المحرر موضوع: غاية يسوع من غسل أرجل التلاميذ  (زيارة 2416 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
غاية يسوع من غسل أرجل التلاميذ
بقلم / وردا أسحاق قلّو
http://www.m5zn.com/newuploads/2019/04/14/jpg//m5zn_fe656bb8b396883.jpg

( فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم ، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض ) " يو 14:13"
غسل أرجل الضيف كانت  خدمة قديمة و سارية في المجتمع اليهودي أحتراماً وتقديراً للضيف . أبينا أبراهيم أعد الماء للضيوف الثلاثة الذين استقبلهم في باب الخيمة ، فقال لكبيرهم (دعني أقدم لكم بعض ماءٍ تغسلون به أرجلكم وتتكئون تحت الشجرة ) " تك 3:18" . . كذلك فعل لوط فقال لنفس الملاكين القادمين إلى سادوم من عند عمه أبراهيم  ، قال لهما ( ميلا إلى بيت عبدكما وبيتا واغسلا أرجلكما ثم تبكران وتذهبان ) " تك 2:19 " . فهذه العادة تدخل في مهمة خدمة الضيف ، وإن خالف صاحب البيت ولم يبادر بتقديم هذه الخدمة ، فيضطر الزائر للدخول إلى بيته بأرجل متسخة ، وقد يلومه كما فعل يسوع بسمعان الفريسي ، فقال له ( ... إني دخلت بيتك ولم تقدم لي ماء لغسل قدمي ! .. ) " لو 44:7" . وكان لكل بيت أجران حجرية مملوئة بالماء يستخدمها اليهود لتطهير الداخلين إلى البيت ، كالأجران الستة التي حول الرب يسوع الماء فيها إلى خمر" يو 6:2 " . ومن شروط هذه الخدمة لكي تكون ناجحة ومرضية فيجب أن تبرز بعض العلامات في مُقَدِم الخدمة ، منها المحبة الصادقة للضيف ، وتلك المحبة المحسوسة يجب أن تكون واعية ، وأن يحولها صاحبها إلى فعل عملي ملموس لكي ينجح في أكتساب عاطفة الآخر . فيسوع المسيح عى أساس المحبة قام وفعل هذا العمل مع تلاميذه . إنه معلمهم وإلههم الذي أختارهم وأحبهم لأنهم خاصته ، ورباهم بتعليمه ونورهم بروحه القدوس . وأخيراً بادر في غسل اقدامهم لكي يعلمهم التواضع ، لأن الأتضاع يحافظ الأنسان المؤمن من التعالي والكبرياء ، فكل خدمة للآخر إن لم تقترن بالمحبة لا تنفع شيئاً (1 قور 13 ) فما قام به الرب يسوع لأجل تلاميذه كان يحتاج إلى التواضع والأنحناء ، ولماذا غسل أرجلهم فقط ولم يغسل رؤوسهم وأياديهم كما طلب منه بطرس ؟ غسل أرجل الجميع فقط ، لكي تتطهر . غسلها بالماء الذي يرمز إلى النقاء ، وإلى الحياة الطاهرة ، كما يرمز إلى المعمودية ، وإلى عمل الروح القدس . أعد أرجل التلاميذ للأنطلاق للخدمة والتبشير ، ولا داعي لغسل المزيد لأن الجسد كله صار نقياً . بعد الأنتهاء من الغسل ، سألهم قائلاً ( أفهمتم ما عملته لكم ؟ أنتم تدعونني معلماً وسيداً وقد صدقتم ... فعليكم أنتم أيضاً أن يغسل بعضكم أرجل بعض ) " يو 13: 12-14 " أمرهم بذلك لكي لا يفكروا كأبني زبدي اللذان أرادا مواقع أفضل بين التلاميذ ، فنصح الجميع أن يكونوا خدام كسيدهم الذي صار لهم خادماً .
في الختام ، نقول : الرب غسل أرجل تلاميذه فهيأهم للأنطلاق للتبشير بكلمة الأنجيل بعد أن يرسل إليهم المعزي . ورفع من شأنهم ومستواهم عندما يبشرون ، فقال ( الحق الحق أقول لكم من يقبل الذي أرسله ، يقبلني ، ومن يقبلني ، يقبل الذي أرسلني ) " يو 13: 20 " ونحن اليوم نتعلم من هذا الدرس دروس كثيرة في الخدمة ، وهي أن نغسل دموع البائسين ، والحزانى ، والمرضى ، والمتألمين . خدمتنا تشبه خدمة السامري الذي مسح جروح الرجل الجريح في طريق أورشليم أريحا ، وعقمها بالخمر ، ودهنها بالزيت ، وتحمل خدمته إلى أن نال الشفاء التام .

