الأخ حسام سامي المحترمطالعت آرائك وردك وسأجيب بكل محبة على الأسئلة وفق التسلسل الآتي- أسم كاتب أسطر المقال المنقول ليس مهم أفرضه
( عبدالمسيح ) وهذا هو رأيه وعلينا أن نحترمه وأن كان لنا تعليق ففي حوارنا هذا نوضحه للأخوة القراء . أما رأي أنا به فأنا أؤيد كلامه حتماً لهذا نشرته ، نحن للأسف نتسارع بنشر آرائنا ، ننشرها بكل قناعة ولا ننتظر من المراجع لكي تقول كلمتها لنفهم الموضوع من كل جوانبه ، وبذلك نشوه الحقيقة . وبآرائنا تكبر المشكلة ونكون نحن السبب في زرع الشك بين القراء ، كما نتأثر على الغير المؤمن فتتغير نظرته وأحترامه لشخص البابا ولمراجعنا الروحيين . فما نقوم به يصب في مصلحة الشيطان ، بل هو خدمة ثمينة له ضد الكنيسة ، والشيطان يحرضنا لزرع الزوان من أجل خنق الحقيقة .
- قلت أن البابا
( حبيبنا ) . ردي هو : إذا كان البابا حبيبنا فعلاً فعلينا أن لا نؤيد المغرضين بنشر سمومهم ضده . والدك هو أيضاً حبيبك لهذا لا يمكن ان تسمح لأحد بأن يمسه بكلمة وخاصة عندما يكون بريئاً . إذا كان البابا
( حبيبنا ) فعلينا أن لا نرسم له صوّر داكنة ونهين مقامه بكتاباتنا وآرائنا وخاصةً نحن المؤمنين بأنفسنا وقبل غيرنا ، وكما قال صاحب المقال
( وهل تعلمون من هم أكبر المساهمين بأنجاح هذه الأخبار المزيفة ؟ إنهم المسيحيين أنفسهم ) فعلاً المسيحيين هم الذين صفقوا لدعوة الشيطان ضد قداسة البابا أمثال المسيحي رشيد الذي أقنع الكثيرين بأن البابا منع المسيحيين في المغرب من التبشير ، ولدى بعض الجهلاء أنه أفضل من بابا روما
( حبيبنا ) لأنه عابر ويعادي الأسلام و...الخ .
- قل لي بصراحة يا أخي حسام ، هل البابا هو حبيبك فعلاً كما تفضلت أم كلمة
( حبيبنا ) تشبه بقبلة يهودا الأسخريوطي للمسيح أمام الرسل والفرقة التي كانت معه في البستان ؟ هذا الشك راودني عندما قرأت قولك
( ليس بابا كما وصفت .... الخ ) هنا وضحت للأخوة القراء نيتك المكبوتة ضد بابوات الكنيسة الكاثوليكية وهكذا أدخلتنا في موضوع آخر وهو أخطاء البابوات الشخصية في التاريخ ، لكي تزيد من حجم التشويه للأخوة القراء ، وهنا تجلت محبتك الحقيقية للبابا
( حبيبنا ) وهذه الكلمة تكتبها باللون الأحمر وتحفظها بين قوسين لكي تكون بارزة . كما تبين لنا بأنك لا تؤيد المرجعيات الكنيسة الموجودة منذ بداية الكنيسة . يا أخي الفاضل كل مؤسسة وحتى العلمانية يجب أن يكون لها درجات قيادية مرتبة لكي تنظم وتقود بدقة . فالمسيح أولاً أختار الرسل الأثني عشر
( الأساقفة )، وبعد ذلك التلاميذ السبعين
( آبائنا الكهنة اليوم ) وفي أعمال الرسل نجد هذه الرتب وهي
( الأسقف - الكاهن - الشماس ) والموجودة اليوم في كل الكنائس الرسولية . لهذا علينا أن نحترمهم ، وعندما نحترمهم لا نجعلهم آلهة كما تفضلت ، بل نحترم الله من خلالهم . هم خدام كنيستنا نذروا أنفسهم لخدمتنا تركوا العالم وأبتعدوا عن أهلهم ليتفرغوا للمسيح ولخدمتنا ، هم خدامنا وآبائنا ومرشدينا فعلينا أن نحترمهم ولا نلدغهم بألسنتنا وبكتاباتنا ونتلذذ بأهانتهم وتشهيرهم أمام العالم ، أعلم يا أخي حسام بأننا عندما نهين واحداً منهم فأننا نهين شخص المسيح نفسه ، لا وبل الله الآب بشخصه
وأن لا تصدق كلامي فطالع هذه الآية التي قالها الرب للتلاميذ السبعين " كهنة " عندما أرسلهم للتبشير في المدن والقرى
( من يسمع لكم يسمع لي ، ومن يرفضكم يرفضني ، ومن يرفضني يرفض الذي أرسلني ) " لو 16:10 " . فقداسة البابا الذي نشك في كلامه ونشهره أمام العالم ، يعني أننا نطعن الرب يسوع المسيح نفسه ، وأيضاً الذي أرسله . البابا ليس بمستواك يا عزيزي لكي تقول
( أخي في المسيح البابا فرنسيس ) في النقطة ( 4 ) ، بل هو رئيس الأساقفة ووكيل المسيح على كنيسته وله أعلى درجة أسقفية والجالس على الكرسي الرسولي وفي يده مفتاح بطرس لكي يحل ويربط فعليك أن تعرف مقامه ومنزلته ولا تجعله أخاً فقط بل هو سيدنا جميعاً ، وكذلك كل أسقف هو سيدنا ونقول له ( سيدنا ) ، وإن خطأ أحد منهم فهذا ليس شأننا ، لأن هناك من هو أعلى منه وهو الرب يسوع هو الذي سيدين أخطائه الشخصية .
- المسألة ليس في أنك قرأت مقالات آبائنا المنورة في موقع البطريركية ، بل المشكلة في ما أنت فهمت وكتبت . الآباء وضحوا غاية البابا من كلامه وفهمنا المقصود بأن كل مسيحي يجب أن يكون نقياً ويعيش تعليم الأنجيل وهذا تبشير بالمسيحية في مجتمعه ، ولم يقل لا تبشروا. إنها النقطة الأولى المطلوبة من كل مؤمن وهذا النوع من التبشير يجب أن يمارسه كل مسيحي في العالم ليكونوا نورا للعالم ، فلو عاش كل المسيحيين مسيحيتهم الحقيقية لتغير العالم كله . إذاً النقطة الأولى في التبشير هي أن نكون أنقياء ، وهذا ما فعل يسوع برسله الأثني عشر عندما غسل أرجلهم ليصبحوا أنقياء ، وبعد ذلك أنطلقوا الى المرحلة الثانية وهي تبشير العالم بالكلمة . فطلبك في النقطة (
هي أن البابا لم يقل لا تبشروا ، بل أولاً نقّوا أنفسكم وألبسوا المسيح
( أقتدوا به ) . أي نقّوا ذواتكم أولاً لكي تكونوا نوراً في مجتمعكم ، أما التبشير بالكلمة فلن تكن ضمن كلمته ، ولم يقل لا تبشروا بالأنجيل .
أعتقد كل شىء أصبح واضحاً يا أخي الموقر حسام ورب المجد يبارككأخوكم
وردا أسحاق