المحرر موضوع: خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط مهمة مستحيلة  (زيارة 1285 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31448
    • مشاهدة الملف الشخصي
خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط مهمة مستحيلة
سقوط حل الدولتين يقود الفلسطينيين للتمسك بخيار الدولة الواحدة، وخطة السلام الموعودة ستزيد في حدة الصراع.

العرب / عنكاوا كوم


اتفاق على التشكيك بصفقة القرن الموعودة
مع اقتراب إعلان الإدارة الأميركية عن خطتها للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أو ما يعرف بصفقة القرن، تزداد التشكيكات الفلسطينية أو حتى من داخل الولايات المتحدة بشأن القدرة على تنفيذ الخطة بصفة أولية وخاصة بشأن تداعياتها على القضية الفلسطينية وعلى النفوذ الأميركي في المنطقة إن فشلت الخطة التي وصفها الكثير من المشاركين في منتدى الغد للشرق الأوسط الذي أقيم بلندن بأنها منحازة لإسرائيل وهو ما قد يجبر الفلسطينيين على تغيير نسق مطالبهم من التمسّك بحل الدولتين إلى حل الدولة الواحدة.


لندن - يسابق الفلسطينيون الوقت مع اقتراب طرح الإدارة الأميركية بصفة رسمية لخطة السلام أو ما يعرف بصفقة القرن التي سطرّ معالمها الرئيس دونالد ترامب في انتظار إجراء الانتخابات الإسرائيلية في 9 أبريل القادم.

ولا يقتصر رفض خطة صفقة القرن على الفلسطينيين أو بعض الدول العربية، حيث أكّدت العديد من الشخصيات الأميركية التي تقلّدت مسؤوليات هامة وشاركت في منتدى الغد للشرق الأوسط لعام 2019 تحت عنوان “المهمة المستحيلة.. خطة ترامب المؤجلة للسلام في الشرق الأوسط” الذي انعقد، الخميس، في العاصمة البريطانية تشكيكها في مآلات الخطة الأميركية المنحازة للطرف الإسرائيلي.

وانتقد القيادي الفلسطيني محمد دحلان مقاربة الإدارة الأميركية للمسألة الفلسطينية مقللا من أهمية الضجيج المرتبط بما يطلق عليه اسم “صفقة القرن”. وقال إن “الإدارة الأميركية لا تسلك مسارا يؤدي إلى نتيجة إيجابية في حل القضية الفلسطينية”.

محمد دحلان: سقوط حل الدولتين سيقود الفلسطينيين إلى المطالبة بحل الدولة الواحدة
جاء المنتدى في خضم جولة لمستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط جاريد كوشنر في المنطقة، أعلن خلالها أن خطة السلام الأميركية للشرق الأوسط، والمعروفة إعلاميا باسم “صفقة القرن” ستتناول قضايا الوضع النهائي في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بما في ذلك تعيين الحدود.

وقال كوشنر في استعراضه للخطوط العريضة لمقترح السلام، إن المقترح سيواصل البناء على “الكثير من الجهود التي بذلت في الماضي” بما في ذلك اتفاقات أوسلو التي نصت على إقامة دولة فلسطينية، وسيتطلب تنازلات من كلا الجانبين، مشيرا إلى أن أنه سيتم إعلان صفقة القرن بعد الانتخابات الإسرائيلية المقرر إجراؤها في التاسع من أبريل المقبل ، ولم يقل ما إذا كانت ستشمل إقامة دولة فلسطينية.

غير أن دحلان اعتبر أن أي اتفاق يحتاج إلى مراعاة مصالح طرفي الصراع والاستماع إلى هواجسهما، فيما أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحرص على صفقة ترضي الطرف الإسرائيلي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني المعترف بها من قبل قرارات الشرعية الدولية.

ورأى أن “الطريقة التي تصرفت بها الإدارة الأميركية مع الشعب الفلسطيني غير جيدة وتتجاهل رأيهم في قضيتهم”.

وحفلت آراء المشاركين بنقاش كبير حول المسألة الفلسطينية. وتناول المنتدى، الذي حضره حشد من الدبلوماسيين والساسة وأصحاب الشأن والإعلاميين والمتابعين للشأن الفلسطيني والصراع العربي الإسرائيلي، توتر الأوضاع في المنطقة، ودور الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في حفظ السلام.

وشارك في المنتدى إضافة إلى دحلان، المبعوث الأميركي السابق إلى الشرق الأوسط دينيس روس، والدبلوماسي السابق كبير مترجمي الحكومة الأميركية جمال هلال، بالإضافة إلى ديفيد ماكوفسكي مدير مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط بمعهد واشنطن.

