المحرر موضوع: المسيحيون العراقيون في الولايات المتحدة يُواجهون الترحيل مرة أخرى  (زيارة 2519 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي


المسيحيون العراقيون في الولايات المتحدة يُواجهون الترحيل مرة أخرى
فقد بعض المحتجزين من المسيحيين الكلدان فرصتهم في الصراع للبقاء في الولايات المتحدة، لكنه ما زال من غير الواضح ما إذا كانت بلادهم ستسمح لهم بالعودة.

زوج نهرين حمامة الذي جاء الى الولايات المتحدة كطفل لاجيء من العراق في عام 1974. تم احتجازه أثناء مداهمات عام 2017 وأصبح المدعي الرئيسي في دعوى قضائية جماعية أقامها الإتحاد الأاميريكي للحريات المدنية الذي يسعى الى وقف ترحيل المواطنين العراقيين.

christianitytoday.com / بيكا ماكنيل
عينكاوا كوم – ترجمة رشوان عصام الدقاق


يتعرض المئات من المسيحيين العراقيين المحتجزين ، بعد مداهمات إدارة الهجرة، مرة أخرى لخطر الترحيل بعد أن فقدوا فرصتهم في المحكمة لمواصلة الصراع من أجل قضاياهم.

في يوم الثلاثاء أغلقت محكمة الاستئناف بالدائرة السادسة كتاب حمامة Hamama v.Adducci الذي يُمثل دعوى قضائية جماعية رفعها اتحاد الحريات المدنية الأميريكي نيابة عن 1400 مواطن عراقي، بما في ذلك أكثر من 100 من المسيحيين الكلدان من منطقة ديترويت الذين احتجزتهم إدارة الهجرة والكمارك الأميريكية، وتم إخبارهم بأنهم سيعودون الى وطنهم الأم.

وكان بعد المداهمات قبل عامين قد منح قاضي المقاطعة أمراً لحماية المحتجزين الذين عاش الكثير منهم في الولايات المتحدة عقوداً من الزمن، وسمح لهم بعرض قضاياهم على المحكمة. وكما جاء في راديو إذاعة مشيكان، ألغت لجنة الدائرة السادسة تلك الحماية في شهر كانون الأول الماضي. وفي هذا الاسبوع رفضت المحكمة بكاملها سماع المزيد من الحجج مما سمح للحكومة بإستئناف عمليات الترحيل في أقرب وقت ممكن.

قال اتحاد الحريات المدنية الأميريكي بأن إعادة المسيحيين الى بلادهم سيعرضهم لخطر التعذيب أو الموت. وكانت الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية التاريخية تُمثل أكبر جماعة في العراق الذي يحتل الآن المرتبة السابعة في قائمة الدول الأكثر خطورة على المسيحيين.

لقد أقنعت إدعاءات العراقيين بوجود الخطر الوشيك حكومة الولايات المتحدة والحكومة العراقية بالسماح لهم  البقاء في الولايات المتحدة على الرغم من الثغرات القانونية في وثائق الهجرة، وحتى جرائم الإدانة. وبعد دفع ديونهم الى المجتمع، يعيش معظم المتهمين المدانين من العراق تحت ما يُعرف بإسم أوامر الإزالة النهائية. وهذا يعني أنهم إذا غادروا الولايات المتحدة فلن يُسمح لهم بالدخول مجدداً. والعديد من هؤلاء الذين احتجزوا في مداهمات عام 2017 وعام 2018 كانوا حاصلين على أوامر نهائية بالإبعاد بسبب الجرائم التي ارتكبوها في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.

تُعّد مدينة ديترويت من أكبر مواطن الشتات للعراقيين في أميريكا الى جانب شيكاغو وسانت دياكو حيث يوجد أكبر تجمع من السكان الكلدان خارج العراق والذين يُقدر عددهم بين 120 ألف و 150 ألف نسمة. ونصف المحتجزين البالغ عددهم 200 شخص هم من منطقة ديترويت.

