المحرر موضوع: المسيحيون في سوريا يواجهون مستقبلاً غامضاً مع دخول البلاد عامها الأخير من الحرب الأهلية  (زيارة 1186 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وكالة وولد واتش مونيتور (Wold Watch Monitor)
عنكاوا كوم – ترجمة رشوان عصام الدقاق


مع دخول الحرب الأهلية السورية ما قد يكون عامها الأخير، يحاول المسيحيون إعادة البناء في مواجهة مستقبلاً مجهولاً.
أودى الصراع، الذي نشأ عن شرارة صغيرة تمثلت بالكتابة المناهضة للحكومة على الجدران في يوم 15 آذار من عام 2011، بحياة أكثر من نصف مليون شخص، وهرب أكثر من 11 مليون من منازلهم، وغادر ما يُقارب من نصفهم البلاد. لقد عاد القليل منهم فقط.

ووفقاً لِما ذكرته وكالة المونيتور، تستضيف دولة الاردن المجاورة أكثر من مليون لاجيء سوري. لقد عاد بضعة آلاف منهم فقط في الأشهر الخمسة التي تلت فتح معبر حدودي حيوي بين البلدين. وبحسب السياسة الخارجية، يجد أولئك الذين يُقررون العودة بأن الاضطهاد الذي هربوا بسببه ما يزال قائماً، إذ يختفون في السجون أو يتم تجنيدهم في الجيش. هرب الكثير من المسيحيين أيضاً بسبب العنف، خاصة حين اجتاح مسلحوا الدولة الإسلامية البلاد واستولوا على القرى والمدن. وقبل عام 2011، كان المسيحيون يُشكلون 8 – 10% من إجمالي السكان في سوريا البالغ 22 مليون نسمة. ووفقاً لتقرير صدر عام 2017، غادر البلاد 80% من هؤلاء المسيحيين منذ ذلك الحين.
والكاهن عبدالله البالغ من العمر 47 عاماً وأب لطفلين هو من بقى ويُدير كنيسة في مدينة حلب التي تبعد 370 كم شمال العاصمة دمشق. وقد كان لديه وزوجته خياراً لمغادرة سوريا في بداية الحرب، لكنهم قرروا البقاء وبذل قصارى جهدهم في سبيل طائفتهم ومجتمعهم. وكما قال للجمعية الخيرية "الأبواب المفتوحة"، كانت هناك أوقاتاً عصيبة إذ اختطف المتمردين ثلاث أشخاص من أعضاء الكنيسة بسبب إيمانهم، وفي وقتٍ ما كانت الكنيسة محاطة بقتالاً عنيفاً.
وأضاف الكاهن عبدالله، يُجبر الرجال أيضاً على الانضمام الى الجيش مما سبب في هجرة الكثيرين الى بلدان أخرى أو يحاولون الإختباء في منازلهم ويُصابون بالإكتئاب مع عدم وجود هدف معين أو قيادة، مما جعل زوجاتهم والنساء تتحمل العبء في العمل لكسب لقمة العيش وتربية الأطفال.
تركت الهجرة الجماعية للشباب فجوة في البنية التحتية الاجتماعية حيث جعلت كبار السن في حلب الآن من دون أولاد للعناية بهم في شيخوختهم، كما تعاني الكنيسة أيضاً من الشيخوخة. وكما قال اسقف دمشق الماروني سمير نصار في رسالته التي وجهها بمناسبة الصوم الكبير والتي وردت في موقع فيدس الإخباري الكاثوليكي، إذ قال، يزداد شعور المسيحيين في سوريا في مواجهة عدم اليقين وما يُخفيه المستقبل.
ووفقاً لموقع الأخبار الكاثوليكي "زينيت" لم يترك الشباب سوريا بالكامل، إذ قال أحد الشباب بعمر المراهقة، أنا أحب مدينتي حلب وخاصة كنائسها حيث يمكنك أن ترى كيف حارب شعبنا بكل قواه ليصلوا الى حياة وعيشة طيبة.
كان يعيش كابي كوراجيان البالغ من العمر 18 عاماً مع أسرته في مدينة حلب قبل الحرب وهربوا الى دمشق لكنهم لم يتركوا البلاد، وقد قُتلَ إثنان من اخوته أثناء خدمتهم في الجيش.
قال كابي، كنت صغيراً جداً لكن ظروفنا جعلتني أشعر بالشيخوخة، فقد عانت عائلتي كثيراً ولم أتمكن من فعل أي شيء لمساعدتها منذ وفاة أخي. وكنا نصلي جميعاً من أجل سلامتنا. وأضاف، أنا الآن أدرس في دمشق وأملي أن أصبح واحداً من أعظم الجراحين في العالم، ولطالما أردت أن أكون طبيباً وأساعد الناس في البقاء على قيد الحياة.
وبينما تفقد قوات المتمردين الأرض ببطء، لا تزال هناك تساؤلات حول مصير المسيحيين المختطفين بما فيهم أعضاء كنيسة الكاهن عبدالله الثلاثة. وقد يكون من بين هؤلاء اليسوعي دالوغليو ورئيس الأساقفة الأرثودكسي مار كريكوريوس يوحنا ابراهيم اللذان أختطفهما مسلحون من داعش في عام 2013. وفي الآونة الأخيرة أشارت صحيفة الأخبار اللبنانية، كما جاء في تقرير لوكالة فيدس الإخبارية الكاثوليكية، الى أن الرجلين احتجزهما مسلحوا الدولة الإسلامية في باغوز، آخر معقل لهم في سوريا، 
تميل وسائل الإعلام الى التركيز على قادة الكنيسة البارزين. لكن هنرييت كاتس، المحللة في وحدة الأبحاث العالمية التابعة لجمعية الأبواب المفتوحة الخيرية، قالت لوكالة وولد واتش مونيتور هناك العديد من المسيحيين العاديين مفقودين أيضاً بعد اختطافهم واختفائهم خلال احتلال داعش لمناطق في سوريا والعراق.
وأضافت كاتس، يأمل الكثيرون أن يتم معرفة المزيد عن وضع المختطفين قريباً بعد أن يتم تحرير آخر معاقل داعش في سوريا. ومع ذلك هناك بعض التكهنات من أنه يمكن أن يكونوا قد تم نقلهم منذ فترة طويلة خارج هذه المنطقة.
في هذه الأثناء يحاول الكاهن عبدالله مساعدة المجتمع في مدينة حلب على إعادة البناء، لكن المشكلة الرئيسة هي في تأمين التمويل طويل الأجل. لقد قال، إن المنظمات غير الحكومية أوقفت المساعدات في جميع أنحاء سوريا مما سبب الى معاناة الكثيرين، كما أنه سمع أيضاً بأن البنوك أوقفت التحويلات المالية. ويشعر الكاهن عبدالله بأن وسائل الإعلام لا تُسلط الضوء بدرجة كافية لبيان الوضع الصعب للمواطنين.


أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية