المحرر موضوع: حملة تركية قطرية أميركية متزامنة لإحياء قضية خاشقجي  (زيارة 1309 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31482
    • مشاهدة الملف الشخصي
حملة تركية قطرية أميركية متزامنة لإحياء قضية خاشقجي
أنقرة والدوحة تحييان ملف الصحافي السعودي باستمرار للتنفيس عن أزماتهما.
العرب / عنكاوا كوم

مؤامرة تحاك ضد السعودية
لندن – في تزامن مثير للتساؤلات، تحركت دوائر أميركية وتركية وقطرية لإحياء قضية خاشقجي على أكثر من واجهة، في خطوة يصفها مراقبون بأن هدفها ابتزاز السعودية وإرباك تمسكها بلعب دور إقليمي محوري فضلا عن بناء علاقات شراكة متنوعة لا ترتهن لأي جهة مهما كان نفوذها.

وفيما تعمل تركيا على “تدويل” البحث في قضية خاشقجي عبر الاستعانة بخبيرة معروفة بعدائها للرياض، يواصل مشرعون أميركيون ودوائر إعلامية معادية تقليديا للسعودية تحريك الملف دون أي تحسب لإرباك المصالح الأميركية مع الرياض.

وجدد مشرعون جمهوريون وديمقراطيون في الولايات المتحدة الخميس مساعيهم لاستصدار قرار ضد السعودية بسبب مقتل الصحافي جمال خاشقجي وللتصدي للأزمة الإنسانية في اليمن، حيث قدموا تشريعا يمنع بعض مبيعات الأسلحة ويفرض عقوبات على المسؤولين عن مقتل خاشقجي.

ورغم خلو التحقيقات من وجود رابط بين مقتل خاشقجي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فإن بعض الدوائر الأميركية، وخاصة صاحبة النفوذ في وسائل الإعلام الكبرى، تعمد إلى إثارة الغبار حول هذا الرابط بالبحث عن شهادات وتصريحات قديمة قد لا تحتمل التوظيف.

وعادت صحيفة “نيويورك تايمز” الخميس إلى البحث في التفاصيل القديمة حين أوردت أنّ ولي العهد السعودي قال في العام 2017 إنّه سيذهب إلى حدّ استخدام “رصاصة” ضدّ الصحافي جمال خاشقجي إذا لم يوقف انتقاداته للسعودية.

    الدوحة تحاول من خلال تلك الحملة الرد على الموقف السعودي القوي بشأن المقاطعة، وهو موقف أحبط مناورات قطر ومساعيها في الوساطات وقادها إلى عزلة فعلية

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين، حاليين وسابقين، أميركيين وأجانب، مطّلعين على تقارير استخبارية، أنّ الأمير محمد بن سلمان أطلق هذه التصريحات خلال محادثة له مع أحد المقرّبين منه، وهو تركي الدخيل وأن هذه المحادثة رصدتها أجهزة الاستخبارات الأميركية. لكن الدخيل نفى وجود هذه المحادثة واعتبر أن هذه التسريبات جزء من الحملة للنيل من الأمير محمد بن سلمان.

ويقول متابعون للشأن الخليجي إن اللوبيات المعادية للسعودية ليست وحدها التي تستثمر في الملف وتدفع نحو أن يظل حيا في وسائل الإعلام الأميركية التقليدية مثل واشنطن بوست أو نيويورك تايمز، مشيرين إلى الدور الذي لعبته قطر في إبراز خاشقجي، الذي تبيّن لاحقا أن مقالاته التي كانت تنشر في صحيفة واشنطن بوست، الموجهة ضد السعودية كانت تكتب بمتابعة وتوجيه من مؤسسة قطر الدولية.

ويلفت هؤلاء المتابعون إلى تقاسم الأدوار بين قطر وتركيا في الحملة على السعودية، مذكرين بالتسريبات التي سلمتها الاستخبارات التركية، منذ اللحظات الأولى لمقتل خاشقجي، إلى وسائل إعلام قطرية، وأن الهدف منها لم يكن البحث عن الجهة التي نفذت وإنما استثمارها في ابتزاز السعودية ومحاولة إرباك دورها الإقليمي خاصة ما تعلق ببناء تحالف إسلامي ضد إيران، وكذلك وضوح الموقف السعودي الرافض لجماعات الإسلام السياسي بكل تصنيفاتها وارتباطاتها، وخاصة تلك التي تدار أنشطتها من الدوحة أو من أنقرة.



ولم تتوقف تركيا عن الاستثمار في ملف خاشقجي رغم فشل مسعاها لإقناع مسؤولين في دول كبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا بما تقول إنه تسجيلات عن التفاصيل الخاصة بمقتل خاشقجي، وخاصة محاولة جر ولي العهد السعودي إلى القضية، وهو ما نفاه بشكل علني كل من عرضت عليه أنقرة تلك التسجيلات مثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، والرئيس الروسي فلادمير بوتين، فضلا عن مسؤولين بارزين في دول أوروبية.

وتحاول أنقرة تدويل ملف خاشقجي بالاستعانة بالمقررة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون القتل خارج نطاق القضاء، أغنيس كالمار، لكن مراقبين يرون أن هذا التحرك لن يحدث الاختراق الذي يسعى له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طالما أن أنقرة تريد أن تصل إلى تثبيت موقف سياسي ضد القيادة السعودية لا علاقة له بالتحقيقات ونتائجها.

ويعتقد هؤلاء المراقبون أن تركيا تريد استمرار الزخم الإعلامي لقضية خاشقجي، ليس فقط لابتزاز السعودية، ولكن أيضا للتغطية على أزمات تركية متعددة بينها التخفيف من حدة الغضب الشعبي على إدارة أزمة العملة وارتهان الاقتصاد التركي بصراع سياسي مع واشنطن، فضلا عن فشل وعود أردوغان بتأمين الحدود التركية وتحقيق الأمن القومي، وعلى العكس فقد صارت حدود تركيا أكثر خطرا بسبب التدخل في الملف السوري واستعداء النظام والأكراد والتظليل على أنشطة جماعات مصنفة إرهابية.

وتمتلك قطر نفس الدوافع في تناولها لصدى مقتل خاشقجي الذي تحول إلى مادة رئيسية يوميا في استهداف السعودية والمس من رموزها عبر توظيف شهادات وتصريحات دون مراعاة أي ضوابط.

وتحاول الدوحة من خلال تلك الحملة الرد على الموقف السعودي القوي بشأن المقاطعة، وهو موقف أحبط مناورات قطر ومساعيها في الوساطات وقادها إلى عزلة فعلية.