ندعوك أيها الرب لتغسل نفوسنا من الحقد والكراهية وحب الأنتقام ، وتزرع فينا المحبة لكي يكون لنا نحن أيضاً نصيباً معك ، لأنك بهذا ستنزع منا كل ضعف ، وتمسحنا من كل خطيئة ، وتعطي لنا من نعمك ، وكذلك درساً في المحبة والتسامح والغفران ، وتعلمنا التواضع الذي هو أساس القداسة ، وعلينا نحن أيضاً أن نخضع لوصاياك كتلاميذك لكي نكون متهيئين لغسل أقدام بعضنا  ، بل خدمة بعضنا البعض في غسل  كل عمل شرير بيننا لكي تتطهر قلوبنا لتتسع لمحبة العالم كله.
  ليمجد أسم ربنا يسوع إلى الأبد


غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيد وردا اسحاق قلّو المحترم

كم كان بودي لو لم نخض في هذا الموضوع مجددا خاصة انه نال الكثير ‏من الانتقادات ، بعضها كان بدافع الغيرة الايمانية والبعض لاغراض اخرى ‏‏... نسميها بالاخرى لانها لمقاصد اخرى .‏
سوف اختصر الكلام .‏
يسوع أوصى تلاميذه  ان " يغسلوا ارجل بعضهم بعضا " ... اظن الكلام ‏واضح ومحدد ...‏
ذلك الامر كان " عادة يهودية قديمة " ... أليس كذلك ؟
هذا الحدث ، إن لم ندخله " التأويل التبريري " يكون واضحا كلغة المسيح ‏الواضحة دائما  ..‏
والدفاع عن أمور اخرى لا تمت بصلة الى ما قاله المسيح تدخل في خانة ‏الدفاع عن المذهب ليس إلا .‏
حتما ان الكنائس بمختلف طوائفها هي بمثابة رسل وتلاميذ المسيح ...‏
ألا يجدر بهم ان يغسلوا اقدام بعضهم بعضا من حين لآخر علّهم ينبذون " ‏التحزّب الطائفي " من اجل الايمان الذي " بالروح القدس " يوحدهم ؟

الذي " يؤدلجنا " هي الطائفية ....وهي الوحيدة التي تسيّرنا .... والايمان ‏جعلناه خادما لها.‏
ليباركك الرب ويبارك الجميع ‏

متي اسو  ‏

‏ ‏

متي اسو ‏




غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
الأخ متي أسو المحترم
موضوع غسل الأرجل فيه دروس كثيرة ومتشعبة تحثنا إلى محبة بعضنا أولاً ، ومحبة الآخرين وأن كانوا أعدائنا لكي نصلي من أجلهم لكي يستفيقوا من سباتهم فيخرجوا من الظلام إلى النور .
أقتراحك عجبني في أن تبادر الطوائف في غسل أرجل بعضها بعضاً ، هذا الطقس ( طقس غسل الأرجل ) تمارسه الكنيسة الكاثوليكية ، وأتمنى أن تمارسه كل الكنائس ، الغاية منها هي زرع المحبة أولاً ومن ثم الخدمة ، لأن الذي فيه المحبة ، فالمحبة تدفعه إلى الخدمة . يجب أن تشارك كل الكنائس بجميع طوائفها بالعمل المشترك لكي يحصل التقارب ومن ثم الوحدة التي نتمناها ، وهكذا تزيل الطائفية وهذا ما يريده منا ربنا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد . ليباركك في هذه الأيام المقدسة ، مع محبتي
أخوكم
وردا أسحاق

غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 941
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ وردا إسحاق المحترم

نعم، عمل المسيح بغسله ارجل التلاميذ هو درس بليغ في التواضع.

