هوامش على انتخابات المجلس الخورني في كنيستي الكلدانية
د. صباح قيّاما جاء على لسان راعي كنيستي الكلدانية بعد قداس الأحد المصادف 24 شباط 2019 بأن عدد العوائل الكلدانية الموجودة في المدينة يبلغ الألفين عائلة , في حين أن المسجل رسمياً أمام الحكومة الكندية يصل إلى 500 عائلة فقط . أشار الاب الجليل بأن المسجل رسمياً هو الذي سدد مبلغ الإشتراك الكنسي السنوي البالغ 240 دولار كندي . وشدد عل ضروة إلتزام العوائل كافة بدفع بدل الإشتراك كي يتطابق العدد الكلي للعوائل الكلدانية المسجلة رسمياً في الكنيسة مع ما موجود على أرض الواقع , وبذلك يبرز الثقل الكلداني أمام السلطات من خلال العدد الذي تقدمه الكنيسة إليها سواء عند الإحتساب الضريبي أو ً في المناسبات ذات العلاقة .
تزامن كلام الراعي مع انتخابات المجلس الخورني للكنيسة الذي حصل في نفس اليوم .... يتبادر الآن السؤال المنطقي التالي : هل يجوز للكلداني غير المسجل رسمياً بالترشيح للمجلس أو الإدلاء بصوته ؟ فإذا كان الجواب " لا يجوز " , فذلك يعني أن الإنتخابات غير قانونية حيث أستطيع القول بكل ثقة أن هنالك بين المرشحين أو المصوتين ممن هم من غير المسجلين رسمياً أمام السلطات الكندية ككلدان ضمن الرعية الكنسية الكلدانية . أما إذا كان الجواب " نعم يجوز" , إذن ما الفرق بالحقوق بين الكلداني الرسمي وغير الرسمي , أي كما يقال بالعامية " تساوت الكرعة ويه أم الشعر . من ناحيتي أنا مع الرأي " لا يجوز " , وأقترح أن تزود الكنيسة كل عائلة مسجلة بهوية كنسية تدرج فيها أسماء أفراد العائلة كافة , والتي يجب أن تبرز عند الترشيح أو التصويت ... هل هنالك صعوبة في إصدار مثل هذه الهوية ؟؟؟؟ نعم صعبة وعسيرة جداً بالنسبة لمن يستمتع بالتسيب , وسهلة وبسيطة لمن يتذوق التنظيم .
تم تشكيل لجنة لتنفيذ المهمة الإنتخابية. ألغريب في هذه اللجنة والذي أفرز تساؤلات عدد غير قليل من أبناء الرعية بأن أحد أعضائها قد ترك الكنيسة منذ أكثر من عام لانتقاله إلى مشيكن , ورغم ذلك أُسند إليه هذا الواجب الذي يمكن أن يقوم به بكفاءة الكثير من رواد الكنيسة . مع كل احترامي وتقديري لشخصه الكريم إلا أني أتفق مع من أبدى تحفظاً على هذا التكليف الغريب . ألظاهر أن هنالك من أقترح ذلك لراعي الكنيسة بحجة إلمامه وخبرته في هذا المجال , وكأن الكنيسة بأعضائها المسجلين وغير المسجلين تفتقر إلى بديل مماثل أو ربما أكفأ . ألأمل أن لا يتكرر مثل هذا الإجراء المهين والمقلل لإمكانية حضورها الكريم . مع العلم أن الاسلوب الإنتخابي الذي تم العمل به لا يختلف عن أيام المرحومة جدتي .... سبورة وتباشير على الطريقة البدائية يتمكن طلاب المرحلة الثانوية من تنفيذها بدقة بعد توجيههم في الاساسيات.
تذرعت اللجنة المسؤولة بضيق الوقت وكررت الإسطوانة لعدة مرات . وبسبب هذه الذريعة الواهية نتجت هفوات إنتخابية أقرب إلى اللاقانونية وكأن الإنتخابات "جفيان شر ملّه عليوي" , كما أكدت المشاعر السائدة عن عدم أهمية إجراء انتخابات المجلس الخورني كونه تنظيم شكلي لا حول له ولا قوة , أي " إسمه بالحصاد ومنجله مكسور" .
تم توزيع إستمارات انتخابية بدون ترقيم أو تسلسل خلال القداسين الأول والثاني , وتم إكمال التصويت داخل الكنيسة فقط , ويسمح هذا الاسلوب للدخلاء من غير الكلدان أو الوافدين من مدن أخرى بالمساهمة بالتصويت , فمن يستطيع أن يميّز بين إبن الكنيسة الفعلي من غيره الدخيل . ومن ناحية أخرى , ماذا لو جاء بعد القداس ودخل قاعة فرز الأصوات من يروم التصويت ؟ هل يمنع من ذلك ؟ واللجنة لم تعلن بوضوح عن الفترة الزمنية التي يغلق بعدها الحق في التصويت . وكيف يمكن مطابقة عدد الإستمارات الموزعة فعلياً مع العدد الذي تم فرزه بدون توفر التسلسل العددي على الإستمارات ؟.
وبحجة ضيق الوقت أيضاً , اقتصر التعريف بالمرشحين من خلال تقديمهم على المذبح بأسمائهم فقط , ولم يتسنى التعرف على مؤهلاتهم وإمكانياتهم وما شاكل من المعلومات التي تخص كل مرشح . لقد ساهم هذا الإجراء التعسفي على حرمان أحد المرشحين الكفاة من الحصول على الأصوات الكافية التي تؤهله للصعود إلى المجلس , وذلك لتعذر حضوره بسبب مرضه , علماً أن غالبية رواد الكنيسة يعرف البعض بعضهم الآخر بالوجه دون تذكّر الإسم . كان الأفضل للجنة أن تعرض على الشاشة الموجودة أمام المذبح صور المرشحين جميعاً مع نبذة مقتضبة ومتماثلة عن كل مرشح . وأيضاً أن تعلن بوضوح إبقاء أو سحب ترشيح من يتعذر حضوره بعذر أو بدون عذر وبحسب التعليمات المتوفرة ....
قد تكون هنالك سلبيات أخرى من وجهة نظر ثانية . لكن من وجهة نظري , وبصورة عامة, لم تكن اللجنة موفقة بتنظيم انتخابات تتناسب مع روح العصر وكان الأحرى باللجنة المشرفة أن تعتذر مسبقاً عن القيام بمهمتها ما دامت لا تملك الوقت الكافي لذلك , وعدم التفريط بالأسلوب الصحيح والمتبع هذه الأيام بذريعة غير مقنعة كضيق الوقت .
وأخيراً لا آخراً , أقدم التهاني للمجلس الخورني الجديد مع تمنياتي له بالنجاح . دعائي أن يشد بإزره إزر كاهن الكنيسة الجليل وأن يعملا جنباً إلى جنب بروح المحبة المسيحية المجردة . ألأمل أن لا أرى مجلساً يتقلص عدد أعضائه مع الوقت كما كان يحصل خلال الدورات السابقة , بل أن تنتهي مهمته حاملاً الرقم 12 الذي بدأ به .