رئيس تحرير مجلة (سيمثا ) يتحدث لـ(عنكاوا كوم ) عن دور الاعلام بنشر اللغة السريانية
اللغوي الاب شليمون ايشو يشدد على دور الانترنت في الارتقاء بواقع التعليم السرياني
عنكاوا كوم –سامر الياس سعيديسعى العالم اليوم للاحتفاء باللغات الاصيلة للشعوب من خلال تخصيص عام 2019 كعام لهذه المناسبة من خلال التشديد على اللغات وتعزيز مكانتها بين الشعوب وانقاذ ما يمكن انقاذه من لغات في طريقها للاندثار نتيجة الكثير من العوامل التي تسعى لانحسار عدد المتحدثين بهذه اللغات ومن بينها اللغة السريانية رغم الكثير من العوامل الايجابية التي تتضاعف في تعزيز مكانة لغتنا ومن بينها تواصل صدور المطبوعات التي تهتم باللغة السريانية وادابها وابرزها مجلة (سيمثا ) التي يحاول القائمين عليها تحدي عشرات المعوقات من اجل التواصل في اصدارها وهذا ما يسلط الضوء عليه اللغوي المعروف الاب شليمون ايشو خوشابا رئيس تحرير المجلة في حديثه لموقع (عنكاوا كوم ) عبر التفاصيل التالية :
*صدر مؤخرا العددان 41-42 من مجلة سيمثا عبر مجلدها التاسع،فهل يمكن ان تسلط الضوء على مسيرة المجلة التي تشير ترويستها الى انها تعنى باللغة السريانية وتراثها وادابها ؟-مثلما هو معروف بان المجلة فصلية حيث مضى على صدور العدد الاول منها نحو 12 عاما ومنذ عام 2007 فالمجلة تواصل صدورها بانتظام رغم كل المؤشرات التي مر بها شعبنا لاسيما سيطرة تنظيم داعش فضلا عن الازمة الاقتصادية التي ادت لتقليص اعداد الاصدار فبينما كنا نصدر 4 اعداد سنويا فتقلص العدد لعددين في السنة ..
*لكن ثمة ملاحظة بما يتعلق بوتيرة الاخراج الفني حيث بقيت المجلة محافظة على تصميمها مع الاخذ بنظر الاعتبار مواكبة التطوير باعتماد تصاميم حديثة بين فترة واخرى ؟-نعم اتفق معك في ان تصميم المجلة بقي محافظا على وتيرته فهذا ديدن المجلات الرصينة المحكمة التي تهتم بنشر البحوث والدراسات باستثناء ان الغلاف يتغير مع كل عدد باختيار انماط من الخطوط السريانية لخطاطين معروفين يستعرضون نتاجاتهم الفنية على اغلفة المجلة كما ان الملاحظ بان هيئة تحرير المجلة ايضا تغيرت حيث لم تكن كما كانت قبل عقد وعامين هي عمر المجلة وربما تاثرت بفعل الهجرة لكن رغم كل تلك المعوقات فالمجلة بقيت محافظة على وتيرة اصدارها اضافة لمجلات كانت دار المشرق الثقافية تحرص على اصدارها ومنها ومجلة هباوي الخاصة بالاطفال التي تقلص اصدارها بشكل كبير فضلا عن مجلة تراثنا الشعبي التي توقفت تماما بفعل الازمة الاقتصادية ..
*والمتابع لصفحات المجلة سيلمس ان هنالك اشخاصا محددين يكتبون بانتظام فيها دون متابعة اسماء اخرى تحاول ان تكتب في المجلة ؟-اود التاكيد ان مجلة (سيمثا ) منفتحة على الاخرين حيث تاتينا المواد ونستقبلها من حيث كونها تهتم باللغة السريانية وتراثها وتاريخ بلاد ما بين النهرين على ان تكون مقالات علمية رصينة مدققة لغويا فلدينا في هذا الشان كهيئة تحرير ضوابط ومعايير محددة في نشر المواد التي ترسل الينا ..
