل للعدل والخير والسلام لخدمة الجميع





غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 941
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: العقل والأيمان
« رد #1 في: 06:57 03/02/2019 »
الاخ وردا إسحاق المحترم

لقد أبدعتَ في مقالتك هذه كعادتك، وهذا الموضوع الذي تناولته، يُجيب على تساؤلات عدّة في الزمن الحاضر، العلاقة بين العقل والإيمان، أو بصيغة اخرى العلاقة بين العالم المحسوس وغير المحسوس.

 نعم، العقل والإيمان يكمّل الواحد الآخر، بالرغم أنهما يسيران بخطين متوازيين، الّا أنهما لا يتعارضان مطلقاً. ولهذا السبب، لا يمكن ان نُلغي احدهما ونُبقي الآخر، بل كلاهما ضروريان لفهم مسيرة الحياة هذه، والتعمّق في أسرارها واكتشاف قدرة الخالق. عداها، تبقى البشرية في حيرة من أمرها، ولا يمكنها قبول أسرار الكون دون اللجوء الى الايمان والعالم غير المحسوس. تقبّل تحياتي...

سامي ديشو - استراليا

غير متصل عبد الاحد قلــو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1745
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: العقل والأيمان
« رد #2 في: 22:23 03/02/2019 »
اقتباس
أبدى القديس توما الأكويني برأيه عن هذا الموضوع ، قائلاً ( الوحي " الأيمان " والعقل ، ما دام كل منهما سبيلاً إلى الحقيقة ، يجب أن يتفقا ، وليس من الجائز أن يعلم الوحي ما يأباه العقل ) ، هذا القول منطقي ومقبول .   

 ابن العم وردا اسحق قلو الموقر
شلاما دمريا
مقالتك هذه هي بمثابة تحويلة مؤقتة عن سير المقالات المروج عنها في هذا الموقع. وذلك مطلوب وبما يحفظ ايماننا المسيحي. وهي ايضا رائعة بمضمونها. ولكن اعجبتني مقولة القديس توما الاكويني المذكورة بين القوسين اعلاه المقتبس من مقالتك.
 صحيح هو العقل والايمان يمضيان بخطين متوازيين. ولكن يمكن لمن يريد معرفة الحقيقة ان يقاطع بينهم عندما تكون هنالك فكرة غير محسوسة على ان تعتقد بوجود المطلق من خلال اثر وبصمة الخالق المحسوسة في هذا الكون. وتلك هي الحقيقة التي ينشد اليها كل من يريد معرفتها وحتى غير المؤمنين الذين يحاججون على معرفة الحقيقة والتي هي الله بعينه وان تنكروا لذلك.
ومع ذلك فقد اسعفتني الذاكرة بعد ان كلمني احد اصدقاء العمل وفي مجال معين وربما قبل اكثر من 20 سنة خلت..فقد استعان بمقولة دارجة في العراق بعد خلاف كلامي بيننا بقوله (الله شافوا بالعين او بالعقل) . فقد كان جوابي عليه باننا كمسيحيين رأينا الله بالعين والعقل معا من خلال المسيح الرب.. وكان مستغربا لهذه المعلومة وهو بمسيحي مطلع. لذلك علينا ان لانتفق مع هذه المقولة التي يرددها اخرون قد تكون صحيحة حسب ايمانهم.
ومع ذلك لايمكننا حصر وجود الله ضمن العقل المحدود ان لم يرفقه الايمان بوجوده..
ارجوا ان اكون قد اضفت شيئا داعما لمقالتك المهمة في مضمونها..تقبل تحيتي.


غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
رد: العقل والأيمان
« رد #3 في: 22:56 03/02/2019 »
الشماس الأنجيلي سامي خنجرو المحترم
أولاً وقبل كل شىء أهنئك بمناسبة عيد الشمامسة وكل عام أنت وكل خدام المذبح المقدس بخير وصحة وفرح المسيح
نعم هذا الزمان بحاجة إلى اقلام مبدعة تُعبّر للأخوة القراء حقيقة الأيمان والغاية منه في التثقيف والتوبيخ والتعليم والتربية الأسرية ، ومن الضروري أن يكون المؤمن مثقفاً ومتسلحاً بعلوم هذا الزمان لكي يستطيع رفع الأيمان لمستوى الجميع ،  فكما تفضلت يجب أن يسير العلم والأيمان في خطان متوازيان ، أجل هذا أفضل لكي يعملا معاً من أجل الخير العام . أنهما كصديقان يجب أن يتعاونا لخدمة الحق وأبرازه لخدمة المجتمع بشكل عام .
 فموضوع الإيمان والعقل هو موضوع حاسم يجب أن يتناغما ، فلا يجوز لصاحب العقل والعلم أن يرفض الأيمان الذي يبحث عن أمور أخرى لا يستطيع العقل أن يدركها ، كما لا يستطيع الأيمان الأستقلال عن العقل أو محاربة العلم بل الأقتراب من بعضها البعض ضرورة ملحة من أجل خدمة مصالح مشتركة ومفيدة للطرفين . والرب يحفظك
أخوكم
وردا أسحاق



غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
رد: العقل والأيمان
« رد #4 في: 23:50 03/02/2019 »
برد ماما عزيزا أبلحد قلّو ميُقرا
عجبني ردك جداً لأنك وضعت أصبعك على ما أريده ، بل برزت الحقيقة للجميع بقولك :
مقالتك هذه هي بمثابة تحويلة مؤقتة عن سير المقالات المروج عنها في هذا الموقع. وذلك مطلوب وبما يحفظ ايماننا المسيحي
وهذه هي زبدة مقالي . بأن لا نعتمد على العقل فقط ونترك الأيمان . لكن للأسف كل مقالات هذا الموقع وغيره تخدم العقل ومصلحة الجسد والعلوم الزائلة فقط . أما الموضوع الثاني فهو الأيمان الذي هو ضروري جداً أكثر من كل العلوم التي يبحث عنها العقل ، فأقول أين خدام الأيمان ؟ لماذا لا يزينون الأيمان برداء معاصر ويقدومنه بشكل لائق وبأسلوب فلسفي وعلمي أيضاً للآخرين ، هل يخجلون من أيمانهم ، أنا شعاري الذي أخترته وأفتخر به هو ( فأنا لا أستحي بالأنجيل ، لأنه قدرة الله للخلاص ، لكل من يؤمن ) رو 16:1
كان الشاب أغسطينوس مشغولاً بأستمرار في البحث عن الحق باعلم والعقل ، أما الأيمان الذي تعلمه منذ طفولته  ، فتركه في فترة المراهقة لأنه لم يعد يستطيع أن يرى فيه العقلانية ، ولم يكن يبغي دينًا ما لم يكن بالنسبة له تعبيرًا عن العقل ، أي عن الحقيقة " بحسب رأيه آنذاك " . كان عطشه إلى الحقيقة يرويه من العقل فقط ، وقد قاده ذلك إلى الابتعاد عن الإيمان الكاثوليكي.
وبفضل هذه الجذرية عينها لم يكتف أغسطينوس بالفلسفات التي درسها والتي لا تصل إلى الحقيقة بالذات، التي لا تصل إلى الله . إلى إله ليس فرضية كونية أخيرة بل هو الإله الحق ، الإله الذي يهب الحياة والذي يدخل في حياتنا ذاتها.
نستفاد من مسيرته بأنها تحاكي الأنسان المعاصر إذ تقدم نموذجًا ساريًا حتى في أيامنا هذه للعلاقة بين الإيمان والعقل ، وهو
 موضوع لا يتعلق فقط بالمؤمنين ، بل بكل إنسان يبحث عن الحقيقة ، وهو موضوع محوري بالنسبة لأتزان ومصير كل كائن بشري.  فهما القوتان اللتان تحملاننا إلى المعرفة مشيرًا إلى أن القديس قد توصل إلى خلاصة متماسكة بين العقل والإيمان حيث يقول ( آمن لتفهم )( وأفهم لتؤمن ) . الله " الأيمان " ليس بعيداً عن عقل الأنسان ، بل هو قريب منه ، يبحث عنه ويطرق بابه فمن فتح له الباب فيدخل ويتعشى معه ، بل يتحد اللأيمان مع العقل ،
أجل أبن العم أستفدت من تعليقك ودفعتني للتفكير والـبحث في ما هو أعمق بين العقل والأيمان والرب يباركك
أخوكم
وردا أسحاق قلّو


غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
رد: العقل والأيمان
« رد #5 في: 19:24 05/02/2019 »
أبن العم أبلحد قلّو المحترم
آسف لأني نسيت الرد على جزء من تعليقك وهو ( الله شافو بالعين أو بالعقل ) وهذا القول الشعبي العراقي كنا فعلاً نسمعه ، كان ردك عليه نحن رأيناه بالعين والعقل معاً أي أننا شاهدنا المسيح الإله كأقنوم متجسد بيننا . لكن كيف نستطيع أن نصل إلى الله بكل أقانيمه ، والله روح . هل نستطيع أن نراه بالعين كما في المقولة أو هل يستطيع أن يدركه العقل البشري ؟ طبعاً لا لأن لا يجوز للعقل المحدود أن يدرك الله الغير المحدود . فكيف نستطيع أن ندرك الله بعقولنا لكي نؤمن به ؟ الجواب الصحيح هو ، لا بالعقل ولا بالعين نصل إلى أسراره بل بالروح فقط . وهذا ما وضحته في المقال بالآية المطولة المكتوبة بالخط الأزرق بدايتها ( لقد أعلنه الله بروحه ، لأن الروح يفحص كل شىء حتى أعماق الله ..... الخ ) " 1قو 10:2" . إذاً عقولنا لا تكشف وجود الله بل العلماء المتبحرين بالعلم والنظريات هم أكثر ألحاداً ، فكما قالت الآية " لقد أعلنه الله بروحه " فروح الله الساكن فينا نحن المؤمنين بعد المعمودية هو الذي يكشف لنا أسرار الله ، وأجسادنا بما فيه عقولنا هي سكنى للروح القدس . فكلما تعمقنا بالأيمان كلما نستطيع أن نعيش في الروح ونكشف أسرار الله ، فهناك قديسين لم ينالوا العلم كثيراً ولم يدرسوا في كليات اللاهوت كفرنسيس الأسيزي الذي كان شماساً فقط وبدون أي شهادة علمية ، لكنه وصل إلى أسرار روحية لم يصل إلى عمقها الكثير من اللاهوتيين . فالعقل يا أبن العم قد يبعد الكثيرين عن الله أكثر ، ومنهم علماء بارزين كداروين وعالم الفيزياء ستيفن هوينغ البريطاني الذي مات في آذار الماضي ملحداً ، بل كان يعادي الله في علمه ويريد أن ينهي دور الله ( الخالق ) في خلق الكون . طالع ما كتب عنه في السطور الآتية ، مع محبتي وتقديري

“لقد طرد دارون الإله من البيولوجيا، ولكن الوضع في الفيزياء بقي أقل وضوحاً، ويُسدد هوكينج الضربة القاضية الآن” !!

“Darwin kicked God out of biology, but physics remained more uncertain. Hawking is now administering the coup de grace.”
المصدر :
“Another ungodly squabble”. The Economist. 2010-09-05. Retrieved 2010-09-06.

هوكينج نفسه يرى أنه قام بهذا الدور الخادم لاستبعاد الخالق من الإيجاد وخلق الكون بأكمله حيث يقول في كتابه صفحة 165 :
” تماما مثلما فسر دارون ووالاس كيف أن التصاميم المعجزة المظهر في الكائنات الحية من الممكن أن تظهر بدون تدخل قوة عظمى، فمبدأ الأكوان المتعددة من الممكن أن يفسر دقة القوانين الفيزيائية بدون الحاجة لوجود خالق سخر لنا الكون !! فبسبب قانون الجاذبية فالكون يستطيع ويمكنه أن يُنشيء نفسه من اللاشيء !! فالخلق الذاتي هو سبب أن هناك شيئ بدلا من لاشيء، ويفسر لنا لماذا الكون موجود، وكذلك نحن ”