ختمت المقال بفقرة ورؤية بليغة في عالمنا الحاضر. لا ينبغي أن نغيّر فحوى الموضوع ومعانيه السامية، الى أمور أخرى متشعبة وبعيدة عن هدف المقال الواضح، كأن نُدخله في الطائفية أو الإيمان العقائدي والدفاع عنه وغير ذلك. تحياتي ....

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
الأخ سامي خنجرو المحترم
ما عمل يسوع لتلاميذه كان بسبب بلوغ حبه لهم إلى أقصى الحدود . فخدمة غسل ومسح الأقدام كانت من واجبات العبيد ، وكان بطرس يعلم ذلك لهذا أبى أن يغسل من قبل سيده . التلاميذ لم يفهموا دروس كثيرة قام بها المسيح في حينها ، لم يقصد يسوع في هذا العمل تطهير الجسد ، بل تطهير النفس من الخطيئة ليعدهم لمرحلة أخرى وهي مرحلة حمل الرسالة إلى العالم وهم أطهار . ومن الدروس الأولى في الطهارة هو المحبة التي تحتوي الجميع مهما كانت مذاهبهم أو طوائفهم ، فإذا وصلت محبتنا نحن المسيحيين إلى كل الطوائف ونقوم بتلك الخدمة بكل محبة ، يعني بأننا بدأنا بأزالة الحواجز التي وضعها الزمن بيننا ، أو على الأقل نفهم بعضنا بأحترام . كما نتمنى بأن نتعدى الطوائف إلى أديان أخرى وكما فعل قداسة البابا فرنسيس عندما قام  بهذه المناسبة في أحد السجون في روما بغسل أقدام أناس غير مؤمنين ومنهم من المنتمين إلى أديان أخرى فأعطى لهم درساً في المحبة التي لا حدود لها ، ونورها يصل إلى الجميع . نتمنى بأن تحيى الطوائف الأخرى هذه الذكرى كما تفعل الكنيسة الكاثوليكية . ومبادىء الكنيسة لا تتأثر بمبادىء العقائد الأخرى أن كانت خاطئة ، لهذا يجب أن نستمر في الخدمة لأجل توصيل نور الحق إلى الآخر . الشمس لا تتأثر بنجاسة القمامة ، بل القمامة تتطهر بحرارة الشمس . وقد يدفعنا التأمل إلى ما هو أعمق وأسمى . شكرا لمداخلتك والرب يباركك في هذه الأيام المباركة . مع المحبة والتقدير

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
"وتلك المحبة المحسوسة يجب أن تكون واعية ، وأن يحولها صاحبها إلى فعل عملي ملموس لكي ينجح في أكتساب عاطفة الآخر ."
عزيزي وردا اقتبست هذا المقطع من مقالتك الرائعة بعد أن حضرت اليوم مراسيم خميس الفصح وغسل ارجل التلاميذ، حيث كانت الكنيسة ممتلئة بالمؤمنين.وكالعادة كانت خطبة الأب أياد خنجرو في غاية الأبداع . هو الآخر ذكر ان عملية غسل الأرجل كانت ممارسة عملية فيها حركة وتفاعل مع الذين كان يحبهم يسوع ليعلمنا إحدى ضرورات الحياة لأنه من غير تطبيقها لا يمكن أن تكون الحياة ناجحة. نحن في الكنيسة نرى صور وتماثيل يسوع لكنها جامدة من غير حركة وقد نتعلم منها الوداعة و نتعرف على بهاء يسوع أما درس التواضع فلا يمكن أن نتعلمه إلا من خلال التطبيق الفعلي وهذا هو الذي فعله يسوع في خميس الفصح اليهودي.
الرب يقويك يا أخي وردا كي تستمر في كتابة هكذا مقالات نفهم منها معاني حياة يسوع على الأرض كي نقتدي بها.
مع المودة والتقدير،
      حنا شمعون / شيكاغو

