المحرر موضوع: مينا قضية وطن وليست وظيفة :  (زيارة 1581 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د.عامـر ملوكا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 201
    • مشاهدة الملف الشخصي
مينا قضية وطن وليست وظيفة :

ان الكتابة في موضوع المتفوقة العراقية مينا رغيد هو ليس بالتاكيد كتابة عن حق فردي لشخص حاول الحصول على وظيفة مستحقة وفشل او لم يفلح لاسباب عديدة ، وانما هنا نحاول ان نكتب عن قضية وطن اسمه العراق هذا الوطن الذي استبيحت فيه كل الحقوق تارة باسم الفانون وتارة اخرى باسم الدين و كثرت الاسباب والنتيجة واحدة وهي قتل روح المواطنة وحب الوطن مع سبق الاصرار والترصد والتمادي في طمس كل ماهو مشرق مممكن ان يساهم في بناء هذا البلد الحضاري الذي يتميز انسانه بالفطرة في قدرته على صنع الابداع ومحاولة ادخال الياس المقصود والمنظم والمبرمج في مطابخ السياسة القذرة الى روح واعماق هذا الانسان المبدع ، وهكذا يتعرض المبدعين والمثقفين والعلماء الى الاقصاء الجبري والى خنق اصواتهم من خلال سياسة التجويع والعوز والحرمان لسحق كبرياء الانسان العراقي الشامخ شموخ نخيله وحضارته ويخافون من هذا الانسان العراقي الحضاري من ان يعطى ولو اجزاء من الفرصة لينتفض ويبني ويعمر ويقفز قفزات في النمو والبناء ليفاجئ العالم بمنجزاته وقدرته على النهوض والتجدد والا كيف لنا ان نفسر البصيرة : مينا رغيد (فاقدة البصر) المتفوقة بهذا الشكل الذي يثير الاعجاب والتي يجب ان تؤخذ كنموذج رائع للاقتداء بها وبانجازها الذي يقل نظيره في كل دول العالم ويضاف الى انجازها انها مهجرة داخل وطنها ودون اية مساعدة او تكريم من قبل الدولة وفي ضروف امنية ومعاشية صعبة ومعقدة  . هل يعرف الدكتور الذي اوقف تعيينها مع سبق الاصرار، ان مينا لو كانت في البلاد التي تحترم الانسان وتقدر مواهبه لكانت تستلم راتب محترم من الدولة وراتب اخر للشخص الذي يهتم بها وتسخر لها الحكومة خدمات خاصة في منزلها لتسهيل الامور الحياتية اليومية   وتنال من الاهتمام والرعايا من اعضاء البرلمان لانها مدعاة فخر وزهو .
فاذا كانت مينا بصيرة (كلمة مرادفة  للأعمى والمكفوف والضرير وهي  ألفاظ مرادفة لمن فقد بصره(
وسوف انتقي كلمة الاعمى للدكتور الذي اصدر قرار عدم صلاحية تعيين مينا فالاعمى هو ليس من فقد بصره وانما هو من فقد بصيرته وفقد شعوره بالحق الذي يراه ويسكت . فكم من له حاسة البصر ولكن الظلمة تعشعش في قلبه وكم من فاقد البصر وقلبه ملئ بالنور .
وان ارادة وحكمة الله عندما ياخذ شيئا منا فيعوضنا بما يقابله بل افضل فالبصير يتمتع بحاسة حادة لللمس وقوة السمع والنطق والفهم فمن ناحية حاسة اللمس يتفوق البصير كثيرا على الانسان المبصر ، وهو يسمع الهمس والاصوات التي لايسمعها المبصر ويتميزيون بعلو الصوت ونبرات عالية ومرتفعة تصلح للخطابة ويتفوقون ايضا في قوة الفهم والادراك والاستيعاب والتميز والتحصيل العلمي.
وقلما نجد بصير لايتمتع بالذكاء ويعزى السبب في ذلك الى ان المبصر ينشغل عقله وفكره كثيرا بما تراه العين في حين عقل وفكر البصير يركزان اكثر والنتيجة هي في صالح البصير ومثال ذلك اننا لو نسينا اسم او موقف واردنا ان نتذكره نغمض اعيننا لفترة كي نتذكر .
 
ويذكر مُجاهِد بْن جَبْر مولى السائب بن أبي السائب المخزومي القرشي (642-722م)ان  لكل انسان أربع أعين، عينان في رأسه لدنياه، وعينان في قلبه لآخرته، فإن عميت عينا رأسه، وأبصرت عينا قلبه، فلم يضره عماه شيئًا، وإن أبصرت عينا رأسه وعميت عينا قلبه، فلم ينفعه نظره شيئًا! فمينا هي من فقدت عيناها التي في الراس ولكن العينان في قلبها مبصرة والدكتور رئيس لجنة المقابلة هو من له العينان في راسه وفاقدا العينان في قلبه . وكلما كانت بصيرة الانسان راقية كلما كانت انسانيته عالية ومتفوقة.
 
