المحرر موضوع: مسدسات وسكاكين ومواد متفجرة في حقائب الفارات من الباغوز  (زيارة 1416 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31468
    • مشاهدة الملف الشخصي
مسدسات وسكاكين ومواد متفجرة في حقائب الفارات من الباغوز
فارون من آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا يتحدثون عن استسلام كثير من مقاتلي التنظيم فيما تواصل قوات سوريا الديمقراطية الاستعدادات للمعركة الحاسمة.
العرب / عنكاوا كوم

فارات من الباغوز آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية
 سوريا الديمقراطية تضبط مسدسات في حقائب وعباءات فارات من الباغوز
 قليل من حليب الأطفال وكثير من الرصاص في حوزة منقبات خرجن من الباغوز
 عمليات تفتيش وفرز متواصلة للفارين والفارات من أخر جيب لداعش

الباغوز (سوريا) - في الحقائب والأكياس التي حملتها نساء خارجات من الجيب الأخير لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا، رصاص ومسدسات وسكاكين وحليب أطفال وملابس، وصلن بها إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بعد أن تركن خلفهنّ جهاديين يصعب التنبؤ بمصيرهم.

وخرج خلال الأيام الأخيرة آلاف الأشخاص من المحاصرين في البقعة الأخيرة الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في بلدة الباغوز بمحاذاة الحدود العراقية، معظمهم من النساء والأطفال، وبينهم العديد من أفراد عائلات الجهاديين.

في نقطة فرز الخارجين على بعد نحو عشرين كيلومترا من الباغوز، ينهمك مقاتلون ومقاتلات من قوات سوريا الديمقراطية في تفتيش الخارجين.

وتقول نوال كوباني (18 عاما)، المقاتلة الشقراء صاحبة العينين الخضراوين "أكثر ما نجده مع النساء كومبيوترات وأدوات إلكترونية"، مضيفة "الرفاق وجدوا أيضا مسدسات، ورصاصا وسكاكين وخناجر، فضلا عن قطع نقدية من ذهب".

وتخبئ النساء الأسلحة بين عباءاتهن السوداء أو في حقائبهن وبين أغراض أطفالهن القليلة، وفق كوباني التي تضيف "الرجال لا يحملون شيئا، هذه الأغراض نجدها مع النساء فقط".

وهو ما أكده أيضا المقاتل زكريا قائلا "جلبن معهن طلقات رصاص وسكاكين وتي ان تي... وجدنا هذا فقط مع النساء اللواتي خبأن هذه الأشياء في أغراضهن".

وكانت دفعة جديدة من الخارجين وصلت الاثنين عند غروب الشمس في أكثر من أربعين شاحنة شقت طريقها وسط غبار الصحراء إلى منطقة الفرز التي تعمل فيها قوات سوريا الديمقراطية على تمييز المدنيين من المشتبه بانتمائهم إلى التنظيم المتطرف.

وفي الظلام الحالك، علا صراخ الأطفال، فيما جلست مجموعة من النساء خضعن للتفتيش على الأرض ينتظرن توزيع مواد غذائية عليهن. وبين الجموع، كان طفل غطى شعره الناعم جبينه يتجوّل حاملا حقيبة بيده ويبحث عن والدته.

 في المكان أيضا، امرأة تحضر الحليب لرضيعها وأخرى تنظر حولها من دون القيام بأي حركة وكأنها في حالة صدمة.

دفعة جديدة من الخارجين وصلت الاثنين عند غروب الشمس في أكثر من أربعين شاحنة شقت طريقها وسط غبار الصحراء إلى منطقة الفرز التي تعمل فيها قوات سوريا الديمقراطية على تمييز المدنيين من المشتبه بانتمائهم إلى داعش

ووسط الظلام، تفتح عبير محمد (35 عاما) المتحدرة من ريف حلب حقيبتها الصغيرة، وتُخرج منها علبة بلاستيكية متسخة من الخارج في داخلها القليل من حليب البودرة.

ويجلس أطفالها الثلاثة إلى جانبها ولم يتجاوز أصغرهم الثلاث سنوات. وتقول المرأة المنقبة كما جميع النساء من حولها "لم أخرج معي شيئا سوى لباس وخرق وحليب للصغير. لم يبق لدينا أي شيء أساسا".

وتغطي عبير وجهها بالكامل بالنقاب ولا يمكن حتى رؤية عينيها. وتعزو سبب تأخرها بالخروج من آخر جيب للتنظيم إلى "عدم توفر المال اللازم في السابق" للدفع للمهربين.

وعن المدنيين والمقاتلين الباقين في الجيب الأخير، تقول "أكثرهم يريدون الخروج وآخرون ينتظرون ما ستؤول إليه الأمور".

وتقول امرأة أخرى متحدرة من ريف حلب رفضت الكشف عن اسمها "لا صور ولا ذكريات ولا أي شيء، لم نأت سوى باللباس، الوضع سيء جدا في الداخل".

وخلال الأسابيع الماضية، كان بين الخارجين مدنيون يحملون معهم حقائب كبيرة وحتى أغطية وفرش، ونساء وضع بعضهن أساور ذهب في أيديهن.

أما الاثنين والثلاثاء فاكتفت الخارجات بحقائب صغيرة حملنها على ظهورهن أو بمساعدة أولادهن.

وتمسك أم محمد (45 عاما) المتحدرة من حلب برجلها اليمنى وإلى جانبيها عكازان وضعتهما أرضا. وتقول إنها أصيبت وزوجها قبل ستة أشهر بقذيفة سقطت على منزلهما في بلدة الشعفة. وبعد خروجها مع زوجها من تحت الحصار، تأمل بتلقي العلاج المناسب.

وأضافت بصوت مرتفع "أخذوا زوجي إلى المستشفى ولا أعرف أين هو"، مضيفة "لم تكن لدينا أموال، فلا حول لنا ولا قوة واليوم حملنا ثيابنا بقدر الإمكان وأتينا بها".

وبين الوافدين أيضا العديد من الجرحى من نساء ورجال، ورجل على كرسي متحرك وآخر يمسك بعكازين. ويلفت مقاتلون ونساء إلى وجود الكثير من الجرحى بين الخارجين الجدد منذ يوم الجمعة.

وتقول كوباني "هناك الكثير من المصابين وهناك بين الرجال من فقد أطرافه ونساء مصابات بطلقات نارية".

وفي كلّ المرات التي وصل فيها وافدون من الباغوز، بدت النساء أكثر طلاقة في الحديث، يطلبن المياه والغذاء من مقاتلي ومقاتلات قوات سوريا الديمقراطية ويسألن عن موعد الرحيل إلى المخيمات أو يطالبن بإجراء مكالمات هاتفية.

أما في الجهة المقابلة حيث يتم فرز الرجال، يبدو المشهد مختلفا، إذ يسيطر الهدوء ولا أحد يتكلم مع أحد ولا أحد يطلب شيئا. يتحركون بحسب أوامر مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، وهم يجلسون أرضا أو يقفون صامتين في طوابير التفتيش.

ويقول المقاتل في قوات سوريا الديمقراطية مظلوم (29 عاما) "مستحيل أن يطلب الرجال شيئا، إنهم مستسلمون".

وتقول العراقية خولة حماة (53 عاما) لدى سؤالها عمن تركت خلفها في جيب التنظيم الأخير "كثر في الداخل والمقاتلون كثر، الجميع مستعدون للخروج"، مضيفة "لا يريدون البقاء، أعلنوا الاستسلام، ليس هناك قتال".