المحرر موضوع: الموت والحياة مع يسوع المسيح  (زيارة 1085 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نمير لوسيا

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 47
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الموت والحياة مع يسوع المسيح

من اعماق بحار الانسان السحيقة المُظلمة التي لم تدركها نور المسيح نظر الى ليل القديس بولس فرأ ى سماءً ينير ليلها نجوم المسيح فشده النور وتعلق بأشعته الجميلة البهية التي ملكت كيانه ومن ظُلمات الموت السحيقة تلك رغب في ان يرتقي ويسلك الطرق الوعرة الضيقة المؤدية الى جبل الحياة . تأمل كثيراً في رسالة القديس بولس الى اهل رومية والى ذلك العنوان الذي لم يرى اجمل منه الا وهو . " الموت والحياة مع يسوع المسيح " فبدأ يلتمس النور وهو يُبدد ظُلمة طرق  الحياة الوعرة المؤدية الى قمة جبل الرب كلما تعمق في خارطة الطريق التي وضعها بولس الرسول الداخل الى سماء المسيح من عُتمة ظُلمة شاؤول الباحث عن نورالله . فألمومن الجديد الذي ادركت ظُلماته نور المسيح لا يستطيع ان يعيش في الظُلمة وهذا ما يُشدد عليه في قوله فأننا نعلم ان انساناً العتيق قد صلب مع المسيح لكي يتلف جسد الخطيئة حتى لا نعود نستعبد للخطيئة . فمن يتحرر من جاذبية الارض الفانية بعد ان يكتسب ميكانيزم روح القداسة اللازمة ويحلق في سماء المسيح سماء القداسة والنور لا يعود الى عتمة ظلمة الارض بل يتوغل اكثر فاكثر في فضاء مسيحي رباني لا تدركه الظلمة ونستشف ذلك ملياً من موقف المسيح مع مريم المجدلية الزانية اثناء محاولة اليهود رجمها اذ قال لها وانا لا احكم عليك اذهبي " ولا تعودي الى الخطيئة " ومن ثم قال انا نور العالم من يتبعني لا يخبط في الظلام بل له نورالحياة  اذاً هي دعوة لكل انسان مؤمن يروم ان يتعقب خطى المسيح ورسله وقديسيه وان يرقي جبل الجلجلة وان يصلب انسانه العتيق المستعبد للخطيئة لكي ينال اكليل القيامة في ان يكون معه . فطريق الجلجلة طويل وشاق ومليء بالتجارب ، طريق يسلكه المؤمن لسنين وسنين ولربما انساناً العتيق الذي كان ينبغي ان يصلب مع المسيح لم يمت وهو حيُ فينا وخيانة الاسخريوطي تتجدد فصولها في حياة كل مؤمن ، نعم انه صراع ابدي بين آلام الصليب وبهجة القيامة ، صراع نعيشه كل يوم في ان نكون معه حتى النهاية او ان نتركه في زمن الاغواء والشدائد . ربما لا نتحلى بشجاعة مار بطرس بالرغم من نكرانه له ولا بوفاء الحبيب يوحنا الا ان الكبوات يجب ان لا تثنينا عن اللحاق بقطار القيامة وساعات الشك في جدوى اللحاق ينبغي ان لا تقتل ساعات الغبطة في مشاركة المسيح بهجة القيامة.