غير متصل albert masho

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2017
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
العزيز وردا اسحاق والاخوة المتحاورين الكرام , غسل ارجل التلاميذ تحتاج الى درجة عالية من التواضع لذلك لا تمارس سوى في عيد الفصح وفي الغالب للاطفال فقط , بينما نحتاج الى هذه الممارسة في عدة مناسبات والهدف من ذلك هو التذكير ان ارتفاع درجة الانسان امام الله هي من خلال النزول اكثر الى الاسفل تقول الاية في ايوب ( اي 5: 11 الجاعل المتواضعين في العلى فيرتفع المحزونون الى امن.) كذلك يقول الرسول يوحنا في سفر الرؤيا الاصحاح الاول (17 فلما رايته سقطت عند رجليه كميت، فوضع يده اليمنى علي قائلا لي:«لا تخف، انا هو الاول والاخر، ), كذلك يقول الرب يسوع المسيح في انجيل متى (مت 23: 12 فمن يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع.), قيامة مجيدة وكل عام وانتم جميعا بالف خير وصحة وسلام .

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
الأخ حنا شمعون المحترم
أجل غاسل أقدام الآخرين يحتاج إلى تواضع ، وألتواضع سلاح قوي ضد الشيطان ودواء ناجح لكبريائنا . في الماضي كان يقتصر غسل الأرجل في كنائسنا للأطفال فقط ، لكن يجب أن يكون للكبار أولاً ، فالمسيح الذي غسل أرجل تلاميذه يعني طهرها لكي تكون نقية ومستعدة للأنطلاق في طريق التبشير ونقل الرسالة ، لهذا بدأت الكنائس بغسل أرجل الشباب لكي يتهيئوا لخدمة الرسالة . هنيئاً لكم الأب القدير أياد خنجرو ، كنت ألتقي به دائماً في فلنت ، تحياتي إليه . أما عن التماثيل في الكنيسة فأنا أقرأ فيها الكثير ، ليست جامدة لمن ينظر إليها ويصلي أمامها ، فنظرات وصلوات وتأملات المصلي تعبر حدود التمثال نحو الهدف أو إلى صاحب التمثال ، فالتمثال هو كسهم الدلالة الموجه إلى الهدف ، فعلينا عند الصلاة أو حتى النظر إليه أن لا تجمد نظراتنا في حدوده ، بل تتعدى إلى ما ورائه وصاحب التمثال يصغي ويقبل صلواتنا وطلباتنا . وهكذا بالنسبة إلى صورة أو أيقونة . وأخيرا أقول التواضع هو ثوب المؤمن . شكرا لخاتمتك وأنا خادم الكلمة ، أنشرها في مقالاتي في المواقع وعلى صفحتي وهذه السنة العاشرة ، أطلب من يسوع القائم أن يعضدني لأستمر في خدمتكم ، وكل عام وأنتم بخير وفرح المسيح

غير متصل وردااسحاق

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1208
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • https://mangish.net
الأخ ألبرت مشو المحترم
نعم غسل الأرجل يحتاج إلى تواضع ومحبة الآخر ، وكما ذكرت في تعليقاتي السابقة بأن التواضع هو سلاح المؤمن ضد العدو المتكبر ، لا يستطيع المؤمن ان يرتقي نحو الكمال الروحي إلا أن يعيش على قاعدة الأتضاع ، وهكذا كان يسوع متواضعاً ووديعاً فعلينا أن نقتدي به . أما غسل الأرجل في عيد الفصح فقط فلأن حدث غسل الأرجل وقع في زمن الفصح ، لكن علينا وكما ذكرت في المقال بأن لا نفكر فقط في غسل الأرجل ، بل غسل دموع البائسين ، وجروح المتألمين ، ومساعدة وخدمة المحتاجين هكذا تتوسع دائرة الخدمة إلى ما هو أسمى . المسيحية كلها خدمة وسببها هو المحبة المسيحية حتى للأعداء لكي نحررهم من الظلام إلى النور . وكل عام وأنت بخير وفرح