الحوار والراي الحر > المنبر الحر

هل نعاتب رئاسة كنيستنا .. أم أن الذكرى أصبحت من الماضي ... ذكرى شيخ الشهداء في سلة النسيان

(1/3) > >>

كوركيس أوراها منصور:
هل نعاتب رئاسة كنيستنا .. أم أن الذكرى أصبحت من الماضي
ذكرى شيخ الشهداء في سلة النسيان
مرت قبل أيام بهدوء وسكينة كبيرين الذكرى الحادية عشرة لأستشهاد "شيخ الشهداء المطران مار بولص فرج رحو" رحمه الله، السيد الجليل الذي منح حياته قربانا للأيمان المسيحي ولكنيسته الكلدانية الكاثوليكية التي كان المرحوم أحد أحبارها، وكان ذلك قبل أحد عشرة عاما وتحديدا يوم 13 من أذار من العام 2008، وهو اليوم المشؤوم الذي وجد فيه المطران مقتولا ومرميا في منطقة مجهولة من مدينة الموصل، المدينة التي خدمها لعقود طويلة من الزمن، ومنحها حياته قربانا للأيمان المسيحي ودفاعا عن كنيسته المضطهدة التي قال عنها الرب يسوع وعن المؤمنون الأوائل " سيضطهدونكم باسمي" حيث كان المرحوم الشهيد قد خطف من قبل مجموعة مجهولة وبقي لديهم في الخطف فترة قاربت الأسبوعين، تعرض خلالها الى أضطهاد وتعذيب كبيرين الغاية منه كان للنيل من قوة أيمانه أو لأرغامه التنازل عن مبادئه الأنسانية والمسيحية التي بقي ثابتا عليها، وعن الوعود التي قطعها لمسيحيي الموصل بانه لن يتركهم أبدا ألا في حالة موته أو أستشهاده، وهذا ما حصل فعلا.

ليس الغاية من كتابة هذا المقال أن أشرح أسباب وظروف خطف أو تعذيب المطران الشهيد ولا عن كيفيه مقتله، لأن هذا معروف للجميع من خلال أحياء ذكراه في السنوات العشرة الماضية، أو من خلال عشرات المقالات لكتاب نشرت هنا وهناك، أو عن طريق مرافعات كاذبة لمحاكم عراقية أعلنت ولأكثر من مرة عن أعتقال القتلة وأعترافاتهم ومحاكمتهم وأعدامهم، دون تقديم دليل مادي أو صوتي أو صوري أو كتابي للعلن ليقنع بهم أحدا.

ولكن الغرض الرسمي من كتابة هذا المقال هو لشدة الأستغراب من نسيان أحياء هذه الذكرى الكبيرة والمؤلمة من قبل رئاسة كنيستنا وأصحاب القرار فيها، كون أحيائها واجب كنسي لا يمكن تجاهله أبدا.

كنا نتمنى أن تقوم البطريركية الكلدانية بأحياء ذكرى "أستشهاد أحد كبار أحبارها" في أن تقوم مثلا بعقد ندوة نوعية يشترك فيها رجال دين مختصين وعلمانيين من خلال دعوى رسمية ووضع برنامج لأعداد وكتابة دراسة عن أرث وذكرى وتاريخ خدمة "المحتفى به" في كنيستنا، وعن دوره في خدمة كنيسة الموصل وتوابعها تحديدا، أو الكتابة عن مؤلفاته وأعماله الأيمانية وعن محاضراته وخطبه وكرازاته، أو أن يكتب أحدهم مثلا بحثا عن كيفية أو ضرورة أن نتخذ من هذا الصرح الكبير مثالا في حياة ومسيرة كنيستنا الشهيدة ونبراسا أيمانيا لنا وللاخرين، أو أن يقوم اخر بتأليف كتابا يتكلم عن مسيرة حياة المرحوم الشهيد من يوم قدم نذوره الأيمانية ونذر حياته ليخدم المسيح ورسالته، وحتى يوم أستشهاده وعن الطريقة البشعة التي عذب وأضطهد بها ومن ثم أستشهد ليكون دليلا للأجيال القادمة وللتاريخ الكنسي عن ما حصل في كنيستنا ونحن في الألفية الثالثة من التاريخ، ألفية حقوق الأنسان وكرامة البشر، ولكن كنيستنا لم تحقق لنا هذه الأمنية، وكما لم يحدث شيء من هذا القبيل مع الأسف.

