المحرر موضوع: وول ستريت جورنال: التهديد الكبير التالي للمسيحيين في العراق... الميليشيات المدعومة من ايران تمنع ابناء الاقليات من العودة الى ديارهم بعد داعش.  (زيارة 1700 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي
عنكاوا كوم \ وول ستريت جورنال \ كارل اندرسون
ترجمة وتحرير \ ريفان الحكيم


قبل زيارة العراق في الشهر الماضي, التقيت مع البابا فرنسيس واخبرني ان "الشرق الاوسط بدون المسيحيين ليس بالشرق الاوسط". وغالبا ما يقول سفير بغداد في واشنطن ان "العراق ليس العراق بدون الاقليات". اعد النظر في هذه المشاعر ونحن نرى البلدات المسيحية في العراق لاتبدو مسيحية ولا عراقية بل تبدو ايرانية.

عامة الناس يعرفون التهديد الذي يتعرض له المسيحيون في العراق وسوريا بأنه ناشيء عن الدولة الاسلامية. بعد حرب ضارية, لم يعد داعش قوة اقليمية. لكن الاقليات الدينية المضطهدة في ظل الخلافة لاتزال في خطر, وذلك بفضل تسامح الحكومة العراقية مع النفوذ الايراني.

قبل خمس سنوات, اجتاحت داعش شمال العراق, مما ادى الى مقتل وتشريد مئات الالاف من المسيحيين واليزيديين والاقليات الدينية الاخرى. اعلنت كل من ادارات اوباما وترامب ان تصرفات داعش هي "ابادة جماعية". لايكمن الدليل في الموتى فحسب, بل في انهيار المجتمعات الموجودة هنا منذ الاف السنين. كان هناك ما يصل الى 1.5 مليون مسيحي في العراق في عام 2003, واليوم يوجد هناك حوالي 200000 فقط.

كان انتشار داعش في جميع انحاء العراق شديدا, ولكن تم القضاء عليه بسرعة. الجماعة الارهابية سيطرت بسرعة على موطن المسيحيين القديم في نينوى في عام 2014 لكنها اجبرت على الخروج في غضون ثلاث سنوات. مع تحرير مدنهم, امل المسيحيون النازحون في العودة واعادة البناء والعمل من اجل مستقبل افضل. خصصت مؤسسة فرسان كولومبوس –وهي مؤسسة خدمية كاثوليكية-  مبلغ 25 مليون دولار للمساعدة في اعادة البناء والعودة الى المنطقة.

وعدت ادارة ترامب ايضا باعطاء الاولوية لاحتياجات هذه الاقليات بعد ان تجاهلتهم برامج المساعدات السابقة. تم تجديد مرافق المياه والكهرباء والمدارس والمستشفيات والاشغال العامة الاخرى واعادة بنائها, باذن من الحكومة الامريكية. قامت مجموعات مثل فرسان كولومبوس باعادة بناء المنازل والهياكل الاخرى ايضا. لكن خلال زيارتي, علمت بوجود تهديدات جديدة يمكن ان تقوض هذه المشاريع وتمنع المسيحيين من العودة الى ديارهم.

عندما سقط داعش, حل تهديد اخر في مكانه. الميليشيات التي تدعمها ايران والمعروفة بأسم الحشد الشعبي, او قوات الحشد الشعبي, سرعان ما ترسخت في المدن التي كانت مسيحية في السابق. تدعي بغداد بالسيطرة على منطقة نينوى لكن على ارض الواقع تسيطر الميليشيات على جزء كبير منها. لقد جعلوا الحياة لاتطاق بالنسبة للمسيحيين الذين يحاولون العودة الى مدن مثل باطنايا, حيث جردت قوات الحشد الشعبي منازل المسيحيين من التأسيسات الكهربائية والصحية وكل شيء.

يحذر السكان المحليون وقادة الكنيسة والمسؤولين الحكوميين الامريكيين والاكراد من ان الجماعات المدعومة من ايران قد ابتزت العائلات المسيحية واستولت على ممتلكاتها. ظهرت تقارير موثوقة عن جرائم العنف. يقوم الوكلاء الايرانيون الان بتنفيذ برنامج للاستعمار في القطاع العراقي –بناء منازل ومراكز يستعملها شيعة العراق في البلدات المسيحية تاريخيا.

ايران لديها هدفين: اولا, انها تريد بناء "جسر بري" الى سوريا عبر العراق. ثانيا, تهدف الى تغيير ديموغرافية نينوى بشكل اساسي لصالح طهران. المسيحيون هم في احسن الاحوال اضرار جانبية. خوفا على حياتهم, وفي ظل غياب اي مظاهر لحكم القانون, يفر الكثيرون من البلاد بدلا من مواجهة الميليشيات.

يجري الان تيسير عملية الابادة الجماعية التي قادها تنظيم الدولة الاسلامية, بل وبشكل انشط, من قبل وكلاء ايران بدعم ضمني من الحكومة العراقية. ان الوضع يتجاوز الحرج لكل من وقف الى جانب اقليات العراق وصلى من اجل انتصارهم بعد سنوات من الشدائد.
تم توجيه الكثير من المساعدات الى منطقة نينوى. ولكن سيتم تقويض تلك المساعدات ما لم يتحسن الوضع الامني العام للبلاد. هذا احد الاسباب التي تجعل من المهم دعم هذه المجتمعات الهشة في جميع انحاء البلاد: في نينوى وكذلك في كردستان وجنوب البلاد.

حث المسؤولون الامريكيون, بمن فيهم نائب الرئيس مايك بنس, العراق على ازالة هذه الميليشيات غير النظامية وفرض السيطرة على المنطقة. لقد اثبت رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي عدم رغبته في الامتثال حتى الان. ان حكومة الولايات المتحدة ليست مستمتعة بتهافت العراق مع الوكلاء الايرانيين. وكذلك الحال بالنسبة لاولئك الذين دافعوا عن المجتمعات النازحة ودعموها.

يجب ان يشجع تصنيف واشنطن للحرس الثوري الاسلامي الايراني كمنظمة ارهابية اجنبية بغداد على اعادة النظر في احتضانها للميليشيات التي تدعمها ايران. اذا اراد العراق ان يظل عراقا, فعليه ان يكون جادا في حماية الاقليات قبل ان يفوت الاوان