المحرر موضوع: افرام الثاني في وداع المطران شمعون: لم يعتبر يوما أي شيء ملكا له وحتى ما احتفظ به لأيامه الأخيرة منحه للبطريركية  (زيارة 1531 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي

وطنية - ودعت طائفة السريان الارثوذكس المطران مار فيلوكسينوس متى شمعون بقداس في كاتدرائية السيدة العذراء في العطشانة - بكفيا، حيث ترأس صلاة الجناز والدفن بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع مار اغناطيوس افرام الثاني، عاونه مطران بيروت مار إقليميس دانيال كورية والنائب البطريركي مدير المؤسسات البطريركية الخيرية في العطشانة مار كريسوستوموس ميخائيل شمعون.

وحضر ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النائب البطريركي العام المطران بولس صياح، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان، ممثل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي رئيس دير مار الياس شويا المطران قسطنطين كيال، مطارنة: جبل لبنان وطرابلس مار ثاوفيلوس جورج صليبا، حمص وحماه وطرطوس وتوابعها مار سلوانس بطرس النعمة، الموصل بطرس موشي، بغداد أفرام يوسف عبا، الجزيرة والفرات مار موريس عمسيح، النائب البطريركي في زحلة والبقاع مار يوستينوس بولس سفر، والنائب البطريركي لشؤون الشبيبة والتنشئة الدينية مار أنتيموس جاك يعقوب.

افرام الثاني
وألقى افرام الثاني كلمة تأبينية تحدث فيها عن أمانة الراحل في خدمته الكنسية على مدى السنين الطويلة، مستذكرا "المسؤوليات الكثيرة التي أوكلت إليه من إدارة ميتم مار أفرام في بيروت (الخندق الغميق) فالمؤسسات الخيرية البطريركية في العطشانة، فمدرسة مار أفرام الاجتماعية، وإكليريكية مار أفرام اللاهوتية".

وقال: "فقال له سيده: نعما أيها العبد الصالح والأمين كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير. ادخل إلى فرح سيدك" (متى 25:21 ). كلمات الرب يسوع هذه الممتلئة تعزية تنطق بلسان حالنا اليوم، ونحن نودع أخانا وعزيزنا والأب الروحي لكثيرين منا، المثلث الرحمات مار فيلوكسينوس متى شمعون إلى منزله الحقيقي المحفوظ له منذ إنشاء العالم. فهل من صفة تليق بفقيدنا الغالي أكثر من صفة الأمانة؟ عاش حياته كلها بأمانة كاملة لربه وبخدمة كنيسته المقدسة التي كانت محط اعتزازه الأكبر في هذه الدنيا، متعلقا بنصيحة الرب لملاك كنيسة سميرنا: "كن أمينا حتى الموت فسأعطيك إكليل الحياة" (رؤيا 2: 10). وقد تجلت أمانته في كل خدمة أسندت إليه ومسؤولية وضعت على عاتقه. في مختلف مراحل حياته التي قضى معظمها في خدمة الرب وكنيسته كطالب إكليريكية وراهب وكاهن ومطران لأكثر من 73 سنة من سني حياته ال88 على هذه الأرض. خلالها، كان كاتم السر الأمين ومدير الميتم المتفاني بالخدمة ومدبر دار ضيافة سامي القدسي القدير ومدير مدرسة مار أفرام الإكليريكية الحكيم، وأخيرا مطران المؤسسات البطريركية الخيرية في العطشانة الحريص على مصالح الكنيسة والغيور على تعاليمها والمحافظ على ممتلكاتها والمدافع الشرس عنها".

أضاف: "لقد عرفته منذ أكثر من أربعين سنة، منذ الأيام الأولى لالتحاقي بإكليريكية مار أفرام هنا في العطشانة في نهاية سنة 77. رأيت فيه خادما أمينا للرب، مواظبا على صلواته وأصوامه في كل الظروف - حتى في أيامه الأخيرة، كان يرفض كسر صومه رغم نصيحة الأطباء والمحبين. رأيته مدبرا حكيما يقوم بواجباته الإدارية بما أعطاه الرب من المنح والمواهب. رأيته وكيلا حريصا كل حرص على مال سيده، لا يبدر منه شيئا، وخاصة عندما يتعلق الأمر بشخصه وباحتياجاته الخاصة. رأيته، وهو المطران، يخدم اليتيم والطفل بيديه ويشاركهم اللقمة من دون أي تمايز أو كبرياء. رأيته يتسوق لمؤسسة مار أفرام الاجتماعية (ميتم مار أفرام) حتى بعد رسامته مطرانا. نعم، كان حازما في معاملته، ولكن بهدف تربية جيل واع وجاد يتحمل المسؤولية، ولكم أن تسألوا المئات وربما الآلاف من الرجال الذين تربوا على يديه عن فضله عليهم وامتنانهم له. كان أمينا في خدمته وحريصا على المال الذي كان يصله من تبرعات للمؤسسات وهدايا تقدم له شخصيا. وكراهب ملتزم بنذوراته الرهبانية ومخلص لدعوته، لم يعتبر يوما أي شيء ملكا له، بل قدم كل ما وصله من هبات ومساعدات للكنيسة المقدسة، والصروح البطريركية في معرة صيدنايا تشهد بذلك. وحتى ما احتفظ به لأيامه الأخيرة لئلا يصبح عالة على أحد، فقد منحه للبطريركية مساهمة منه ببناء المقر البطريركي هنا في العطشانة".

وتابع: "حضر معنا قداسه الأخير يوم رسامة نيافة أخينا الحبر الجليل المطران مار أنتيموس يعقوب نائبنا البطريركي لشؤون الشبيبة والتنشئة الدينية يوم التاسع من آذار الفائت. وقبلها بيوم واحد، رافقته من مقر إقامته إلى جولة في أرجاء المقر البطريركي الجديد، فرأيته يقاوم الدموع فرحا بما رأى، وهو الذي كان يتمنى أن يشاد مقر بطريركي هنا في العطشانة منذ ستينيات القرن الماضي عندما بادر بشراء الأراضي. أما أمنيته التي لم تتحقق، فكانت أن يرى كاتدرائية السيدة العذراء البطريركية هذه تدشن وتقدس بالميرون المقدس، إذ أنه أول من أشرف على تخطيطها وبنائها بطلب من المؤمن الغيور الراحل جورج منصور الذي تبرع ببنائها. وبوقت قصير لا يتجاوز السنتين، استطاع المثلث الرحمات المطران متى إنهاء أعمال بناء الهيكل، وبعدها ترك مهمة الإكساء لغيره".

وختم: "نجتمع اليوم هنا لنقيم خدمة الوداع هذه المقرونة بالصلاة والإيمان والأمل لنيافة المطران مار فيلوكسينوس متى شمعون الخادم الأمين الذي جاهد الجهاد الحسن وأكمل السعي وحفظ الإيمان (2 تيم 7:4). وهناك، في السماء، تستقبل جمهرة الجند السماوي استقبالا روحيا حافلا من انتقل من الموت إلى الحياة، منتصرا بقوة الرب على الضعف والموت لينال إكليل البر الذي يضعه له الرب الديان العادل. سيدنا متى العزيز، اليوم وأنت تغادرنا إلى السماء، نقول لك: نعما لك أيها العبد الصالح والأمين، هنيئا لك فرح سيدك، أيها الوكيل الحكيم، اذكرنا أمام عرش النعمة، نحن الذين ما زلنا نجاهد في درب غربتنا هذا، حتى نلتقي معك في مجد إلهنا الصالح".

وبعد صلاة الجناز والدفن، دفن المثلث الرحمات مار فيلوكسينوس متى شمعون في مدافن المطارنة في العطشانة.

نبذة عن المطران شمعون
وفي ما يلي نبذة عن المطران شمعون، جاء فيها: "المثلث الرحمات من مواليد برطلة في العراق عام 1930، التحق بمعهد مار أفرام اللاهوتي (بالموصل آنذاك) عام 1945، ولبس الإسكيم الرهباني سنة 1954، ثم رسمه المطران مار سويريوس يعقوب،مطران دمشق وبيروت (المثلث الرحمات البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث)، كاهنا سنة 1956 وجعله سكرتيرا له. عين مديرا لميتم مار أفرام في بيروت (الخندق الغميق) فالعطشانة، حيث عينه البطريرك المذكور مديرا للمؤسسات الخيرية البطريركية منذ تأسيسها عام 1966 هناك. وفي عام 1969، حصل على رخصة لفتح مدرسة خاصة ابتدائية في العطشانة باسم "مدرسة مار أفرام الاجتماعية" اهتم هو بإدارتها. وفي عام 1978، أسندت إليه إدارة إكليريكية مار أفرام في العطشانة. وبتاريخ 25/11/1979، رسمه البطريرك مطرانا للرها شرفا وللمؤسسات البطريركية الخيرية. وفي عام 2006، قدم المثلث الرحمات استقالته بسبب تقدمه في السن. وانتقل إلى دار الخلود صباح الأحد في 7 نيسان 2019 في العطشانة - لبنان".