أذا كان كل تمنيناه في أعلاه صعب التحقيق بعض الشيء ولم يكن بأستطاعة كنيستنا القيام بتنظيم كل ذلك؟ ولكن ألم يكن من الممكن أن تحيى هذه الذكرى بطريقة أخرى أكثر بساطة في الأعداد والتنفيذ وصرف الوقت، كأن أن يقوم رئيس كنيستنا غبطة البطرك مار لويس ساكو الجزيل الأحترام، أو سيادة المطران الدكتور يوسف توما رئيس أساقفة كركوك والسليمانية، وكلاهما وأقصد "غبطة البطرك وسيادة المطران" ضليعان بالكتابة والتأليف، حيث كنا نأمل أن يقوما سيادتهما، أو على الأقل أحدهما بأحياء ذكرى "شيخ شهداء كنيستنا" كونه أبن الكنيسة وواجب أحياء ذكراه الخالدة، وذلك من خلال كتابة مقال يمران فيه على مسيرة حياة المرحوم وخدماته الجليلة لكنيستنا وتضحياته الجسام، وكيف تم سفك دمه الثمين على أيدي جماعة أستهدفته بالأسم لكونه أحد أحبار كنيستنا، لنحيي ذكراه ونتخذه مثالا في الأيمان والتضحية، ومن خلال المقال تذكر الحكومة بواجباتها في حماية الشعب المسيحي (حيث لازال مسيحيي الموصل مهددين في حياتهم) ويطلب في نفس المقال بضرورة كشف القتلة الحقيقيين ليعرفهم العالم أجمع، ولكن هكذا مقال لم يكتب أيضا ومرت الذكرى يتيمة وأليمة.

ولنقل أن التمنيات أعلاه كانت صعبة التحقيق نوعا ما؟؟ وظروف الكنيسة غير الطبيعية حالت دون تحقيق ما كنا نتمناه من كنيستنا ورئاستها في كيفية أحياء هذه الذكرى؟؟ ولكن بدل من كل ذلك ألم يكن من أبسط الواجبات وأقدسها وأهمها أيمانيا هو أن مثلا يقوم غبطة البطرك أو أحد أحبار كنيستنا في حالة عدم تواجد غبطته في الوطن، أن يقوم بأقامة وأحياء قداس كبير ومهيب في ذكرى رحيل المطران الشهيد "بولص فرج رحو" في كنيسة مار يوسف الكلدانية في الكرادة ببغداد وهي الكنيسة التي يقيم بها غبطته قداديس الأعياد والمناسبات المهمة وذكرى القديسيين (وأعتقد ذكرى الأستشهاد هذه مهمة أيضا)، وأن يوجه غبطته أيضا جميع مطارنة وأساقفة كنيستنا الكلدانية في العراق والخارج باقامة قداديس أحتفالية مهيبة مماثلة في كنائسهم تخليدا لهذه الذكرى الكبيرة، وأكراما لذكراه الخالدة لكي لا ينسى شعبنا هذا القديس الشهيد، ولكن هذا أيضا لم يحدث، أنه لأمر محزن حقا .. ولذلك أعتقد بانه يحق لنا القول:

هل نعاتب رئاسة كنيستنا .. أم أن الذكرى أصبحت من الماضي
ذكرى شيخ الشهداء في سلة النسيان
في النهاية نقول: طوبى لك أيها الشهيد القديس مار بولص فرج رحو .. يا من قررت أن يسفك دمك الثمين من أجل المسيح وأخوته الصغار المتألمين .. أذكرنا وأنت في علييك أيها الشهيد القديس .. المجد لمن سفك دمه من أجل أيمانه ورسالته وشعبه.

كوركيس أوراها منصور

 

نيسان سمو الهوزي:
اخي كوركيس : اخي المؤمن في واد ورجال الدين في واد آخر فلا تعتقد ابدا بأنهم معك ومع المؤدين او الفقراء او غيره ، فهولاء هم مجرد أوراق يتوفى رجل الدين لا اكثر كما هو حال السياسي قبل الانتخابات وبعد ان يجلس على الكرسي الدوار ! خليها مستورة يا اخي والله يكون في عون الفقير المؤمن بالرغم من ...........!.
تحية طيبة اخي

عبدالاحد سليمان بولص:
الأخ العزيز كوركيس اوراها منصور المحترم

تحياتي وتقديري لشخصك الكريم.

كشرقيين تتغلب علينا عاطفتنا عموماً في مثل هذه الحالات المؤلمة كحادثة  استشهاد مثلث الرحمات المطران فرج رحو الذي تدور مقالتك حوله وحول تهاون الكنيسة في الاحتفال بمناسبة ذكرى استشهاده أرجو أن تسمح لي بابداء الملاحظات التالية:

1- لا يوجد ما يؤكِّد ان الكنيسة لم تقم بالصلاة عن نفس مثلث الرحمات المطران رحو في ذكرى استشهاده الحادية عشر لأن التطبيل والتزمير حول اقامة الشرائع الدينية كما يفعل الغيرلا ينسجم مع توجهاتها التي أوصى بها السيد المسيح حين قال :

’’ ومتى صليتم فلا تكونوا كالمرائين، فإنهم يحبون أن يصلوا قياماً في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس. الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم.
أما أنت فمتى صليت فادخل مخدعك وأغلق بابك وصلَ إلى أبيك الذي في الخفاء، وأبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك. ،،الإنجيل حسب متى 5:6-6

