شاعرنا العزيز أفسر شير المحترم
تحيه طيبه
كلمّا قرأتُ منك وما اشد حزن وقع كلماتك , أو من غيرك في وصف ما آلت اليه حال شقلاوه أو عينكاوه و بقية أخواتهما المنكوبات في مختلف اماكن تواجد ابناء شعبنا , تخطفني الذاكره لا اراديا الى خمس عقود ونصف يوم كنا وشقيقي الاصغر نقضي عطلتنا الصيفيه في ربوع شقلاوه ضيوفا على بيت ابن عمي الذي فضل العمل فيها لسنوات عده,ثم أنتقل في السبعينات وعائلته الى اربيل ثم عينكاوه.
وأنا شخصيا عزيزي أفسر أخترتها ( شقلاوه) كأول محطة عمل لي في وظيفتي التدريسيه بدايات سبعينات القرن الماضي, قضيت فيها وفي كنف اهلي المحبين مثلما فعل ابن عمي سنوات ما زلت احسبها حلما ً ابحث اليوم وقد اشتعل الشيب في الراس, عن استعادة بعض مشاهد ذلك الحلم في كل زياره اقوم بها للعراق,,,,ولكن مع الاسف , تزداد الحسره ويزداد الالم عندما ارى تلك البيوت التي كانت عامره بأهلها خاويه الا من صدى صوت يردد في أذني إياك ان تعتب او تبكي على ذكرى أحباء اجبرتهم مآسي الدنيا ومظالم البشر على ترك بيتهم وموطنهم , فنحن في مكان وزمان ناسه وأولياؤه منشغلون بغير ما تترجاه منهم بعد ان أنستهم مشاغلهم العابثه عشرة الاخيار وطيبتهم المعطاء.
نعم عزيزي افسر اقولها وبكل اسف والم , الأفق يوحي بمستقبل لا يتمنى المرء العيش كي لا يرى تفاصيله المؤلمه ,,, فقد كتبت قبل اكثر من عشر سنوات مقالة من وحي زياراتي المكرره لمدينة ماردين شرق تركيا اعتدت في سفري للعراق أن أختارها كمحطة للاستراحه كلما كنت في طريقي الى القوش, وجدت في ماردين بيوتات بهيئة قلاع مترابطه بناها ابناؤها بسواعدهم وعرق جبينهم ,واليوم خاليه من أهلها يسكنها الأغراب الا من كاهن عجوز وبعض العوائل المسيحيه, هذه الصوره المؤلمه وما تعكسه من رؤى وتخمينات, لم تفارقني كلما جاء الحديث عن جرائم القاعده والدواعش وما خلفته ماكنة الصراعات الوطنيه والمحليه من قتل وهجره ونزوح وتغييرات ديموغرافيه نال ابناء شعبنا منها الحصه الأكبر. أحقا ً نحن وبلداتنا بانتظار ما حصل في ماردين لا قدر اللله , أم نتوقع معجزه تعيد المياه الى مجاريها !!! أم يا ترى ان القدر المكتوب على الجبين لازم تشوفو العين؟
شكرا لكم
وتقبلوا خالص تحياتي