المحرر موضوع: هل تقف دعاية أردوغان الشعبوية وراء اعتداء أوتريخت  (زيارة 1404 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31448
    • مشاهدة الملف الشخصي
هل تقف دعاية أردوغان الشعبوية وراء اعتداء أوتريخت
هولندا تتقصّى بشأن وجود دوافع إرهابية وراء الهجوم، وأستراليا تحتج على تصريحات أردوغان وتستدعي السفير التركي
العرب / عنكاوا كوم

خطابات شعبوية
أوتريخت (هولندا) - لم تستبعد السلطات الهولندية فرضية الدافع الإرهابي لإطلاق النار على ترامواي في أوتريخت. ومن شأن هذا التطور أن يجعل هذه العملية مرتبطة بردات الفعل العنيفة على هجوم المسجدين في نيوزيلندا، خاصة إذا علمنا أن منفذها تركي الأصل وقد يكون واقعا تحت تأثير الخطاب الشعبوي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يمكن أن يعبد الطريق أمام عمليات أخرى شبيهة في الغرب.

وتضاعفت الردود الغاضبة على تصريحات أردوغان، التي حوّل فيها هجوما فرديا معزولا إلى حرب في التاريخ، مستدعيا حوادث ومعارك وأسماء تغذي الكراهية الدينية على طريقة التنظيمات المتشددة مثل داعش أو القاعدة.

وأعلنت السلطات الهولندية أن فرضية الهجوم الإرهابي باتت “جدية” بعد العثور على أدلة بينها رسالة كانت داخل سيارة المشتبه به الرئيسي.

وتستجوب الشرطة الهولندية غوكمن تانيش، وهو تركي الأصل (37 عاما)، المشتبه بإطلاقه النار في ترامواي في أوتريخت، في اعتداء أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وسبعة جرحى، جروح ثلاثة منهم خطيرة.

وقالت النيابة العامة والشرطة في بيان مشترك إن فرضية “الدافع الإرهابي باتت جدية بناء على رسالة عثر عليها في السيارة التي هرب على متنها المشتبه به وأمور أخرى وكذلك طبيعة الوقائع″.

واعتقلت الشرطة الهولندية تانيش، الاثنين، بعد عملية مطاردة واسعة استمرّت ثماني ساعات شلّت عمليا رابع أكبر مدينة في هولندا وأدّت إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في المطارات والمواقع الرئيسية.

ولاحظت وسائل إعلام غربية مختلفة ومتابعون للشأن التركي ردة فعل غير طبيعية في خطاب الرئيس التركي، وبدا أن الأمر أكبر من كونه استثمارا لهجوم نيوزيلندا في حملة انتخابية محلية، وإنما هو توظيف أكبر لتقديم أردوغان في صورة حامي الإسلام والمسلمين، وأنه رأس حربة متقدمة في مواجهة الغرب.

سكوت موريسون: تصريحات أردوغان بشأن مجزرة نيوزيلندا متهورة ومشينة
ويقول المتابعون إن الرئيس التركي ينتقل الآن من محاولة استثمار الإسلام السياسي لاختراق الدول العربية الإسلامية إلى مرحلة جديدة تقوم على توظيف العمليات المتفرقة لليمين المتشدد في الغرب لإظهار أن تركيا زعيمة العالم الإسلامي والمدافعة عن مصالحه.

وإذا كانت هذه الخطة قد تحقق لأنقرة بعض المكاسب المباشرة، وقد تعيد لأردوغان بعض ملامح “السلطان الغائب” التي ظل يبحث عنها لسنوات، فإنها على المستوى الاستراتيجي ستحوّل صورة تركيا في الغرب إلى دولة راعية للتطرف وتشجع اليمين على استهداف مصالحها كونها واجهة لـ”الحرب الصليبية” التي بات الرئيس التركي يتكئ عليها لتبرير خطابه الشعبوي.

وفيما عملت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن على تبديد مخاوف المسلمين في بلادها وكسب ثقتهم، اختار الرئيس التركي أن يصب الزيت على نار الفتنة وتحويل معاناة أسر الضحايا وأصدقائهم إلى مكاسب. كما أنه سعى إلى هدم كل السبل التي يمكن أن تؤدي إلى التهدئة وحصر تداعيات الهجوم على أمن نيوزيلندا وعلى أمن المسلمين في الغرب، بإذكاء خطاب الحروب الدينية وإحياء قصص الماضي.

وفي تعليق موجه إلى المهاجم الأسترالي، قال أردوغان “لقد جاء أجدادك وعادوا في توابيت. إذا أتيت مثل أجدادك، فتأكد أنك ستعود مثلهم”، في إشارة إلى معركة غاليبولي، التي وقعت أثناء الحرب العالمية الأولى (1915)، وفشلت خلالها القوات الأسترالية والنيوزيلندية والبريطانية والفرنسية في السيطرة على شبه جزيرة غاليبولي، في محاولة للدخول إلى إسطنبول، العاصمة العثمانية آنذاك.

منفذ الهجوم الواقع تحت تأثير شعبوية أردوغان
وأضاف أن منفذ الهجوم “لم تطب له المآذن على آيا صوفيا في إسطنبول”، وأن “البيان تضمن اسم بلادي واسمي، وكذلك آيا صوفيا.. وكأنها أمانة سيسترجعونها.. إذا كان باستطاعتكم تعالوا واسترجعوها”.

واستنكر رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، الأربعاء، تصريحات أردوغان، واصفا إياها بـ”المتهورة والمشينة”. كما استدعت الخارجية الأسترالية السفير التركي احتجاجا على تلك التصريحات.

ورأت صحيفة الغارديان البريطانية أن نية أردوغان من وراء تصعيد خطابه تهدف إلى إقناع جمهوره بأن الغرب يعادي المسلمين، وكتبت “بل إنه بدا كما لو كان يلمّح إلى أن الحكومات الغربية قد تكون مسؤولة عن الهجوم”، محذرة من أن كلماته قد تؤدي إلى هجمات ضد النيوزيلنديين وغيرهم من الغربيين من قبل هؤلاء الذين قد يصدقون ما قاله.