ووفقا للمتحدثين فإن الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب قد تغير دورها في القضية الفلسطينية بعدما قررت نقل السفارة الأميركية إلى القدس، كما أن ما تسرب عن الصفقة التي يعدها الرئيس ترامب لإحلال السلام في الشرق الأوسط لا يعكس إرادة أميركية واضحة لتنفيذ حل الدولتين.
عامل معقد للصراع
كشفت نقاشات المنتدى التي أدارها الإعلامي رز خان، عن تباعد في وجهات النظر حول تحديد هوية المسؤول عن تعقد المسألة الفلسطينية وعن دور إسرائيل والفلسطينيين في هذا الشأن؛ غير أن قاسما مشتركا جمع كافة المتحدثين فهم منه التشكيك بصفقة القرن الموعودة، لا بل اعتبارها عامل معقد للصراع ولن تحمل مقاربة خلاّقة في حل صراع تجاوز الـ70 عاما.

دينيس روس: الجدل بشأن القدس لم ينته حتى لو أوحى الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل بغير ذلك
وأوضح دحلان في هذا الشأن أن “الخطر ليس في فشل خطة ترامب للسلام، وإنما الخطر في تداعيات الفشل وما الذي سيحدث بسبب فشلها”.

وأضاف أن مسألة تلاعب الإدارة الأميركية بمسألة القدس قد أطاحت بركن مفصلي من هذا الصراع، منتقدا إغفال واشنطن لحقيقة أن المدينة أساسية بالنسبة للعالمين الإسلامي والعربي إضافة إلى أهميتها بالنسبة للفلسطينيين. وقال “نحن نحارب لأجل القدس منذ 70 عاما ولا يستطيع أي أحد ولا أي عربي أن يقول إن القدس لإسرائيل”.

وكان الرئيس الأميركي قد قال في أغسطس الماضي “لقد سحبنا القدس من طاولة البحث. في كل مرّة كانت هنالك مفاوضات سلام لم يتركوا لنا فرصة لإثارة إشكاليّة الاعتراف بالقدس عاصمة (لهم)، لذلك قلت ‘دعونا نسحبها من الطاولة'”.

غير أن دينيس روس، الذي يمتلك خبرة بحكم وظائفه السابقة المتعلقة بمسائل الصراع العربي الإسرائيلي، حاول التخفيف من وقع قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها. واعتبر روس أن “ترامب بعد نقل السفارة الأميركية بات اليوم أكثر إصرارا على أن تكون القدس ضمن دائرة المفاوضات”.

ورغم أن المراقبين يعتبرون أن الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل أخرج المدينة من طاولة المفاوضات، وفق خطط واشنطن، غير أن روس رأى غير ذلك، وأكد أن “الإدارة الأميركية لم تخرج القدس من دائرة المفاوضات والفهم السائد حول هذه النقطة غير دقيق”.

وعلى الرغم من محاولات روس طمأنة الفلسطينيين بإيجابية مسعى ترامب وإدارته من خلال الاهتداء إلى حل ينهي الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إلا أن جمال هلال الذي خبر عدة إدارات أميركية وعمل مستشارا لها رأى أن “المروجين للسلام لم يعد لهم وجود وفقدوا الثقة في حلحلة القضية الفلسطينية”.

جمال هلال: امتداد الوقت سيغير المعادلة ويصبح حل الدولة الواحدة هو الخيار الوحيد
وأيد هلال وجهة نظر دحلان حول مخاطر الخطط الأميركية للسلام التي يشرف عليها كوشنر وفريقه، محذرا من أنه “إذا أدت صفقة القرن ‫إلى فقدان الأمل بالسلام فسيكون لها مفعولا عكسيا يهدد المنطقة”. وشاطر روس الرأي في أن إدارة ترامب لم تنه الجدل بشأن القدس حتى لو أوحى الاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل بغير ذلك.

وقال في هذا الصدد إن “‏الولايات المتحدة تقوم بدور أساسي في القضية الفلسطينية ونقل السفارة الأميركية إلى القدس لا يعني أن واشنطن لم تعد مهتمة بحل هذه القضية”، فيما لفت دحلان إلى أن “معالجة الإدارة الأميركية الحالية للملفات المتعلقة بالقدس والأرض واللاجئين هي طريق نحو الفشل السريع”.

وشكك ديفيد ماكوفسكي من معهد واشنطن بدوره بالجهود الأميركية الراهنة التي تتحدث عنها إدارة الرئيس ترامب واعتبر أن “صفقة القرن لن تساعدنا بالوصول إلى الحل المثالي للقضية الفلسطينية”.

ولفت ماكوفسكي إلى أن الحل لا يمكن أن يفرض دون دور أساسي لدول المنطقة لاسيما مصر، مذكراً في هذا الصدد أنه “بالنسبة للولايات المتحدة مصر هي أهم دولة عربية”.

وتتشبث السلطة الفلسطينية بأن المخرج الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يكمن في حل الدولتين وهو ما أكده دحلان بقوله “لدينا (نحن الفلسطينيون) صبر كبير من أجل تحقيق أهدافنا”. ولفت إلى أن سقوط حل الدولتين سيقود الفلسطينيين إلى المطالبة بحلّ الدولة الواحدة ما سيعقد الصراع، خصوصا بالنسبة إلى إسرائيل.

وقال لقد “ضاعت 25 سنة في المفاوضات وأخشى أن حل الدولتين لم يعد قائما ولن يكون هناك حل غير حل الدولة الواحدة”.
مآلات الصفقة

صفقة القرن التي يبشر بها الرئيس الأميركي لن تحمل مقاربة خلاّقة لحل الصراع الذي تجاوز عمره الـ70 عاما
وافق جمال هلال دحلان محذرا من أن “امتداد الوقت بالقضية الفلسطينية سوف يغيّر المعادلة وسوف يصبح حل الدولة الواحدة هو الخيار الوحيد”.

ولفت في هذا الصدد إلى أن “العناصر الموجودة للسلام لا تبعث على التفاؤل ولا تساهم في حل القضية الفلسطينية”، وإلى حقيقة أن “الشعب الفلسطيني يشعر بالحرمان من الحقوق الأساسية”.

غير أن دينيس روس عاد ليؤكد على أن الموقف الفلسطيني أساسي للوصول إلى السلام، ورأى أن “الفلسطينيين طرف قوي في المفاوضات الخاصة بعملية السلام”.

ديفيد ماكوفسكي: صفقة القرن لن تساعدنا بالوصول إلى الحل المثالي
أقر روس بخلل يصيب مقاربة الإدارة الأميركية الحالية لأمر الوساطة مقارنة بالآليات الأميركية السابقة، موضحاً أنه لا يحب اسم صفقة القرن ويفضل أن يتحدث عن خطة ترامب، وأن “الإدارة الأميركية أبقت الفريق القائم على الخطة صغيرا وتغيب عنه العديد من المؤسسات والوزارات من أجل الحفاظ على سرية المعلومات”.

وقال دحلان في هذا الصدد إن الفلسطينيين غير قلقين من مآلات صفقة القرن ولا يكترثون للضجيج الحاصل حول أمرها، مؤكداً أنه مهما تكثفت المداولات وتراكمت الإشارات حول إمكانية تمرير الأمر، فإن الفلسطينيين سيرفضون ما يمكن أن يمس بحقوقهم ويصادر حلمهم في إقامة دولة مستقلة لهم على أراضيهم.

وأضاف أن الفلسطينيين يعرفون أنهم لا يستطيعون تحقيق نصر بالمعنى العسكري على إسرائيل، كما يعرفون أيضا أن العرب جميعا غير قادرين على ذلك. إلا أنه أكد أن “الفلسطينيين لديهم قدرة كبيرة على التضحية”، موضحاً “نحن نبحث عن الحياة وليس عن الموت ولكن الحياة التي نستحق”.

واعترف دحلان أن الانقسام الفلسطيني أضعف الموقف الوطني، محملاً حركة حماس المسؤولية عن الأمر منذ انقلاب عام 2007 في قطاع غزة.

وقال أن “من يتحمل مسؤولية استمرار الانقسام هو حركة حماس والرئيس محمود عباس، مضيفا “طالبت الرئيس محمود عباس مرارا بالتوجه إلى ‫غزة لكنه لا يريد أن يوحد الشعب الفلسطيني”.

ولئن تتفق جميع الفصائل الفلسطينية على وجوب رفض الخطة الأميركية، فإن إجماعها في هذا الملف لا يحجب وفق المراقبين لسيرورة الأحداث في القضية الفلسطينية أن تصارع الفرقاء في فلسطين وعدم اصطفافهم وراء مطالب موحّدة أدى إلى إبعادهم جميعا عن دوائر صنع القرار بشكل فعال عند صياغة مبادرات السلام.