المحرر موضوع: الخارج عن أسوار الوقت  (زيارة 3287 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د. بهنام عطااالله

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1509
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الخارج عن أسوار الوقت
« في: 01:10 10/03/2019 »
 
    الخارج عن أسوار الوقت

 بهنام عطاالله

هو لا يملك غير أسئلة ثكلى
تتناحر عند باب الدار
تتمايل مع الريح وبراءة النهار
غير شهادة ميلاد عاطله
مرت عليها سنوات بليدة
مهرت بأختام منوعة
خارجة عن أسوار الوقت
مدن تعيش أزمة المغول
تفتح للريح نوافذها
ولرذاذ البارود المنتشر ارتعاشاتها
رايات تنمو كالرعب
على جدران المدن المسبية
إنه الجحيم نهض مسرعا ً
يبحث عن طريق النزوح
وأنت تحلم بخاصرة تستعين بها
لإيقاف ظلام مرَ بسرعة البرق
فهل كان حظك واسعا ً بوسع الأرض ؟
وتهجيرك القسري كان مطلبا ً
كي تكتمل ديموغرافية الأشياء
وتتسع خارطة الشر
بجغرافية مسكونة بالحروب
من أجلها تنسدل أوراق التاريخ
ورقة ورقة
ترتقي كل العيون حول السراب
يهذب ضوء العيون محاجره
لتنهل منها دموع اليتامى
تلك التي عجنت بأنفاس العذارى
هي قوة خلاقة تدحرجت فوق الأقاصي
أرخت بعد المسافات
مغلفة بالعتمة والدموع
تتجه نحو المدن الآمنة
مثل جراد أسود
يقضم أسنانه
يحمل وسع الزمن السالف
الآتي على أسرة القوم وخيمة القبيلة
ورمال تستحوذ كل سنيني
عصور جنكزخان وإخوانه
نعم – أبنائي –
سترحلون حتما ً
فـ (كل واحد صار بديره)
تتركون ورد الكلام في الحدائق
يغوي ما تبقى من الذكريات
سأراكم يوما ًمن ثقب بابنا
الذي ما زال يحمل تجاعيد الدهشة
أجداث الضحايا الأبرياء
وهي تحاور أمواج دجلة والفرات
تجرف رعبنا الآيل للنهوض
وتعلقه على حبال المساعدات
هي مثل التجاعيد ترفع السكون عن النفايات
في إحتفال خاشع أمام الحواس واليقظة
هناك حيث الإلهه تسقط على مساطب الترويض
تصادق صخب الموج وهو يلوذ بالسواحل
مثل نوايا متشابكة
تئن من عقول زائغة
ذاب مفعولها كالصدأ
وسال الدم من ضميرها المهرول
في شوارع التيه

               بيروت
         18 آب 2015