المحرر موضوع: تأخير جديد يكشف الأسس الهشة لمشروع "مطار أردوغان"  (زيارة 1467 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31440
    • مشاهدة الملف الشخصي
تأخير جديد يكشف الأسس الهشة لمشروع "مطار أردوغان"
/نموذج صارخ للمشاريع الاستعراضية المفتقرة للجدوى الاقتصادية، وموقع المطار يحرمه من منافسة المطارات الخليجية.
العرب / عنكاوا كوم

ملعب استعراضي للرئيس التركي الذي يتكتم على متاعب المطار
أكد محللون أن تأجيل افتتاح مطار إسطنبول الجديد للمرة الثالثة يكشف الأسس الهشة للمشروع ولظاهرة الفورة الاستعراضية لأعمال البناء غير المدروسة، التي كانت السبب الرئيسي للأزمة الاقتصادية، في وقت تشير فيه الأنباء إلى عزوف شركات تركية عن إكمال أعمالها في المطار بسبب الديون المرهقة التي تعاني منها.

إسطنبول - فرضت المتاعب التي يواجهها مطار إسطنبول الجديد، الذي يطلق عليه الأتراك تسمية “مطار أردوغان” تأجيل افتتاحه مرة أخرى بسبب الديون الكبيرة والمتاعب التي تواجهها الشركات المنفذة لأعمال المطار.

وكشفت صحيفة حريت التركية يوم الاثنين أن المطار لن يدخل حيز التشغيل الكامل حتى السابع من أبريل المقبل في انتكاسة للحكومة التي تصفه بأنه ركيزة أساسية في طفرة البناء التركية في وقت يؤكد فيه الخبراء أنها مبنية على أسس هشة وأنها محور الأزمة الاقتصادية التركية.

وترسم حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان آفاقا استعراضية لا تدعمها دراسات الجدوى الاقتصادية، وتقول إن المطار سيتمكن من استيعاب 90 مليون مسافر سنويا عند افتتاحه، ويمكن توسعته لاستيعاب ما يصل إلى 200 مليون مسافر.

أيكوت أردوغو: سلسلة أخطاء تشييد المطار كلفت الخزانة العامة 5.22 مليار دولار

ويؤكد محللون أن الحكومة تتكتم على المشاكل التي يعاني منها المطار، والتي لا يعلم الشعب التركي عنها. وأكدوا أنه يمثل أحد أكبر الانتكاسات المالية في تاريخ الاقتصاد التركي، في وقت يروج له حزب العدالة والتنمية كأحد أعظم إنجازاته.

وقال جان تيومان الكاتب في موقع أحوال تركية، إن قروض الشركات التي تتولى أعمال الإنشاءات في المطار تعد من أكبر القروض المتعثرة، وأنها أصبحت ترهق القطاع المصرفي التركي.

وأضاف أن تكلفة المطار، الذي فازت بعقد إنشائه 5 شركات تركية هي جنكيز وليماك ومابا وكولين وكاليون في عام 2013، قد تصل إلى 8 أضعاف التقديرات الأولية التي لم تكن تتجاوز 1.5 مليار دولار.

وتشير البيانات إلى أن الشركات أصبحت مهددة بالانهيار بسبب جبال الديون التي لا تستطيع سدادها. وتؤكد أن الأقساط المستحقة فقط والمتعلقة بالمطار تصل إلى أكثر من 6.25 مليار دولار.

وتفيد تقارير تركية إلى أن شركة كولين تركت المشروع في يناير وتخلت عن حصتها البالغة 20 بالمئة من أسهم المطار إلى شركة كاليون التي تملك الآن 40 في المئة وترزح تحت 2.73 مليار دولار من الديون.

وتؤكد التقارير سعي شركتين أخريين من الشركات الخمس إلى بيع أسهمهما بعد أن أدى الانحدار الكبير في قيمة الليرة في العام الماضي إلى التخلف عن سداد الديون.

وقدم نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض أيكوت أردوغو الأسبوع الماضي وثائق إلى البرلمان تثبت سلسلة الأخطاء التي ارتكبت أثناء تشييد المطار والتي قال إنها كلفت الخزانة العامة 5.22 مليار دولار.

وقال إن التكاليف التي تكبدتها الخزانة العامة كانت بسبب الغرامات والإيجارات التي لم تدفعها شركة مطار إسطنبول نتيجة التأجيل وأن ذلك يمثل مخالفة من جانب المسؤولين الحكوميين.

ويعد المطار نموذجا صارخا لاندفاع أردوغان نحو المشاريع الاستعراضية العملاقة التي تفتقر إلى حسابات الجدوى الاقتصادية والتي أدت إلى تعثر الكثير من شركات البناء وترجيح إفلاس معظم الشركات الأخرى.

ويشير حجم المطار الهائل إلى أن حكومة أردوغان تسعى من خلال المشروع لمنافسة المطارات الخليجية العملاقة كمحطة توقف (ترانزيت) في مسارات الرحلات الطويلة بين أكبر أسواق السفر في العالم.

لكن الخبراء يؤكدون أن الموقع الجغرافي للمطار الذي لا يتوسط المسافة بين أي من الكتل السكانية مثل أوروبا وجنوب وشرق آسيا وأستراليا، سيحرم المطار من إمكانية القيام بذلك الدور.

ويبدو من المستبعد أن تختار رحلات شركات الطيران المتوجهة بين تلك الأسواق التوقف في مطار على بعد ساعتين أو 3 ساعات من الوجهات الأوروبية الرئيسية وأن تفضل محطات تقع في منتصف مسافة الرحلات الطويلة.

ويجعل ذلك هدف استقطاب المطار لشركات الطيران لاتخاذه محطة ترانزيت بعيد المنال. وسيعتمد بشكل كبير على الخطوط الجوية التركية، التي تعاني من مشاكل شبيهة بمشاكل المطار بسبب خطط التوسع الجامحة، التي لا تستند هي الأخرى إلى دراسات جدوى اقتصادية رصينة.

12 مليار دولار تكلفة المطار حاليا وهي تعادل 8 أضعاف التقديرات الأولية البالغة 1.5 مليار دولار

وتؤكد مؤشرات الإقبال الضعيف على الرحلات التي تمر عبر المطار، الذي تجاوزت تكاليفه 12 مليار دولار، أنه سيواجه أفقا قاتما لن ينقشع حتى في المدى البعيد.

وينطوي مشروع المطار، مثل العديد من المشاريع الاستراتيجية التي يفاخر بها أردوغان مثل الجسور المعلقة ونفق تحت مضيق البوسفور، على مخاطر شديدة بسبب استناده إلى طموحات استعراضية.

ويفرض التمويل الكبير المعتمد على الاقتراض في تمويل بناء المطار، انتظار عوائد كبيرة ومتواصلة لكي يخرج المشروع بالحد الأدنى من التوازن أو عدم تسجيل خسائر تفاقم أعباء الديون.

وكان نيهات غولتكين، المحافظ السابق للبنك المركزي التركي، قد لخص مشكلة مشاريع أردوغان الاستعراضية بالقول “إذا اقترضت المال للتفاخر، فسوف يأتي يوم يطاردك فيه الدائنون، وحين تكون الديون بالعملات الأجنبية فإن أعباءها ستكون مضاعفة بعد انهيار الليرة”.

ويتساءل كثير من الأتراك عن موجبات بناء “مطار أردوغان” الضخم رغم التحديات والاعتراضات. ويرى الخبراء أنه كان بالإمكان جعل مطار أتاتورك، أكثر فاعلية بدلا من بناء مطار جديد.