تاهيل البنية التحتية الثقافية في بلدات سهل نينوى وافتتاح الفضائية السريانية ضمن تأكيدات مهرجان اكيتو في بغداد
عنكاواكوم – بغداد – ابو نرساي ناشد روند بولص رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان ضمن كلمته الافتتاحية في مهرجان اكيتو الثالث الذي يقام في بغداد للفترة 9-10-نيسان بضرورة اعادة تاهيل البنية التحتية الثقافية في بلدات سهل نينوى التي استهدفها واستباحها تنظيم داعش الارهابي، ودمرها بشكل كامل وبكل قسوة و وحشية. كذلك ناشد بالاسراع في افتتاح الفضائية السريانية في شبكة الإعلام العراقية اسوة بمثيلاتها الكردية والتركمانية لتساهم في إثراء المشهد الثقافي والاعلامي العراقي.
واليكم نص الكلمة :
حضورنا الاعزاء طاب صباحكم،
إن احتفاءنا اليوم في بغداد حاضرة الحضارة والتاريخ والعطاء .. هو استحضار و تواصل مع أرث عراقي عريق , و ثري بمعانيه و مدلولاته، إذ كان اجدادنا العراقيين القدامى من البابليين والاشوريين وقبلهم السومريين ، يحتفلون سنويا شعبيا و رسميا بهذا العيد وبانتظام ، وبمراسيم مهيبة و طقوس متنوعة لمدة اثنى عشر يوما في بابل و نينوى، و يشارك فيها الجميع بعفوية و بحيوية من عامة الشعب و الكهنة والفنانين و الملوك و الالهة و الطبيعة .. طقوس في بدايتها يتم التأكيد على طهارة المكان و الروح إضافة الى التأمل وفحص الضمير والتضرع ، وفي اواسطها يتم التأكيد على المخاطر التي تواجه البلاد و الحكم الرشيد و المحاكمة العادلة للحاكم، وفي نهايتها كرنفال فرح بهيج احتفالا بالنصر على الاعداء وبتجدد الطبيعة و بعودة الخصوبة الى الارض و عودة النظام الى المملكة وسيادة القانون فيها و الظفر بحاكم عادل وشجاع ونزيه و حكيم.
ايها المحتفون بأكيتو الجميل، ايها الاكيتويين الاعزاء
يتوضح لنا و بشكل جلي من هذه المراسيم و الطقوس الانيقة التي كانت تمارس في أكيتو، مدى حرص الانسان الرافديني على ارضه وخصوبتها و انتمائه العميق الى وطنه اولا واخيرا، وتجسد ايضا اقصى درجات الرقابة و المتابعة من قبل المؤسسة الرقابية و كاهنها الأكبر لأداء الحاكم و عدالته و كفاءته في ادارة شؤون البلاد، و تؤكد أيضا على مسؤولية الحاكم ونزاهته و حرصه على شعبه وحمايته، وأيضا الذود عن سيادة مملكته وسلامة اراضيها وحمايتها من الاعداء.. هكذا و قبل آلاف السنين بهذا الحرص والنبل والحكمة و الجمال، كان سلوك الانسان الرافدين في حياته و منهجه. هكذا كانت احوال العباد والبلاد في ارض النهرين قبل آلاف السنين، أين نحن اليوم من كل هذا التحضر والتمدن والرقي ؟ مابالنا و ما بال حكامنا واحوالنا ومتى تستقيم؟
ايتها الكريمات أيها الأكارم،
إن احتفاءنا اليوم بعيد أكيتو في هذا المهرجان المتواضع بامكانياته والغني بمعانيه و مدولولاته، بعيد أكيتو في بغداد، هو خطوة هامة جدا على طريق الصحيح، خطوة لمسيرة نأمل ان تمتد لألف ميل، إذ كل ما استوضحناه اعلاه عن اكيتو هو نزر يسير من مكنوناته الفكرية و الطقسية و الفنية الميثولوجية.. إنه اقدم عيد عراقي وطني بأمتياز.. إذ كان عيدا لجميع العراقيين القدامى ويشارك فيه الجميع دون تفرقة أوتمييز، عيدا لم يكن حكرا على شريحة او طبقة او طائفة معينة، عيدا ديدنه الانتماء الاصيل للوطن و الحرص على سلامة شعبه و اراضيه وثرواته وسيادته.
ايها الاعزاء والعزيزات
في الوقت الذي نثمن عاليا دور وزارة الثقافة و السياحة والاثار ممثلة بشخصية معالي وزير الثقافة، لرعايتها لهذا المهرجان، نؤكد مقترحنا باهمية إقرار اكيتو عيدا و طنيا في البلاد يحتفل به جميع العراقيين، وجعل مهرجان أكيتو مهرجانا دوليا تستمر فعالياته لمدة اسبوع كامل، كذلك لابد من كلمة شكر وامتنان الى الاتحاد العام و الكتاب في العراق والمكتب الثقافي السرياني في الاتحاد العام ، لرعايته لهذا المهرجان لدورات سابقة بالتعاون مع اتحاد الادباء والكتاب السريان، وأيضا وفي هذا المحفل الهام، لا بد من مناشدة الجهات المسؤولة في الحكومة و الوزارات المعنية بضرورة اعادة تاهيل البنية التحتية الثقافية في بلدات سهل نينوى التي استهدفها واستباحها تنظيم داعش الارهابي، ودمرها بشكل كامل وبكل قسوة و وحشية. كذلك نناشد بالاسراع في افتتاح الفضائية السريانية في شبكة الإعلام العراقية اسوة بمثيلاتها الكردية والتركمانية لتساهم في إثراء المشهد الثقافي والاعلامي العراقي.
وفي الختام نشكر كل الشكران كل من ساهم من الفنيين والاداريين والاعلاميين الذين ساهموا وقدموا يد العون لإنجاح هذا المهرجان .
شكرا لصبركم و لحسن إصغائكم.
