المحرر موضوع: ميدل ايست آي: كلمات مفقودة... الكفاح من اجل اللغات التركية المهددة بالاختفاء  (زيارة 1731 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كلمات مفقودة: الكفاح من اجل اللغات التركية المهددة بالاختفاء/

عنكاوا كوم/ ميدل ايست آي/
ترجمة وتحرير/ ريفان الحكيم

(المطران صليبا اوزمن يظهر الكتاب المقدس للكنيسة السريانية الارثوذكسية المكتوب باللغة السريانية)
للوصول الى منزلها, يتعين على السيدة فايتش, وهي امرأة تبلغ من العمر 90 عاما من منطقة البحر الاسود شرق تركيا, تسلق تل شديد الانحدار الى قرية Xigoba, حيث تعيش في منزل خشبي قديم.
هنا في تلال هوبا, اللغة التقليدية التي يتحدث بها الناس هي (Homshetsi). انها واحدة من العديد من اللغات المهددة بالانقراض في البلاد ويعز على السيدة فايتش التحدث بها.

اخبرت "ميدل ايست آي" انها تعتمد على تقاليد مثل تجمعات الاعياد لمساعدتها على البقاء. باللغة التركية تدعى قريتها "باسوبا" وهو الاسم الذي تراه على لافتات الطرق.
وبمساعدة زوجة ابنها  في الترجمة من لغتها الام الى التركية, تقول السيدة فايتش انها تعلمت اللغة التركية في المدرسة, حيث كان التحدث بلغتها الام امر محظور.
"المعلمون لم يكن يعجبهم تحدثنا بلغتنا الام, كانوا يطلبون منا ان نفتح راحة ايدينا ونتصرف كما انهم يضربوننا بالمسطرة اذا تحدثنا. لكنهم لم يضربونا".
ان الـ Homshetsi هي واحدة من مجموعات الاقليات العرقية في تركيا, الى جانب الارمن والعرب والاكراد والشركس وزازاس الذين يشكلون سكان تركيا الحاليين والذين يزيد عددهم عن 80 مليون نسمة.

لقد قطعت الجمهورية التركية شوطا طويلا منذ انقلاب عام 1980, عندما تم صياغة الدستور لحظر استخدام العام للغات الاقليات. ومع ذلك, فأن الاضرار التي لحقت في تلم الايام المظلمة تجعل مهمة حماية هذه اللغات العرقية اكثر صعوبة, على حد قول اعضاء من ثلاث مجموعات من الاقليات لـ ميدل ايست آي.
قد لايتمكن الجيل القادم من شعب Homshetsi ولاز والسريانية في تركيا من التحدث بلغتهم الام, وذلك وفقا لأطلس اليونسكو للغات العالم المهددة بالانقراض.

هذه المنطقة كانت موطنا لعدد لايحصى من الشعوب والثقافات لالاف السنين.
السريانية: اللغة القديمة.

اعضاء من اقلية اخرى حريصون على ايصال رسالتهم. يغطي موطن الجالية السريانية الارثوذكسية عددا من المحافظات الصحراوية التركية على الحدود السورية, على بعد حوالي 600 كم جنوب منطقة البحر الاسود الشرقية.
وقال ابوت كابرييل, بطريرك دير الزعفران, ان  هناك حوالي 70 عائلة سريانية في وسط مدينة ماردين جنوب شرق تركيا. يعيش البعض الاخر في قرى في الضواحي, حيث يتم الحفاظ على لغتهم الام بشكل افضل وفقا لقول البطريرك.

(يعد دير الزعفران في ماردين, جنوب شرق تركيا, احد الاماكن القليلة التي لايزال يوجد فيها تعليم سرياني)

وقال "السريانية لغة قديمة, واحدة من اقدم اللغات في العالم". "ربما نكون اقلية اليوم, لكننا كنا هنا بالفعل عندما جاءت حضارات اخرى. واضاف "هذه الارض كانت دائما ملكا للسريان".
وفقا للبطريرك, كانت اللغة الارامية الوسطى هي اللغة المهيمنة في جميع انحاء الشرق الاوسط لعدة قرون, وخاصة منذ القرن الرابع. "الجميع كان يتكلم السريانية, لقد كانت كما هي اللغة الانكليزية في يومنا هذا".
هذا هو سر اهمية هذه اللغة للبشرية جمعاء. ومنذ ذلك الحين لم تتغير تقريبا عن نسختها الاصلية, يمكن لاولئك الذين يستطيعون التحدث والكتابة بالسريانية قراءة النصوص المكتوبة على القطع الاثرية التي تعود لالاف السنين بسهولة.
ووفقا للبطريرك, فأن اللغة السريانية ستكون قادرة على مواصلة حماية وجودها, حيث سيستمر المجتمع بالذهاب الى الكنيسة, حيث يتلون الصلوات بلغتهم الام –بالرغم من ان رواد الكنيسة نادرا ما يعرفون اللغة ويتحدثون بها.
وقال ايدن الكان, الدليل الشاب البالغ من العمر 19 عاما, ان الاديرة هي المؤسسات الوحيدة حيث يستطيع المواطن السرياني الارثوذكسي ان يتعلم لغته الام في تركيا. انه احد هؤلاء القلائل وقال انه لايزال متفائل ان تستمر لغته بالرغم من غياب الدعم من الحكومة التركية.
الذين يعيشون داخل دير الزعفران, هناك عدد قليل من الطلاب, واثنين من البطاركة وبعض الموظفين. لا تأتي الاموال من الحكومة التركية, بل من المجتمعات السريانية في تركيا وحول العالم.

(نص سرياني منقوش على احد قبور الدير من القرن الخامس)

يشتهر السريان بنبيذهم المصنوع في المنزل والقهوة المحمصة المزدوجة.
وقالت دينيز كيريلماز, واحدة من رواد الكنيسة, "احب العيش هنا, لكن تعرضنا للهضم" مشيرة الى مدينتها التي فيها يمكن للسكان ان يتكلموا باربع لغات محلية بطلاقة
واضافت "اتمنى حقا ان اتمكن من فهم اللغة السريانية, وان اتلو الصلاة وانا اعلم ماذا اقول".
وقد طلبت "ميدل ايست آي" من الحكومة التركية التعليق على الموضوع, لكننا لم نتلق اي رد لغاية نشر التقرير.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية