لأول مرة بعد انقطاع طويل
اساتذة وطلبة معهد الدراسات الموسيقية يبهرون جمهورهم بأداءهم الفني
تضامن عبدالمحسن
تصوير علي الاسديبعزف ابداعي وأداء فني جميل، أبهر طلبة معهد الدراسات الموسيقية الحضور خلال الحفل الفني الذي اقيم في باحته لمناسبة عيد الام، مساء يوم 18 من اذار الجاري.
عزفت الفرقة الفنية التي ضمت طلاب وطالبات من مختلف المراحل الدراسية في المعهد، وعلى مدار ساعتين عدد من المقامات، كما قدم الطلاب عدد من الأغاني التراثي والحديثة، لتتكلل في الختام بتصفيق حار من الجمهور الحاضر الذي أطرب لهذه الأمسية الموسيقية.
وقد سجل الحضور اعجابهم بالحفل حيث قال وزير الثقافة الاسبق مفيد الجزائري (أنا مبهور بما قدمه الشباب اليوم، واعتقد انهم حصيلة جميلة لعام دراسي وتمرين متواصل من قبل مدرسيهم) مضيفا ان هذه الامسية وهذا الابداع الفني هو رد على الهجمة الظلامية التي حاولت خنق الروح الجميلة عند العراقيين وبرهان على عدم جدوى محاولاتهم.
عماد جاسم، معاون مدير عام دائرة الفنون الموسيقية، أكد على ان دائرة الفنون الموسيقية مستمرة في محاولة احياء اماسي بغداد الابداعية، وهذه الفعالية تمثل خطة لنشر الثقافة الموسيقية في اجواء بغداد، مشيرا الى الصعوبات التي تواجهها الدائرة والمعهد على حد سواء المتمثلة في شحة الامكانيات المالية الكافية لتوفير الدعم اللوجستي اللازم لإنجاح الفعاليات الفنية، خاصة فيما يخص توفير الوقود لتشغيل مولدات الكهرباء، لافتا الى ان الوجوه المشرقة للحاضرين هي التي تضفي السعادة على المكان التراثي الذي يضم معهد الدراسات الموسيقية لما قدمه الطلاب.
فيما عد مدير معهد الدراسات الموسيقية ستار ناجي حفل المعهد في مساء يوم الاثنين هو رسالة الى ذوي الشأن بأن الاهمال الذي يتعرض له المعهد لم يوقف نبض عطاءه، قائلا (اليوم كل العازفين من الطلاب ابتداءً من المرحلة الاولى الى الصفوف المنتهية، هم مشاريع لولادة فنانين كبار لخدمة العراق والحركة الموسيقية عموما) مضيفا (استطعنا ان نجذب عدد من المهتمين بالشأن الموسيقي لنوجه من خلالهم دعوة للإهتمام بهذا الصرح الموسيقي العريق).
اذ من الجدير بالذكر ان مبنى المعهد أنشيء عام 1907، ويمثل حقبة زمنية مهمة من تاريخ العراق، فيما تأسس المعهد عام 1970 وخرج عشرات الفنانين والعازفين، من بينهم نصير شمة وفريدة وعلي حسن ومصطفى زاير وعمر زياد وخيرة الفنانين.
كما أكد ستار في حديثه على ان المعهد سيستمر بتقديم حفلات التخرج في مبنى المعهد، (حيث اننا لم نحتفل بحفل التخرج منذ 30 عاما، لما اتجهت الحفلات الى مسرح الرشيد وقاعة الشعب، في حينها، اما الآن وقد آن الاوان ان نُعرّف الجمهور بمعهدنا سواء كمبنى او كمؤسسة تضم العديد من المبدعين).
عازف العود علي حسن، والذي قاد بنجاح لافت الفرقة الفنية في أداءها خلال الامسية، اعتبر الحفل تحديا ناجحا بعد أن رفضت ادارة المسرح الوطني ان يقيم المعهد حفله السنوي على خشبة المسرح، مضيفا (قدمنا خلال مناسبة عيد الام لهذا اليوم، نماذج عراقية ابداعية من طلبة معهدنا، متدربين على المقام العراقي وعلى الاغاني التراثية، بحيث نال العرض الفني رضا الجميع) مؤكدا استمرار المعهد في تقديم الامسيات بنفس الوهج.
وفي ختام الحفل قدم الفنان جلال كامل كلمة موجهة الى وزارة الثقافة قائلا (اوجه دعوة الى وزارة الثقافة تحديدا للإهتمام بهذه اللبنة من الطلبة، اذ من الصعوبة جدا عمل هذا النموذج، فهؤلاء الطلاب يمكن ان يمثلوا وجه بغداد الحضاري واعتقد ليس صعبا على وزارة الثقافة، على اقل تقدير، اقامة حفل مثل هذا وان تؤمن له الكهرباء دون انقطاع، لأن هذا الحشد من الفنانين قدم لنا السعادة في هذه الامسية، ويفترض ان يشاهد من قبل عدد اكبر من الناس، لذلك انا اقول يجب ان يقام نفس الحفل على المسرح الوطني برعاية وزارة الثقافة).
عدد من الطلاب، (نور ومصطفى حاتم، ومصطفى جنيد) عبروا عن فرحتهم بنجاحهم وبعدد الحضور النخبوي من الفنانين والمثقفين والمهتمين، وقدموا شكرهم للكادر التدريسي الذي يسعى لتنمية قدراتهم واستيعاب توجههم الفني، متسائلين في الوقت نفسه عن مستقبلهم الوظيفي والفني في حال لم توفر الدولة درجات وظيفية في اختصاصهم الموسيقي.
الفنان مقداد عبدالرضا أبدى فرحه لما قدمه الطلبة من عزف "صحيح خال من الاخطاء" متسائلا الى اين سيذهب هؤلاء المبدعين في حال تخرجهم، متمنيا على الحكومة الاهتمام بهم والاستفادة من قدراتهم الابداعية، مرحبا من جانبه بوجودهم في مقهاه (أنا وليلى)، مشيرا الى وجود بوادر تعاون فني بين دائرة الفنون الموسيقية وبين المقهى لتقديم وصلات موسيقية تهدف الى اشاعة النغم والفن بين الناس في كل مكان.
قسم العلاقات والاعلام
دائرة الفنون الموسيقية
2019/3/18