حكم القاضي مارك كولدسميث في شهر تشرين الثاني الماضي على أنه لا يمكن احتجاز المعتقلين الى أجل غير مسمى خلال فترة انتظار من الحكومة للحصول على اذن بترحيلهم، وأفرج عن أولئك الذين احتجزوا لفترة أطول من 6 أشهر بكفالة وتم السماح لهم بالمثول أمام محكمة الهجرة. لكن قرار الدائرة السادسة ألغى ذلك الحكم وأعطى فترة 7 أيام فقط لتقديم طلباتهم الى جلسات الاستماع الخاصة بالهجرة. قال المحامي من اتحاد الحريات المدنية لصحيفة ديترويت نيوز، إن معظم المحتجزين فعلوا ذلك بإستثناء عدداً قليلاً منهم حيث ما زالوا قيد الاحتجاز أو لم يتقدموا بطلب لجلسات الاستماع وسوف يُواجهون الترحيل يوم 6 نيسان الجاري.

وما يزال موضع التساؤل هو فيما إذا سيقبل العراق المبعدين أم لا. لقد رفض العراق في السابق ذلك، لكنه أبرم اتفاقاً على الموافقة لإعادة مواطنيه الى وطنهم مُقابل حذفه من قائمة الدول المحظورة بموجب الأمر التنفيذي الثاني لحظر السفر الصادر عن الرئيس ترامب. ومع ذلك ما تزال تفاصيل الاتفاقية غير واضحة. وتبين وثائق المحكمة أنه يتعين على الحكومة الأميريكية إلغاء رحلة واحدة في الأقل للمبعدين متجهة الى العراق بسبب رفض الحكومة العراقية استيعابهم.

ومما يُزيد من تعقيد جهود الإعادة الى الوطن هو أن العديد من بين 1400 عراقي أحتجزوا خلال مداهمات عام 2017 يعيشون في الولايات المتحدة منذ عقود من الزمن وبعضهم منذ الطفولة المبكرة. كذلك قد تواجه الحكومة العراقية صعوبة في تحديد مكان ارسالهم، إذ يتحدث البعض منهم اللغة الانكليزية فقط.

كان قد هاجر المسيحيين الكلدان الى الولايات المتحدة بشكل مطرد منذ أواخر القرن التاسع عشر إذ انجذبوا بأعداد كبيرة للحصول على فرص اقتصادية أفضل نتيجة لنمو صناعة السيارات. وتتميز جاذبية ديترويت بهذه الطريقة من موقع غرفة التجارة الكلدانية الأميريكية على شبكة الانترنيت.

بدأ المسيحيون الكلدان الهجرة الى مدينة ديترويت في العشرينيات من القرن الماضي بحثاً عن الحرية وفرص اقتصادية ودينية وسياسية أفضل. وعلى الرغم من إغراء البعض بإجور العمل الشهيرة التي اشتهر بها هنري فورد والبالغة 5 دولار في اليوم الواحد، إلا أن مساعي رواد الأعمال في الأزياء الكلدانية الحقيقية وأسواق الأم والأطعمة الشعبية لاقت إقبالاً أكثر. واليوم هناك ما يقرب من ثلثي العائلات الكلدانية تمتلك في الأقل شركة واحدة و39% منهم يمتلك شركتين أو أكثر.

ونما مجتمع الشتات بعد أن هرب المسيحيين في عام 1963 حين تولى حزب البعث ( وبعد ذلك بفترة قصيرة صدام حسين) السلطة في البلاد، ومرة أخرى خلال حرب العراق. ويقول القادة الكلدان أن المهاجرين يندمجون بسرعة في المجتمع الكلداني، إذ يُعزى ذلك بدرجةٍ كبيرة الى شبكة الكنائس القوية والشركات والأعمال المملوكة للكلدان في المنطقة.