فالفرق بين المبصر وفاقد البصيرة هو كالذي يرى سلة المهملات اما فاقد البصيرة هو الذي يرى السلة و يرمي المهملات في غير مكانها . وكما يقول الكتاب المقدس عن البصيرة الروحية " ونحن غير ناظرين الي الاشياء التي ترى بل الي التي لا ترى لان التي ترى وقتيه , اما التي لا تري فابديه " ( 2كو 4 : 18 ) فالانسان الذي لديه بصيرة روحيه دائما ينظر الي الاشياء التي لا ترى. ومن مشاهير فاقدي البصر القديس ديديموس الضرير الذي اصبح مديرا للكليه الاكليريكيه في زمانه و لوي براي 1809 - 1852 الذي ولد في إحدى ضواحي باريس وحرم من نعمة البصر وهو في الثالثة من عمره . وكان لبراي قصب السبق في اختراع طريقة سهلة للقراءة والكتابة للمكفوفين عرفت باسم طريقة براي، كما طور طابعة عرفت قبل الآلة الكاتبة بخمسين عاماً، وبذلك أضاء الطريق أمام ملايين من المكفوفين.
هوميروس, شاعر اغريقي عاش في القرن السابع الميلادي
•         بشار بن برد  شاعر عربي
•         أبو العلاء المعري  شاعر وأديب عربي
•         طه حسين, (1889-1973) من مشاهير الادب المصري وشغل مناصب منها عمادة كلية الاداب وغيرها .
•         هيلين كيلر, (1880 - 1968) أديبة أمريكية كانت كفيفة وصماء
•         جون مـِلتون  شاعر وعالم إنگليزي
•         عبدالله البردوني شاعر وأديب عربي من اليمن.
•         أندريا بوتشيلي، ، مغني، وكاتب، ومنتج موسيقي إيطالي.
•         سيد مكاوي موسيقي مصري
•         عمار الشريعي مؤلف وملحن موسيقي مصري
•         الأمريكي إريك فبهنماير , على الرغم من أنه كفيف نجح في تسلق جبل إفرست، أعلى جبال العالم، في أحد أشهر عام 2001.
•         لويس برايل مخترع كتابة المكفوفين.
•         أشرف أرماغان - رسام تركي ولد أعمى 1953 لأسرة فقيرة في تركيا،
لابد من الاشارة ان عدد فاقدي البصر حول العالم يتجاوز ال280 مليون بصير وهو عدد لايستهان به ويلقى من هم  في الدول المتقدمة كل اشكال الرعايا والدعم من المؤسسات الحكومية والاهلية. كلمات شكر وتقدير للدكتور قصي السهيل للاستجابة الكريمة بتعيين مينا رغيد الأولى على جامعة الموصل والتي طالبت بمناشدة نشرت لها على مواقع التواصل الاجتماعي بالحفاظ على حقها بالتعيين بعد اعتراض اللجنة الطبية في وزارة الصحة على ذلك كونها من المكفوفين.
وشكر وتقدير لنيافة المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف لشجاعته وجراته في طرح التظلم الذي لحق بالمتوفقة مينا للرائ العام . وكل الامنيات للمتفوقة العراقية مينا رغيد والتي نتوقع لها مستقبلا باهرا ترفع اسم عائلتها وبلدها العراق عاليا.
د.عامر ملوكا


غير متصل يوسف الموسوي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1150
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: مينا قضية وطن وليست وظيفة :
« رد #1 في: 16:15 11/02/2019 »
ظلم مورس بحقها،،، وهذه حاله وعنوان للمزاجيه والاهمال والكراهيه ...سلوكيه للكثير من انماط البشر  في العراق مع الاسف وملا بسات واشكاليات يعرفها كل متابع .
سلمت صديقي الدكتور عامر بالكشف عن المفاهيم الخاطئه.

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2495
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: مينا قضية وطن وليست وظيفة :
« رد #2 في: 22:25 11/02/2019 »
 عزيزي د عامر
موضوع مينة بالفعل هو موضوع وطن وهويته ومصير ابنائه.
بالاختصار اقول ان لم يتم معاقبة هذا الدكتور واعضاء لجنته وطرده من موقعهم وايقافهم من مزاولة المهنة، فان المسؤول الاعلى منه مشترك بهذه الجريمة(القرار) وهكذا لحين يصل الامر الى الوزير ورئيس الوزراء.
لا اريد مدح صدام الذي كان سبب هذه الحروب والويلات، الحقيقة يجب ان تقال مثل هذه النماذج من زمنه لم تكن تجرء ان ترى النو.
هذا الوطن ان لم تصبح الهويته الوطنية فوق الطائفة (الهوية الشعية والسنية والقومية الكردية والاقليات) والمذهب والقومية يستمر الفساد والخراب وتستمر الهجرة .
المشكلة التي يواجهها الوطن ، هي ان العراقيين انفسهم اداة التخريب والسرقة اصبحوا مرتزقة لايران بتخليه عن وطنيتهم.
انا ايضا اهنىء سيادة المطران مار نيقديموس داوود شرف على تحمله المسؤولية بجدارة وايصال صوت هذه المواطنة المتفوقة الى اعلى مواقع في الدولة وحصولها على حقها
يوحنا بيداويد