المحرر موضوع: دراق الحرية........ٍأريج سعود  (زيارة 2761 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فهد عنتر الدوخي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 750
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
*  درّاقُ الحرّيّة  *

امرأةٌ شابَّةٌ .. خرجتْ من طفولتها
تقطفُ الدّرّاقَ
و لم تعُدْ !
الموت في هذه المدينةِ
ليس محصوراً بالقضاء و القدر
أو مرهوناً
بأيّام العُطلْ
ربّما تموتُ مستنشقاً الطّريقَ المؤدّي إلى آخر الزّقاق
حيثُ يمتلئ الرّكنُ بالمنتظرينَ
لينالوا قسطاً من الكرامات البالية
قد تفارقُ الحياةَ
لو صدحَ صوت الحرّيّةِ
من قمّةِ فكرةٍ
أو تفوّقَ عليه صوتُ المعداتِ الخاوية
في بستانٍ من الدّرّاق

لا ترتعشْ
إنْ صادفْتَ في الثّامنة صباحاً
باباً غيرَ مُغلَقٍ ، على الاحتمالاتِ
لا يُسمَعُ من جوفهِ ، أزيز
بل نايٌ ، يأبى الخرَس
لا يقنطُ التّكرار :
" البئرُ حزينٌ .. يا أحبّةْ
البئر حزينٌ .. يا غرباء الهُويّة "
كبكاء طفلٍ فاقدِ الفمّ
نعم يا سيّدي
نولد هنا .. بلا أفواهٍ !
لحين نبلغ رغبةَ الصّراخِ
و التّبوّل اللاإراديّ
نستيقظُ بأفواهٍ على مقاس الرّمق
هنا يا سيّدي
تتكلّم الواجهاتُ .. أكثرَ من العاشقين
ترفضُ الاشتعالَ في يومٍ مشمسٍ،
أعوادُ الثّقاب..
يغويها الرّطبُ الرّاقصُ،
المناشفُ على أجسادِ العرق
طوابع شهاداتِ الوفاة،
تضاجعُ بعضها
جمعاً
علناً
بلا أدنى خجلْ !

في هذه المدينة
إن رأيتَ شجرة درّاقٍ
بينَ شَفَةِ والدِك العليا ، و أنفِه
عليك فقط ألّا تخبرَه
أن الخطّ الواضحَ جدّاً على جانبيّ الدّرّاقِ
لم يظهرْ جيّداً بعد ..
فليسَ عليه القلق
و نُتَفُ التّبغ الّتي يتفّها على قهوتكَ
لن تؤذيَك !
كلّ ما عليك إذاً
أن تسرّحَ شعر الذّاكرة
فالمدينة معروفةٌ بقوائم الانحراف
و الكثيرِ من الصّور
على نفسِ الطّريق إلى آخر الزّقاق
حين تشتهي وقتاً
ساعةَ تصدحُ الحرّيّةُ..
في يوم عطلتها…