المحرر موضوع: يريفان تلك التي نهضت قصيدة : بهنام عطاالله  (زيارة 3255 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د. بهنام عطااالله

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1509
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
             يريفان
           تلك التي نهضت

            بهنام عطاالله

(كتبتها خلال زيارتي لأرمينيا في 20 تموز 2017 ونشرت في مجموعتي الشعرية (مر الظلام من هنا) ..أنشرها هنا لمناسبة مرور  104 عاما للمجازر والمذابح التي إرتكبها العثمانيون ضد الأرمن والسريان واليونانيين العام 1915 وفيما بعد).

يريفان
ابتسامة ثكلى لمواسم الألم
طيور مهاجرة بإتجاه الجنوب
قصيدة تشبه الكرة الأرضية
مدونة بالحجر
قبل التشريع والقانون والأفكار العظيمة
مدونة بالدم  والبارود والتهجير
قالت : لا للهمجية
نبت تحت تماثيلها البرونزية
ونصبها التاريخية
وأيقونات كنائسها القديمة
عشبة الحياة
هي مثل كلكامش تنبثق من أسفل
خاصرة المياه
ودورات الطبيعة

يريفان
لوحة سريالية
رسمها فنان أرمني منذ عصر التشرد والمذابح
وحشرجات الإبادة الجماعية العثمانية (سيفو)
أمامها أبدو شاعرا مجنونا تائها
مثل بخديدا السريانية
تدخل القصائد عنوة
وتخرج منها عنوة
أقفل كل الأبواب
ألملم أهدابها
عند مدرجات (كاسكاد) الألف
أو دير (موقرتايا)
تخرجني من سراديب الحزن
تحاورني بين أروقة الفرح
وعند تماثيل ..
الموسيقيين
 والجنود
 والشهداء
 والشعراء
(مسيروب) من ابتكر الأبجدية
(فاروجان) الأديب الشهيد
أرارآت التوراتية رمزها الوطني
يريفان لها شهادة ميلاد خاصة
مختومة بالألم والشهادة
لأنها نهضت من كبوة الإبادة

يريفان
من شفة بحيرة (سيفاناليتش)
 وقمة جبل آرارات
تطلع نافورات الحلم الأبدية
من صليبها الحجري (الخاتشكار)
من كنيستها الأثرية المؤثثة
بالمرر الأرمني
هي وحدها تمسك بيدي
لا تتركني
تأخذني في نزهة بحرية
أو تمر بي إلى (كارني)
وأ%عمدته الرخامية
لأكتب سفرا من تاريخ الكون
تمارس حبها معي علنا
وتلعب على حبال الوقت
بعيدا عن مخافر الشرطة
وإرهاب الجندرمة
مازال نصب الأم الأمينية
يراقب العاصمة من أعلى التلة
يحتضنها بكل هدوء
يباركها / يحرسها
يخلد انتصارات الوطن

يريفان
إمرأة مجنونة
ينبثق الماء من نهديها
مثل نافوات هائجة
تطاردني في..
الحانات
والمقاهي
والمطارات
والفنادق
والمطاعم
في ساحة الجمهورية
التقيت بها ذات مساء
مع رقصة المياه الغجرية
وسيمفونيا
بيتهوفن وتشايكوفسكس
وبورودين الشهيرات
انها ترشق كل اوراقي
التي لملمتها ذات بسمة
بالماء الملون والعذابات والحسرات
تتدخل في حياتي السرية
تأخذني بيدي تلك الفتاة الأوكرانية
تشد على خصري
انا القروي المهاجر منذ آدم
من بلاد :
التشظي
التشرد
والحروب
والمعارك الموسمية
فلا خلاص من هذا الجنون
لا خلاص..
إلا بالجنون
أو فوهة بندقية

 أرمينيا / يريفان
20 تموز 2017