المحرر موضوع: تبرّمَ سنحاريب.. واستاء حمورابي!!  (زيارة 1653 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل iraq my home

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 46
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تبرّمَ سنحاريب.. واستاء حمورابي!!
أرسلت بواسطة منبر زهريرا الحر في الأحد 04 ايلــــــول 2005
الموضوع:مقالات
 



 

((حميد الموسوي ـ بغداد))
عشقناه.. قلنا فيه ما لم يقل ولها في معشوقته

تخيلناه فريداً لا يضاهى وعالياً لا يدانى.. حسبناه الأمل.. ونفذ صبرنا "ونحن صنّاع الصبر" بانتظار مولده.. وتمنيناه يولد ماشياً.. فولد معاقاً!، حتى بدا وكأن الذين كتبوه.. وضعوه لأنفسهم وليس لوطن غارق في مشاكله السياسية والأمنية، وليس لشعب عانى الأمرّين من حقب السلطة الاستبدادية القمعية طيلة عقود سود، وتنفس لأول مرة في تاريخه المعاصر رياح الحرية، وتنسم بعد سني القهر والحرمان هبوباً من رذاذ الديمقراطية!، كل يسحب النار لقرصه، من زايد على نقاط يهلل لها أعداء العراق، ومن زرع فقرات حجر عثرة لو نفذت لأختلف على غيرها، ومن لم يستطع الإنفكاك من أسر أفكاره الشمولية فوجد لها أرضاً خصبة في مسودة الدستور، ومن.. ومن!.
كم دعونا أن يكون بعيداً عن أحابيل الساسة وتطلعات أصحاب النفوذ.. ورجونا أن يكون ضماداً شافياً، لكن يبدو إننا كنا أبرياء وحسني نية أكثر من اللازم، وكنا متفائلين الى حد العمى!.
حين وضعنا ثقتنا، وأسلمنا رقابنا.. وتدافعنا تدافع الملهوفين الذين لا يبصرون سوى حاجاتهم. لسنا نادمين.. ولا نريد تحميل القيادات الوطنية أدنى منّة، وما قدمناه إنبثق من صميم وطنيتنا وحرصنا على نجاح العملية الانتخابية.. وما ضحينا من أجله يستحق التضحيات الجسام طالما صب في مصلحة العراق الجديد، ونفس هذا الحرص يدفعنا.. للعتب بمرارة.. خوفاً على منجزات التغيير.. وطمعاً في تحقيق المزيد من المنجزات.. وإعادة ما اغتصب من حقوق.. ورفع ما تراكم من حيف وغبن.
صحيح إن وجود حالة من عدم التوافق التام، لا تزري بالدستور.. وصحيح أن تسجيل إعتراض هنا.. واختلاف هنا.. ورفض لا يعني عدم شرعية الدستور، فليست هناك دساتير ولا قوانين في العالم اكتسبت التوافق التام. لكن وضع العراق الجديد وخصوصيته التي تختلف شكلاً ومضموناً مع اوضاع العالم العربي والمحيط الإقليمي حتمت صياغة دستوره صياغة خاصة تنسجم ووضعه المتفرد، وأوجبت إختلافه عن جميع دساتير العالم. يعزز رأينا هذا ويدعم تصورنا وجود هذا الكم الهائل من الإرث الحضاري وبعمق الآف السنين في مجال سَن الشرائع والقوانين وفي كافة المجالات، كما أن المستوى الفكري والفقهي والقانوني والسياسي الذي يتمتع به المختصون من مفكرينا وسياسينا وقادة الأحزاب والحركات الوطنية لا يرقى اليه الشك.. ولا يقبل إبداعاً عن الأفكار المعاصرة. وهذا من أول الأسباب التي جعلتنا نطمئن الى ولادة دستور رائد متفرد.
لسنا مع الأصوات المتصيدة في الماء العكر.. الباحثة عن عثرة هنا وكبوة هناك لتجعل منها بالوناً إعلامياً للتشهير.. مع إنها تعيش نظماً عشائرية ما عرفت الدستور يوماً على امتداد وجودها.
ولسنا مع المواقف التي تتباكى خوفاً على العراق ومستقبله "زوراً وبهتاناً وهي التي تمد الإرهاب بكل ما يحتاجه لذبح العراقيين وتدمير بنيتهم التحتية".
نحن مع العراق الجديد.. ومع وحدته الوطنية الصادقة.. ومع دستوره الجديد يحدونا كبير الأمل بلجنة صياغته.. وواضعيه، أن يعيدوا النظر مجدداً طالما تركت نهايات مفتوحة في مواده وفقراته التي غبنت حقوق قوميات حفرت بأظافرها وأسنانها تاريخ العراق في قلب الزمن وروت بدمائها باسقات نخيلة.