*وما حجم التواصل بين المؤسسات المعنية باللغة السريانية في نشر ابحاثها ودراساتها في المجلة ،هل لديكم مشاريع في هذا الخصوص ؟-نعم فان في كل عدد من المجلة تجد ان هنالك نماذج من الادب السرياني سواء القديم او الحديث والمجلة ايضا متاحة في ايدي الباحثين والاكاديميين بالاضافة لاتاحتها للطلبة الدراسين في اقسام اللغة السريانية فهم من الشرائح التي تستفيد مما ينشر فيها سواء عن الادباء او الشعراء او تاريخ الاداب السريانية بشكل عام كما نوظف علاقاتنا مع اساتذة قسم اللغة السريانية في جامعة صلاح الدين او جامعة بغداد للتواصل بارسال موادهم العلمية لغرض نشرها خصوصا بما يتعلق باللغة والتراث السرياني كما نسعى للاتصال بشكل شخصي مع الاكاديميين في تلك المنافذ لغرض تشجيع طلابهم لكتابة ابحاثهم ودراساتهم باللغة السريانية وقبل فترة ليست بالقصيرة نشر باحث متخصص يدعى عزيز ايليا بحثا للحصول على متطلبات الحصول على شهادة الدكتوراه حيث كان عنوان بحثه لهجة اهالي عقرة السريانية كما ندعم بشكل مستمر كل الباحثين والدارسين من اجل تيسير المصادر التي يحتاجونها في سبيل انجاز ابحاثهم من خلال دار المشرق ..
*وكون المجلة تعنى باللغة السريانية وتراثها وادابها ، فالى اي مدى تجد ان للاعلام دور في الارتقاء بنشر هذه اللغة ؟-طبعا للاعلام دور حيوي وفاعل في هذا الامر يضاف اليها التقنيات الحديثة التي يمكن توظيفها في هذا المجال خصوصا وان شبابنا يمكن التوجه اليهم عبر تلك المنافذ لتشجيعهم في التواصل مع اللغة من خلال تعلمها او الكتابة بها فلماذا مثلا نكتب في النت باللغة العربية ولانسعى للتعلم للكتابة بلغتنا ونشرها حتى بالتشديد على استخدام اللهجات المحكية او الكلاسيكية في التواصل لدعم التحدث بلغتنا فكما هو معروف بان عملية التعليم السرياني قائمة في الاقليم منذ عام 1992 ولكن هنالك شوائب تعترض هذه العملية ..
*الى جانب المطبوعات السريانية ، هنالك حركة دؤوبة من قبل لغويين بنشر المعاجم والقواميس اللغوية ..كيف تجد هذه الحركة الدؤوبة وما هو رايك في وتيرة استمرارها ؟-اجدها مهمة لكنها تواجه مشكلة مزمنة كما هو الحال مع مطبوعاتنا التي تعاني من مشكلة التوزيع فحاليا البريد الذي ينقل تلك المطبوعات الى بلاد الغرب متوقف فضلا عن مشكلة التوزيع داخليا وهذه الحركة التي نجدها باصدار المعاجم والقواميس اراها مناسبة كون تجربة التعليم تعاني نقصا حادا في هذا الشان وكانت هنالك في السابق مبادرة من قبل اتحاد الادباء والكتاب السريان باعادة طبع قاموس المطران اوجين منا وهي خطوة جيدة برغم نفاذ الطبعات الخاصة بهذا القاموس ..
*وكلغوي لديك العديد من الكتب المختصة بتعليم اللغة السريانية ، كيف تجددور المؤتمرات المعنية باللغة في استقطاب اللغويين ؟-فرصة مهمة هذه المؤتمرات لغرض نشر الافكار الخاصة بالارتقاء بواقع اللغة السريانية وقد كان لدار المشرق تجربة رائدة في هذا الشان حينما رعت 5 مؤتمرات في اعوام سابقة اثنين منها اقيم خارج العراق وفي تركيا تحديدا حيث كانت الدار تتحمل كل نفقات المشاركين لكن المؤتمرات التي تجري للاهتمام باللغة تجدها تجري على نفقة الباحث ..