2- قامت رئاسة الكنيسة الكلدانية بتقديم طلب الى الفاتيكان لتطويب الشهيد رحو كما جاء في الفقرة (9) من بيانها المؤرخ في 22/10/2018 الذي ينص على ما يلي:

9. البطريركية تؤمن ان المطران فرج مات شهيداً مهما كانت طريقة وفاته، فهو اختُطِف وقُتِل سائقه وحراسه، وعلى هذا الأساس قدمت البطريركية دعوى لإعلان تطويبه مع الشهداء الاخرين وتحملت كل النفقات. في الكنيسة لا يوجد “سيد الشهداء”، هذا تعبير غير مسيحي! فالشهداء كلهم بنفس القدر ودمهم ثمين، واستشهادهم كنز لها. ماذا نقول عن الأساقفة الشهداء الفطاحل مثل ادي شير وتوما اودو ويعقوب ابراهام والعديد من الكهنة والرهبان والراهبات ومؤمنين عاديين، كلهم نقدرهم ونجلهم، لان دماءهم  بذار ايمان لنا.

3- سيد أو شيخ الشهداء الوحيد هو المسيح الذي بذل نفسه على الصليب من أجل خلاص البشر وعليه فالشهداء متساوون في تضحيتهم من أجل ايمانهم ولا يسعني الا أن أؤيِّد ما ذهبت اليه البطريركية الكلدانية في الفقرة أعلاه بأنه لا يوجد شيخ للشهداء في المسيحية.

لا أقصد بكلامي هذا الدفاع عن موقف الكنيسة أو لا سامح الله الانتقاص من مكانة هذا الشهيد الجليل الذي سبق لي وأن كتبت عنه في حينه عدة مقالات تظهر مدى الألم والصدمة الناتجين عن استشهاده ويجب ان لا ننسى بأنّ لا عصى سحرية لأية جهة مسيحية في العراق في ظل الظروف الحالية وما مهزلة المحاكمات والاعدامات الصورية المنشورة عن حادثة استشهاد الفقيد فرج رحو الا دليل على وجود تضليل متعمَّد لطمس معالم هذه الجريمة النكراء.

كوركيس أوراها منصور:
اخي العزيز نيسان سمو الهوزي المحترم

تحية وتقدير .. أنا لم اقل بان رجال الدين في وادي والمؤمنين في واد اخر، حتى وان كانت هناك امثلة تويد ما ذهبتم البه، لانني في الحقيقة لست في موضع انتقادهم بقدر عتابهم على عدم اعطاء ذكرى رحيل “ شيخ شهداء كنيستنا الكلدانية” الاهمية المطلوبة والواجب المطلوب القيام به احتراما لذكراه الطيبة وشكرا.

شوكت توســـا:
الأستاذ والصديق العزيز كوركيس اوراها المحترم
تحيه طيبه
 معرفتي بالشهيد المرحوم المطران رحو كانت فقط من خلال متابعة فعالياته ومواقفه عن بعد, تلك التي  كانت تحكي لنا عن شخصية تجسدت  مجتمعة ً فيها اكثر من سمه فاضله , و احياء ذكرى استشهاد هكذا قامه  شامخه  هو اقل ما يمكن تقديمه تثمينا لمواقفه  وإستعادة ً للقليل من حقه واستحقاقاته الثمينه التي بناها بنفسه لنفسه خدمة لشعبه ,  وعليه يكون التذكير بمآثر اقواله الصلبه والصامده هو واجب كل من يدرك ويقدر معانيها  يوم لم يكن لمثيلها أسماء تتجرء القيام بها .
 ثم اسمحوا لي صديقي الكريم كوركيس بكلمه اقولها تعليقا على ردكم الموجه للاخ نيسان,  نعم ليكن محور مقالكم هو عتاب وليس نقد كما إرتايتم,  لكن يا عزيزي الا تشاركني رؤيتي وقولي  بان محصلة استخدام التعبيرين هي سيان لا تختلف سواء قلنا عنه عتاب او نقد,  من المؤكد ان هناك سبب  حال دون قيام الكنيسه بواجبها تجاه الشهيد رحو, وانا على يقين من خلال ما كتبته في مقالك,بانك تعتبره واجبا مقدسا, إن كنا لا  نعرف سبب التقصير الان, حتما سنعرفه عاجلا او آجلا ,  في كلاالحالتين سواء صغر  سبب  التقصير او كبر, يبقى النقد شأنا  انسانيا و فكريا و اخلاقياثم  واجبا دينيا  لا أجد اي ضير في ممارسته  تجاه كل حالة تقصير في اداء الواجب خاصة ونحن  بصدد  تأديةواجب وضعناه في مصاف المقدس .
شكرا لكم على إتاحتي هذه الفرصه , متمنيا لكم دوام الصحه والتقدم 
تقبلوا خالص تحياتي

تصفح

[0] فهرس الرسائل

[#] الصفحة التالية

الذهاب الى النسخة الكاملة