قِصَّةٌ قَصِيرَةٌ
مُهْدَاةٌ/ إِلَى مَنْ خَدَعَتْهُ الْعُزُوبِيَّةُ.
مَوَاجِعُ مَا عَادَتْ قَابِلَةً لِلْكَبْتِ
...............................
لَا أَعْرِفُ عَلَى وَجْهِ الدِّقَّةِ كَمْ مِنَ السِّنِينِ تَوَالَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ يَجْلِدُ نَفْسَهُ بِنَفْسِهِ وَيَـقْمَعُ
رُوحَهُ حَتَّى بَعْدَ اكْتِهَالِهِ،لَمْ يَنْسَ شَرِيكَةَ حَيَاتِهِ الَّتِي فُرِضَتْ عَلَيْهِ يَوْمًا مَا فَرْضًا وَلَوْ
لِلَحْظَةٍ. قَاوَمَتْ تَسَلُّطَهُ وَانْفِرَادَهُ بَالرَّأيِّ وَمَيْلَهُ إِلَى حَيَاةِ التَّسَكُّعِ وَالتَّيْهِ غَيْرَ آبِهٍ بِهَا،
فَابْتَعَدَتْ عَنِ الْمَشْهَدِ الْكَئِيبِ بِمَحْضِ إِرَادَتِهَا رُوَيْدًا رُوَيْدًا حَتَّى تَلَاشَتْ فِي الْنِّهَايَةِ وَطُوِيَتْ
صَفْحَتُهَا بَعْدَ اِنْحِلَالِ الْمُقَدَّسِ بَيْنَهُمَا كَمَا كَانَ يَأْمَلُ!،فَلَا مَفَرَّ مِنَ الْمَقْسُومِ إِذَنْ لِذَا هَالَهُ الْيَوْمَ
أَنْ يَرَى صَحْبَتَهُ سَائِرِينَ عَلَى الدَّرْبِ عَيْنِهِ بِلَا مُبَالَاةٍ أَوْ أَدْنَى شُعُورٍ بَالْمَسْؤُولِيَّةِ تِجَاهَ
زَوْجَاتِهِمْ وَإِنْ جَاءَ تَقْدِيرُهُ بَلْ تَقْدِيسُهُ لِلْمَرْأَةِ مُتَأَخِّرًا جِدًّا، فَانْتَـفَضَ بِوُجُوهِهِمْ وَهُوَ الشَّدِيدُ
التَّكَتُّمِ عَلَى أَسْرَارِهِ مُفْرِغًا مَا فِيْ مَكْنُونِهِ وَعَلَى غَيْرِ عَادَتِهِ مُحَذِّرًا نَاصِحًا لَئِلَّا تَتَكَرَّرَ
مَأسَاتُهُ فِيهِمْ ثَانِيَةً،وَهَذَا مَا لَا يَتَمَنَّى حُدُوثَهُ لَهُمْ. بِصَرَاحَةٍ،هَالَنِي مَنْظَرُهُ،صَعَقَنِي
صِدْقُهُ،بَالْكَادِ اِسْتَطَعْتُ السَّيْطَرَةَ عَلَى مَشَاعِرِي وَانْفِعَالَاتِي وَمَنْعَ عَيْنَيَّ مِنْ أَنْ تَذْرِفَا دَمْعًا
سَخِينًا عَلَى الْأَقَلِّ فِيْ حُضُورِهِ.تَجَارِبُ يَجِبُ أَخْذُهَا بَالْحُسْبَانِ وَأَلَّا نُفَرِّطَ بِهَا قَدَرَ الْإِمْكَانِ
خَاصَّةً عِنْدَمَا تَصْدُرُ عَنْ مُحَنَّـكٍ عَجَنَتْهُ الدُّنْيَا بِمَصَائِبِهَا عَجْنًا.
.................................................................................................
موشي بولص موشي